المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة ابن الجوزي التي خطبها في المسجد الأموي بدمشق منذ ألف عام (منقول)



أهــل الحـديث
14-02-2012, 06:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم






خطبة ابن الجوزي التي خطبها في المسجد الأموي بدمشق منذ ألف عام


رسالة العالم الجليل ابن الجوزي رحمه الله منذ ألف سنة قالها وخطبها في المسجد الأموي بدمشق أيام الغزو الصليبي الأوروبي لبلاد المسلمين.. قالها وخطبها فيمن بلغ ملكُهم يومها الأندلس ووصلوا إلى حدود فرنسا الجنوبية.. فماذا تراه يقول اليوم إذا رأى حالنا وقد هاجمنا وغزانا بوش بحملة صليبية أمريكية جديدة؟ فهو أمامنا.. وأمّا مِنْ خلْفَنا فيطعنُنا سماسرةٌ أذلاء من القادة والزعماء.

قال ابن الجوزي على منبر المسجد الأموي: (أيها الناس ما لكم نسيتم دينكم وتركتم عزتكم وقعدتم عن نصر الله فلم ينصركم؟! حسبتم أن العزة للمشرك وقد جعل الله العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، يا ويحكم أما يؤلمكم ويشجي نفوسكم مرأى عدو الله وعدوكم يخطر على أرضكم التي سقاها بالدماء آباؤكم، يذلكم ويستعبدكم، و كنتم سادة الدنيا؟ أما يهز قلوبكم وينمي حماسكم مرأى إخوانٍ لكم قد أحاط بهم العدو وسامهم ألوان الخسف؟! فتأكلون وتشربون وتتمتعون بلذائذ الحياة، وإخوانكم هناك يتسربلون اللهب ويخوضون النار وينامون على الجمر! يا أيها الناس: إنها قد دارت رحى الحرب ونادى منادي الجهاد وتفتحت أبواب السماء فإن لم تكونوا من فرسان الحرب فأفسحوا الطريق للنساء يُدِرْنَ رحاها، واذهبوا فخذوا المجامر والمكاحل.. فإلى الخيول و هاكم لُجمَها وقيودَها، يا ناس أتدرون مِمَّ صنعت هذه اللجم والقيود؟ لقد صنعتها النساء من شَعرهن لأنهن لا يملكن شيئاً غيرها، هذه والله ضفائر المخدّرات (النساء المستترات في خدورهن) لم تكن تبصرها عين الشمس صيانة وحفظاً.. قطعنها لأن تاريخ الحب قد انتهى وابتدأ تاريخ الحرب المقدسة، الحرب في سبيل الله ثم في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض، فإذا لم تقدروا على الخيل تقيدونها فخذوها فاجعلوها ذوائب لكم وضفائر، إنها من شعر النساء، ألم يبق في نفوسكم شعور؟!

وألقى ابن الجوزي اللجم من فوق المنبر على رؤوس الناس.. وصرخ: ميدي يا عمد المسجد، وانقضي يا رجوم، وتحرقي يا قلوب ألماً وكمداً، لقد أضاع الرجالُ رجولَتَهم).

إنها نفس رسالة وخطبة ابن الجوزي نرسلها اليوم بنفس كلماتها إلى الذين ضاعت رجولتهم ولم يبق في نفوسهم شعور من أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والسمو والمعالي الذين اتفقوا على أن لا يتفقوا في سوريا، من الذين تخجل الأوراق من أن تحمل أسماءهم، من الذين ما عادت فيهم نخوة المعتصم ولا حمية خالد ولا رجولة طارق ولا غيرة سعد ولا دمعة صلاح الدين حزناً وكمداً على حال الأمة .

إنهم الذين أصبحوا يديرون المعارك في مجلس الأمن وفي مؤتمرات القمة، أما أسلحتهم فيستعملونها في الاستعراضات العسكرية ومن أجل مطاردة الشرفاء والغيارى من الشباب الذين أسمتهم أمريكا إرهابيين، لا لشيء إلا لأنهم رفضوا أن يكونوا عبيداً لها.

نعم لقد أضاع الرجال رجولتهم وحميتهم واستبدلوها بالميداليات والنسور والأوسمة والنياشين المعلقة على أكتاف وصدور العقيد والعميد والمهيب الركن، نعم لقد أضاع الرجال رجولتهم .

وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.



(منقول)