عبدالرحمن الجبابرة
17-06-2005, 09:42 PM
شاعر فصيح بديعه مليح يحلّق بك صوب فضاءات اللغة والأدب ويبحر بك في عذب الحروف
تمكّن من الحرف فمكّنه من القلوب والأعين التي تتذوق له
هويّة شعره ممهورة بالنقاء والصفاء كتب في الغزل فأجاد
وكتب في الوصف فلم يجذبه تيار الإبتذال الى القاع بل ارتقى به نحو القمة
مبتعدا عن الركاكة في الاسلوب ومجتنبا السوقية في الطرح .. يتقبل رأي متذوقيه بصدر رحب
ويجيب على تساؤلات محبيّه بقلب نقي .
شاعرنا يدرس الماجستير في علوم اللغة العربية
وله ميول في البلاغة والنقد باسلوب منهجي
موطنه بلاد المليون شهيد ( الجزائر)
دعونا نرافقه في رحلته الأدبية على ذلك اليخت الملكي
صوب منهل الإبداع وعذب الحروف وسأدع لكم
أحبتي خياراتكم و تذوقكم فانهلوا من ذلك العذب ماشئتم
وأنىّ شئتم .
شاعرنا هو : (شعيب بن يحي )
و كل غريب للغريب نسيب
على ذُكـرة الاحبـاب مسـك ٌو طيـبُ=
و فـي كـل ذكــرى للـزمـان حبـيـبُ
أرى كـلّ يـوم ينقـضـي مـثـل ليـلـه=
و كـل سـواد ٍمـن شبـابـي يشـيـبُ
ويـــوم بـــأرض الأربـعـيـن ذكــرتــه=
وحيـد بــه و الـرمـل حـولـي كثـيـبُ
غريـبٌ مـع الغربـان و البـوم راعنـي=
نـعـيـقٌ لـديـهـا اعـتـدتــه و نـعـيــبُ
أجولُ بعيني فيـه و الرمـلُ شاسـع=
بعيـدٌ ترامـى فــي الفـضـاء رحـيـبُ
تُرى هل سألقى الأهلَ يوما لمرّة ؟=
و يشـفـي فــؤادي داءَه ُو يـنـيـبُ ؟
تُرى هل سألقاهم و حاليَ هكـذا ؟=
ألا إنّ حـلـمــي لـلـمـحـال قــريـــبُ
وإني على هذا بشوقي و حسرتي=
أسـائــل نـفـسـي تـــارة و أجـيــبُ
بـدتْ ظبيـة تمشـي بـذلّ و خشيـة=
كــأنّ خُطـاهـا فــي الـرمـال دبـيـبُ
تكـدّ لتمشـي فـي ذبــول و إذ بـهـا=
تـخـرّ كصـرعـى و المـكـان جـديــبُ
فلما رأتني ارتعتُ من هـول روْعهـا=
تُـحـاول لـكــنْ مـــا تـريــد عـصـيـبُ
تخالنـيَ الصيـادَ يبـغـي اصطيـادهـا=
و إنّ يـدي فـي الصيـد ليـس تخيـبُ
بــأيّ بــلادٍ فــي انتـظـار ٍ صغيـرُهـا=
يُـطــل ّبـعـيـدا و الــظــلام رهــيــبُ
يـظـلّ بـجـوف اللـيـل يـرقــبُ أمّـــه=
ليـأويـه حـضــنٌ دافـــئ ٌ و حـلـيـبُ
فقلتُ و لـم أملـكْ سوابـقَ أدمعـي=
و لـيـس يُـحـسّ الـقـهـر إلا غـريــبُ
" أجارتَـنـا إنّـــا غـريـبـانِ هـــا هـنــا=
و كــلّ غـريـب للـغـريـب نـسـيـبُ "
ميلة النشوان
أمالكَ ميْلةَ النشوان ِشِعْـبُ=
أمالك حيلة فيـه و قلـبُ ؟
همومُ هوًى على أطلالِ عُرْب =
ٍهمُ مُهَجٌ مـع الأيـام تنبـو
تظلُّ تُصاب باللوعات حتـى=
تفيضَ الروح غابرة ًو تخبـو
فلا في الصُغْر كالأطفال صُغْرٌ=
و حتى في الشباب نعاك شيْبُ
و ما أحببْتَ ما أحببْـتَ إلا=
دهتْكَ بليـة ٌفيمـا تُحِـبُّ
أرى الأيامَ ما تُمضيه عـذبٌ=
وما تأتي به كـدَرٌ و كـرْبُ
تذكرْتُ الأحبـةَ إذْ تبَـدّى=
شُعيْبٌ فانثنيتُ إليـه أصبـو
فلما أنْ وصلتُ رأيتُ ربعًـا=
قديمًا قد أناخَ عليـه جـدْبُ
فدققتُ العيـونَ بـه لعلّـى=
أرى دارًا لها في العهدِ نـدْبُ
و تلك تغيّـرَتْ فاسْتوقفَتْنـي=
و ما حقَّقْتُ ما أنْ زاد ريْـبُ
ديارٌ أخْلَقَتْ و ربوع ُقَفْـر ٍ=
و مسْلكُ شِعْبهم حتفٌ و نحْبُ
فعدتُ بذُكْرتي و الدهرُ غضٌّ=
و للأحبابِ قبل البعد قـربُ
و للروح ارتيـاحٌ مستتـم =
ٌّو للقلب انشـراحٌ مستتـبُّ
و للأيـام ِإقبـالٌ مُـهـلٌّ=
و للأفـراح أنسـامٌ تهـبُّ
فصرتٌ عُلَيِّلا مـن ذكرياتـي=
أسِيفا و الفراقُ علمْتُ صعْبُ
حنينُ القلب للأحباب يربـو=
و دمع العين في حلْقي يَجُـبُّ
عسيـرٌ أنْ يفارقنـا عزيـز=
ٌفراقا صامتا يطويـه غيـبُ
أريـدُ لمـا يجلِّلُنـي بكـاءً=
و يأبى أنْ يهيلَ الدمعَ هٌـدْبُ
أيا زمنَ الأحبة هلْ رجوع ٌ ؟=
فيحظى منك ما يرجوه صَبُّ
و هل وصلٌ يعاودنا فتحيـا=
بقايـا مغـرم ٍأفنـاه حُـبُّ
و يحيا عهدُهـم تحيـا ديـارٌ=
و تحيا أربـعٌ يحيـا شعيْـبُ
سلامٌ مـن وفـيّ ٍمستهـام ٍ=
مغرّب ٍاسْمه ُيحيـى شعيْـبُ
أتسأل عن أحبتك الديارا
أتسألُ عن أحبّتك الديـارا؟=
و تأمُلُ أنْ تبادلك الحـوارا؟
و تلك و قد علمتَ بلا جوابٍ=
و لو قضّيْتَ تسألها النهارا
طلولٌ هِمتَ فيهـا مقفـراتٍ=
و ظِلْتَ تُجيلُ فيها الاذّكـارا
بدمعٍ سار من جفنيْك نهـرا=
و وجدٍ صار في جنبيْك نارا
محالٌ أنْ يطيقَ القلب صبرا=
و قد عبَثَتْ به مُقلُ العذارى
غريقٌ طول ليلك في خيـالٍ=
خيالٌ ما بدا حتـى تـوارى
ألا لا تسْألِ الأطلال عنهـم=
و دعْ عنك البكاءَ و الافتكارا
خماسية يزيد قلبي
يزيد قلبي من الوجيب ِ
و يُصبح الشوق كاللهيب ِ
وتأسفُ الروح للنصيب ِ
إذا تلاقيْتُ بالحبيب ِ
وليس يدري بيَ الحبيبْ
***
أراه يمشي أمام عيني
و قد يكون القريبَ منّي
لكنْ يشدّ اللسانَ جُبني
فأكتفي قربه و إنّي
حقّا لفي موقف ٍ عصيبْ
***
الليل من هجره بهيمُ
أظلّ في سرّه أهيمُ
شوقي إلى بدره عظيمُ
إ نّي لمن سحره سقيمُ
و ليس لي غيره طبيبْ
***
يا فاتن القلب بالعيون ِ
عيناكَ عيناكَ ذوّبوني
و مُسْحةُ الحسن يا جنوني
بها و منها أرى جفوني
مغروْرق ٌ دمعُها صبيبْ
***
أراكَ في خُفية ٍ لئلّهْ
يفهمَ خِلّي هوايَ ذِلّهْ
فصرْتُ لمّا أراك بالله ْ
أقول قول المحبّ و الله ْ
رهيبُ و اللهِ ذا رهيبْ
زهد وغزل
ذهب العمرُ سريعا واندرسْ =
في زمان لم يعـد فيـه نفـسْ
و أتى الشيبُ و نفسي ماانتهتْ=
و أرى الموت قريبا يختلسْ
و أرى الناس على الدنيا ارتموا=
كلهم في بهجة الدنيا انغمسْ
و أرى الناس على الدنيا ارتموا =
و قليل من رماها و احترسْ
و أرى الآمر بالمعروف قد =
كُـدرتْ أحوالـه ثـم انتكـسْ
و الذي يدعو إلى المنكـرلـم =
تـره إلا مُعانـا لا يُمـسْ
وأرى نفسي من الخير جفتْ =
و إلى الشر لها عدوُ الفـرسْ
ما لقلبي ذاب شوقا وانحنى=
باكيا فـي حسـرات ٍ تحتبـسْ
غرّه ظبيٌ غريرٌ طيّبٌ=
فاشتكـى منـه إليـه فـي الغلـسْ
هل تُراني مخبرا عمّا حوى=
سرّ قلبي طال منه مـا يُحِـسْ
علَِم الله بأني مخلصٌ =
فـي مـرادي و فـؤادي مـا أيِـسْ
هي ليست غير طيره
هي ليستْ غيرَ طيْـرَه=تركَتْ قلبـي بِحَيْـرَه
ما رآها غيـرَ نظـره =أوْرَثتْه ألـفَ حسْـره
ذاتُ وجهٍ قد تَحَلّـى= بأفانـيـن المَـسَـرّه
و جـلالٍ و جـمـالٍ =مثله في الدهـر مـرّه
و تراني ليـسَ تـدري=أنها فـي القلـب دُرّه
أننـي منهـا قتـيـلٌ =صرتُ للأيـام عِبْـره
هي قربـي و أمامـي =تعتلي فـوق شُجيْـره
غير أني مـن قديـم ٍ=ليس لي للبوح قُـدره
دائما أبكي لوحـدي =عَبْـرة ٌتتبـع عَبـره
هي حَتفي صرت أدري=لا يطيقُ القلبُ صبـرَه
أمسحُ الدمع و أخفيـ=ـه عسى ينفع ستـرَه
و رأيتُ الشمس لمّـا=غرَبتْ وسْط البُحَيْـره
تختفي فيهـا بحُـزن ٍ = ٍووداع ٍمسـتـمِـرّه
فتذكّرْتُ التـي كـا=نتْ لعين القلب قُـرّه
التي راحتْ فراح الــ =ـحُبّ ليستْ فيه ذرّه
فدعـوتُ الله أبكـي= راجيا أسـأل غُفـره
إنْ تكنْ يا ربّ لي خيْـ =ـرًَا بدينـي أنْ تبُـرّه
فاقضِها بالخير لـي يـا=خيرَ مَن أسألُ خيْـرَه
ما لقلبي مِـن هواهـا=جاش حتّى ما أحـرّه
كلّمـا يذكرُهـا لـم ْ=يحتملْ أنْ بـاح سِـرّه
رحمـة الله لـه كـم=بات في شوق ٍ أمَـرّه
دمتم بخير ودام شاعرنا مبدعا والى لقاء ذات يوم مع رحلة أخرى ممتعة
تمكّن من الحرف فمكّنه من القلوب والأعين التي تتذوق له
هويّة شعره ممهورة بالنقاء والصفاء كتب في الغزل فأجاد
وكتب في الوصف فلم يجذبه تيار الإبتذال الى القاع بل ارتقى به نحو القمة
مبتعدا عن الركاكة في الاسلوب ومجتنبا السوقية في الطرح .. يتقبل رأي متذوقيه بصدر رحب
ويجيب على تساؤلات محبيّه بقلب نقي .
شاعرنا يدرس الماجستير في علوم اللغة العربية
وله ميول في البلاغة والنقد باسلوب منهجي
موطنه بلاد المليون شهيد ( الجزائر)
دعونا نرافقه في رحلته الأدبية على ذلك اليخت الملكي
صوب منهل الإبداع وعذب الحروف وسأدع لكم
أحبتي خياراتكم و تذوقكم فانهلوا من ذلك العذب ماشئتم
وأنىّ شئتم .
شاعرنا هو : (شعيب بن يحي )
و كل غريب للغريب نسيب
على ذُكـرة الاحبـاب مسـك ٌو طيـبُ=
و فـي كـل ذكــرى للـزمـان حبـيـبُ
أرى كـلّ يـوم ينقـضـي مـثـل ليـلـه=
و كـل سـواد ٍمـن شبـابـي يشـيـبُ
ويـــوم بـــأرض الأربـعـيـن ذكــرتــه=
وحيـد بــه و الـرمـل حـولـي كثـيـبُ
غريـبٌ مـع الغربـان و البـوم راعنـي=
نـعـيـقٌ لـديـهـا اعـتـدتــه و نـعـيــبُ
أجولُ بعيني فيـه و الرمـلُ شاسـع=
بعيـدٌ ترامـى فــي الفـضـاء رحـيـبُ
تُرى هل سألقى الأهلَ يوما لمرّة ؟=
و يشـفـي فــؤادي داءَه ُو يـنـيـبُ ؟
تُرى هل سألقاهم و حاليَ هكـذا ؟=
ألا إنّ حـلـمــي لـلـمـحـال قــريـــبُ
وإني على هذا بشوقي و حسرتي=
أسـائــل نـفـسـي تـــارة و أجـيــبُ
بـدتْ ظبيـة تمشـي بـذلّ و خشيـة=
كــأنّ خُطـاهـا فــي الـرمـال دبـيـبُ
تكـدّ لتمشـي فـي ذبــول و إذ بـهـا=
تـخـرّ كصـرعـى و المـكـان جـديــبُ
فلما رأتني ارتعتُ من هـول روْعهـا=
تُـحـاول لـكــنْ مـــا تـريــد عـصـيـبُ
تخالنـيَ الصيـادَ يبـغـي اصطيـادهـا=
و إنّ يـدي فـي الصيـد ليـس تخيـبُ
بــأيّ بــلادٍ فــي انتـظـار ٍ صغيـرُهـا=
يُـطــل ّبـعـيـدا و الــظــلام رهــيــبُ
يـظـلّ بـجـوف اللـيـل يـرقــبُ أمّـــه=
ليـأويـه حـضــنٌ دافـــئ ٌ و حـلـيـبُ
فقلتُ و لـم أملـكْ سوابـقَ أدمعـي=
و لـيـس يُـحـسّ الـقـهـر إلا غـريــبُ
" أجارتَـنـا إنّـــا غـريـبـانِ هـــا هـنــا=
و كــلّ غـريـب للـغـريـب نـسـيـبُ "
ميلة النشوان
أمالكَ ميْلةَ النشوان ِشِعْـبُ=
أمالك حيلة فيـه و قلـبُ ؟
همومُ هوًى على أطلالِ عُرْب =
ٍهمُ مُهَجٌ مـع الأيـام تنبـو
تظلُّ تُصاب باللوعات حتـى=
تفيضَ الروح غابرة ًو تخبـو
فلا في الصُغْر كالأطفال صُغْرٌ=
و حتى في الشباب نعاك شيْبُ
و ما أحببْتَ ما أحببْـتَ إلا=
دهتْكَ بليـة ٌفيمـا تُحِـبُّ
أرى الأيامَ ما تُمضيه عـذبٌ=
وما تأتي به كـدَرٌ و كـرْبُ
تذكرْتُ الأحبـةَ إذْ تبَـدّى=
شُعيْبٌ فانثنيتُ إليـه أصبـو
فلما أنْ وصلتُ رأيتُ ربعًـا=
قديمًا قد أناخَ عليـه جـدْبُ
فدققتُ العيـونَ بـه لعلّـى=
أرى دارًا لها في العهدِ نـدْبُ
و تلك تغيّـرَتْ فاسْتوقفَتْنـي=
و ما حقَّقْتُ ما أنْ زاد ريْـبُ
ديارٌ أخْلَقَتْ و ربوع ُقَفْـر ٍ=
و مسْلكُ شِعْبهم حتفٌ و نحْبُ
فعدتُ بذُكْرتي و الدهرُ غضٌّ=
و للأحبابِ قبل البعد قـربُ
و للروح ارتيـاحٌ مستتـم =
ٌّو للقلب انشـراحٌ مستتـبُّ
و للأيـام ِإقبـالٌ مُـهـلٌّ=
و للأفـراح أنسـامٌ تهـبُّ
فصرتٌ عُلَيِّلا مـن ذكرياتـي=
أسِيفا و الفراقُ علمْتُ صعْبُ
حنينُ القلب للأحباب يربـو=
و دمع العين في حلْقي يَجُـبُّ
عسيـرٌ أنْ يفارقنـا عزيـز=
ٌفراقا صامتا يطويـه غيـبُ
أريـدُ لمـا يجلِّلُنـي بكـاءً=
و يأبى أنْ يهيلَ الدمعَ هٌـدْبُ
أيا زمنَ الأحبة هلْ رجوع ٌ ؟=
فيحظى منك ما يرجوه صَبُّ
و هل وصلٌ يعاودنا فتحيـا=
بقايـا مغـرم ٍأفنـاه حُـبُّ
و يحيا عهدُهـم تحيـا ديـارٌ=
و تحيا أربـعٌ يحيـا شعيْـبُ
سلامٌ مـن وفـيّ ٍمستهـام ٍ=
مغرّب ٍاسْمه ُيحيـى شعيْـبُ
أتسأل عن أحبتك الديارا
أتسألُ عن أحبّتك الديـارا؟=
و تأمُلُ أنْ تبادلك الحـوارا؟
و تلك و قد علمتَ بلا جوابٍ=
و لو قضّيْتَ تسألها النهارا
طلولٌ هِمتَ فيهـا مقفـراتٍ=
و ظِلْتَ تُجيلُ فيها الاذّكـارا
بدمعٍ سار من جفنيْك نهـرا=
و وجدٍ صار في جنبيْك نارا
محالٌ أنْ يطيقَ القلب صبرا=
و قد عبَثَتْ به مُقلُ العذارى
غريقٌ طول ليلك في خيـالٍ=
خيالٌ ما بدا حتـى تـوارى
ألا لا تسْألِ الأطلال عنهـم=
و دعْ عنك البكاءَ و الافتكارا
خماسية يزيد قلبي
يزيد قلبي من الوجيب ِ
و يُصبح الشوق كاللهيب ِ
وتأسفُ الروح للنصيب ِ
إذا تلاقيْتُ بالحبيب ِ
وليس يدري بيَ الحبيبْ
***
أراه يمشي أمام عيني
و قد يكون القريبَ منّي
لكنْ يشدّ اللسانَ جُبني
فأكتفي قربه و إنّي
حقّا لفي موقف ٍ عصيبْ
***
الليل من هجره بهيمُ
أظلّ في سرّه أهيمُ
شوقي إلى بدره عظيمُ
إ نّي لمن سحره سقيمُ
و ليس لي غيره طبيبْ
***
يا فاتن القلب بالعيون ِ
عيناكَ عيناكَ ذوّبوني
و مُسْحةُ الحسن يا جنوني
بها و منها أرى جفوني
مغروْرق ٌ دمعُها صبيبْ
***
أراكَ في خُفية ٍ لئلّهْ
يفهمَ خِلّي هوايَ ذِلّهْ
فصرْتُ لمّا أراك بالله ْ
أقول قول المحبّ و الله ْ
رهيبُ و اللهِ ذا رهيبْ
زهد وغزل
ذهب العمرُ سريعا واندرسْ =
في زمان لم يعـد فيـه نفـسْ
و أتى الشيبُ و نفسي ماانتهتْ=
و أرى الموت قريبا يختلسْ
و أرى الناس على الدنيا ارتموا=
كلهم في بهجة الدنيا انغمسْ
و أرى الناس على الدنيا ارتموا =
و قليل من رماها و احترسْ
و أرى الآمر بالمعروف قد =
كُـدرتْ أحوالـه ثـم انتكـسْ
و الذي يدعو إلى المنكـرلـم =
تـره إلا مُعانـا لا يُمـسْ
وأرى نفسي من الخير جفتْ =
و إلى الشر لها عدوُ الفـرسْ
ما لقلبي ذاب شوقا وانحنى=
باكيا فـي حسـرات ٍ تحتبـسْ
غرّه ظبيٌ غريرٌ طيّبٌ=
فاشتكـى منـه إليـه فـي الغلـسْ
هل تُراني مخبرا عمّا حوى=
سرّ قلبي طال منه مـا يُحِـسْ
علَِم الله بأني مخلصٌ =
فـي مـرادي و فـؤادي مـا أيِـسْ
هي ليست غير طيره
هي ليستْ غيرَ طيْـرَه=تركَتْ قلبـي بِحَيْـرَه
ما رآها غيـرَ نظـره =أوْرَثتْه ألـفَ حسْـره
ذاتُ وجهٍ قد تَحَلّـى= بأفانـيـن المَـسَـرّه
و جـلالٍ و جـمـالٍ =مثله في الدهـر مـرّه
و تراني ليـسَ تـدري=أنها فـي القلـب دُرّه
أننـي منهـا قتـيـلٌ =صرتُ للأيـام عِبْـره
هي قربـي و أمامـي =تعتلي فـوق شُجيْـره
غير أني مـن قديـم ٍ=ليس لي للبوح قُـدره
دائما أبكي لوحـدي =عَبْـرة ٌتتبـع عَبـره
هي حَتفي صرت أدري=لا يطيقُ القلبُ صبـرَه
أمسحُ الدمع و أخفيـ=ـه عسى ينفع ستـرَه
و رأيتُ الشمس لمّـا=غرَبتْ وسْط البُحَيْـره
تختفي فيهـا بحُـزن ٍ = ٍووداع ٍمسـتـمِـرّه
فتذكّرْتُ التـي كـا=نتْ لعين القلب قُـرّه
التي راحتْ فراح الــ =ـحُبّ ليستْ فيه ذرّه
فدعـوتُ الله أبكـي= راجيا أسـأل غُفـره
إنْ تكنْ يا ربّ لي خيْـ =ـرًَا بدينـي أنْ تبُـرّه
فاقضِها بالخير لـي يـا=خيرَ مَن أسألُ خيْـرَه
ما لقلبي مِـن هواهـا=جاش حتّى ما أحـرّه
كلّمـا يذكرُهـا لـم ْ=يحتملْ أنْ بـاح سِـرّه
رحمـة الله لـه كـم=بات في شوق ٍ أمَـرّه
دمتم بخير ودام شاعرنا مبدعا والى لقاء ذات يوم مع رحلة أخرى ممتعة