الاهلي الراقي
19-02-2012, 08:00 AM
علي مكي
ماذا عليك أن تفعل قبل أن تكتب عن الأهلي؟
قلت أو كتبتُ من قبل إن الكتابة بحدِّ ذاتها، عرسٌ عظيم.
والكتابة، عن النادي الأهلي السعودي بجميع فرقه وفئاته ورجاله، وفرقته لكرة القدم، أو فرقة الرعب الخضراء، كما يسميها الرياضيون وغير الرياضيين، المحبون وغير المحبين، المحايدون والمنافسون وغير المحايدين والمنافسين، أقول، ما قلتُ وكتبتُ من قبل إن الكتابة عن (الأهلي)، أهلي (جدة) والوطن كله، هي عرسٌ حميمٌ ولذيذ وخاص!
لهذا، على كل كاتب يريد أن يتناول «سفير الوطن» بالكتابة، عليه أن يفعل مثلي، أو كما أفعل عندما يواصل الأهلي إمتاعه وإبداعه داخل الملعب، إذ يتوجب عليّ أولاً أن آخذ حصتي الطبيعية والمعقولة من (النوم)، وأن (أتحمَّم) جيدا بعد ذلك، ثم أحلق ذقني بروقان وعلى أقل من مهلي، و(أفرّش) أسناني بالمعجون والمسواك بأنواعه كافة (أراكا وبشاما أيضا)، وأغسل يديّ بصابون يرشح برائحة النعناع، إلى أن أقف أمام خزانة ثيابي لأختار أجملها وأكثرها أناقة (وشياكة) وأعتمر (طاقيتي) الأثيرة التي صنعَتها وفصّلتها وخاطتها لي أمهر السيدات (الحاجّة أم محمد)، ثم أفرد غترتي البيضاء الناعمة الرهيفة، كالتي (في البال)، وفوقها، أيْ فوق الغترة، أضع برفق عقال العيد، ثم أتطيّب عطرا وعودا وبخورا، كلُّ ذلك معا، وكأنني ذاهبٌ إلى عرس، والأمر كذلك فعلا؛ لأن الكتابة عن (الأهلي) هي أجملُ الأعراس (وأحلاها) وأكثرها فتنة ودهشة ونوراً وحياة!
هكذا رحتُ أتهادى نحو مكتبي الصغير؛ لأجلس خلفه، كما يجلس العريس في (كوشته)، بكامل الزهو والانتشاء ودفقة الحب التي لا يمكن لها أن تتوارى في الليالي الخضراء، وأكتبُ عن (أحد عشر كوكبا) وملايين الكواكب التي تهتف في المدرجات وخلف الشاشات تضيء جدة وبلادنا كلها، أرضها وسماءها وبحرها وجهاتها، وما حولها من مدن وقرى وطرق وحواري وأماكن، بل إن كواكب الأهلي فيها من الضوء ما يشعل الدنيا بأسرها!..
ولايزال نور الأهلي يغمر الزمان والمكان والناس والأشياء ويضيء هذه الأوراق والسطور والكلمات والحروف التي تتشكل الآن من منجم شارع التحلية.
المصدر ماذا عليك أن تفعل قبل أن تكتب عن الأهلي؟ (http://www.alsharq.net.sa/2012/02/19/130741)
ماذا عليك أن تفعل قبل أن تكتب عن الأهلي؟
قلت أو كتبتُ من قبل إن الكتابة بحدِّ ذاتها، عرسٌ عظيم.
والكتابة، عن النادي الأهلي السعودي بجميع فرقه وفئاته ورجاله، وفرقته لكرة القدم، أو فرقة الرعب الخضراء، كما يسميها الرياضيون وغير الرياضيين، المحبون وغير المحبين، المحايدون والمنافسون وغير المحايدين والمنافسين، أقول، ما قلتُ وكتبتُ من قبل إن الكتابة عن (الأهلي)، أهلي (جدة) والوطن كله، هي عرسٌ حميمٌ ولذيذ وخاص!
لهذا، على كل كاتب يريد أن يتناول «سفير الوطن» بالكتابة، عليه أن يفعل مثلي، أو كما أفعل عندما يواصل الأهلي إمتاعه وإبداعه داخل الملعب، إذ يتوجب عليّ أولاً أن آخذ حصتي الطبيعية والمعقولة من (النوم)، وأن (أتحمَّم) جيدا بعد ذلك، ثم أحلق ذقني بروقان وعلى أقل من مهلي، و(أفرّش) أسناني بالمعجون والمسواك بأنواعه كافة (أراكا وبشاما أيضا)، وأغسل يديّ بصابون يرشح برائحة النعناع، إلى أن أقف أمام خزانة ثيابي لأختار أجملها وأكثرها أناقة (وشياكة) وأعتمر (طاقيتي) الأثيرة التي صنعَتها وفصّلتها وخاطتها لي أمهر السيدات (الحاجّة أم محمد)، ثم أفرد غترتي البيضاء الناعمة الرهيفة، كالتي (في البال)، وفوقها، أيْ فوق الغترة، أضع برفق عقال العيد، ثم أتطيّب عطرا وعودا وبخورا، كلُّ ذلك معا، وكأنني ذاهبٌ إلى عرس، والأمر كذلك فعلا؛ لأن الكتابة عن (الأهلي) هي أجملُ الأعراس (وأحلاها) وأكثرها فتنة ودهشة ونوراً وحياة!
هكذا رحتُ أتهادى نحو مكتبي الصغير؛ لأجلس خلفه، كما يجلس العريس في (كوشته)، بكامل الزهو والانتشاء ودفقة الحب التي لا يمكن لها أن تتوارى في الليالي الخضراء، وأكتبُ عن (أحد عشر كوكبا) وملايين الكواكب التي تهتف في المدرجات وخلف الشاشات تضيء جدة وبلادنا كلها، أرضها وسماءها وبحرها وجهاتها، وما حولها من مدن وقرى وطرق وحواري وأماكن، بل إن كواكب الأهلي فيها من الضوء ما يشعل الدنيا بأسرها!..
ولايزال نور الأهلي يغمر الزمان والمكان والناس والأشياء ويضيء هذه الأوراق والسطور والكلمات والحروف التي تتشكل الآن من منجم شارع التحلية.
المصدر ماذا عليك أن تفعل قبل أن تكتب عن الأهلي؟ (http://www.alsharq.net.sa/2012/02/19/130741)