المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لسلامة الصدر



الاهلي الراقي
27-02-2012, 11:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين،وآله وصحبه والتابعين، أما بعد:

خلق ذميم يجب علينا استئصاله من أنفسنا ومحاربته والقضاء عليه؛ لأنه إذا وصل إلىالقلوب أفسدها،


والحسد المذموم مدخل من مداخل الشيطان إلى القلب، فبالحسد لعن إبليس وجعلشيطاناً رجيماً، ولقد ذم الله الحسد في القرآن الكريم وشدد النكال علي من اتصفبه،لأن الحاسد عنده شيء من الاعتراض على أقدار الله التي قدرها على عباده، وهو داءعظيم من أصيب به تبلد حسه وفتح عينيه على كل صغير وكبير، فلا يهمه إلا زوال الخيرعن الغير، فلا هو قانع بما قسم الله له ولا هو راض بما قسم الله لغيره، ومما يدلعلى تحريمه قوله: {الحسد يأكل الحسناتكما تأكل النار الحطب } [رواه أبو داود وابن ماجه]. وقوله: {لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد } [رواهالبيهقي وابن حبان].


وهو نتيجة من نتائج الحقد، وثمرة من ثمراته المترتبة عليه، فإنه من يحقد علىإنسان فإنه يتمني زوال النعمة عنه، ويغتابه في المجالس، ويعتدي على عرضه ويشمت فيه.
ومن أهم أسبابه: العداوة والبغضاء، بين الناس لأي سبب كان، ومنها: التعززوالترفع، وهو أن يثقل على الحاسد أن يرتفع عليه

غيره، ومنها العجب والكبر وهواستحقار وتنقص عباد الله ؛ لأنهم حصلوا على مالم يحصل عليه، ومنها حب الرياسة وطلبالجاه والثناء؛ لأن بعض الناس يريدون أن يمدحوا في المجالس،وأن يجلسوا ويتربعوا علىذلك الكرسي الذي يسيل لأجله لعاب الكثيرين، ومنها خبث النفس وحبها للشر وشحهابالخير، فتجد الحاسد إذا ذكر عنده رجل ومدحه الناس تلون وجهه وتوغر صدره ولم يطقالمكان الذي

هو فيه،أما إذا ذكر عنده رجل حصلت له مشاكل ونكبات استنار وجهه، وخرجإلى مجلس آخر ليبث وينشر خبره وربما أتى بإشاعات في صورة الترحم والتوجع، وهذا منذله وخسة طبعه اللئيم.

ولذلكـ يعسر معالجة هذا السبب؛ لأن الحاسد ظلوم جهول، وليس يشفي صدره و يزيلحزازة الحسد الكامن في قلبه إلا زوال النعمة عن غيره، فحينئذ قد يتعذر الدواء.

وداريت كل الناس لكن حاسدي *** مداراته عزت وعز منالها
وكيف يداري المرء حاسد نعمة *** إذا كان لا يرضيه إلا زوالها

أخيراً: فإن داء الحسد من أعظم الأدواء، والابتلاء به من أشد البلوى يحمل صاحبه على مركب صعب، ويبعده عن التقوى، وحق للحاسد أن يعاتبه ربه بقوله: أميحسدونالناس على ما ءاتهم الله من فضله[النساء:54].


وليس للحسد علاج إلا أن يعرف الحاسد ضرره عليه لا على المحسود؛وأن يقنع بما لدية

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد