المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب("الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى وآراؤه التربوية والاجتماعية" لمحمد العميري) في الميزان



أهــل الحـديث
17-02-2012, 10:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، ومن تبعه إلى يوم الدين .
أما بعد؛ فقد اقتنيت قبل أشهر كتاب " الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى وآراؤه التربوية والاجتماعية" تأليف: محمد بن فريج بن عبيد الله العميري الطبعة الأولى دار القلم في دمشق عام 1431، وهو بحث مكمل للحصول على درجة الماجستير في التربية الإسلامية والمقارنة بإشراف الأستاذ الدكتور حامد بن سالم بن عايض الحربي، كذا كتب على عنوانه الداخلي، وهو في مئتي صفحة بالفهرس .
ولما قرأت الكتاب وجدته لا يوافق عنوانه، بل لا يعط صورة تامة عن آراء الشيخ بكر التربوية والاجتماعية، فأحببت كتابة ملاحظات عليه؛ وفاء للشيخ، ونصحا للمؤلف، وسأجعل الملاحظات في نقاط .
وقبل ذكرها، أذكر ما تفرد به الكتاب حول سيرة الشيخ بكر :
1- والد الشيخ بكر من وجهاء الدوادمي وتجارها (ص34) .
2- كان والده عالما بالأنساب، وكان الناس يسألونه عنه، ويأتونه من الرياض وخارجها ومن الكويت ومن أماكن شتى (34-35) .
3- درس الشيخ في الكتاب في الدوادمي على عبد الله بن صقيران (ص38 نقلا عن جريدة الرياض ) .
4- ذكر انه درس على الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى سنتين وأجازه (ص41) .
5- قال الشيخ عبد الله بن خنين: "تراه فتغشاك منه مهابة، وتجلس إليه وتحادثه؛ فتجد اللين والخلق الكريم" (ص44) .

ذكر ملاحظات حول الكتاب:
1- مخالفة عنوان الكتاب لعنوان البحث، فقد جاء عنوان البحث كما في صفحة (17) "الآراء التربوية للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله من خلال مؤلفاته المطبوعة"، ولو طبقنا العنوان على الكتاب؛ لوجدنا أنه بحث ناقص، مع أن الشيخ الثمالى قال:وأعتقد أن الأخ الباحث في آراء الشيخ التربوية سيسهم في إبراز ما أودع في بطون ما ألفه الشيخ من مؤلفات ورسائل تزيد على خمسين مطبوعا، من آراء وفوائد تربوية قيمة، يستفيد منها الباحث أولا، ويفيد بها الآخرين"(ص186).
2- اقتصار الباحث على كتب محددة؛ وهي:
أ****- حكم الانتماء إلى الفرق الأحزاب والجماعات الإسلامية .
ب****- التعالم وأثره على الفكر والكتاب .
ت****- حراسة الفضيلة .
ث****- تسمية المولود .
ج****- درء الفتنة عن أهل السنة .
ح****- المدارس العالمية الأجنبية الاستعمارية تاريخها ومخاطرها .
3- ترك الكتب التي فيها آراء تربوية؛ من أهمها "حلية طالب العلم"، ومنها "تصنيف الناس بين الظن واليقين"، وله في كتاب "العزاب" المطبوع ضمن كتاب "النظائر" كلاما اجتماعيا جميلا، بل كتاب "المجموعة العلمية" حوى آراء تربوية كثيرة .
4- التوهيم في بعض المصادر، كقوله عن مقال الشيخ ذياب الغامدي "شيخ العلماء وبليغ الأدباء" فقد قال(ص44) :"شيخ العلماء وبليغ الأدباء بكر أبو زيد 1429" وهذا يوهم بأنه كتاب طبع في ذلك الوقت، ولم يطبع هذا المقال إلا بعد ذلك ضمن كتيب عنوانه "كرائم التراجم"، وكذا قال عن كلمة الشيخ مشهور حسن أل سلمان (ص115): "محاضرة من شريط للشيخ المحقق مشهور حسن آل سلمان"، ولم يلق الشيخ مشهور محاضرة، بل هي كلمة قصيرة جدا، ذكرها في أحد دروسه .
5- من الأمور الغريبة ذكر خلاف في مولد الشيخ رحمه الله، بل إن المخالف كاتب في جريدة الرياض لعله سها، وبعد أن ذكر الخلاف رجح! ولو أنه ذكر تاريخ مولده المعروف ثم نبه على الخطأ لكان أولى؛ لأن الرأي الآخر شاذ (ص34) .
6- التقصير في نسبة المراجع، فذكر قول الشيخ الأمين رحمه الله أنه لم يأخذ عنه علم النسب إلا الشيخ بكر، ثم نسبه لمحاضرة الشيخ السدحان(ص42و50)، مع أن الشيخ ذكره في "طبقات النسابين"؛ وهذا دليل على أن المؤلف لم يستوعب كتب الشيخ بكر رحمه الله، بل الأعجب أنه ذكر الشيخ سليمان الحمدان رحمه الله ثم قال في الحاشية(42):"قاضي محكمة المدينة المنورة، لم أعثر له على ترجمة"! مع أن الشيخ بكر ترجم لشيخه في تحقيقه كتابه "هداية الأريب الأمجد".
7- التقصير في ذكر المراجع، فتجده عند ذكر غريب الألفاظ يذكر المعاجم بأرقام الصفحات كما في (ص44و45) بينما لم يذكر مراجع في ترجمة الشيخ ابن باز والأمين الشنقيطي رحمهما الله(ص41)، وكذا لم يعثر على ترجمة للشيخ صالح بن مطلق(ص40)، ولو أتعب نفسه بالنظر في الكتب التي ذكرت قضاة السعودية لوجد ذلك كما في كتاب الزاحم وغيرها .
8- نسب حديثا للنبي صلى الله عليه وسلم مع أنه ذكر أنه ضعيف!؛ فقال (ص45): "ينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم (اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله)" ثم أشار إلى أن الحديث في معجم الطبراني الكبير وأن الألباني ضعفه، وكان الأولى نسبته إلى الترمذي فهو فيه رقم (3127) وكذا في غيره، المشكلة أنه ذكر تضعيفه واستشهد به، ولو قال: ينطبق عليه ما رُوي...، لكان أولى، على أن في الحديث خلاف بين المحدثين .
9- مخالفة ما ذكره الشيخ بكر عن نفسه، فقد قال الباحث عن تدريسه في الحرم المدني" وكانت حلقته تغص بالطلبة" (ص48) وهذا مخالف تماما لما ذكره الشيخ – كما نقله الثمالي في مقال له – إذ قال: " درست في المسجد النبوي عشر سنين، وقد كنت أدرس سنن ابن ماجه، فلم يستفد مني غير طالب واحد أفريقي الجنسية"، مع أن الباحث زار الشيخ يحي الثمالي كما ذكر (ص53)! .
10- سرقة بعض البحوث دون نسبتها، وهذا واضح عندما ذكر كتب الشيخ بكر (55-80) وكله مأخوذ من بحث الشيخ سليمان بن إبراهيم الأصقه المسمى " التعريف بمؤلفات الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد -رحمه الله تعالى"، وهذا الأمر هو الذي جعلني أكتب ما تقرأ .
11- الكتاب كما ذكرت يقع في 200 صفحة، وقد استوعبت ترجمة الشيخ 115 صفحة، بينما الآراء لم تتجاوز 50 صفحة! هذا والكتاب مصنف في التربية .
والمقصود: أن الكتاب قد أفاد بعض الأمور في ترجمة الشيخ، إلا أنه خالٍ من التحقيق العلمي؛ من الإلمام بالموضوع، ونسبة المراجع، ونحو ذلك . والله المستعان .


كتبته
صباح الجمعة 25/3/1433