المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الشيطان يعلم خواطر الانسان ونواياه



أسواق
23-02-2012, 11:10 PM
هل الشيطان يعلم خواطر الانسان ونواياه ؟؟؟

السؤال:
هل الشيطان يعلم ما يحاك في صدورنا
من كلام لا يعلمه إلا الله فيوسوس
ما يناسب خواطرنا أم ماذا ؟



الجواب:


الحمد لله


دلت الأدلة الصحيحة
على أن الشيطان قريب من الإنسان ،
بل يجري منه مجرى الدم ،
فيوسوس له في حال غفلته ،


ويخنس في حال ذكره ،
ومن خلال هذه الملازمة
فإنه يعلم ما يهواه الإنسان من الشهوات فيزينها له ،
ويوسوس له بخصوصها .


روى البخاري (3281) ومسلم (2175)
عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها
أن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ) .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"وهم وإن شموا رائحة طيبة ورائحة خبيثة
[أي الملائكة تشم ريحا طيبة حينيهم العبد بالحسنة
كما جاء عن سفيان بن عيينة] ،
فعلمهم لا يفتقر إلى ذلك ،
بل ما في قلب ابن آدم يعلمونه ، بل ويبصرونه ويسمعون وسوسة نفسه ،
بل الشيطان يلتقم قلبه ؛ فإذا ذكر الله خنس ،
وإذا غفل قلبه عن ذكره وسوس ،
ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره ،
ويعلم ما تهواه نفسه من شهوات الغي فيزينها له .
وقد ثبت في الصحيح
عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكر
صفية رضي الله عنها
( إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم ).


وقرب الملائكة والشيطان من قلب ابن آدم
مما تواترت به الآثار ،
سواء كان العبد مؤمنا أو كافرا
" انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/508) .


فالشيطان يطلع على وسوسة الإنسان لنفسه ،
ويعلم ما يميل إليه ويهواهـ..


من الخير والشر، فيوسوس له بحسب ذلك .



وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله –
ضمن سؤال طويل - :
وإذا نويت عمل خير في قلبي
هل يعلم به الشيطان ويحاول صرفي عنه؟




فأجاب : " كل إنسان معه شيطان ومعه ملك
, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة .


قالوا : وأنت يا رسول الله؟
قال : وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير) .
وأخبر صلى الله عليه وسلم أناالشيطان يملي على الإنسان الشر
ويدعوه إلى الشر وله لَمَّة في قلبه ،
وله اطلاع بتقدير الله على ما يريده العبد
وينويه من أعمال الخير والشر ,
والملَك كذلك له لمَّة بقلبه يملي عليهالخير ويدعوه إلى الخير ،
فهذه أشياء مكنهم الله منها :
أي مكن القرينين ، القرين من الجن
والقرين من الملائكة ,
وحتى النبي صلى الله عليه وسلم معه شيطان
وهو القرين من الجن كما تقدم الحديث بذلك ...



والمقصود أن كل إنسان معه قرين
من الملائكة وقرين من الشياطين ,
فالمؤمن يقهر شيطانه
بطاعة الله والاستقامة على دينه ,
ويذل شيطانه حتى يكون ضعيفا
لا يستطيع أن يمنع المؤمن من الخيرولا أن يوقعه في الشر
إلا ما شاء الله , والعاصي بمعاصيه
وسيئاته يعين شيطانه
حتى يقوى على مساعدته على الباطل ,
وتشجيعه على الباطل , وعلى تثبيطه عن الخير .
فعلى المؤمن أن يتقي الله وأن


يحرص على جهاد شيطانه بطاعة الله ورسوله
والتعوذ بالله من الشيطان , وعلى أن يحرص في مساعدة ملَكه على طاعة الله ورسوله والقيام
بأوامر الله سبحانه وتعالى

" انتهى من "فتاوى الشيخ ابن باز" (9/369).