المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحمــــــــــــــــــــــ ـــد مطـــــــــــــــــــر 1



فيصــل
30-06-2005, 02:10 PM
أحمد مطـــر .. شاعر متفــرد .. يغرد خـــارج الســــرب .. أحبــه الجميع " وأنا منهــم " واختلــف معه الجميـــع .. ونفــاه الجميــع .. واستقــر في منفــاه السياسي بلندن .. قد يختلف معي البعض .. وبغض النظر عن المشـــارب والمذاهــب .. أتمنى أن تكــون المطالعه أدبيـــه بحتـــه .. !!

*************

ذكـــــــرى

20-10-1424 هـ

كَمْ عالِمٍ مُتجـرِّدٍ
وَمُفكّرٍ مُتفـرّدٍ
أَجـرى مِـدادَ دِمائهِ في لَيلِـنا
لِيَخُطَّ فَجْـرا ..
وَإذِ انتهى
لَمْ يُعْـطَ إلاّ ظُلْمَة الإهمالِ أَجْـرا .
وَقضى على أيّامهِ
مِن أجْـلِ رفعةِ ذِكـرِنا
في العالمينَ
وإذ قَضى.. لَمْ يَلْقَ ذِكْـرا
وَتموتُ مُطرِبَة
فَينهدِمُ الفضاءُ تَنَهُّداًَ
وَيَفيضُ دَمعُ الأرضِ بَحْـرا
وَيَشُـقُّ إعـلامُ العَوالِم ثَوبَـهُ ..
لو صَحَّ أنَّ العُـرْي يَعـرى !
وَتَغَصُّ أفواهُ الدُّروبِ
بِغُصَّةِ الشّعبِ الطَروبِ
كأنَّ بَعْدَ اليُسْرِ عُسْرا .
وكأنَّ ذكرى أُنْسيَتْ أمْرَ العِبـادِ
وَأوْحَشَتْ دَسْتَ الخِلافةِ في البـلادِ
فَلَمْ تُخلِّفْ بَعدَها.. مِليونَ أُخرى !
أَلأَجْلِ هـذي الأُمّةِ السَّكْرى
تَذوبُ حُشاشَةُ الواعي أسىً
وَيَذوبُ قَلبُ الحُرِّ قَهْرا ؟!
ياربَّ ذكرى
لا تـَدَعْ نَفَساً بها ..
هِيَ أُمّـةٌ بالمَوتِ أحرى .
خُـذْها ..
ولا تترُكْ لَها في الأرضِ ذكرى !


أحمد مطر
13/ 12 / 2003


===============

أمثولة الكائنات


24-3-1424 هـ

وأنتَ يا ابنَ موطني
لولا خَيالُ مَعْدَةٍ
تكادُ لا تبدو !
لا يُوجَدُ النَّقْدُ على كَفِّكَ
إِن لم يَنعَدِمْ في ثَغركِ النَّقدُ.
ثَغرُك يا ابنَ موطني
يَلتقِطُ البُلبلُ قُوتَ يَومِهِ
لكنَّهُ فوقَ الذُّرا يَشدو .
وَهْوَ إذا راحتْ فِخاخُ الصَّيدِ تَمتدُّ
واستكلبَ الصَّيدُ
مَدَّ الجناحين إلى
حُريَّةٍ واسعةٍ ليسَ لَها حَـدُّ .
وتَثـقُلُ الغَيمةُ مِن تخمِتها
لكنّها فوقَ الذُّرا تعدو
وَهْيَ إذا صارت عَلَيْها الرِّيحُ تَشتَدُّ
واستكلبَ البَرْدُ
تَحرّكتْ في قلبها صاعِقَةٌ
وَضَـجَّ في شفاهِها الرَّعدُ .
والوَردُ يَحسو قُوتَهُ تحتَ الثّرى
لكنَّهُ فوقَ الذُّرا وَردُ
وَهْوَ إذا صارَ عليهِ النّحْلُ يَنْهَدُّ
واستكلبَ الحَصْدُ
لَمْ يَخْـشَ أن يُطلِقَ صوتَ عِطرهِ
ولو جرى مِن دُونهِ الشَّهْدُ .
وأنتَ يا ابنَ موطني
لولا خَيالُ مَعْدَةٍ
تكادُ لا تبدو !
لا يُوجَدُ النَّقْدُ على كَفِّكَ
إِن لم يَنعَدِمْ في ثَغركِ النَّقدُ.
ثَغرُك يا ابنَ موطني
ما هُوَ إلاّ ثَغَرةُ
بالخُبز تَنْسَدُّ !
والخُبزُ هذا خُبُزكَ المسْروقُ
والواهِبُ هذا.. سارقُ وَغْـدُ
مِنْهُ عَلَيكَ الذُّل والجَلْدُ
وَمِنكَ فيهِ الشُّكرُ والحَمْدُ !
***
العَبْدُ ليسَ مَن طوى
قَبضَتَهُ القَيدُ
بَل هُوَ يا ابْنَ موطني
مَنِ يَدُهُ مُطلَقَةُ
وَقَلبُهُ عَبْدُ !



أحمد مطر
17 - 5 - 2003

=========================


القــــرابين


29-12-1423 هـ


مُنذُ ما يَقرُبُ مِن خَمسينَ عاما
كالقرابين فداء المستبدين " النشامى" .
يا شعوباً من سراب
في بلاد من خراب..
أي فرْق في السجايا
بين نسر و عقاب ؟!!!
هَطَلَتْ مِن كُلِّ صَوْبٍ عَينُ باكٍ
وَهَوَتْ مِن كُلِّ فَجٍّ كَفُّ لاطِمْ
وَتَداعى كُلُّ أصحابِ المواويلِ
وَوافَى كُلُّ أربابِ التّراتيلِ
لِتَرديدِ التّواشيحِ وتَعليقِ التّمائِمْ
وأقاموا، فَجأةً، مِن حَوْلِنا
سُورَ مآتِمْ .
إنَّهم مِن مِخلَبِ النَّسْرِ يخافونَ عَلَيْنا ..
وَكأَنّا مُستريحونَ على ريشِ الحَمائِمْ !
ويخافُونَ اغتصابَ النَّسْرِ لِلدّارِ ..
كأنَّ النَّسْرَ لَمْ يَبسُطْ جَناحَيْهِ
على كُلِّ العَواصِمْ !
أيُّ دارٍ ؟!
أرضُنا مُحتلَّةٌ مُنذُ استقلَّتْ
كُلَّما زادَتْ بها البُلدانُ.. قَلَّتْ !
وَغِناها ظَلَّ في أيدي المُغيرينَ غَنائِمْ
والثّرى قُسِّمَ ما بينَ النّواطيرِ قَسائِمْ .
أيُّ نِفطٍ ؟!
صاحِبُ الآبارِ، طُولَ العُمْرِ،
عُريانٌ وَمَقرورٌ وصائِمْ
وَهْوَ فَوقَ النّفطِ عائِمْ !
أيُّ شَعْبٍ ؟!
شَعبُنا مُنذُ زَمانٍ
بَينَ أشداقِ الرَّدى والخوفِ هائِمْ
مُستنيرٌ بظلامٍ
مُستجيرٌ بِمظالِمْ !
هُوَ أجيالُ يَتامى
تَتَرامى
مُنذُ ما يَقرُبُ مِن خَمسينَ عاما
كالقَرابينِ فِداءَ المُستبدّينَ " النّشامى" .
كُلُّ جيلٍ يُنتَضى مِن أُمِّهِ قَسْراً
لِكَيْ يُهدى إلى (أُمِّ الهَزائِمْ)
وَهْيَ تَلقاهُ وُروداً
ثُمَّ تُلقيهِ جَماجِمْ
وَبُروحِ النَّصرِ تَطويهِ
ولا تَقَبلُ في مَصْرعِهِ لَوْمةَ لائِمْ .
فَهُوَ المقتولُ ظُلْماً بيدَيْها
وَهُوَ المَسؤولُ عن دَفْعِ المَغَارِمْ !
فَإذا فَرَّ
تَفرّى تَحتَ رِجْلَيْهِ الطّريقْ
فَهْوَ إمّا ظامِئٌ وَسْطَ الصّحارى
أو بأعماقِ المُحيطاتِ غَرِيقْ
أو رَقيقٌ.. بِدماءٍ يَشتري بِلَّةَ ريقٍ
مِن عَدُوٍّ يَرتدي وَجْهَ شَقيقٍ أو صَديقْ !
فَلماذا صَمَتُوا صَمْتَ أبي الهَوْلِ
لَدَى مَوْتِ الضّحايا..
واستعاروا سُنَّةَ الخَنساءِ
لَمّا زَحَفَتْ كَفُّ المَنايا
نَحْوَ أعناقِ الجَرائِمْ ؟!
* *
يا شُعوباً مِن سَرابٍ
في بلادٍ مِن خَرابْ..
أيُّ فَرْقِ في السَّجايا
بَينَ نَسْرٍ وَعُقابْ ؟!
كُلُّها نَفْسُ البهائِمْ
كُلُّها تَنزِلُ في نَفْسِ الرّزايا
كُلُّها تأكُلُ مِن نَفسِ الولائِم
إنّما لِلجُرْمِ رَحْمٌ واحِدٌ
في كُلِّ أرضٍ
وَذَوو الإجرامِ مَهْما اختلَفَتْ أوطانُهمْ
كُلٌّ توائِمْ !
* *
عَصَفَ العالَمُ بالصَفَّينِ
حَقْناً لِدِمانا
وانقَسَمْنا بِهَوانا
مِثْلَما اعتَدْنا.. إلى نِصفَينِ
ما بَينَ الخَطيئاتِ وما بينَ المآثِمْ
وَتقاسَمْنا الشّتائِمْ .
داؤنا مِنّا وَفينا
وَتَشافينا تَفاقُمْ !
لو صَفَقْنا البابَ
في وَجْهِ خَطايا العَرَبِ الأقحاحِ
لَمْ تَدخُلْ عَلَيْنا مِنْهُ
آثامُ الأعاجِمْ !


أحمـد مطـر
يـوم السبت 1- 3-2003


==========================


في سبيل المجـد ..!!


22-10-1423 هـ

إنّما أيّامُكمْ مُحدَثَةٌ
تَمشي على عَكْسِ خُطى آبائِها .
هِيَ في التّجديدِ لابُدّ لَها
أن تَفصِلَ الأشياءَ عن أسمائِها !
وَهْيَ في السُّرعةِ لابُدَّ لَها
أن تُسقِطَ الزّائِِدَ مِن أعبائِها :
الهُدى،
والشّرفَ التالِدَ،
والعِفّةَ، والعِزّةَ، والصّدْقَ
وما شابَهَ مِمّا حَمْلُهُ
يُسرِعُ في إبطائِها !
وَهْيَ في التّغييرِ لابُدَّ لَها
أن تُبدِلَ النّظرةَ لِلعَوْراتِ
في أعضائِها..
فَهْيَ لا ترفَعُ ذَيلَ الثَّوبِ
عن (أشيائِها)
مِن قِلّةِ استحيائِها .
إنّما ترفَعُهُ
كي تَستُرَ المكشوفَ مِن أثدائِها !
فاشكروا اللّهَ على آلائِها
واجعَلوا أصواتَكُمْ
بعضَ صَدى أصدائِها :
بِنَعيقٍ طَعِّموا لَحْنَ أغانيكُمْ
إلى أن تُفلحوا، يَوماً، بإتقانِ النَّهيقْ .
وارفعوا أَدمغةَ النّاسِ
على مَتْنِ الفضائيّاتِ
حتّى تَبلُغَ القَعْرَ السَّحيقْ .
وَضَعوا تاجَ بَيانِ الشِّعرِ مَقلوباً
على خَلْفيَّةِ النَّثرِ الصَّفيقْ .
وانظروا عَبْرَ عَماكُمْ
واجذِبوا زَفرتَكْمْ عِندَ الشَّهيقْ !
لن تَفوزوا بِرضا الأيّامِ
حتّى تخسروا الصِّحّة كُرمى دائِها
وَتُريقوا دَمَكْمْ حُبّاً لَدَى بَغْضائِها !
فاحْرُسُوا يَقْظَتكُمْ
خَشيةَ أن ترتَدَّ عن إغفائِها .
واطرحوا آلامَكُمْ
كي تَجمعَ المطروحَ من أبنائِها .
وامنحوا أقلامَكُمْ
حُريَّةَ التعبيرِ عن أخطائِها .
وانزعوا أحلامَكُمْ
ثُمَّ اغسِلوها
واعصروها
واشرَبوا مِن مائِها !

أحمــد مطـــر


==================


إصعــــــــــــــد


9-9-1423 هـ

لا.. لَمْ تكُنْ لُعْبـَهْ
ولَمْ تكنْ كِذْبَـهْ
ولم تكنْ خُلاصـةً لِلخـوفِ والرّهبَـهْ
نِسبةُ تأييـدكَ جاءَتْ كلُّها
بمُنتهى الإخـلاصِ والرَّغبـَهْ.

الشّعـبُ كُلـُّهُ انحنـى
بينَ يَدَيـكَ آمِناً ومُؤمِنا
حتّـى أنا
وكُلُّ مَن حَـوْلـي هُنا
في غُربِـة الغُربـَهْ.

وَكُـلُّ مَن في رَِحـمِ الأُمّ انثـنى
وكُلُّ مَن توسَّـدَ التُّربَـهْ.

مَـلأتَ قلبَ الشّـعبِ بالحُـبِّ
فلا غَــرْوَ إذا
أعطاكَ هذا الشّعـبُ
مِن فـَرْطِ الهـوى.. قَلبَـهْ.
أوطـافَ مِن حَوْلكَ مَحمـومَ الخُـطى
أكثَر ممّا طِيـفَ بالكعبَهْ !

يا مائـةً في مائـةٍ
يا غاطِساً في بركَـةِ الحُـبِّ إلى الرُّكْبَـهْ
شعُبـكَ أعَطـاكَ الذّي
لَمْ يُعْطـهِ رَبَّـهْ !

ها أنتَ مِنهُ آمِـنٌ
وأنتَ فيهِ مُؤتَمَـنْ
فاصعَـدْ إلى الشّعـبِ إذَنْ
مُرتَدياً حُبَّـهْ.
ولاتَضَـعْ بينكُما حِراسَـةٍ
يكفيكَ أن تَحرُسـكَ (النِّسْبـهْ).
أو دَعْـهُ يَتبَعْكَ إلى
سابـع أرضٍ
عَلَّـهُ.. يَنجـو مِنَ الضَّربَهْ!



أحمد مطر


========================


'' غـزل بوليـسي''


26-4-1423 هـ

شِعـرُكَ هذا .. شِعْـرٌ أَعـوَرْ !
ليسَ يرى إلاّ ما يُحـذَرْ :
فَهُنـا مَنفى، وَهُنـا سِجـنٌ
وَهُنـا قَبْـرٌ، وَهُنـا مَنْحَـرْ .
وَهُنَـا قَيْـدٌ، وَهُنـا حَبْـلٌ
وَهُنـا لُغـمٌ، وََهُنـا عَسْكـرْ !
ما هـذا ؟
هَـلْ خَلَـتِ الدُّنيـا
إلاَّ مِـنْ كَـرٍّ يَتكـرَّرْ ؟
خُـذْ نَفَسَـاً ..
إسـألْ عن لَيلـى ..
رُدَّ على دَقَّـةِ مِسكـينٍ
يَسكُـنُ في جانبِكَ الأيسَـرْ .
حتّى الحَـربُ إذا ما تَعِبَتْ
تَضَـعُ المِئـزَرْ !
قَبْلَكَ فرسـانٌ قـد عَدَلـوا
في مـا حَمَلـوا
فَهُنـا أَلَـمٌ .. وهُنـا أَمَـلُ .
خُـذْ مَثَـلاً صاحِبَنا (عَنتَـرْ)
في يُمنـاهُ يئِـنُّ السّـيفُ
وفي يُسـراهُ يُغنّي المِزهَـرْ !

**
ذاكَ قَضيّتُـهُ لا تُذكَـرْ :
لَـونٌ أسمَـرْ
وَابنَـةُ عَـمٍّ
وأَبٌ قاسٍ .
والحَلُّ يَسـيرٌ .. والعُـدّةُ أيْسَـرْ :
سَـيفٌ بَتّـارٌ
وحِصـانٌ أَبتَـرْ .
أَمّـا مأسـاتي .. فَتَصَــوَّرْ:
قَدَمــايَ على الأَرضِ
وقلـبي
يَتَقَلّـبُ في يـومِ المحشَـرْ !

**
مَـعَ هـذا .. مثلُكَ لا يُعـذَرْ
لمْ نَطلُـبْ مِنـكَ مُعَلَّقَـةً ..
غازِلْ ليلاكَ بما استَيْـسَرْ
ضَعْـها في حاشِيـةِ الدّفتَـرْ
صِـفْ عَيْنيهـا
صِـفْ شَفَتيهـا
قُـلْ فيهـا بَيتـاً واتركْهـا ..
ماذا تَخسَـرْ ؟
هَـلْ قَلْبُكَ قُـدَّ مِـنَ المَرمَـرْ ؟!

**
حَسَـناً .. حَسَـناً ..
سَـاُغازِلُها :
عَيْناها .. كظـلامِ المخفَـرْ .
شَفَتاها .. كالشَّمـعِ الأحمـرْ .
نَهـداها .. كَتَـورُّمِ جسمـي
قبـلَ التّوقيـعِ على المحضَـرْ .
قامَتُهـا .. كَعَصـا جَـلاّدٍ ،
وَضَفيرتُها .. مِشنَقَـةٌ ،
والحاجِـبُ .. خِنجَـرْ !
لَيْـلايَ هواهـا استعمارٌ
وفـؤادي بَلَـدٌ مُستَعْمَـرْ .
فالوعـدُ لَديْها معـروفٌ
والإنجـازُ لديهـا مُنكَـرْ .
كالحاكِـمِ .. تهجُرني ليـلى .
كالمُخبرِ .. تدهَمُـني ليلا !
كمشـاريـعِ الدّولـةِ تَغفـو
كالأسطـولِ السّادسِ أسهَـرْ .
مالي منها غـيرُ خَيـالٍ
يَتَبَـدّدُ سـاعةَ أن يَظهَـرْ
كشِعـارِ الوحـدةِ .. لا أكثـرْ !
ليلـى غامِضَـةٌ .. كحقـوقي،
وَلَعُـــوبٌ .. كَكِتـابٍ أخضَـرْ !

**
يكفـي يا شاعِرَنا ..
تُشكَـرْ !
قَلَّبتَ زبالتَنا حـتّى
لمْ يبـقَ لمزبلـةٍ إلاّ
أنْ تخجـلَ مِـنْ هذا المنظَـرْ !
هـل هذا غَـزَلٌ يا أغبَــرْ ؟!

**
قُلتُ لكـم .
أَعـذَرَ مَـنْ أَنـذَرْ .
هـذا ما عِنـدي ..
عَقْـرَبـةٌ
تُلهمُـني شِعـري .. لا عبقَـرْ!
مُـرٌّ بدمـي طَعْـمُ الدُّنيـا
مُـرٌّ بفَمـي حتّى السُّكّـرْ !
لَسـتُ أرى إلاّ ما يُحـذَرْ .
عَيْنـايَ صـدى ما في نَفْسـي
وبِنَفسـي قَهْـرٌ لا يُقهَـرْ .
كيفَ أُحـرِّرُ ما في نفسـي
وأَنـا نفسـي .. لم أَتحَـرّرْ ؟!


أحمــد مطــر


==========================


قصيــدة لهذا الإله أُصعّــرُ خــدّي ( في بـــوش )

****

أهذا الذّي يأكُلُ الخُبزَ شُرْبا

وَيَحسَبُ ظِلَّ الذُبابةِ دبـّــاً

وَيمَشي مكِبـــّــاً

كما قد مَشي بالقِماطِ الوَليد

أهذا الغبيُّ الصَّفيقُ البَليدْ

إلهٌ جَديدْ ؟؟؟

أهذا الّذي لم يَزَلْ ليسَ يَدْري

بأيِّ الولاياتِ يُعنىأخوهُ

وَيَعْيا بفَرزِ اسمهِ إذ يُنادى

فِيحَسبُ أنَّ اُلمنادى أبوهُ

ويجعَلُ أمْرَ السَّماءِ بأمرِ الّرئيسِ

فَيَرمي الشِّتاءَ بِجَمْرِ الوَعيدْ

إذا لم يُنَزَّلْ عَليهِ الجَليدْ ؟!

أهذا الَذي لايُساوي قُلامَةَ ظُفرٍ

تُؤدّي عَنِ الخُبزِ دَوْرَ البَديلِ

ومِثقالَ مُرٍّ

لِتخفيفِ ظِلِّ الدِّماءِ الثّقيلِ

وَقَطرةَ حِبْرٍ

تُراقُ على هَجْوهِ في القَصيدْ..؟

أهذا الغبيُّ الصَّفيقُ البَليدْ

إلهٌ جَديدْ ؟!

أهذا الهُراءُ.. إلهٌ جَديدْ

يَقومُ فَيُحنى لَهُ كُلُّ ظَهْرٍ

وَيَمشي فَيَعْنو لَهُ كُلُّ جِيدْ

يُؤنِّبُ هذا، ويَلعَنُ هذا

وَيلطِمُ هذا، وَيركَبُ هذا

وَيُزجي الصَّواعِقَ في كُلِّ أرضٍ

وَيَحشو الَمنايا بِحَبِّ الَحصيدْ

وَيَفعَلُ في خَلْقِهِ مايرُيدْ ؟!

لِهذا الإلهِ... أُصَعِّرُ خَدّي

وأُعلِن كُفري، وأُشهِرُ حِقدي

وأجتازُهُ بالحذاءِ العَتيقِ

وأطلُبُ عَفْوَ غُبارِ الطّريقِ

إذا زادَ قُرباً لِوَجْهِ الَبعيدْ !

وأرفَعُ رأسي لأَعلـى سَماءٍ

ولو كانَ شَنْقاً بحَبْلِ الوَريدْ

وأَصْرُخُ مِلءَ الفَضاءِ المديدْ :

أنا عَبدُ رَبِّ غَفورٍ رَحيمٍ

عَفُوٍّ كريمٍ

حكيمٍ مَجيدْ

أنا لَستُ عبداً لِـعبْدٍ مَريدْ

أنا واحِدٌ مِن بقايا العِبادِ

إذا لم يَعُدْ في جميعِ البلادِ

ِسوى كُومَةٍ من عَبيدِ العَبيدْ.

فأَنْزِلْ بلاءَكَ فَوقي وتحتي..

وَصُبَّ اللّهيبَ، ورُصَّ الحَديدْ

أنا لن أحيدْ

لأنّي بكُلِّ احتمالٍ سَعيْد:

مَماتي زَفافٌ، وَمَحْيايَ عِيدْ

سَأُرغِمُ أنفَكَ في كُلِّ حالٍ

فإمّا عَزيزٌ.. وإمّا شَهيدْ !


أحمــد مطــر


====================

وللجميـــــع تحيــــــاتي

سعودعبدالله
30-06-2005, 07:05 PM
فيصــــــــــــــــل

لاهنت ولاهان ابداعك

سجل اعجابي بشخصك الكريم وقلمك الرائع

اخوك

سعودعبدالله

أمل عبدالعزيز
30-06-2005, 08:49 PM
,
,
,


لي عودة مع المطر يافيصل


تحية لقلبك هنا

...

أبوعبدالرحمن
30-06-2005, 11:21 PM
وأنا هنا اسجل حضوري الاول


فالكلام يطول عندما يكون عن أحمد مطر


وسبق أن ادرجت موضوعين في منتديات غرابيل تحدثت فيها عن احمد مطر

أمل عبدالعزيز
01-07-2005, 06:12 AM
,
,
,
وهاأنا ذا عدت ياعزيزي فيصل:


http://www.arabiancreativity.com/images/mattar.jpg


أحمد مطر


ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات،في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب)
بدأ يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، كانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت


مشحونة بقوة عالية،الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.
وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد.
وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فكان يبدأالجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.
ثم صدر قرار نفيهما معاً ، وترافقا إلى لندن
ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن




\
\
\
الخــرافة

اغسِلْ يَديكَ بماءِ نارْ .
وَاحلِفْ على ألاّ تَعودَ لمِثْلِها
واغنَمْ نصَيبك في التّقـدُّمِ ..
بالفِـرارْ !
دَعْها وَراءَك في قَرارة مَوتِها
ثُمَّ انصرِفْ عَنها
وَقُلْ: بِئسَ القَـرارْ .
عِشْ ما تبقّى مِن حَياتِكَ
لِلحَياةِ
وَكُفَّ عن هَدْرِ الدِّماءِ على قِفارْ
لا يُرتجى مِنها النَّماءُ
وَلا تُبشِّرُ بالثِّمارْ .
جَرَّبْتَها
وَعَرَفت أنَّكَ خاسِرٌ في بَعْثِها
مَهْما بلَغتَ مِنَ انتصارْ .
حُبُّ الحياةِ إهانَةٌ في حَقِّها ..
هِيَ أُمَّةٌ
طُبِعَتْ على عِشْقِ الدَّمارْ !
هِيَ أُمَّةٌ
مَهْما اشتعلتَ لكي تُنير لَها الدُّجى
قَتَلتْكَ في بَدْءِ النَّهارْ !
هِيَ أُمّةٌ تَغتالُ شَدْوَ العَندليب ِ
إذا طَغى يَومًا على نَهْقِ الحِمارْ !
هِيَ أُمّةٌُ بِدمائِها
تَقتصُّ مِن غَزْو المَغُـولِ
لِتَفتدي حُكْمَ التَّتارْ !
هِيَ أُمَّةٌ
لَيسَتْ سِوى نَرْدٍ يُدار ُ
على مَوائِدَ لِلقِمارِ
وَمالَها عِنْدَ المَفازِ أو الخَسارْ
إلاّ التّلذُّذُ بالدُّوارْ !
هِيَ باختصارِ الاختصارْ :
غَدُها انتظارُ الاندثارِ
وأَمسُها مَوتٌ
وَحاضِرُها احتِضارْ !
** *
هِيَ ذي التّجاربُ أنبأتَكَ
بإنَّ ما قَد خِلْتَهُ طُولَ المَدى
إكْليلَ غارْ
هُوَ ليسَ إلاّ طَوْقَ عارْ .
هِيَ نُقِطةٌ سَقَطَتْ
فأسْقَطَتِ القِناعَ المُستعارْ
وَقَضَت بتطهير اليدينِ مِنَ الخُرافة جَيّدا ً
فَدَعِ الخُرافَةَ في قرارةِ قَبرِها
واغسِلْ يَديكَ بماءِ نارْ













أرق تحيــــــــــــــــة لك أيها الغالي فيصل وعلى مانقره من أن لأحمد شطحات مذهبية

لكن له أبيات بمثابة القنابل النووية...

دمتـــــَ بألق ياعزيزي فيصل....

بـــشـــرى
01-07-2005, 03:52 PM
أحمد مطر كاتب و شاعر معرووف

وأانا كثيرا ما أقرا له ..


مشكووور أخوي فيصل ..


أختك .. عاشقة العقيدة

عبدالرحمن الجبابرة
01-07-2005, 06:54 PM
أخي الكريم : فيصل


شكرا لك على ما نقلته لنا من إبداع أحمد مطر


قرأت كثيرا له ورأيت فيه الشاعر الثائر الجرىء


وكما قالت أختي العزيزة أمل عبد العزيز له قصائد كالقنابل النووية وقد أصابت الهدف بالوصف


دمتم بخير

عبدالله بن ناصر
02-07-2005, 10:05 AM
( كنت أحس سادتي الفرسان ..
أنكم أكفان ..
وهذا سر حزني ... ) .

عندما تعمى عيون التافهين ..
عن وساخة الطعام والشراب ..
عندما لا يحضنك الوطن ..
ولايخلي سبيلك !!
عندما يصبح الوطن ..
مدجج بالفجائع ومفخخ بالألم !!

انطلق حراً ..
لا سعادة في الوطن !!!
كما يقول كيتس .

قال مطر ما أراد قوله الثائرون ..
المتشبثون بالقضبان ..
الساكنون خلف الشمس ..
الخامدون تحت الثرى !!!!

لا يتغزل إلا في الوطن ..
لا يرثي إلا الوطن ..
لا يمدح إلا الوطن ..
وحفاظاً على الوطن ..
ذهب إلى المنفى !!!!!

( إحذر مما تتمنى ) .
حكمة يابانية قديمة .
لم يدري أن البحث عن الحرية ..
خيــــــــــــــانة عظمى ..
فالناشد لها .. عميل !!
والمنادي إليها .. متآمر !!!
والمطالب بها .. جاسوس !!!!

لا عليك يامطر ..
فقلمك أوجع من سياطهم ..
و أقوى من دباباتهم ..
و أرسى من كراسيهم !!

لله درك .. من شاعر مثخن بهموم الوطن ..
منهك بأعبائه .. ممزق في أحشائه وأشلائه ..
أيتها الكمنجة التي لا تكف عن الأنين ..

لله درك يا مطر ..


شكراً لك أخي فيصل ..
اختيار أكثر من رائع ..
لك سلامي واحترامي



أخوك ..

وحي الحرمان

دانـــــه
02-07-2005, 10:18 AM
كاتب تتلاحم الحروف لتشهد له بتميزه وبرقي حرفه
أحمد مطر
انا من عشاق كتاباته
يعجبني فيه قوة اسلوبه وطريقتة في طرح افكاره

فيصل
سلمت لنا

فيصــل
14-07-2005, 08:07 PM
فيصــــــــــــــــل

لاهنت ولاهان ابداعك

سجل اعجابي بشخصك الكريم وقلمك الرائع

اخوك

سعودعبدالله

الغاااااااااااااااالي

سعـــــــــــود بن عبدالله

ولاندمـــــت ياعزيزي .. تخجلني دوما ً بدماثة اخلاقـــــــك وسمو عباراتك لاحرمني الله تواصلك وطلتك العذبه ياسعـــــود ..

ولك مني كـــــــــــــل الــــــــــــــود

فيصـــــل

بـيـبـرس
15-07-2005, 02:15 PM
أحـمـد مـطـر
حـروف تـرسـم حـجـم الـخـطـر
المـبـدع فـيـصـل
تـقـبـل أرق الـتـحـايـا