المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابن شاهين ومنهجه في كتابه "المختلف فيهم"



أهــل الحـديث
18-02-2012, 02:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


إعداد الطالب: عبدالواحد الحاضي






التعريف بالمؤلِّف:
لعل أول من ترجم لابن شاهين رحمه الله هو الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، يروي ذلك عن تلاميذه وابنه عبيد الله، لأنه لم يعاصره، حيث توفي ابن شاهين قبل أن يولد الخطيب بسبع سنين وكل من ترجم له بعد الخطيب فهو ناقل عنه. إذ أن الخطيب هو ألأقرب إلى ابن شاهين وهو –فيما يظهر- أول من ترجم له، ذلك أن معاصريه ممن ألف في الرجال لم يترجموا له فيما وقفت عليه من كتبهم. ولهذا سأعتمد في ترجمة المؤلف بشكل كلي على الخطيب رحمه الله، مع الإشارة إلى من ترجم له فيما بعد.
نسبه:
قال الخطيب البغدادي: أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المحاملي، قَالَ: ذكر لنا أَبُو حفص بْن شاهين، أنه عُمَر بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن أَحْمَد بْن أيوب بْن أزداذ ابْن سراج بْن عَبْد الرَّحْمَن، وقال: كذا وجدت نسبي فِي كتب أَبِي، وأصلنا من مروروذ من كور خراسان، وجدي لأمي اسمه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن شاهين الشيباني" وعلى هذا فقد اشتهر بنسبته إلى جده لأمه يوسف بن شاهين الشيباني.
مولده ونشأته:
ولد ابو حفص عمر بن شاهين سنة 297هـ على ما روى عنه الخطيب بسنده قال:"ومولدي وجدته فِي كتاب أَبِي علي ظهر كتاب حدثه بما فيه مُحَمَّد بْن علي بْن عَبْد اللَّه الوراق عَن أَبِي نعيم عَن مسعر، فقرأت مولدي على كتابه: ولد ابني عُمَر فِي صفر سنة سبع وتسعين ومائتين" وكان يكنى أبا حفص بن شاهين نسبة إلى جده لأمه.
وقد نشأ ببغداد كما يفيد تاريخ الخطيب، وعلى ما صرح به أبو حفص من أن أصلهم " من مروروذ من كور خراسان" مما يعني أنهم هاجروا إلى بغداد، ولم تذكر المصادر التي بين أيدينا أنه ولد في بغداد، ولا أنه نشأ بها، إلا أنه يبدو من خلال الشيوخ الذين تتلمذ على أيديهم وروى عنهم أنه طلب العلم في بغداد.واستوطنها بعد ذلك كما يقول الخطيب"وكان....يسكن الجانب الشرقي ناحية المعترض" في كنف عائلة علمية . كان أبوه عالماً من رواة الحديث . وكان جده لأمه اشتهر بالعلم . فكان له تأثير في تكوين شخصية ابن شاهين . فنشأ شغوفاً بالعلم.
شيوخه:
ذكر الخطيب أن أبا حفص سمع: "شعيب بْن مُحَمَّد الذراع، وأبا خبيب البرتي، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الهيثم الدقاق، وأبا عَبْد اللَّه بْن عفير، ومحمد بْن هارون بْن المجدر، ومحمد بْن مُحَمَّد الباغندي، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن هاني الشطوي، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الحسن الربعي، وأبا القاسم البغوي، وأبا بكر بْن أَبِي داود، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن المغلس، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي شيبة، فِي أمثالهم ممن يتسع ذكرهم".
وفاته: توفي رحمه الله
حياته العلمية والفكرية:
يظهر من ترجمته عند الخطيب وغيره أنه أحد علماء الحديث والتفسير المبرزين في ميدانهم، ويمكن تجلية ملامح حياته الفكرية والعلمية من خلال النقاط الآتية:
طلبه للعلم ورحلته فيه: عاصر ابن شاهين جلة من العلماء المشهورين، والجهابذة المبرزين كالإمام أبي الحسن الدارقطني(ت385)، صاحب العلل والتصانيف، وأبي القاسم البغوي (ت317)صاحب كتاب شرح السنة. وسمع من شيوخ بلده، ممن ذكر الخطيب فيما سبق، "وارتحل بعد الثلاثين, فسمع بدمشق من: أحمد بن سليمان بن زبان, وأبي إسحاق بن أبي ثابت، وأبي علي بن أبي حذيفة." ثم رحل إلى "واسط والرقة وطرابلس ومصر وعدد من الأقطار التي كانتعتبر بحق مراكز الثقافة والعلوم الإسلامية ومما لاشك فيه أنه قد استفاد استفادة عظيمتاً تجلت في كثرة مصنفاته التي بلغت ثلاثة مائته وثلاثين مصنفاً في كل فن ومجال.

نشاطه الفكري:
تذكر المصادر أن أبا حفص كان كثير التأليف والكتابة، يظهر ذلك مما روى الخطيب عن أبي الحسين الهاشمي تلميذ ابن شاهين أنه قال له "صنفت ثلاث مئة منصف وثلاثين مصنفا" أحدها "التفسير" ألف جزء، و"المسند" ألف وثلاث مائة جزء, و"التاريخ" مائة وخمسين جزءا, و"الزهد" مائة جزء , وكأنه رحمه الله استشعر من نفسه تلك الكثرة فقال:"حسبت ما اشتريت به الحبر إلى هذا الوقت فكان سبع مائة درهم. قال الداوودي: وكنا نشتري الحبر أربعة أرطال بدرهم"
وقد حقق القول في مؤلفاته واستوعبها الدكتور صالح الوعيل في تحقيقه لكتاب "الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك" للمؤلف، وصنفها إلى أربعة تخصصات: الحديث ، وعلوم الحديث، والتفسير، والعقائد. وذكر في كل صنف ما وقف عليه من كتب المؤلف المطبوع والخطوط والمفقود. مما أغنانا عن ذكرهم بالتفصيل في هذه العجالة، إلا أنه لم يفصل الكلام في الحديث عن مؤلفنا" المختلف فيهم" واكتفى بإشارة قصيرة لا تفي بالتعريف بالكتاب على الوجه الأكمل، ولذلك رأيت أن أخصص هنا وقفتين ولو بشكل إحاهما للتعريف بهذا الكتاب والثانية للحديث عن المؤلفات المطبوعة للمؤلف رحمه الله.
الوقفة الأولى:التعريف بكتاب" المختلف فيهم لابن شاهين"
ذكر هذا الكتاب باسمين، كل منهما يوحي بنفس المضمون الذي يحمله ، فالأول:
"ذكر من اخْتلف الْعلمَاء ونقاد الحَدِيث فِيهِ فَمنهمْ من وَثَّقَهُ وَمِنْهُم من ضعفه وَمن قيل فِيهِ قَولَانِ" وهو الذي طبع به الكتاب أول مرة في آخر تاريخ جرجان لللسهمي بتحقيق الشيخ المعلمي اليماني.لكنه طبع ناقصا بكثير بالمقارنة مع الطبعات الأخيرة، ثم أعيد طبعه منفردا بتحقيق (طارق بن عوض الله محمد)، وبنفس الاسم أيضا، وقد اعتمد على نفس الطبعة، وكان غرضه هو إخراج الكتاب مستقلا لتعم به الفائدة، ولذلك لم يكلف نفسه عناء البحث عن باقي النسخ.
وأما الاسم الثاني الذي طبع به فهو" المختلف فيهم"، بتحقيق الدكتور عبد الرحيم القشقري و اعتمد فيه على نسخة مكتبة ابن يوسف بمراكش، حيث أكمل من خلالها النقص الذي طبع به في المرة الأولى،وهوكما قال "بمقدار الثلثين" وهكذا اكتملت مسيرة هذا الكتاب، وهو الآن متداول بين الأيدي يستفيد منه العلماء وطلاب العلم.
ولعل الاسم الثاني للكتاب ليس إلا اختصارا للاسم الأول لطوله، حيث إن المؤلف ذكر الكتاب بالاسم الأول ولم يذكره بالاسم الثاني. فقال:" ذكر من اختلف العلماء، ونقاد الحديث فيه، فمنهم من وثقه، ومنهم من ضعفه، ومن قيل فيه قولان، بينت ذلك بالتراجم ليعرف إن شاء الله ".
الوقفة الثانية: كتبه المطبوعة.
- لعل أول كتاب طبع لأبي حفص، هو كتاب: المختلف فيهم في آخر تاريخ جرجان للسهمي بتحقيق الشيخ المعلمي كما أسلفنا. ثم تلته كتب أخرى فطبع:
تاريخ أسماء الثقات،طبع أولا بتحقيق د. (صبحي السامرائي) ثم طبع ثانيا بتحقيق د. (عبدالمعطي أمين قلعجي)
- تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين طبع بتحقيق: عبد الرحيم محمد أحمد القشقري
- فضائل فاطمة طبع بتحقيق أبي إسحاق الحويني.
- الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك. طبع لأول مرة بتحقيق د.صالح الوعيل.لنيل درجة الدكتوراة.
- الناسخ والمنسوخ من الحديث طبع عدة مرات بتحقيق عدة من المحققين من بينهم (الشيخ علي محمد معوض والشيخ عادل أحمد عبدالموجود.) و الشيخ الصَّادِق بن عَبدالرّحمن الغَريَاني. وكان الشيخ أبو إسحاق الحويني قد ذكر في مقدمة تحقيقة لفضائل فاطمة بأنه يقوم على تحقيقه، ولا أدري هل طبع أم ليس بعد.
- شرح مذاهب أهل السنة ومعرفة شرائه الدين، والتمسك بالسنن طبع بتحقيق عادل بن محمد
هذا ما تيسر لي الوقوف عليه من كتبه المطبوعة رحمه الله.

توثيق ابن شاهين:
على الرغم من بعض النقد الذي وجه إلى أبي حفص فقد وثقه كل معاصريه وشهدوا له بالعلم والصدق.
قال الدارقطني:"يلح على الخطأ وهوثقة"
وقال مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي،: "كان ابْن شاهين شيخا ثقة، يشبه الشيوخ، إلا إنه كان لحانا"
وقال البرقاني،: "قَالَ لي ابن شاهين: جميع ما خرجته، وصنفته من حديثي لم أعارضه بالأصول. يعني ثقة بنفسه فيما ينقله، قَالَ البرقاني: فلذلك لم أستكثر منه زهدا فيه سمعت الأزهري ذكر ابن شاهين، فقال: كان ثقة، وكان عنده عَن البغوي سبع مائة أو ثمان مائة جزء."
وقال الخطيب :"كان ثقة أمينا"
هذه بعض أقوال أهل العلم في توثيق أبي حفص وهي كثيرة تركنا منها الكثير للاختصار. ومجمل القول أنها أن العلماء مجمعون على ثويق الرجل من حيث عدالته وصدقه. وكل ما أخذ عنه أنه كان لحانا يصر على الخطأ كما قال الإمام أبو الحسن الدارقطني. وأنه لا يعرف الفقه ولا كثيرا كما قال الداودي "وكان أيضا لا يعرف من الفقه قليلا ولا كثيرا، وكان إذا ذكر له مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره، يَقُولُ: أنا محمدي المذهب"
عقيدته ومذهبه:
من خلال نظرة سريعة على فهرست كتاب أبي حفص الموسوم ب "شرح مذاهب أهل السنة ومعرفة شرائع الدين والتمسك بالسنن"،المشار إليه في مؤلفاته المطبوعة يتبين أنه رحمه الله كان على مذهب أهل السنة والجماعة. حيث أعرب عن مذهبه في مواطن كثيرة من هذا الكتاب، من ذلك ما أورد في كتابه من فضائل الصحابة ابتداء بالخلفاء الأربعة على ترتيبهم في تولي الخلافة، ابي بكر فعمر فعثمان فعلي رضي الله عنهم أجمعين. وهذا من صميم مذهب أهل السنة والجماعة، القائم على حب الصحابة الكرام وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك أيضا ما أورد من ردود على الجهمية والمعتزلة وبيانه زيف عقيدتهم ومذاهبهم.
وفاته:
قال أبو نعيم:" توفي أَبُو حفص بْن شاهين يوم الأحد الحادي عشر من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاث مائة، ودفن بباب حرب عند قبر أَحْمَد بْن حنبل"
دراسة الكتاب وبيان منهج المؤلف فيه.
من خلال البحث في كتب المؤلف رحمه الله يبدو أن كتبه ما زالت تنتظر الهمم القوية لإحيائها والاستفادة منها ولو فيما تبقى منها ولم يندرس بحوادث الدهر، وإن كان ما اندرس أكثر مما بقي، وفي هذا السياق تأتي دراستنا لكتابه "المختلف فيهم".
وقد سبقت الإشارة إلى أن الكتاب طبع عدة مرات، كان آخرها بتحقيق الدكتور عبد الرحيم القشقري، وقد أجاد فيه وأفاد.
ويظهر من خلال اسم الكتاب أنه اهتم بفن جديد من فنون علم الرجال، ألا وهو المختلف فيهم، حيث إن الجرح والتعديل أمر اجتهادي، لذلك كان لابد فيه من الاختلاف، ليس بين إمام وآخر فقط، بل حتى بين أقوال الإمام الواحد ، كما هو الحال بالنسبة ليحيى بن معين في كثير من الرجال، وكان هذا سبب نشوء هذا النوع من التأليف.
ولعل ما جعل ابن شاهين يؤلف هذا الكتاب هو تجربته مع علم الرجال التي أبانت له بعد تأليف كاتبيه في الثقات والضعاء، النقص في هذا العلم من حيث العناية بالمختلف فيهم من الرجال. هذا إذا ثبت أنه ألف الكتابين المذكورين قبل هذا، مع أن المصادر لا تذكر تواريخ تأليف كتبه، لكن يمكن القول من خلال قرائن الحال؛ أنه ألف "المختلف فيهم" بعد الكتابين الآخرين، ذلك أن فكرة الاختلاف في الرجال تأتي نتيجة الممارسة مع الرجال وثمرة جهد طويل في توثيقهم وتضعيفهم.مما يجعل هذه التأليف في المختلف فيهم كالخاتمة لكتابي الثقات والضعاء، ولا يبعد أن يكون قد وضعه في آخر إحد هذين الكتابين ثم فصل عنه بفعل يد الطلاب والنساخ، تسهيلا للحفظ وتقريبا لليد.
وعلى أية حال فإن الكتاب وصل إلينا وهو موجود بين أيدينا، وطبع عدات مرات، فلنلق عليه نظرة بهدف الإفادة من صاحبه من حيث المضمون والمنهج .
1- من حيث المضمون:
اهتم ابن شاهين رحمه الله في هذا الكتاب بالرجال المختلف فيهم، وذكر منهم ثمانية وستين رجلا ممن اختلف فيهم علماء الجرح والتعديل، وتضاربت فيهم أقوال أئمة هذا الفن، وقد أدلى بدوله هو أيضا من خلال الترجيح بين أقوال الائمة باعتماد قواعد للترجيح سنتحدث عنها فيما بعد إن شاء الله تعالى.
وقد قدم بعمله هذا خدمة جليلة لعلم الرجال تجلت في محاولته الفصل في كل رجل رجل بقول شاف وإن كان توقف في كثير منهم، مما نتج عن عمله هذا ثلاثة أنواع من الرواة:
1- الذين ترجح لديه جانب الثقة فيهم لوجود مرجحات هذا الجانب على غيره وهم تسعة وعشرون رجلا اي بمعدل 42.64 بالمائة. من مجموع الرواة.
2- الذين ترجح لديه جانب الضعف فيهم لوجود مرجح الضعف. وهم ستة عشر رجلا اي بنسبة 23.53 بالمائة. من مجموع الرواة.
3- الذين توقف فيهم ممن لم يترجح لديه أحد الجانبين.وهم ثلاثة وعشرون رجلا أي بنسبة 33.83بالمائة. ولهذه النسب دلالة سنتحدث عنها بعد قليل.
2- من حيث المنهج
من خلال النتائج التي وصل إليها أبو حفص والنسب التي رأيناها يمكن القول إنه اعتمد على منهج دقيق وإن كان في المؤلف نوع من التساهل مع الرجال، وهذا لمسناه من خلال محاولاته المستميتة في طرق كل ابواب التاويل من أجل إبعاد الرجال عن التهمة إلا إذا تعذر الأمر، و هذا يدل على أن مؤلفنا كان من المعتدلين في أحكام الجرح والتعديل كما قال الإمام الذهبي:
والمنهج الذي اعتمد عليه يمكن تجليته في عدة قواعد اعتمد عليها في ترجيحه للأقوال المتعارضة.
وقبل أن نتحدث عن هذه القواعد نشير إشارة خاطفة إلى أمر لابد منه وهو أن الإمام ابن شاهين سلك منهجا اطرد في كل كتابه ألا وهو إيراده قول المجرح أولا ثم قو ل الموثق ثم يردفهما برأيه فإن وجد مرجحا قويا رجح وإن لم يجد توقف، وكل ذلك بقواعد غاية في الإحكام.
وهذه بعض قواعده التي تبين منهجه في الترجيح معضدة ببعض الأمثلة
1- الترجيح بقرينة أهل البلد.
كالقول في أسد بن عمرو البجلي، حيث وثقة محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وضعفه اثنان من أهل بلده وهما يزيد بن هارون وهو واسطي، وعثمان بن أبي شيبة وهو كوفي قال ابن شاهين: "فهما أعلم به"
2- الترجيح بالقرب الزمني والمعاصرة.
وذلك القول في سعيد بن بشير حيث رجح فيه المؤلف قول شعبة وترك قول ابن معين لقرب شعبة من سعيد زمنيا "روى ابن شاهين، أن يحيى بن معين قال: ليس بشيء. في رواية العباس عنه.
وقال في رواية أحمد بن ابي خيثمة، ليس حديثه بشيء.
وعن بقية أنه سمع شعبة، يذكر سعيد بن بشير، فقال: إنه مأمون فخذوا عنه، وأنه قال فيه: ذاك صدوق اللسان.
قال أبو حفص: وهذا الخلاف في سعيد، بين يحيى، وشعبة، متباعد جداً، والقول عندي فيه قول شعبة، وذلك لأنهما متقاربان في الوقت"
3- الترجيح بقول أهل الشان والمعرفة بالرجال:
حيث رجح المؤلف قول يحيى بن معين على قول الشعبيي في الحارث الأعور، الذي وثقة يحيى واتهمه الشعبي بالكذب.
قال أبو حفص: "عن الشعبي أنه قال: الحارث الأعور من أحد الكذابين.
ومع ذلك فقد قال يحيى بن معين: ما زال المحدثون يقبلون حديثه. وهذا من قول يحيى بن معين الإمام في هذا الشأن"
4-الترجيح باجتماع علمين كبيرين من أهل الشأن: كاجتماع الإمام أحمد ويحيى بن معين، في توثيق حماد بن نجيح حيث رجح المؤلف قولهما دون الالتفات إلى قول عثمان بن أبي شيبة" حماد بن نجيح، ضعيف، ليس يروى عنه أحد"
قال أبو حفص: "والخلاف في حماد بن نجيح، مقبول من أحمد، ويحيى، لأنهما إذا اجتمعا في الرجل بقول واحد، فالقول قولهما، وهو في عداد الثقات، ولا يرجع إلى قول آخر معهما"
هذه بعض قواعد الترجيح عند الإمام ابن شاهين التي سلكها في منهجه في الترجيح بين أقوال الأئمة في الرجال المختلف فيهم، وهي غيض من فيض، وتحتاج في الحقيقة إلى دراسة خاصة ومقارنة، ولكن المجال هنا لا يتسع، والوقت لا يسمح، لذلك اقتصرت على بعض النماذج منها.تاركا التفصيل لوقت لاحق إن شاء الله تعالى.














لائحة المصادر والمراجع:
1- تاريخ بغداد لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (المتوفى: 463هـ) المحقق: الدكتور بشار عواد معروف
الناشر: دار الغرب الإسلامي – بيروت الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م
2- سير أعلام النبلاء المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ) المحقق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط الناشر: مؤسسة الرسالة
الطبعة: الثالثة، 1405 هـ / 1985 م