تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقال جميل : يا هيئة مكافحة الفساد .. ابدءوا بالتعليم - الفروقات حقنا وهدفنا



حقوق المعلمين
22-02-2012, 03:20 PM
ماجد بن مسلم الحربي *
لجينيات ـ حينما أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء هيئة مكافحة الفساد ، استبشر الناس خيراً بأن ليل ونهار المُفسدين سيصبح شيئاً من الماضي خلال فترة قد تطول أو تقصر ، سيما وأن بها رجالاً أكفاء ، كرئيسها معالي الأستاذ محمد الشريف ، ومن هذا المنبر الرائع أدعو هيئة مُكافحة الفساد للبدء بالتربية والتعليم وإداراتها في كشف الفساد في بعض إداراتها وأقسامها ، سيما وأن رئيس الهيئة التقى معالي وزير التربية سمو الأمير فيصل بن عبدالله ، ورحب بمبدأ الشفافية مع هيئة مُكافحة الفساد ، وعلى ذلك وددت أن أقترح على الهيئة أن تبدأ بالتربية والتعليم ، سيما وأن التعليم هو الحِصن الحَصين في تعليم النشء مبادئ النزاهة والشفافية ، وعلى ذلك البدء بها من أوجب الواجبات ، وسأختصرها في نُقاط :

ـ يلجأ عدداً من المعلمين والمعلمات لمسؤولي وزارة التربية للتظلم من إداراتهم ، فلا يتم البت في شكواهم ، ويُحيلون الشكوى لنفس الإدارة التي يتبع لها المُعلم أو المعلمة ، في نظام غريب وعجيب ! فبدلاً من إنصافهم ، أو على الأقل تشكيل لجنة للتحقق من الشكوى ، يُحيلونها للمعني بالشكوى ، فكيف سينصف من شكاه ؟! هذا نوعٌ من الفساد !

ـ بعض مسؤولي إدارات التربية والتعليم تجد في مكاتبهم شاشة بلازما ، ورسيفر ، وعدداً من الصحف المحلية تزين مكاتبهم ، هذا غير التصفح على النت ؛ فقولي لي بربكم متى سيتفرغون للبت في كل ما يعوق التربية والتعليم* ، وحل مشكلاته التي لا تنتهي ؟! طالما هم مشغولين بكل ذلك ، اسحبوا من مكاتبهم تلك المميزات ، وشوفوا هل ينجزوا أم لا ؟ وإلا فأبعدوهم عن مناصبهم تلك ، لأن فاقد الشيء لا يُعطيه !
*
ـ عدداً ليس بالقليل في أقسام إدارات التربية والتعليم على كادر المعلمين والمعلمات ليس لهم علاقة بالميدان التربوي ، وليس لديهم عمل غير السواليف وقراءة الصحف والتصفح على النت ، وعلى الرغم من ذلك يتمتعون بكل مميزات المعلمين والمعلمات من رواتب وعلاوات ، والإجازات كلها ، فكيف يحدث ذلك في ظل السكوت المُطبِق من قبل مسؤولي التربية ؟! فهل من يُعَلّم داخل حجرات الدرس ويجد ويجتهد ويتعامل مع عقول مُتباينة من الطلاب والطالبات ، بنصاب تدريسي كامل أو يقل عنه قليلاً ، ولديه اختبارات شهرية ونهائية وتصحيح وإشراف ونشاط وغيره ، ويتعرض للإصابة بالأمراض كالسكر والضغط إلخ ..* يتساوون مع من يجلسون تحت المكيفات ، وليس لديهم عمل يُذكر ، فكيف يحصل ذلك ؟! وهل سيتطور تعليمنا بأمثال هؤلاء ؟!
*
ـ مُعلمون يُرشحون لبعض الأعمال كالوكالة المدرسية ، الإرشاد الطلابي ، النشاط إلخ .. لا يتم تفريغهم بحجة عدم وجود البديل ، مع أن حِجة* البديل تلك تسقط ، بل ليست شرطاً فيمن يرغبون في تفريغه بعض مسؤولي إدارات التربية والتعليم ، والأدلة والشواهد كثيرة في مختلف إدارات التربية والتعليم ، فيمكن التأكد منها إذا أردنا الإصلاح حقيقةً لا صورياً ..!

ـ ميزانية ضخمة تتمتع بها وزارة التربية ، ولكن لا نرى لها أثراً حقيقياً في تعليمنا لا من جِهة الكم ولا الكيف ، على الرغم من وجود الكفاءات البشرية ، ولكنهم مُغيبون ، أما كيف تصرف فعلم ذلك عند ربي لا يضل ربي ولا يَنسى ؟!

ـ مديرو إدارات التربية يبقون في مناصبهم لسنين عدداً ، ما يخلف من ذلك فساد ما الله به عليم ، ولا نجد لِعبارة ضخ دماء جديدة في تلك الإدارات أي معنىً !
*
وخِتاماً .. أكتفي بما ذكرت ! ونتمنى من هيئة مُكافحة الفساد بعد أن تنهتي من التربية والتعليم أن تبدأ بوزارة الصحة ، ولأن هاتين الوزارتين ميزانياتهما ضخمة ، ولكن لا نرى أي أثر في تقدم حقيقي لهاتين الوزارتين ، لا في الكم ولا الكيف ، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه .


ماجد بن مسلم الحربي

كاتب صحفي