المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نعمـة..الأمــــن !!



االزعيم الهلالي
22-02-2012, 11:40 AM
نعمـة..الأمــــن !!
الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على رسوله الأمين , و على صحابته أجمعين و بعد : إن الأمن من أعظم نعم الله عالى على عباده المؤمنين بعد نعمة الإيمان والإسلام ، ولا يشعر بهذه النعمة , و لا يعرف قدرها إلا من فقدها ، كالذين يعيشون في بلاد يضطرب فيها الأمن ، مما يؤدي إلى الخوف و اضطراب النفوس , فينجم عن ذلك النزاع و الحروب الشديدة التي تهلك النفوس , و تؤثر على حياة الأمم و الشعوب فيها . و إن الله قد أنعم على بلادنا المباركة ـ ولله الحمد و الفضل ـ نعما عظيمة وخيرات كثيرة , في مقدمتها : نعمة الإسلام , وتطبيق مبادئ الشريعة الغراء , و نعمة الأمن والأمان التي تعيشها بلادنا الغالية من الشمال إلى الجنوب , ومن الشرق إلى الغرب , والتي يغبطنا عليها الكثير والكثير من العالم , وقد شع من هذه البلاد المباركة نور الهـدى والخير و السلام إلى العالم أجمـع , قال تعالى : ( فليعبدوا رب هذا البيت , الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خــوف) 3 , 4 قريش . و قال صلى الله عليه وسلم : (من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) أي يكون آمناً على دينه يعبد الله مطمئنا في مسجده , آمنا في بيته و على بيته و ماله , آمنا على نفسه و أهله و عرضه , صحيحا معافى في بدنه من الأسقام و الأمراض المختلفة , فنبي الرحمة صلى الله عليه و سلم استعاذ بالله من الهرم و الكبر و الهم و الغم و الحزن و البرص , و يملك قوته من الحلال , فكأنما جمعت له الدنيا بأسرها . و قد حث الإسلام على الأمن , و رغب فيه ترغيبا شديدا , لما له من فوائد عديدة , ويترتب عنه آثار عظيمة على الأفراد و الأسر و الشعوب , و قد دعا إليه القرآن الكريم بآيات صريحة باللفظ قال تعالى : ( وإذا قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم اضطره إلى عذاب النار و بئس المصير ) 126 , البقرة , و قال تعالى : ( أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون ) 67 , العنكبوت , وفي ظل الأمن والأمان يجد الإنسان فيه لذة العبادة و الإيمان , و الراحة و الطمأنينة و الاستقرار , و ينام هانئا هادئا قرير العين بين أهله و أحبابه . فالأمن مطلب ضروري للأفراد و الأسر و المجتمعات و الأوطان و الحياة. و اعلم ـ أخي المسلم ـ أن الأمن بيد الله تعالى , و يتحقق للأفراد أو الأسر أو الشعوب , متى تحققت العوامل مثل : إخلاص النية لله في العقيدة لله وحده قال تعالى : ( الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون ) 82 , الأنعام , و منها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر به تنتشر مناقب الفضيلة , و تنطمس مساوئ الرذيلة , و بتركه تحل المصائب و العقوبات ويختل الأمن , و تزيد الاضطرابات , فيهلك المجتمع ـ لا قدر الله ـ عن زينب رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : ( ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج قلت : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال : نعم إذا كثر الخبث ( و قال صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده لتأمُرُن بالمعروف ولتنهوُنَّ عن المنكر ، أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ) , و منها: شكر الله المنعم على نعمائه الجزيلة بالقلب و الجوارح و الأركان , و منها : و جود السلطة الشرعية التي تقيم الحدود , و تردع المخالفين , و السلطة الأمنية التي تعمل على الاستقرار السياسي و الاجتماعي .
عبد العزيـز السـلامة / أوثال