المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [العلامة العثيمين]: ضابطُ المطفِّفين وذِكْرُ بعضِ أنواعهم



أهــل الحـديث
27-02-2012, 12:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




ضابطُ المطفِّفين وذِكْرُ بعضِ أنواعهم


بسم الله الرحمن الرحيم



قال الله تعالى:
﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ○ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ○ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ○ أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ ○ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ○ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [المطفِّفين:1-6].

قال الإمام البخاري (رحمه الله تعالى):
بابُ قولِ اللهِ تعالى : ﴿أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ ○ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ○ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
وقال ابن عباس: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ﴾ قال: الوُصُلاتُ في الدنيا.

قال العلاَّمة العثيمين (رحمه الله تعالى):
[قال المؤلف -رحمه الله تعالى-:
بابُ قولِ اللهِ تعالى: ﴿أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ ○ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ○ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
هذه الآية -بل الآيتان- في سياق جزاء المُطفِّفين الذين إذا اكتالُوا على الناس يستوفون، وهذا لا بأس به، إذا اكتالُوا على الناس يستوفون لا بأس به؛ لأنَّ هذا هو حقُّهم، لكن: ﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾ يعني: إذا كالُوا لهم أو وزنُوا لهم يُخسرون (يعني: ينقصون)، فهم يطالبون بحقوقهم ويهضِمون حقوق الناس، وهذا غاية الجَور، لو أنهم لا يطالبون لا بهذا ولا بهذا كان أهون، ولو كان يعدِلون بهذا وهذا لكان حقّاً، لكن كونهم يُريدون حقَّهم كاملاً وينقصون، هؤلاء هم المُطفِّفون.
واعلم أن هذا على سبيل المثال -أعني: ذِكْرَ الكيل والوزن على سبيل المثال- وإلا فكل مَنْ كان ينقص حقَّ غيره ويُطالب بحقِّه كاملاً فهو من المُطفِّفين، حتى في مسائل العلم: لو أن شخصاً أراد أن يُقارن بين قولين، وصار ينصر قولَه ويأتي بالترجيحات الكثيرة، ولكنه يهضم قول غيره ولا يَعرِضه كما يَعرِض قولَ نفسه فهو من المُطفِّفين، كذلك الإنسان الموظَّف الذي يبخس الوظيفة حقَّها فيتأخر في الحضور أو يتعجَّل في الخروج أو لا يُعطي العمل حقَّه في حال تلبُّسِه بالعمل وهو لو يَنقُصُه درهم واحد من راتبه لطالب به، هذا أيضاً من المُطفِّفين، فالضابط أنَّ المُطفِّف من يُريد حقَّه كاملاً ويهضِم حقَّ غيره]. اهـ المراد

(صحيح البخاري - شرح كتاب الرقاق - الشريط 9 أ).