المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعاصي ..و العواقب الوخيمة !!



االزعيم الهلالي
23-02-2012, 06:50 PM
المعاصي ..و العواقب الوخيمة !!
الحمد لله وحده , و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده , صاحب الجبين الأزهر , و الوجه الأنور , وبعد : فإن المعصية هي كل ما خالف مبادئ الدين القويم ، و متى ابتعد المسلم عن المنهج الرباني العظيم الذي ينير القلوب , و يهذب القيم و الأخلاق حلت به المصائب , وتوالت عليه الخطوب و النقم , يقول تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ) الرعد , 11, و يقول الله تعالى في كتابه الكريم : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير ) 30 , الشورى . فهؤلاء العاصون و المقصرون ما قدروا الله حق قدره , وما عظموه وما كبَّروه , فالله جل جلاله قد عظم نفسه , و قدسها عما لا يليق بجلاله كما جاء في الوحيين فهو الجبار و المالك و الملك والمؤمن و العزيز, و هو العظيم و الكبير و المتكبر و الجبار و القوي , قال تعالى : ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) 67, الزمر . و قال صلى الله عليه و سلم : ( يأخذ الجبار سماواته وأرضيه بيده وقبض يده فجعل يقبضها ويبسطها ثم يقول: ‏ ‏أنا الجبار أنا الملك أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ ) قال ويتمايل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عن يمينه وعن شماله حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم . و للمعاصي عواقب و خيمة على فاعلها في الدنيا والآخرة ما لا يعلمها إلا الله منها : حرمان العلم ، فإذا كانت الحسنات و العلم نورا يبصر القلب , و ينير العقل ، فالمعصية تطفئ نور العلم , و تضر المسلم , ومنها أن العاصي : يجد وحشة بينه وبين الله تعالى , فالمعاصي تبعد المسلم العاصي عن الله تعالى , فقلما يأتي بالعبادات و الطاعات و الفروض و الواجبات , فيكون قلبه قاسيا , و ترى الظلمة في وجه العاصي عندما يزول نور العلم , و يفتقد لذة الطاعة , و حلاوة الإيمان , ومنها : الوحشة التي تحصل بينه وبين أهل الخير و التقى و الصلاح من الناس ، فيبتعد عن مجالس الخير و الفلاح , و لا ينتفع منها , و من العواقب : أنها تقصر العمر، و تصيبه بالأمراض النفسية المختلفة و العلل , وتمحق بركة العمر ، والعياذ بالله , و تورث صاحبها الذل و الهوان أمام الله تعالى ، و هي سبب في غضب الله تعالى , و حلول الرزايا و المصائب و التي حلت بالأمم السابقة , و ما نراه اليوم من الفاجعات ما بين : زلازل و براكين و فيضانات و أعاصير شديدة . فالخير يخص أهله , و الشر يعم الصالح و الطالح . فالمسلم المتبصر بدينه و دنياه و آخرته هو الذي يراقب الله تعالى , و يجاهد نفسه , و يجنبها المعاصي , و يحرص على فعل الطاعات , و المحافظة على الصلوات , و كثرة الاستغفار .
عبد العزيز السلامة / أوثال