المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العذاب المعنوي لأهل النار



alsomiri
14-06-2005, 07:29 AM
العذاب المعنوي لأهل النار
أرجو منك أن تجلس في مكان هادئ لا يشغلك فيه أي شئ آخر عما تقرأ ، ولا تفكر الآن في أي شئ إلا الموقف الذي أدعوك لأن تتخيله .

تخيل أخي الكريم أنك تجلس في بيتك ، والذي يتكون من والديك وإخوتك ، ثم تُفاجئ أنه في ذات يوم قال لك الأب والأم : نحن نكرهك أشد الكره ولا نريد أن نري وجهك أو نسمع صوتك ، ويقول لك الإخوة نحن لا نريدك أن تكون بيننا ولا نريدك أخًا لنا ولا نحبك أساسًا ، ثم تُفاجئ بمفاجأة أخري لم تكن تتوقعها وهي أن الحجرة التي دخلت فيها لتجلس بمفردك بعيدًا عن أهلك أنها هي الأخرى تقول لك : أن لا أريدك أن تكون بداخلي ، أخرج بالخارج ... بالله عليك كيف يكون حالك أخي الحبيب . فالمكان الذي تجلس فيه يبغضك جدًا ، وصاحب المكان لا يريد أن يري وجهك وأخوتك لا يريدونك أن تكون مصاحبًا لهم ويكرهونك جدًا .. كيف يكون حالك ... لا أريدكم أن تعجبون من هذا الكلام فإنه والله هيّن جدًا بالنسبة لما ستقرأه في السطور القادمة .. فتأمل معي .

إن أهل النار يُعانون أصنافًا كثيرة من العذاب البدنيّ الحسيّ ، ولكن هناك عذاب آخر له وطأة شديدة عليهم ألا وهو العذاب المعنويّ ، ومن ذلك قضية المقت الشديد : لأنفسهم ، والمقت الشديد من الله عليهم ومن الملائكة ومن أهل النار لأنفسهم ، ومن المؤمنين لهم ، بل ومن النار نفسها ، نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة .

قال عز من قائل عن مقت النار لأهلها :"إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ" (الملك :7) . قال الثوري : تغلي بهم كما يغلي الحب القليل في الماء الكثير.
"تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ" أي تكاد ينفصل بعضها عن بعض من شدة غيظها وحنقها بهم.
وقال تعالي :" إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا"(الفرقان:12) هذه الزفرة لا يبقي مَلَك مُقرب ولا نبي مُرسل إلا خرّ لوجهه ترتعد فرائصه ، "إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ" : أي : قبل وصولهم إليها ووصولها إليهم "سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا" : غليانًا كالغضبان إذا على صدره من الغضب ، "وَزَفِيرًا" : صوتًا شديدًا لأنها قد غضبت لغضب خالقها.

وأما عن مقت الملائكة لأهل النار فقد قال الله عز وجل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ"(التحريم:6)
"مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ" أي : طباعهم غليظة قد نُزعت من قلوبهم الرحمة ، تركيبهم في غاية الشدة والكثافة والمنظر المزعج ،فهم غليظة أخلاقهم ، شديد انتهارهم ، يُفزِعون بأصواتهم ، ويُخيفون بمرآهم ، ويهينون أهل النار بقوتهم .

وأما عن مقت أهل النار بعضهم لبعض فقد قال تعالي:"كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ"(الأعراف:

وأما عن مقت الله لهم ، ومقتهم لأنفسهم فيقول العزيز الحكيم :" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ"(غافر:10) "لَمَقْتُ اللَّهِ" إياكم في الدنيا "إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ" "أَكْبَرُ" من مقت بعضكم بعضا يوم القيامة؛
وقال محمد بن كعب القرظي: إن أهل النار لما يئسوا مما عند الخزنة وقال لهم مالك: "إنكم ماكثون" على ما يأتي. قال بعضهم لبعض: يا هؤلاء إنه قد نزل بكم من العذاب والبلاء ما قد ترون، فهلم فلنصبر فلعل الصبر ينفعنا، كما صبر أهل الطاعة على طاعة الله فنفعهم الصبر إذ صبروا، فأجمعوا رأيهم على الصبر فصبروا فطال صبرهم، ثم جزعوا فنادوا "سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ" (إبراهيم:21) أي من ملجأ؛ فقال إبليس عند ذلك: "إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (إبراهيم:22)

وقال تعالي:" قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ"(المؤمنون:108) وهذا القول ـ نسأل الله العافية ـ أعظم قول علي الإطلاق يسمعه المجرمون في التوبيخ والذل والخسار ، والتأييس من كل خير ، والبشري بكل شر ، وهذا الكلام والغضب من الرب الرحيم ، أشد عليهم وأبلغ في نكايتهم من عذاب الجحيم .

بل وعن مقت المؤمنين لأهل النار يقول الله عز وجل :" فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ" أي : يوم القيامة حين يرون الكافرون في غمرات العذاب يتقلبون ، يضحك المؤمنون من شدة مقتهم لهم وهم في غاية الراحة والطمأنينة علي السُرر المُزينة .
"رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا"

"اللهم إني أسألك بأن لك الحمدَ ، لا إله إلا أنت وحدك ، لا شريك لك ، المنَّانُ ، يا بديعَ السماوات والأرض ، يا ذا الجلالِ والإكرام ، ياحيُّ ياقيومُ إني أسألك الجنة ، وأعوذ بك من النار " .

اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض

الرئيسة
14-06-2005, 08:43 AM
رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا"

"اللهم إني أسألك بأن لك الحمدَ ، لا إله إلا أنت وحدك ، لا شريك لك ، المنَّانُ ، يا بديعَ السماوات والأرض ، يا ذا الجلالِ والإكرام ، ياحيُّ ياقيومُ إني أسألك الجنة ، وأعوذ بك من النار " .

جزاك الله خير الجزاء

بـــشـــرى
14-06-2005, 04:49 PM
رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا"

"اللهم إني أسألك بأن لك الحمدَ ، لا إله إلا أنت وحدك ، لا شريك لك ، المنَّانُ ، يا بديعَ السماوات والأرض ، يا ذا الجلالِ والإكرام ، ياحيُّ ياقيومُ إني أسألك الجنة ، وأعوذ بك من النار " .

جزاك الله خير الجزاء


اللهم آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آمين


جزاك الله خير أخوي ..



أختك .. عاشقة العقيدة

سمووره
14-06-2005, 04:53 PM
اللهم إني أسألك بأن لك الحمدَ ، لا إله إلا أنت وحدك ، لا شريك لك ، المنَّانُ ، يا بديعَ السماوات والأرض ، يا ذا الجلالِ والإكرام ، ياحيُّ ياقيومُ إني أسألك الجنة ، وأعوذ بك من النار " .

الله يعافيك ويبارك فيك ويجزاك كل خير

أشكــرك