المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من لي بمثل هذا الصبر؟!



أهــل الحـديث
16-02-2012, 06:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم



في سؤالات السلمي للدارقطني ص101:

قال الدارقطني: وسمعت أبا طالب الحافظ يقول : من يصبر على ما صبر عليه أبو عبد الرحمن النسائي ؟! كان عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة فما حدث بها . وكان لا يرى أن يحدث بحديث ابن لهيعة.

وفي هذه الكلمات درسٌ لطالب العالم في الصبر، فهذا النسائي عنده حديث ابن لهيعة ولم يحدث به، مع أنه لو كان عند غيره لحدث به.

فليتَ بعض الأفاضل ممن يسمعُ اليومَ ويحدثُ غداً يعي هذه الكلمات، بل بعضهم إذا حصل أربعين النواوي بعلوٍ- كثير من أقرانه يشاركه به- طار به كل مطار! وتجد هجيراه أنه سمع هذا الجزء، ولا يفتأ بعقد مجالس لإسماعه وفي البلد من هو أجل منه وأعلم.

فاصبر يا طالب العلم، ولا تستعجل جني ثمرة تحصيلك، واسأل مولاك أن يتولاك، وأن يعينك على الإخلاص والعمل بما عملته، فإن الفقيه هو من يعمل بما عمل كما هو المعروف عند السلف.

ومن الطرائف المحزنة أنني حضرت مع أحدهم مجلساً عقد فيه إقراء لكتابٍ على شيخٍ والوصول إليه متيسر، ومن بدرجته بالمئات، ثم لقيته بعد بضعة أشهر، ومع شجون الحديث إذا بصاحبنا قد عقد مجلساً لإقراء هذا الكتاب، وأصدر الشهادات مختومة بختم الإجازة من الشيخ فلان بن فلان!! فيا لله العجب!

وآخر في أحد المجالس استعجل الثمرة؛ فأتى في ختم ذلك المجلس بختمه وتوقيعه، فبدأ يمضي لصغار الحضور ومن لا يعلم كنه هذا الرجل وحقيقته، وبدأ يكبس على أوراقهم وهم يرددون شكراً يا فضيلة الشيخ!! وفي الحضور من الصغار من يعلو عن إسناده بدرجات!!


وإن مثل هذه الأمور والحادثات، لتزهدَ الإنسان في مثل هذه المجالس، وتجعله يقبل على فهم الحديث ودرسه، ومعرفة رجاله وعلله، وترك هذا الميدان الذي دخله كل أحد، وأصبحت الكلمة فيه لغير أهله العارفين بدقائقه وتحصيله، ولا تظن أيها القاريء حين أكتب أنني من هذا الصنف الذي ذكرت، فأنا طالب أنشد الفائدة، ولم أحصل إلا القليل من السماع، ومع هذا ساءني ما رأيت، فكتبتُ ما كتبت، ولو تكلمت عن أمور أخرى كالتباغض والتحاسد، وحب التفرد، وعدم إفادة الغير، لاحتاج وقتاً طويلاً، ولكن تكفي الإشارة بأدنى عبارة، واللبيب بالإشارة يفهم.