المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديقة الغروب



خالد عبيد زيدان
28-05-2005, 11:47 PM
خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ

أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟

أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت

إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟

أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا

يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ

والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ

سوى ثُمالةِ أيامٍ.. وتذكارِ

بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا

قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري





أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى

عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري

أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ

وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري

منحتني من كنوز الحُبّ.. أَنفَسها

وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري

ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي

والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري

إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني

بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار

وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه

وكان يحمل في أضلاعهِ داري

وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً

لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ











وأنتِ!.. يا بنت فجرٍ في تنفّسه

ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ

ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ

يهيمُ ما بين أغلالٍ.. وأسوارِ

هذي حديقة عمري في الغروب.. كما

رأيتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ

الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ

والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ

لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي

فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري

وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بطلاً

وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ















ويا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه

لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري

تركتُ بين رمال البيد أغنيتي

وعند شاطئكِ المسحورِ.. أسماري

إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي

ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري

وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً

وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري












يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه

وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري

وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به

علي.. ما خدشته كل أوزاري

أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي

أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟




















غازي القصيبي ..

عبدالرحمن الجبابرة
29-05-2005, 02:28 AM
ليس لنا إلا نتأمل ذلك الإبداع في حروف غازي القصيبي

وتلك العاطفة الصادقة

أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى

عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري


وذاك النبل والوفاء


ويا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه

لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري


وذلك الإيمان .. ويا عجبي لمن رمى غازي القصيبي بالعلمانية ألا يخافون الله في أنفسهم ؟!


هل فتحوا قلبه ووجدوا شعارا هناك يدلّهم على علمانيته ؟!


يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه

وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري

وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به

علي.. ما خدشته كل أوزاري

أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي

أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟



وعجبي لمن نصّبوا أنفسهم لنقد شعر القصيبي وهم لا يعون من الشعر إلا اسمه ليقولوا بأن غازي أقحم شعره العاطفي بالخطاب السياسي فجعله بيانا سياسيا مماأضعف من جمالياته .. وأي جمال يكون في غير هموم الأمة والوطن ؟!





أخي الكريم : خالد عبيد زيدان

لك مني خالص الود والتقدير على إمتاعنا بمثل تلك الإختيارات المميزة


دمت بخير

أبوعبدالرحمن
31-05-2005, 02:45 AM
اختيار بروعة قلمك يا خالد

سلمت اناملك

خالد عبيد زيدان
01-06-2005, 07:51 AM
الأخوان ..
عبدالرحمن الجبابرة
ابو عبدالرحمن..

شكراً لجمال تواجدكما .

دفا المشاعر
23-06-2005, 05:58 PM
أمتعتنا بنقلاتك الراااااااااااااااااااائع ة..

وأجذبتنا بعباراتك المنقولة ليست من كائن حي بشري بل من كائن حي ينبض بداخلك احساسا وصدقا الا وهو القلب..


في كل لحظة تعيشها بعمرك تسقي قلبك بكل مايحتاجه لكي يحيا ويحيا..


لك كل الحب والتقدير من العضو الذي يحمل لك هذه العبارات الصادقة ..

واتمنى ان تنال مزيدا من الارتقاء والعلو في سلم النجاح والابداع..

أختك المحبــــــــــــة / دفا المشاعر..

أمل عبدالعزيز
24-06-2005, 03:34 AM
.
.
.
.
خالد

أختيار رائع

وأنا هنا ليس بصدد النقد بل بصدد

قول

سلمت تلك اليمين التى جاءت إلينا بمثل هذا اإلإختيار

دمت بخير..

شعيب يحيى
04-07-2005, 09:47 PM
السلام عليكم ...
انتقاء جميل جدّا ... أتمنّى المزيد من مثل هذا الشعر العذب الذي تسيل منه الفصاحة في أعلى درجات السموّ ...