المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا ليلَ الصَّبّ



خالد عبيد زيدان
19-06-2005, 10:38 PM
قصيدة " يا ليل الصب " لأبي الحسن علي الحصري القيرواني ، هي قصيدة جميلة اشتهرت وترددت على كل لسان ، وقد نسج على منوالها كثير من الشعراء ، اقدمها لكم على هذه المائدة الأدبية في قسم الأدب فقد تشتهيها بعض النفوس وتجد فيها لذة ومتعة .


يَا لَيْلَ الصَّبِّ مَتَى غَدُهُ = أَقِيَامُ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ

رَقَـدَ السُّمَّـارُ فَأَرَّقَـهُ = أَسَفٌ للبَيْنِ يُرَدِّدُهُ

فَبَكاهُ النَّجْمُ ورَقَّ لـهُ = ممّا يَرْعَاهُ ويَرْصُدُهُ

كَلِفٌ بِغَزَالٍ ذي هَيَفٍ = خَوْفَ الوَاشِينَ يُشَرِّدُهُ

نَصَبَتْ عَيْنَايَ لَهُ شَرَكَاً = في النَّوْمِِ فَعَزَّ تَصَيُّدُهُ

وَكَفَى عَجَبَاً أنِّي قَنِصٌ = للسِّرْبِ سَبَانِي أَغْيَدُهُ

صَنَمٌ للفِتْنَةِ مُنْتَصِـبٌ = أَهْوَاهُ وَلا أَتَعَبَّـدُهُ

صَاحٍ والخَمْرُ جَنَى فَمِهِ = سَكْرَانُ اللَّحْظِ مُعَرْبِدُهُ

يَنْضُو مِنْ مُقْلَتِه ِ سَيْفَاً = وَكَأَنَّ نُعَاسَاً يُغْمِـدُهُ

فَيُرِيقُ دَمَ العُشَّاقِ بِـهِ = والويلُ لِمَنْ يَتَقَلَّـدُهُ

كَلاّ ، لا ذَنْبَ لِمَنْ قَتَلَتْ = عَيْنَاهُ وَلَمْ تَقْتُلْ يَـدُهُ

يَا مَنْ جَحَدَتْ عَيْنَاهُ دَمِي = وَعَلَى خَدَّيْهِ تَـوَرُّدُهُ

خَدَّاكَ قَدْ اعْتَرَفَا بِدَمِي = فَعَلامَ جُفُونُكَ تَجْحَدُهُ

إِنِّي لأُعِيذُكَ مِنْ قَتْلِي = وَأَظُنُّكَ لا تَتَعَمَّـدُهُ

بِاللهِ هَبِ المُشْتَاقَ كَرَىً = فَلَعَلَّ خَيَالَكَ يُسْعِـدُهُ

مَا ضَرَّكَ لَوْ دَاوَيْتَ ضَنَى = صَبٍّ يُدْنِيكَ وَتُبْعِـدُهُ

لَمْ يُبْقِِ هَوَاكَ لَهُ رَمَقَاً = فَلْيَبْكِ عَلَيْهِ عُـوَّدُهُ

وَغَدَاً يَمْضِي أَوْ بَعْدَ غَدٍ = هَلْ مِنْ نَظَرٍ يَتَزَوَّدُهُ

يَا أَهْلَ الشَّوْقِ لَنَا شَرَقٌ = بِالدَّمْعِ يَفِيضُ مُوَرَّدُهُ

يَهْوَى المُشْتَاقُ لِقَاءَكُمُ = وَصُرُوفُ الدَّهْرِ تُبَعِّدُهُ

مَا أَحْلَى الوَصْلَ وَأَعْذَبَهُ = لَولا الأَيَّامُ تُنَكِّـدُهُ

بِالبَيْنِ وَبِالْهِجْرَانِ ، فَيَا = لِفُؤَادِي كَيْفَ تَجَلُّدُهُ

الحُبُّ أَعَفُّ ذَوِيهِ أَنَـا = غَيْرِي بِالْبَاطِلِ يُفْسِدُهُ





من الأدب العربي.

خالد عبيد زيدان
19-06-2005, 10:43 PM
في كتاب " الحب عند العرب " للعلاّمة أحمد تيمور وجدتُ هذه القصيدة ، ولكنني لم أجد اسم صاحبها ، ويبدو أنه سقط سهواً ، وها أنا أضعها أمامكم لعلها تنال إعجابكم وتشعل جمرةً جديدة في موقد أفكاركم ومتمنين تواصلكم في هذا القسم



لو كـانَ بالصبرِ الجميلِ مَلاذُهُ =ما سَحَّ وابلُ دمعهِ ورذاذُهُ

ما زالَ جيشُ الحُبِّ يغزو قلبَهُ =حتى وَهَى وتقَطَّعَتْ أفلاذُهُ

لم يَبقَ فيـهِ مع الغـرامِ بقيّةٌ = إلاّ رسيسٌ يحتويـه جُـذَاذُهُ

مَنْ كانَ يرغبُ في السّلامةِ فليكنْ =أبداً مِنَ الحَدَقِ المِرَاضِ عيـاذُهُ

لا تخدعنَّـكَ بالفُتـورِ فإنَّـهُ =نَظَرٌ يَضُرُّ بقلبِـكَ استلذاذُهُ

يا أيّها الرَّشَـأُ الذي مِنْ طَرْفِهِ =سَهْمٌ إلى حَبِّ القلوبِ نَفَاذُهُ

دُرٌّ يلـوحُ بفيكَ : مَنْ نَظّامُهُ ؟ =خَمْرٌ يجولُ عليه : مَن نَبَّاذُهُ ؟

وقناةُ ذاكَ القَدِّ : كيف تَقَوَّمَتْ ؟=وسِنَانُ ذاكَ اللحظِ : ما فولاذُهُ ؟

رفقاً بجسمِك لا يـذوبُ فإنني = أخشى بأنْ يجفُو عليـه لاَذُهُ

هاروتُ يَعْجزُ من مواقِعِ سِحْرِهِ =وهو الإمامُ ، فمَنْ تُرَى أستاذُهُ

تا الله ما عَلِقَتْ محاسِنُكَ امرءَاً =إلاّ وعَزَّ على الورى استنقاذُهُ

أَغْرَيْتَ حُبَّكَ بالقلوبِ فأَذْعَنَتْ =طَوْعَاً وقد أوْدَى بها استحواذُهُ

مالي أتيـتُ الحـظَّ من أبوابِهِ =جَهْدي ، فدامَ نفورُهُ ولِوَاذُهُ

إيّـاكَ من طَمَعِ المُنَى ، فعزيزُهُ =كذليلِـهِ ، وغَنِيُّـهُ : شَحَّاذُهُ






..

خالد عبيد زيدان
19-06-2005, 10:48 PM
قال صَفيّ الدين الحلّي ، وقد أجاد ، وجاء بجِنَاسٍ تامٍّ بديع :








خـليليَّ إنْ قالتْ بُثَيْنَـةُ : ما لَـهُ = جَفَانَـا بلا ذَنْبٍ ؟ فقولا لَهَا : لَهَا

سَها وَهْوَ مشْغُولٌ لِفَرْطِ الذي بـِـهِ =وَمَنْ بَاتَ طُولَ الليلِ يَرْعَى السُّهَا .. سَهَا

بُثَيْنَـةُ تُزْرِي بِالغَزَالَةِ في الضُّحَــى=إذا طلعَتْ لَمْ يَبْقَ يَوْمَاً بِهَـا .. بَهَا

وَجَاءَتْ بِأعْطَافٍ لِطَـافٍ تَهُزُّهَا =فَعَايَنْتُ غُصْنَ البَانِ مِنْ هَزِّهَا .. زَهَا

لَهَا مُقْلَةٌ سَـوْدَاءُ نَجْلاءُ كَحْلَةٌ = كَأَنَّ أبَاهَا الظَّبْـيُ أو أُمُّهَا .. مَهَا

وَقَالَتْ وَقَدْ أَسْرَعْتُ بِالسَّيْرِ نَحْوَهَا =وَجُبْتُ قِفَـارَاً دُونَهَا ، وَمَهَامِهَا

مَدَامَةُ رِيقِـي عُتِّقَتْ ثُمَّ رُوِّقَتْ = فَإِنْ كُنْتَ مُشْتَاقَاً إلَى رَشْفِهَا .. فَهَـا
..

شعيب يحيى
20-06-2005, 08:26 PM
السلام عليكم ...
الأخ خالد عبيد زيدان ...أشكرك جزيل الشكر على هذا النقل البديع و الاختيار الممتع ... أتمنّى أن تواصل في هاته الانتقاءات الرائعة ...

بدر سهران
21-06-2005, 11:55 PM
شعور طيب واختيار موفق ودمت



بدر سهران

ليما
06-07-2005, 08:58 AM
كفى .........كفى
إن القلوب جريحة لاتحتمل مابها فلم تزيدونها من الهم دفعات وتذكرونها بالحب الذي مات ومافتأت عليه الآهات تبكيه أياما وشهورا وسنوات

معلم العربي
08-07-2005, 01:51 AM
يَا لَيْلَ الصَّبِّ مَتَى غَـدُهُ أَقِيَـامُ السَّاعَـةِ مَوْعِـدُهُ

الأخ الفاضل ، إخواني الأعزاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد

ورد البيت في هذا الموضوع بنصب ( ليل ) وجر ( الصب )

وهذا خطأ

وصوابه :

يا ليلُ ، الصبُّ متى غده ؟ أقيام الساعة موعده ؟
ودمتم

ThAmErOnA
11-07-2005, 03:06 PM
يعطيك العافية استاذ خالد ..

ننتظر اقتباساتك الرااائعة بفارغ الصبر ..

تحيتي ..

عبدالعزيز آل ثاني
10-08-2005, 08:44 AM
قصيدة جميــلة جداً ,, شكــراً لك ياخــالد وفي إنتظــار الجــديد





عبــــدالعــــزيز

اسعد الروابة
28-08-2005, 10:20 PM
الله الله ياخالد



قصيدة من زمن الشعر الجميل


لك الود

عزام بركات
08-09-2005, 03:49 PM
تسلم يا غالي