المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيطان يمنع من قبول الحق



أهــل الحـديث
18-02-2012, 05:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الشيطان يجرى من الانسان مجرى الدم)






الحق واتباعه هو مراد كل مؤمن موحد يحب الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم- اذن مناط الاتباع هو الحب لله والرسول – صلى الله عليه وسلم-






قال تعالى( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )






وقبول الحق ينبغى أن ينزل اليه العالم والعامى نزولا للحق الذى صح لأن الأمر اتباع وليس نظر للشخص القائل هذا الحق فالحكمة ضالة المؤمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال





: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث - فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (صدقك وهو كذوب ذاك شيطان ) البخارى





قال الحافظ ابن حجر معلقا على الحديث : (وفي الحديث من الفوائد غير ما تقدم أن الشيطان قد يعلم ما ينتفع به المؤمن وأن الحكمة قد يتلقاها الفاجر فلا ينتفع بها وتؤخذ عنه فينتفع بها وأن الشخص قد يعلم الشيء ولا يعمل به وأن الكافر قد يصدق ببعض ما يصدق به المؤمن ولا يكون بذلك مؤمنا وبأن الكذاب قد يصدق وبأن الشيطان من شأنه أن يكذب) انتهى الفتح





فاذا كان الأمر هكذا فما بال بعض الفقهاء او العلماء أو طلاب للعلم ينحرون فى بعضهم وللأسف يكون ذلك بعد ظهور الحق ، فان هناك بعض الناس عندها مكابرة من قبول الحق بعد ظهوره ، بل قد يزدرى المخالف ويقول كيف يظهر الحق على لسان خصمى ، فيكابر فى ذلك ويعاند حتى يورده ابليس المهالك دون أن يستيقظ من سكرته ، ويظن المسكين أنه ناج بعلمه ولايدرى أن شيئا مثل هذا يورده المهالك وهذا فى الآخرة ، أما فى الدنيا فلعله يسقط من عين الناس علمائهم وعوامهم





قال الامام الشافعى رحمه الله : ( ما ناظرت أحدا فأنكر الحجة إلا سقط من عيني ولا قبلها إلا هبته وما ناظرت أحدا فباليت مع من كانت الحجة إن كانت معه صرت إليه) تلبيس ابليس، ابن الجوزى






ويقول الامام ابن الجوزى : (ومن ذلك أن طلبهم للرياسة- يقصد بعض الفقهاء- بالمناظرة تثير الكامن في النفس من حب الرياسة فإذا رأى أحدهم في كلامه ضعفا يوجب قهر خصمه له خرج إلى المكابرة فإن رأى خصمه قد استطال عليه بلفظ أخذته حمية الكبر فقابل ذلك بالسب فصارت المجادلة مخاذلة) تلبيس ابليس






فانظروا الى هذا المعاند عن قبول الحق سقط فى الدنيا والآخرة ، بسقوط قيمته وهيبته فى الدنيا وحسابه بسبب الكبر فى الآخرة، وقد لا يقف الأمر عند حد المكابرة ولكن قد تدخل الغيبة بناءا على المكابرة يقول الامام ابن الجوزى : (ومن ذلك ترخصهم-أى بعض الفقهاء- في الغيبة بحجة الحكاية عن المناظرة فيقول أحدهم : تكلمت مع فلان فما قال شيئا ويتكلم بما يوجب التشفي من غرض خصمه بتلك الحجة ) تلبيس ابليس





والحقيقة أن هناك امورا تستثنى من الغيبة المحرمة ليس محل ذكرها ، لكن المسألة لا شك يدخلها النية فماذا يقصد الحاكى عن المناظرة هل لتبيين الحق أم أنه يريد أن يقول أن الحق ظهر على يدى ويقصد الانتصار للنفس وليس للحق؟





ان المناظرة أو المجادلة لم تشرع أصلا الا لبيان الحق فاذا تبين الحق نزل أحد الخصمين للآخر ان كان الحق عنده ، بل ان السلف عند المناظرة يكملون لبعضهم البعض دون أن يستأثر أحدهم على الآخر بشىء من العلم حتى يظهر الحق يقول الامام ابن الجوزى : (ومن ذلك- اى من تلبيس ابليس على بعض الفقهاء- أن المجادلة إنما وضعت ليستبين الصواب وقد كان مقصود السلف المناصحة بإظهار الحق وقد كانوا ينتقلون من دليل إلى دليل وإذا خفي على أحدهم شيء نبهه الآخر لأن المقصود كان إظهار الحق) تلبيس ابليس






ويقول أيضا : (ومن ذلك- أى من التلبيس- أن أحدهم يتبين له الصواب مع خصمه ولا يرجع ويضيق صدره كيف ظهر الحق مع خصمه وربما اجتهد في رده مع علمه أنه الحق وهذا من أقبح القبيح لأن المناظرة إنما وضعت لبيان الحق)تلبيس ابليس






فالحذر الحذر اخوانى من هذا الخلق السيئ الذى يعظم النفس عند صاحبها ولتتذكروا أن الغاية من العلم هى خشية الله ، فان اعلم الناس أخشاهم لله ، وكلنا سنموت لن يكون معنا أحد امام الله ، والله سائلنا عن أعمالنا هل هى كانت خالصة أم لا ؟ والله عليم خبير بما نصنع ولكنها الفضيحة على رؤوس الأشهاد ، هل ما كنا نناظر به ونقوله هل هو انتصار للحق أم للنفس ؟ ، ولاحول ولا قوة الا بالله ، والله المستعان وعليه التكلان.