المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة في الذب عن دعوةِ التوحيد.



أهــل الحـديث
18-02-2012, 11:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


[قصيدة في الذب عن دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب]

هي قصيدة العلامة الجليل الشيخ ملا عمران بن علي بن رضوان , من علماء القرن الثالث عشرالهجري , من بلاد لنجة الواقعة في إيران.
كان رحمه الله صاحب عقيدة سلفية , وعلى مذهب الإمام الشافعي في الفقه , واُسنِدَ إليه القضاءُ والإفتاء في بلدة لنجة , وكان شاعراً مجيداً , وله ديوان شعر مشهور, وأفاد منه عددٌ كبيرٌ من العلماء بسبب ما أوجده من حركة علمية حسنة في بلده , توفي الشيخ مُلا عُمران رحمه الله 1280هـ في بلدته لنجة بإيران.

بيت القصيد: إن كان تابعُ أحمدٍ متوهبا******* فأنا المقر بأنني وهابي


قل للذي اتخذ التجهم مركبا
ورآه ديناً وارتضاه مذهبا
ولمذهب الأبرار صار مُكذِبا
إن كان تابعُ أحمد متوهباً****** فأنا المُقِرُ بأنني وهابي

لاذنبَ لي فيما رآه المبتلي
إلا اعتماد الواحد الفرد العلي
والأخذ بالقرآن والنص الجلي
أنفي الشريكَ عن الإله فليس لي********* ربٌ سوى المتفرد الوهاب

فهو المُرجى في الشدائد والبلى
وهو المُؤمَلُ إذ يعم الابتلا
ما لي سوى ربِ السماوات العلى
لا قبةٌ تُرجى ولا وثنٌ ولا************** قبرٌ له سببٌ من الأسباب

فالالتجاء لواحدٍ فردٍ فلا
مَلَكٌ يُلاذ به ولا مَن أُرسِلا
أو صالحٌ نال التقربَ والولا
كلا ولا شجرٌ ولا حجرٌ ولا************ عينٌ ولا نصبٌ من الأنصاب

وطلاسمٌ قد أُعجمت كعزيمة
والعقد في خيطٍ ولو لبهيمة
والجامعات بكاغدٍ ورقيمةٍ
أيضاً ولستُ معلقاً لتميمةٍ ***************أو حلقة أو ودعة أو نابِ

أي ضرس وحشٍ قلدوه بنيةٍ
في جيدِ مولودٍ لهم وصبيةٍ
حِرزاً له من عينٍ أو جنيةٍ
لرجاءِ نفعٍ أو لدفعِ بليةٍ******** الله ينفعني ويدفع مابي

وزيادة في الدين من متشبثٍ
بعبادةٍ معلولةٍ متعبث
لم يستند فيها بقول مُحدثٍ
والإبتداعُ وكلُ أمرٍ محدثٍ **********في الدين يُنكِرُه أولوا الألباب


إن يفعلوه يُقَوِلُوا مَن أُرسِلا
أو يعملوه يروا عليه معولا
أو يألفوه يُجاهِروا بين الملا
أرجوا بأني لا أُقاربه ولا************** أرضاه ديناً وهو غيرُ صوابِ

وأقول للباري صفاتٌ أُثبتت
وأعوذ من جهميةٍ عنها عتت
وتأولت بعقولها وتعنتت
وأُمر آيات الصفات كما أتت ***************بخلافِ كل مؤولٍ مرتابِ

لم أتخذ لي غيرَ هذا أسوةً
حيث اقتبست من الإئمةِ جُذوةً
وجعلتها عند التمسك عُروةً
والإستواءُ فإن حسبي قُدوةً ************فيه مقال السادة الأقطاب

الآخذين من الكتابِ المستنيـ
ـر الطالبين لفضلِ ذي الوجه الغني
الضاربين بصارمٍ لا ينثني
الشافعي ومالكٍ وأبي حنيـ************ ـفةَ وابنِ حنبلٍ التقي الأوابِ

لستُ المجادل مرةً أو تارةً
كمن ابتغى علم الكلام تِجارةً
واعتاض بالدر النفيس حجارةً
وكلامُ ربي لا أقول عبارةً**************** كمقال ذي التأويل في ذا الباب

لا خوضَ لي في آيه المتشابهِ
وأقول مهما مرَ ءامنا به
ما قلتُ ترجمةً أتى في بابه
با إنه عين الكلامِ أتى به********** جبريلُ ينسخ حكمَ كل كتاب

فالجهم قال برأيه وبخرصه
إذ خالفَ الأثر الصحيح بقصه
والختم زينته برونق فصه
هذا الذي جاء الصحيح بنصه*********** وهو اعتقاد الآل والأصحابِ

ذا منهج السلف الذي يُرجى به
نيلُ النجاة لمن أتى من بابه
هدي النبي ومقتفى أصحابه
وبعصرنا من جاء معتقدا به*************** صاحوا عليه مجسم وهابي

ماذا رأوا فيهم من الأمر الخلل
ما شاهدوا منهم على ضرب المثل
إلا اتباع المصطفى فيما نقل
جاء الحديث بغربة الإسلام فلــ***************** ـيبك الحبيبُ لغربة الأحباب

وينوح من أسفٍ على ما فاته
فيما مضى وليغتنم أوقاتَه
من قبل أن تدنوا إليه وفاتُه
هذا زمانٌ من أراد نجاتَه***************** لا يعتمد إلا حضور كتاب

متدبراً أحكامه بتفهمٍ
من غير تبديل وغير توهمٍ
لو كان في ديجور ليلٍ مُبهمٍ
خيرٌ له من صاحب متجهمٍ******************* ذي بدعةٍ يمشي كمشي غُرابِ

فكأنه لصٌ يدبر غارةً
فيقوم حيناً ثم يقعد تارةً
جعلَ الإلهُ بمقلتيه غُبارةً
مهما تلا القرآنَ قال:عبارةً******************** أي إنه كمترجمٍ لخطاب

فعسى الإلهُ يجود باللطف الخفي
ويعيذنا بجنابه البر الوفي
من شر جهميٍ عنيدٍ مختفي
وإذا تلا آيَ الصفاتِ يخوض في***************** تأويلِه خوضاً بغير حسابِ

نقموا على من قال إن دليلنا
في محكم التنزيلِ وهو سبيلنا
ما ذاك إلا قصدهم تشييننا
فالله يحمينا ويحفظ دينَنا****************** من شر كل معاندٍ سباب

ويخصُ أهلَ الحقِ منه برتبةٍ
مقرونةٍ بسعادة وبقربةٍ
ويزيل عنهم ما بقوا من كُربةٍ
ويُؤيدُ الدينَ الحنيفَ بِعُصبةٍ****************** مستمسكين بسنةٍ وكتابِ

هاب العدى منهم لشدة بأسهم
وشعر دين الله خيرُ لباسهم
دانوا به مُذ حَلَّ في أنفاسهم
لا يأخذون برأيهم وقياسهم******************** ولهم إلى الوحيين خيرُ مئابِ

أخذوا بما قد جاء من وحي السما
ونفوا أقاويل الغواية والعما
وتبرؤوا ممن طغا وتجهما
لا يشربون من المكدر إنما******************* لهم المصفى من ألذ شرابِ

كلٌّ له فنٌّ وهم ذا فنُّهم
يستمسكون بدينهم فكأنهم
قبضوا على جمر الغضى لكنهم
قد أخبرَ المُختار عنهم أنهم****************** غرباءُ بين الأهل والأصحابِ

يتدارسون العلمَ في غُدواتهم
والذكرَ والقرآنَ في روحاتهم
لا يألفون الخلقَ في عاداتهم
في مَعزلٍ عنهم وعن شطحاتهم******************** وعن الغلو وعن بناءِ قبابِ

الذكرُ ديدنُهم على طول المدى
ومجالِسُ التدريسِ تشرِقُ بالهدى
ذكراً وتوحيداً وفقهاً يُقتدى
سلكوا طريق التابعين على الهدى******************* ومشوا على منهاجهم بصوابِ

لَهُمُ دَوِيُّ النحلِ إن يتوافروا
إن خيموا في أرضهم أو سافروا
لا يخفرون ذِمام قومٍ خافروا
من أجل ذا أهلُ الغلو تنافروا******************* عنهم فقلنا ليس ذا بِعُجابِ

لا تعجبوا منهم ومما قد جرى
مَن كان لا يدري فليس كمن درى
ذي سلعةٌ قَلَّ الذي منها شرى
نَقَرَ الذين دعاهم خيرُ الورى****************** إذ لقبوه بساحرٍ كذابِ

قد كان يُدعى فيهم بأمانةٍ
ومقالِ صدقٍ واجتنابِ خيانةٍ
فتنقصوه بِجِنَةٍ وكِهانةٍ
مع علمهم بأمانةٍ وديانةٍ********************** وصيانةٍ فيه وصدقِ جوابِ

عَلَمُ الهدى ذاك النبيُ المجتبى
أسرى به الباري إلى سبعِ الطبا
ق مكرماً ومبجلاً ومهذباً
صلى عليه اللهُ ما هبَّ الصبا************************ وعلى جميعِ الآلِ والأصحابِ