خالد عبيد زيدان
27-06-2005, 12:04 AM
تاابع .. مُذكرات إرهابي
مُذكرات إرهابي .. الورقة الأولى .. (http://www.sfsaleh.com/vb/showthread.php?t=32839)
-الورقة الثانية -
من الغد اجتمعنا في البهو الرئيسي بعد صلاة الظهر وتقدمنا عبدالعزيز إلى مكتب عميد القبول والتسجيل آنذاك د.عبدالله الحمدان. انتظرنا عند السكرتير طويلا حتى ظهر سكرتير آخر من مكتب الحمدان يخبرنا بأنه لن يدخل على العميد سوى ثلاثة شريطة أن يكتبوا مايريدون في ورقة. بالطبع قرر عبدالعزيز الدخول مع اثنين وكتبوا على عجل خطاب يطالب بإيقاف إهانة الإسلام في الجامعة مثل إغلاق مصلى الشيعة ومنع الموسيقى في المسرح وإلغاء أجراس تحديد المحاضرات وتحديد زمن لدخول الطلاب للسكن لايتجاوز الساعة 12 ليلاً. دخلوا بها ولم يلبثوا طويلا حتى خرجوا علينا يقولون بأنه وعدهم بعرض الموضوع على مدير الجامعة التركي. وبعد فترة طويلة منع الشيعة من الصلاة وألغيت الموسيقى من المسرح وتعطلت الأجراس فترة ثم عادت؛ كما إن تحديد مواعيد دخول طلاب السكن قد تأخر كثيراً ولم يحصل إلا بعد فترة طويلة قابله الطلاب بالمظاهرات وألغي القرار بعد تدخل الشرطة وقوات الأمن لقمع المظاهرة واعتقال المشاركين فيها..!!
كان هناك في قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية دكتور لاأعرفه اسمه عثمان البريكان؛ كان يجمع الطلاب في مكتبه أو في مصلى القسم ويؤلبهم ضد الشيعة. وقد أوصى الطلاب بعدم حضور محاضرة دكتور شيعي وأنه سوف يتكفل بالدرجات شخصيا لأن له حضوة عند عميد الكلية أحمد التويجري؛ الذي ألقى فيما بعد محاضرة قوية ضد الشيعة تدخلت الشرطة بعد ذلك لأخذه والتحقيق معه. وكانت من نتائج تأليب البريكان أن قام طالب بكلية الطب بإيقاف الدكتور محمد رضا الشخص من قسم اللغة العربية يقال بأنه شيعي؛ أوقفه في مواقف السيارات خارج الكلية وأشبعه ضرباً وفك حنكه العلوي ثم فر هارباً إلى قريته في القصيم ولم يعد إلى الجامعة فيما بعد رغم أن الدكتور سامحه وتنازل عن حقوقه الشخصية، وسمعنا أنه التحق بأفغانستان بعد فترة طويلة..
مضت فترة وأنا مواظب على حضور الدروس التي تعقد في جامع الملك خالد بأم الحمام ومن هناك تعرفت على عدد من الشباب والذين يطلقون على أنفسهم مُسمى شباب الصحوة. في تلك الأثناء حصلت حرب الخليج وبدأ الأمركيان يفدون إلى السعودية ولم يكن في ذهني أي شيء ضدهم حتى استمعت إلى محاضرة قوية لسلمان العودة عن اليهود والنصارى ومن بعدها تأثرنا بتلك المحاضرة وماتبعها من محاضرات للعمر وللطريري وللحوالي وغيرهم؛ وقد بقيت تلك مجرد أفكار عابرة ولكن الذي أججها مظاهرة النساء لقيادة السيارة فقد ألقى الكلباني خطيب جامع الملك خالد آنذاك خطبة طالب فيها الملك فهد بقطع روؤس هؤلاء النسوة لاجتثاث الفساد استناداً إلى أن النبي موسى قد قتل الغلام خشية من فتنته حينما يكبر! ثم استضاف الشيخ عائض القرني الذي كرر نفس مطالب الكلباني في محاضرة حاشدة..
حثنا الشيخ الكلباني والطريري وفيما بعد سعد البريك و سليمان الخراشي على توزيع مصورات كتبوها بأسماء اللاتي شاركن في المظاهرة وأسماء وظائفهن وأزواجهن وتوزيعها في المحلات وفي المدارس وعند الإشارات.. كنا في حماس منقطع النظير ونحن نقوم بذلك. كنت لاأعود إلى البيت إلا بعد منتصف الليل، العمل والحماس يحدوني لكي أبقى أوزع المنشورات؛ والتي بدأت تزداد حينما كتب عائض القرني فيما بعد ماسماه "في عين العاصفة" ردا على زاوية غازي القصيبي التي كان ينشرها في الشرق الأوسط واتهمه فيها بالعلمانية؛ وكانت هذه المرة الأولى التي أسمع هذه الكلمة..
فيما بعد دار خصام شديد بين أخوين كنا في منزلهم لتناول العشاء؛ فقد كان الأخ الأكبر معجباً بالقصيبي ولكن أخاه الأصغر يؤكد بأنه علماني خبيث؛ زادت المشادة لأننا وقفنا كلنا ضد القصيبي حتى أنني وثلاثة من المعزومين خرجنا تلك الليلة دون تناول العشاء من باب أننا لايمكن الجلوس في منزل يقال فيه منكر!
فيما بعد أتيحت لي فرصة لقراءة كتاب القصيبي الذي وزع سرا وكان بعنوان " حتى لاتكون فتنة" ووضع الإهداء فيه إلى الشيخ ابن باز ، والقاريء للكتاب يلمح وكأن الكتاب موجه إلى الملك فهد. ولكن هذه الفرصة لم تتح لي إلا بعد أكثر من عام على حادثة العشاء التي ذكرتها. وخلال هذه الفترة جرت عدة تغييرات على فكري ولاأنكر أن كتاب القصيبي نفسه لعب دوراً مهماً في إعمال عقلي لكي أعرفه ومن خلاله عرفت فكر من أعيش معهم.
وما زالت المتابعة الجيدة مرهونة بلإستمرارية .
مُذكرات إرهابي .. الورقة الأولى .. (http://www.sfsaleh.com/vb/showthread.php?t=32839)
-الورقة الثانية -
من الغد اجتمعنا في البهو الرئيسي بعد صلاة الظهر وتقدمنا عبدالعزيز إلى مكتب عميد القبول والتسجيل آنذاك د.عبدالله الحمدان. انتظرنا عند السكرتير طويلا حتى ظهر سكرتير آخر من مكتب الحمدان يخبرنا بأنه لن يدخل على العميد سوى ثلاثة شريطة أن يكتبوا مايريدون في ورقة. بالطبع قرر عبدالعزيز الدخول مع اثنين وكتبوا على عجل خطاب يطالب بإيقاف إهانة الإسلام في الجامعة مثل إغلاق مصلى الشيعة ومنع الموسيقى في المسرح وإلغاء أجراس تحديد المحاضرات وتحديد زمن لدخول الطلاب للسكن لايتجاوز الساعة 12 ليلاً. دخلوا بها ولم يلبثوا طويلا حتى خرجوا علينا يقولون بأنه وعدهم بعرض الموضوع على مدير الجامعة التركي. وبعد فترة طويلة منع الشيعة من الصلاة وألغيت الموسيقى من المسرح وتعطلت الأجراس فترة ثم عادت؛ كما إن تحديد مواعيد دخول طلاب السكن قد تأخر كثيراً ولم يحصل إلا بعد فترة طويلة قابله الطلاب بالمظاهرات وألغي القرار بعد تدخل الشرطة وقوات الأمن لقمع المظاهرة واعتقال المشاركين فيها..!!
كان هناك في قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية دكتور لاأعرفه اسمه عثمان البريكان؛ كان يجمع الطلاب في مكتبه أو في مصلى القسم ويؤلبهم ضد الشيعة. وقد أوصى الطلاب بعدم حضور محاضرة دكتور شيعي وأنه سوف يتكفل بالدرجات شخصيا لأن له حضوة عند عميد الكلية أحمد التويجري؛ الذي ألقى فيما بعد محاضرة قوية ضد الشيعة تدخلت الشرطة بعد ذلك لأخذه والتحقيق معه. وكانت من نتائج تأليب البريكان أن قام طالب بكلية الطب بإيقاف الدكتور محمد رضا الشخص من قسم اللغة العربية يقال بأنه شيعي؛ أوقفه في مواقف السيارات خارج الكلية وأشبعه ضرباً وفك حنكه العلوي ثم فر هارباً إلى قريته في القصيم ولم يعد إلى الجامعة فيما بعد رغم أن الدكتور سامحه وتنازل عن حقوقه الشخصية، وسمعنا أنه التحق بأفغانستان بعد فترة طويلة..
مضت فترة وأنا مواظب على حضور الدروس التي تعقد في جامع الملك خالد بأم الحمام ومن هناك تعرفت على عدد من الشباب والذين يطلقون على أنفسهم مُسمى شباب الصحوة. في تلك الأثناء حصلت حرب الخليج وبدأ الأمركيان يفدون إلى السعودية ولم يكن في ذهني أي شيء ضدهم حتى استمعت إلى محاضرة قوية لسلمان العودة عن اليهود والنصارى ومن بعدها تأثرنا بتلك المحاضرة وماتبعها من محاضرات للعمر وللطريري وللحوالي وغيرهم؛ وقد بقيت تلك مجرد أفكار عابرة ولكن الذي أججها مظاهرة النساء لقيادة السيارة فقد ألقى الكلباني خطيب جامع الملك خالد آنذاك خطبة طالب فيها الملك فهد بقطع روؤس هؤلاء النسوة لاجتثاث الفساد استناداً إلى أن النبي موسى قد قتل الغلام خشية من فتنته حينما يكبر! ثم استضاف الشيخ عائض القرني الذي كرر نفس مطالب الكلباني في محاضرة حاشدة..
حثنا الشيخ الكلباني والطريري وفيما بعد سعد البريك و سليمان الخراشي على توزيع مصورات كتبوها بأسماء اللاتي شاركن في المظاهرة وأسماء وظائفهن وأزواجهن وتوزيعها في المحلات وفي المدارس وعند الإشارات.. كنا في حماس منقطع النظير ونحن نقوم بذلك. كنت لاأعود إلى البيت إلا بعد منتصف الليل، العمل والحماس يحدوني لكي أبقى أوزع المنشورات؛ والتي بدأت تزداد حينما كتب عائض القرني فيما بعد ماسماه "في عين العاصفة" ردا على زاوية غازي القصيبي التي كان ينشرها في الشرق الأوسط واتهمه فيها بالعلمانية؛ وكانت هذه المرة الأولى التي أسمع هذه الكلمة..
فيما بعد دار خصام شديد بين أخوين كنا في منزلهم لتناول العشاء؛ فقد كان الأخ الأكبر معجباً بالقصيبي ولكن أخاه الأصغر يؤكد بأنه علماني خبيث؛ زادت المشادة لأننا وقفنا كلنا ضد القصيبي حتى أنني وثلاثة من المعزومين خرجنا تلك الليلة دون تناول العشاء من باب أننا لايمكن الجلوس في منزل يقال فيه منكر!
فيما بعد أتيحت لي فرصة لقراءة كتاب القصيبي الذي وزع سرا وكان بعنوان " حتى لاتكون فتنة" ووضع الإهداء فيه إلى الشيخ ابن باز ، والقاريء للكتاب يلمح وكأن الكتاب موجه إلى الملك فهد. ولكن هذه الفرصة لم تتح لي إلا بعد أكثر من عام على حادثة العشاء التي ذكرتها. وخلال هذه الفترة جرت عدة تغييرات على فكري ولاأنكر أن كتاب القصيبي نفسه لعب دوراً مهماً في إعمال عقلي لكي أعرفه ومن خلاله عرفت فكر من أعيش معهم.
وما زالت المتابعة الجيدة مرهونة بلإستمرارية .