المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفاهيم يجب أن تصحح لمن يزعم أنه على الأثر (الشهرة) 1



أهــل الحـديث
15-02-2012, 11:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ما أبعدنا بلا مبالغة عن فهم السلف للنصوص وتطبيقهم ذاك الفهم في حياتهم العلمية والعملية ..
إليك أيها الكريم ولا تعجل ..
في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن أعرابيا دخل المسجد فقال أيكم محمد ؟ وكان النبي صلى الله عليه وسلم متكأ بين ظهرانيهم .... الحديث
أورد الترمذي في جامعه مرفوعا( بحسب أمرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا إلى من عصمه الله)
عن يحيى بن سعيد ، قال : « كان شيخ من الأنصار يقول في دعائه : اللهم ذكرا خاملا لي ولولدي ، لا ينقصنا عندك شيئا »
قال أيوب (ما صدق الله عبد إلا سره أن لا يشعر بمكانه)
قال الإمام أحمد ( طوبى لمن أخمل الله ذكره )
ووصفه أبو حاتم (كان أحمد إذا رأيته، تعلم أنه لا يظهر النسك، رأيت عليه نعلا لا يشبه نعال القراء، له رأس كبير معقد، وشراكه مسبل، ورأيت عليه إزارا وجبة برد مخططة. أي: لم يكن بزي القراء.)

وكلام السلف وأفعالهم في هذا الباب غاية في تباعدهم عن الشهرة مع عظيم نفعهم للإسلام وما هذه الدعوة الإسلامية المنتشرة في أصقاع المعمورة والتي حفظ الله بها دينه إلا بجهد هؤلاء وعملهم...

إذا كيف استطاع السلف فعل هذا وكيف نفهم نحن هذه النصوص وهل نحن على طريقهم ؟

معذرة نكأ الجراح مؤلم لكن معرفة الداء نصف العلاج فلا تعجلوا وفقني الله وإياكم..

ألا تجدون تنافسنا على الشهرة قد بلغ مبلغاً عظيما حتى كان بعض من هم بحفظ أن يخبر بمحفوظه وهم من يكتب أن ينشر مكتوبه قد لبس عليه إبليس بأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم تحتاجك !!

فوالله إنها لغنية !!
وإني وإياك لنعلم أنها غنية عنا !

فلعل نفسك حدثتك أنك إنما تريد النفع لا تريد التصدر و لا العلو في الأرض ؟
قال الإمام الشاطبي رحمه الله (أخر الأشياء نزولا من قلوب الصالحين التصدر وحب السلطة)
هؤلاء الصالحين فكيف بمن ليسوا كذلك ؟!!
وكيف بك وأنت في ريعان شبابك ترى الأقران قد تزيوا بزي المشيخة وأخذوا يطوفون المحافل وتقبل رؤسهم ويسألون ؟!
هل تريد الآن نفع أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟

ليس هذا عياذا بالله صداً من نفع الناس وواجب الدعوة لمن هو أهل ولكنه تذكير بمن هم بشيء من ذلك أن يجتهد في إصلاح نفسه والعمل بهذا العلم وعدم التشوف لمراتب هي ليست لك فإن كنت لها فستيسر لك وستيسر لها

قال شيخ الإسلام رحمه الله :

(وبلغنا عن بعض السلف قال: القلوب آنية الله في أرضه فأحبها إلى الله تعالى أرقها وأصفاها. وهذا مثل حسن فإن القلب إذا كان رقيقا لينا كان قبوله للعلم سهلا يسيرا، ورسخ فيه وأثر، وإن يكن قاسيا غليظا يكن قبوله للعلم صعبا عسيرا. ولا بد مع ذلك أن يكون زكيا صافيا سليما حتى يزكو فيه العلم، ويثمر ثمرا طيبا وإلا فلو قبل العلم وكان فيه كدر وخبث أفسد ذلك العلم، وكان كالدغل في المزدرع، إن لم يمنع الحب من أن ينبت، منعه من أن يزكو ويطيب، وهذا بين لأولي الأبصار)

بعد ما قرأت أيها الكريم هل أنت على منهج السلف في التلقي والعمل ؟!

تنبيه : لا تذهبن بك ركاب الظن بعيداً إلى شيخ مشهور أو داعية أطبقت شهرته الأفاق بل هذا حديث لي ولك نحن معاشر صغار الطلبة فإن من الحرمان والخذلان أن نسيء الظن بالناس ونحن أحوج لذلك قال بن تيمية (أن العبد لا يطمئن إلى نفسه، فإن الشر لا يجيء إلا منها، ولا يشتغل بملام الناس وذمهم، ولكن يرجع إلى الذنوب فيتوب منها ويستعيذ بالله من شر نفسه وسيئات عمله، ويسأل الله أن يعينه على طاعته، فبذلك يحصل له الخير ويدفع عنه الشر)