المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملاحظة مهمة على كتاب تاريخ الفقه الاسلامي (مراجعة و تحقيق الأستاذ محمد علي السايس)



أهــل الحـديث
20-02-2012, 02:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،

أخواني احببت أن انقل لكم ما وقع لي في كتاب تاريخ الفقه الاسلامي ( الطبعة الأولى- طبعة دار الكتب العلمية سنة 1990) و قد أشرف على مراجعته و تصحيحه و تهذيبه الأستاذ محمد علي السايس الأستاذ بالأزهر الشريف. و أرجو ممن لديه علم عن عقيدة الاستاذ محمد علي السايس أو وقع على نقل مماثل لما وقع في هذا الكتاب فأرجو افادتنا به و بارك الله بالجميع.

النقل من صفحة 70 - 71 تحت عنوان


"كلمة عامة عن الخوارج و الشيعة:



" انقضى الشطر الأكبر من العصر السابق ، و أمر المسلمين متحد و كلمتهم سواء، و لم تكن كلمة الخوارج أو الشيعة على عهد النبي صلى الله عليه و سلم عنوانا لطائفة خاصة، بل لم تجر كلتاهما على ألسنة الناس الا بعد اتصال علي بالخلافة و ما يتعلق بها ، فصارت كل منهما علما على فريق ممن كانوا مع علي في مبايعتهم له و الدعوة اليه، ثم تفرقوا أخيرا في الرأي الى نواح متغايرة.

وذلك أنه لما دبت عقارب الفوضى في أعصاب الخلافة في عهد عثمان ، و تغلغلت الدسائس بين صفوف المسلمين حتى انتهت بقتله – رضي الله عنه - نشط كثير من الصحابة في تقليد علي الخلافة. و ما كادت تتم له البيعة حتى خرج عليه ثلاثة من كبار الصحابة ينازعون الأمر، و يناصبونه الحرب، متأولين لأنفسهم في هذا الشقاق أن الحق في غير اقراره على البيعة،و أن الدين يطلب اليهم أن يجاهدوه: طلحة بن عبيد الله ، و الزبير بن العوام ، و معاوية بن أبي سفيان، يرون أن عليا خذل عثمان في مناهضة الثائرين عليه، و قعد عن نصرته، و كان يستطيع رد الناس عنه، و أنه بعد أن بويع تقاعد عن الأخذ بثأره بل يذهب بهم الظن الى أن عليا استراح الى قتل عثمان، اذ أن بعض القاتلين انتظم في جيشه فلم يكن منه اعتراض على ذلك.

ان كلّا من هؤلاء الثلاثة يريد الأمر لنفسه و يرى الولاية من حق، و أنه أقدر على النهوض بها، و على استئصال الفتن قبل استفحالها. و يعتز كل من طلحة و الزبير لنفسه بأنه واحد من النفر الستة الذين انتخبهم عمر حين وفاته للشورى في أمر الخلافة، وأنه من السابقين الى الاسلام. كذلك يرى معاوية أنه أقرب الناس رحما الى عثمان، و أنه أقدر على الأخذ بثأره، و أحق بالأمر من بعده.

و قد انتهى علي من طلحة و الزبير بقتلهما في وقعة الجمل، ثم اشتبك جيشه مع جيش معاوية في سهل صفين – بأرض الشام – و لما بدأ الفشل يحيق بجيش معاوية، و أحس الهزيمة تحدق به ،لجأ معاوية الى حيلته المعروفة، و هي رفع المصاحف على رؤوس الرماح طلبا للهدنة، فأنقسم أصحاب علي في الرأي: أيدعون الحرب نزولا على طلب خصومهم ، أم يحذرون خدعة معاوية و دهاءه. و أخيرا جنح علي الى فكرة التحكيم حقنا للدماء، فكان قبوله لفكرة التحكيم مبدأ التصدع في صفوفه و مثار النزاع بين أتباعه، و ذلك أن فريقا منهم ارتضاها و دعا الى الأخذ بها، و فريقا توجس الشر منها و رغب عنها. و قد سارع هؤلاء المعارضون الى الخروج عن طاعته، و أنكروا عليه العدول عن قتال معاوية، و بقي معه الراغبون عن القتال ينتظرون ما وراء ذلك.

ومن وقتنا هذا ظهرت الحزبية الدينية ، و سمي المنسلخون عن علي بالخوارج، كما سمي الملتفون حوله و لم ينضموا الى معاوية بالشيعة. و بجانب هاتين الطائفتين جمهور المسلمين و هم من لم يمسهم ابتداع الخروج أو التشيع. و صار لكل طائفة منزع ديني خاص و أثر في الفقه يختلف عن أثر غيرها، و اليك تفصيل الحديث: ..."

ففيه كلام لا يليق بصحابة رسول الله، كما ان ذكر أمر بهذه الخطورة و دون ذكر أدلة تبيّن ما ذهب اليه ما هو الا استهتار. فما بالنا لو قرأ هذا الكلام حاقد على الاسلام لطعن فيه أشد الطعن بأن الصحابة طلاب دنيا و سلطة!