المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صلاة الخوف من منار السبيل في شرح الدليل



أهــل الحـديث
18-02-2012, 02:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم
منار السبيل في شرح الدليل
الدرس [ 22]
فصل فى صلاة الخوف


إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
ثم أما بعد.


فصل فى صلاة الخوف

قال الشيخ مرعي رحمه الله: ( تصح صلاة الخوف إن كان القتال مباحاً حضراً، وسفراً، ولا تأثير للخوف فى تغيير عدد ركعات الصلاة، بل فى صفتها، وبعض شروطها، وإذا اشتد الخوف صلوا رجالاً، وركباناً للقبلة، وغيرها، ولا يلزم افتتاحها إليها، يومئون طاقتهم، وكذا في حالة الهرب من عدو إذا كان الهرب مباحاً، أو سيل، أو سبع. أو نار أو غريم ظالم، أو خوف فوت وقت الوقوف بعرفة، أو خاف على نفسه، أو أهله، أو ماله، أو ذب عن ذلك، وعن نفس غيره).
صلاة الخوف تُلحَق بصلاة السفر وهي تكون في القتال والخوف، يقول: (تصح صلاة الخوف إن كان القتال مباحاً حضراً، وسفراً) يبقى صلاة الخوف هي صلاة ذكرها الله تبارك وتعالى في كتابه ولكن عبارة عن صلاة سفر ولكن تكون قصر في الهيئة لا في العدد.
متى تصح صلاة الخوف مع ذكر الدليل؟قال: ( تصح صلاة الخوف إن كان القتال مباحا حضراً، وسفراً)، يبقى خرج من ذلك القتال غير المباح. يبقى تصح صلاة الخوف إن كان القتال مباحا حضرا يعني في حال الحضر وسفرا.
(لقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [ البقرة: 239] وصلاها رسول الله r(وأجمع الصحابة على فعلها) وصلاها (علي، وأبو موسى، وحذيفة).
هل للخوف تأثير في عدد الركعات؟(ولا تأثير للخوف في تغيير عدد ركعات الصلاة فيقصر في السفر ويتم في الحضر).
يبقى لا تأثير للخوف في تغيير عدد ركعات الصلاة، يبقى ما ذكرنا القصر أو التغيير يكون في الهيئة وليس في العدد.
يقول: (بل في صفتها، وبعض شروطها على نحو ما ورد) يبقى في صفة الهيئة وبعض الشروط، تكون في مثل استقبال القبلة مثلا، ليس من اللازم أن يستقبل إنسان القبلة ي صلاة الخوف. (قال أحمد رحمه الله: صحت صلاة الخوف عن النبي r، من ستة أوجه، فأما حديث سهل بن أبي حثمة فأنا أختاره). والشارح لم يذكر لنا الأحاديث التي وردت في صلاة الخوف، ولكن ذكر اختيار الشيخ الإمام أحمد رحمه الله أنه اختار حديث سهل بن أبي حثمة، الأحاديث التي وردت في صلاة الخوف أحاديث كثيرة وجاءت على النبي عليه الصلاة والسلام بهيئات كثيرة، إما أن يكون العدو تجاه القبلة وإما أن يكون العدو في غير تجاه القبلة.
هنا الشارح يقول: قال الإمام أحمد أذهب وأختار حديث سهل بن أبي حثمةهذا رواه البخاري في صحيحه وكذلك الإمام مسلم وكذلك رواه أبو داوود وغيرهم عن سهل بن أبي حثمة، «أن النبي r صلى بأصحابه في خوف فجعلهم خلفه صفين»، يبقى صفة صلاة الخوف في هذه الهيئة كان العدو في اتجاه القبلة،هذا أسهل بالنسبة للمسلمين أن يكون العدو تجاه القبلة، قال صلى بأصحابه عليه الصلاة والسلام في خوف فجعلهم صفين، يبقى ممكن يكون العدد أكثر من ذلك، ممكن يكون الجيش عشرين ألف، ثلاثين ألف، صعب جدا أن الإنسان يصلي بهذا العدد كله، لكن هم صفان فقط اللذان يقفان مع الإمام.
بعض الصور التي جاءت وبعض الأحاديث التي جاءت في كيفية صلاة الخوف قال: ( فصف بهم صفين )وممكن يكون أكثر من ذلك كما ورد في بعض الروايات قال: «فصف بهم صفين فصلى بالذين يلونه ركعة، ثم قام عليه الصلاة والسلام فلم يزل قائما حتى صلى اللذين خلفهم ركعة ثم تقدموا وتأخر اللذين كانوا قدامهم فصلى بهم النبي r ركعة ثم قعد حتى صلى اللذين تخلفوا ركعة ثم سلم عليه الصلاة والسلام» هذه الهيئة التي فعلها النبي عليه الصلاة والسلام والعدو كان في مقابل أو في تجاه القبلة فصف النبي عليه الصلاة والسلام صفين بأصحابه فصلى بهم قرؤوا قرأ الكل، وركعوا أيضا ركع الكل، لما قام النبي عليه الصلاة والسلام وبدأ يسجد في الركعة الأولى، سجد الصف الأول الذي يلي النبي عليه الصلاة والسلام وثبت الصف الثاني كما هو، في الركعة الثانية تقدم الصف المؤخر وتأخر الصف المقدم ثم كل إنسان أكمل ركعة ثم سلم.. . النبي عليه الصلاة والسلام. هذه صفة التي هي كان العدو في تجاه القبلة، كذلك جاء صفة عن النبي عليه الصلاة والسلام أحاديث كثيرة أو هيئات كثيرة في صلاة الخوف، وبداية صلاة الخوف أصلا يعني كان الأعداء يمنون أنفسهم أنهم كانوا في فرصة عظيمة لكي يغيروا على المسلمين ولكي يقتلوا المسلمين وذلك كان في صلاة العصر في بعض الغزوات مشركين قالوا يعني فاتنا فرصة كبيرة جدا أن المسلمين كانوا ساجدين وكنا استأصلنا شأفتهم وكنا أبدناهم ، كان خالد بن الوليد tإذاك كافرا وكان معه الجيش فقالوا طيب بسيطة صلاة العصر قادمة نفعل بهم ما نريد، فنزل الوحي من عند رب العزة سبحانه وتعالى ونزلت الآيات: ﴿ وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ﴾ [النساء: 102] وجاء في صلاة العصر استعد المشركون لكي يقتلوا المسلمين ولكن نجاهم رب العالمين كما جاء في الحديث عن أبي عياش الزرقي قال: كان مع رسول الله r بعسفان وعلى المشركين خالد بن الوليد فصلينا الظهر فقال المشركون لقد أصبنا غرة _ أي نحن فاتنا فرصة كبيرة جدا كان المسلمون أمامنا_، لقد أصبنا غرة لقد أصبنا غفلة لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة فنزلت آية القصر بين الظهر والعصر فلما حضرت العصر قام رسول الله r مستقبل القبلة والمشركون أمامه فصف خلف رسول الله r صف وصف بعد ذلك الصف صف آخر، فركع النبي عليه الصلاة والسلام وركعوا جميعا ثم سجد وسجد الصف الذي يلونه يعني يلي النبي عليه الصلاة والسلام وقام الآخرون يحرسونه _لأن لو كله سجد مع النبي r بلا شك يبقى نفس الصورة المشركون يميلوا على المؤمنين_ وقال قام الآخرون يحرسونه، فلما صلى هؤلاء السجدتين وقاموا سجد الآخرون الذين كانوا خلفهم ثم تأخر الصف الذي يليه إلى مقام الآخرين، فهؤلاء تقدموا والآخرين تأخروا، وتقدم الصف الأخير إلى مقام الصف الأول ثم ركع رسول الله r وركعوا جميعا ثم سجد وسجد الصف الذي يليه وقام الآخرون الذين يحرسونهم فلما جلس رسول الله rوالصف الذي يليه سجد الآخرون ثم جلسوا جميعا فسلم عليهم فصلاها بعسفان وصلاها يوم بني سليم.
هذه كانت بداية صلاة الخوف لما قال المشركون ما سمعته، كذلك جاءت هيئات أخرى يعني في أحاديث أخرى عن النبي عليه الصلاة والسلام في صلاة الخوف، كذلك فيه رواية في حديث سهل بن أبي حثمة الأنصاري أنه حدثه أن صلاة الخوف أن يقوم الإمام وطائفة من أصحابه وطائفة مواجهة العدو، فيركع الإمام ركعة ويسجد بالذين معه ثم يقول فإذا استوي قائما ثبت قائما ، وأتموا لأنفسهم الركعة الباقية ثم سلموا وانصرفوا والإمام قائم فكانوا تجاه العدو ثم يقبل الآخرون الذين لم يصلوا فيكبرون وراء الإمام ويركع بهم ويسجد بهم ثم يسلموا فيقومون فيركعون لأنفسهم الركعة الباقية ثم يسلمون جميعا، هذه الرواية الثانية لحديث سهل بن أبي حثمة، كذلك جاءت أحاديث كثيرة وهيئات كثيرة في صلاة الخوف مع الصحابة مع النبي عليه الصلاة والسلام.
هيئة أخرى لصلاة الخوف:عن ابن عمر أن رسول الله r صلى بإحدى الطائفتين ركعة، والطائفة الأخرى مواجهة العدو، ثم انصرفوا فقاموا في مقام أولئك وجاء أولئك فصلى بهم ركعة أخرى، ثم سلم عليهم ثم قام هؤلاء فقضوا ركعتهم وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم بدون انتظار من النبي عليه الصلاة والسلام.
هيئة أخرى لصلاة الخوف: كذلك جاء عن حذيفة t قال: صلى النبي r بهؤلاء ركعة وبهؤلاء ركعة ولم يقضوا، يعني كون النبي r صلى بكل طائفة ركعة واحدة ثم انصرف.
هيئة أخرى لصلاة الخوف: كذلكجاءت روايات تدل على أن الكل كان يصلي مع النبي عليه الصلاة والسلام، لكن هذه الهيئة بخلاف الهيئة الأولى،العدو خلف القبلة، ليس مواجها للقبلة لا وراء المسلمين ،الكل صلى مع النبي عليه الصلاة والسلام .
أبو هريرة يذكر لنا هذه الصورة: الحديث عن عروة بن الزبير، قال: يحدث عن مروان بن الحكم أنه سأل أبو هريرة قال: هل صليت مع النبي عليه الصلاة والسلام صلاة الخوف؟قال: أبو هريرة نعم، قال مروان متى، فقال أبو هريرة عام غزوة نجد، قام النبي عليه الصلاة والسلام إلى صلاة العصر، فقامت معه طائفة وطائفة أخرى مقابل العدو وظهورهم إلى القبلة فكبر رسول الله r فكبروا جميعا _يبقى كان بعضهم مواجه للقبلة وبعضهم مواجه للعدو، مع التكبير كله كبر مع النبي عليه الصلاة والسلام، الجيش كله كبر مع النبي عليه الصلاة والسلام_
قال: وطائفة أخرى مقابل العدو وظهورهم إلى القبلة فكبر النبي عليه الصلاة والسلام فكبروا جميعا الذين معه والذين مقابل العدو، الكل يكبر، ثم ركع رسول الله r ركعة واحدة وركعت الطائفة التي معه ثم سجد فسجدت الطائفة التي تليه والآخرون قيام مقابل العدو ثم قام رسول الله r وقامت طائفة التي معه، فذهبوا إلى العدو، فقابلوهم وأقبلت الطائفة التي كانت مقابل العدو، فركعوا وسجدوا، _حصل تبديل_ ورسول الله r قائم،_ قائم يعني منتظر الطائفة الثانية لكي تفرغ وتأتي فيصلي بهم جميعا _ورسول الله r قائم كما هو ثم قاموا فركع رسول الله r ركعة أخرى وركعوا معه، وسجدوا معه ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله r قاعد ومن كان معه ثم كان السلام فسلم رسول الله r وسلموا جميعا فكان لرسول الله r ركعتان ولكل رجل من الطائفتين ركعة ركعة، ولكن سلم بهما عليه الصلاة والسلام جميعا لما فرغ.
كذلك هناك هيئة من أسهل الهيئات: جاءت عن النبي عليه الصلاة والسلام وهذه هيئة من أسهل الصور في صلاة الخوف، أن يصلي الإمام بكل طائفة ركعتين، سلمنا الجيش كبير جدا، يقسمهم الإمام أنا أصلي بكل مجموعة ركعتين حتى ينتهي الجيش كله.
الإمام سيصلي ثلاث أو أربع أو خمس مرات، طيب الصلاة الأولى بالنسبة للإمام تكون فريضة وباقي الصلوات تكون نافلة بالنسبة للإمام وفريضة بالنسبة لغيره، يقول: عن أبي بكرة قال: صلى النبي عليه الصلاة والسلام في خوف الظهر فصف بعضهم خلفه وبعضهم بإيذاء العدو فصلى بهم ركعتين ثم سلم ،والطائفة الأخرى بإيذاء العدو ،فصلى بهم ركعتين ثم سلم فانطلق الذين صلوا معه فوقفوا موقف أصحابهم، ثم جاء أولئك فصلى بهم ركعتين ثم سلم فكان لرسول الله r أربعا ولأصحابه ركعتين ركعتين وبذلك كان يفتي الحسن رحمه الله، بهذه الهيئة التي هي أسهل الهيئات.
هذا بالنسبة لبعض الصور التي جاءت وبعض الأحاديث التي جاءت في كيفية صلاة الخوف إما أن العدو تجاه القبلة وإما أن يكون العدو بخلاف القبلة. والإمام أحمد رحمه الله كما سمعتم يختار هذه الهيئة أو الحديث، حديث سهل بن أبي حثمة، كذلك نفس الصورة حديث آخر جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام هذا في البخاري ومسلم «عن رومان عن صالح بن خوات عمن صلى مع النبي عليه الصلاة والسلام يوم ذات الرقاع صلاة الخوف، أما طائفة صفت معه، وطائفة وجاه العدو، فصلى بالتي معه ركعة ثم ثبت قائما وأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا وصفوا وجاه العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته ثم ثبت جالسا عليه الصلاة والسلام وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم».
قال صالح: وحديث يزيد بن رومان أحب ما سمعت إلي، يبقى بالنسبة لبعض الصور أو الأحاديث التي وردت في صلاة الخوف وعلى حسب الإمام وعلى حسب الأسهل بالنسبة للجيش وعلى حسب الأسهل بالنسبة للتنظيم يجوز أن يفعل أي هيئة من هذه الهيئات وكما ذكرنا أن صلاة الخوف قصر في الهيئة وليس قصر في العدد،.
قال: (وإذا اشتد الخوف صلوا رجالاً، وركباناً للقبلة، وغيرها) رجالا يعني على أرجلهم وركبانا يعني يركبون (للقبلة، ولغير القبلة ولا يلزم افتتاحها إليه) سلمنا القتال التحم والقتال اشتد وحدث قتال قبل الدخول في الصلاة وبعدين (استمر على مثل هذه) الهيئة وقدرا العدو كان بخلاف القبلة وحان وقت الصلاة هل يلزم الإنسان أن يستفتح القبلة؟ لا، لا يلزم أنه أول ما يكبر يستفتح القبلة، قال: (للآية. وقال ابن عمر: ( فإن كان الخوف أشد من ذلك، صلوا رجالاً قياماً على أقدامهم، وركباناً مستقبلي القبلة، وغير مستقبليها) وهذا حديث متفق عليه. زاد البخاري، قال نافع: لا أرى ابن عمر قال ذلك إلا عن النبي عليه الصلاة والسلام).
هل يركع ويسجد في حالة الخوف الشديد؟ إذا اشتد الخوف لا يركع ولا يسجد ولكن يومئ بقدر استطاعته.(يومئون طاقتهم) الإيماء يخفض الرأس بقدر ما يستطيع (لأنهم لو أتموا الركوع، والسجود لكانوا هدفاً لأسلحة العدو معرضين أنفسهم للهلاك).

ماهى الحالات التي تصح فيها صلاة الخوف:يقول: أولاً: (وكذا في حالة الهرب من عدو إذا كان الهرب مباحاً) احتراز من الهرب الغير مباح، يبقى لا يحل صلاة الخوف.
كيف يصلي الإنسان في حالة السيل؟ قال:(أو سيل) صورة المسألة:سلمنا حان وقت الصلاة ثم حدث مطر سيول،الآن، ظهر، عصر، مغرب، عشاء، فجر، لو تركع وتسجد، تهلك السيل يجرفك وأنت تصلي، ففي هذه الحالة تصلي بقدر الاستطاعة، تجاه القبلة بخلاف تجاه القبلة على أي هيئة راكع ساجد تومئ على أي هيئة يستطيعها الإنسان، ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286].
و صلاة الخوف من أدل الأدلة التي استدل بها العلماء على وجوب صلاة الجماعة وهذه أقوى الأدلة لمن يقول أن صلاة الجماعة فرض عين على المسلم القادر الحاضر غير المسافر، المقيم غير المسافر.
ثانيًا:كذلك من الحالات التي يجوز فيها صلاة الخوف: في حالة الهرب من سبع قال: ( أو سبع) صورة المسألة: إنسان يطارده السبع، وقد وحان وقت الصلاة عليه في هذه الحالة تصلي بقدر الاستطاعة، تجاه القبلة بخلاف تجاه القبلة على أي هيئة راكع ساجد تومئ على أي هيئة يستطيعها الإنسان، ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286].
ثالثًا:كذلك من الحالات التي يجوز فيها صلاة الخوف: (أو نار) فيه نار فيه حريق في مكان وحان وقت الصلاة كذلك لابد من الصلاة بأي كيفية يستطيعها.
رابعًا:كذلك من الحالات التي يجوز فيها صلاة الخوف: (أو غريم ظالم)، طبعا غريم ظالم احتراز من غريم ليس ظالم.
خامسًا: كذلك من الحالات التي يجوز فيها صلاة الخوف: (أو خوف فوت وقت الوقوف بعرفة) هذه حالة نادرة ولا تحصل الآن ولكن ذكرها الفقهاء وحصل حديث في مثل هذا الشيء أو قريبا منه في عهد النبي عليه الصلاة والسلام الوقوف بعرفة ركن النبي r يقول: «الحج عرفة» لو أنك عملت المناسك كلها وفاتك عرفة لابد أن تعيد الحج مرة ثانية من العام القادم إن استطاع الإنسان إلى ذلك لم يستطع، يبقى وجب عليه لابد أن تعيد.
طيب سلمنا إنسان لعذر ما و حان وقت الصلاة يصلي إيماء وهو ماشي وهو يجري يومئ إيماء بحيث يستطيع أن يقف بعرفة ولو لحظة قبل طلوع الفجر، كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام كي لا يضيع عليه حجه.
سادسًا:كذلك من الحالات التي يجوز فيها صلاة الخوف: (أو خاف على نفسه، أو أهله) واحد خائف على نفسه ،أو خاف على أهله معك أولادك معك زوجتك وفيه عدو فيه ناس تثبتك في الطريق، صلي وأنت ماشي ، لا تطبق صلاة على أخرى.
سابعًا:كذلك من الحالات التي يجوز فيها صلاة الخوف: (أو ماله) كذلك يصلي على أي هيئة من الهيئات.
ثامنًا: كذلك من الحالات التي يجوز فيها صلاة الخوف: (أو ذب عن ذلك، وعن نفس غيره) وحان وقت الصلاة يصلي، تجاه القبلة خلاف تجاه القبلة راكب نازل يومئ إيماء يجري على حسب الاستطاعة وهذه من رحمة رب العالمين وهذا من يسر الشريعة ، والله، ما رأينا شريعة قط مثل شريعة الإسلام ودين النبي عليه الصلاة والسلام، أنها شريعة سهلة، سمحة، بل قال عليه الصلاة والسلام: «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا وكان عليه الصلاة والسلام خير بين أمرين اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فيكون أبعد الناس منه عليه الصلاة والسلام».
تاسعًا: كذلك من الحالات التي يجوز فيها صلاة الخوف: (لما في ذلك كله من الضرر. ونص عليه أحمد في الأسير إذا هرب).
الأسير إذا هرب يكون مأسور عند المشركين ويهرب وحان وقت الصلاة، يصلي على حسب هيئته وعلى حسب حاله.
عاشرًا: كذلك من الحالات التي يجوز فيها صلاة الخوف: يقول: (ومثله إن خاف فوت عدو يطلبه)المسلم يطلب العدو الكافر،لقول عبد الله بن أنيس: (بعثني رسول الله r، إلى خالد بن سفيان الهذلي_كان يجمع العرب ويؤلبهم على النبي عليه الصلاة والسلام وكان يريد قتل النبي عليه الصلاة والسلام، فالنبي بعث خالد بن أنيس إلى قتل خالد بن سفيان الهزلي (قال: اذهب فاقتله فرأيته، وقد حضرت صلاة العصر) قال: (فقلت: إني أخاف أن يكون بيني وبينه ما يؤخر الصلاة، فانطلقت وأنا أصلي: أومئ إيماء نحوه) الحديث هذا ضعفه الشيخ الألباني بناء على أنه في السند رجل ضعيف وحسنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري، لكن الجماهير على هذا الشيء، حتى لو قلنا بتضعيف الحديث لكن الجماهير على هذا الشيء وهذا الشيء المتاح.
هل يعيد من صلي صلاة الخوف ثم تبين له عكس ذلك؟(إن خاف عدواً إن تخلف عن رفقته فصلى صلاة خائف، ثم بان أمن الطريق لم يعد).
صورة المسألة: سلمنا إنسان رأى خيال رأى شجرة،ظنه عدو فصلي صلاة خائف، ثم بان له بعد ذلك عكس ما خاف منه وأنه شيء آمن، لا يعيد الصلاة لعموم البلوى وذلك أقرب للصواب، لكن إنسان في حرب في شيء يمكن يمشي بما قال ذلك هؤلاء الفقهاء.
(ومن خاف أو أمن في صلاته انتقل وبنى لأن الحكم يدور مع علته). إنسان خائف الآن في الصلاة يصلي صلاة خائف، طيب أمن الآن يصلي صلاة آمن، طيب اعكس الصورة إنسان يصلي صلاة آمن وبعدين هجم عليه العدو يصلي صلاة خائف، يبقى الحكم يدور مع علته وجودا وعدما.
(ولمصل كر وفر، لمصلحة) يكر على العدو ويفر، يكر ويفر. (ولا تبطل بطوله هذا قول أكثر أهل العلم. قاله في المغني. و لأنه r( أمرهم بالمشي إلى وجاه العدو، ثم يعودون لما بقي) الحديث الشيخ الألباني لم أجده بهذا الأمر. (وهذا عمل كثير، واستدبار للقبلة). ولكن الصواب أن الفقهاء على هذا الشيء.
هل يجوز حمل السلاح الملطخ بالدم في حالة الحرب؟قال: (جاز لحاجة حمل نجس ولا يعيد لقوله تعالى: ﴿ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ ﴾ [النساء: 102]. أنت ممكن تحمل شيء لحاجة هذا الشيء يكون نجس،ممكن ثيابك نفسها عليها أثر الدم أثر النجاسة، من القتل والضرب والطعن والرماح والسهام وهذه الأشياء يبقى يجوز للحاجة، بهذا الشيء،مع أن الطهارة شرط في صحة الصلاة لكن ذكرنا أن هيئة صلاة الخوف، تختلف عن الصلاة في حال الأمن.
(وقوله: ﴿ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ﴾ [النساء: 102].
ما حكم حمل السلاح؟ قال:( ولا يجب حمل السلاح في قول أكثر أهل العلم، بل يستحب). وهذا الصواب فعلا، ولكن سلمنا أن العدو قريب وأنت تصلي تخاف أن يديل عليك ، قد يجب الآن من باب قول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195].