المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البيت الحـــرام !!



االزعيم الهلالي
13-02-2012, 02:30 AM
البيت الحـــرام !!
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على رسوله الأمين الهادي البشير والسراج المنير بعد: فإن المتأمل في الوحيين الكتاب و السنة يجد أن الإسلام قد اهتم اهتماما عظيما بحرمات المسلمين و أعراضهم , و جعل لها أحكاما تحفظها , كذلك اهتم الدين القويم و راعى حرمة الأزمنة و الأمكنة , و حفظ الدين للمشاعر الدينية حرمتها العظيمة و مكانتها السامية كانت مقدسات إسلامية , أو شعائر دينية و عبادات من صلوات و حج و زكاة و صيام أو , مقدسات كالمسجد الحرام و المسجد النبوي و المسجد الأقصى أو منى و مزدلفة و يوم عرفة و غيرها من المشاعر أو الشعائر العظيمة , و لأحكام جليلة , و أهداف عظيمة جعل الله بينها تفاضلا , كما جعل بين الملائكة و الأنبياء و الناس ,و لأهمية تلك المشاعر و عظيم حرمتها زمانا أو مكانا , فإن المسلم إذا فعل الطاعات و تقرب إلى الله بالعبادات يؤجر عليها أجرا عظيما بإذن الله تعالى , كبيت الله الحرام فإن له حرمة و مكانة عظيمة عند الله و المؤمنين , فالصلاة في المسجد الحرام مضاعفة أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه , و تضاعف الحسنات قال صلّى الله عليه وسلّم :( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، فصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه ) , و إذا فعل المسلم أمرا مخالفا لتعاليم الدين , أو هم بفعل المعصية في بيت الله الحرام , أو فعلها عاقبه الله وأذاقه العذاب الأليم , فال تعالى : ( و من يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب اليم ) 25, الحج , فكما أن الحسنات تضاعف في تلك المشاعر أو الشعائر تضاعف السيئات . و البيت الحرام هو الكعبة نفسها قال الله تعالى : (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس ) و أما المسجد الحرام هو الفناء الذي حول الكعبة قال تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إن هو السميع البصير )1 , الإسراء . وللكعبة مزايا كثيرة , و فضائل عديدة , فهي أول بيت وضع للناس لعبادة الله وحده ، وفيه آيات بينات، والبيت الحرام له مكانة عظيمة في قلوب المسلمين جميعا , و هو قبلة المسلمين في الصلاة في مشارق الأرض ومغاربها، و هو مقصدهم في الحج , قال تعالى : ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدى للعالمين . فيه آيات بينات مقام إبراهيم و من دخله كان آمنا و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا و من كفر فإن الله غني عن العالمين ) 96 , 97 , آل عمران . ، وهو ثاني القبلتين بعد القبلة الأولى بيت المقدس , و هو أحد المساجد الثلاثة التي تشد الرحال إليها لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى ) رواه البخاري ومسلم. و قد جعل الله محمداً أفضل الرسل ، و شهر رمضان أفضل الأزمنة , و جعل المسجد الحرام و مكة أفضل بقاع الأرض , و أحبها الى رسوله صلى الله عليه و سلم , فقال - صلى الله عليه وسلم - عندما خرج من مكة مهاجراً إلى المدينة المنورة , و ذلك عندما اشتد إيذاء قريش له : ( والله إنك خير أرض الله إلى الله، وأحب أرض الله إلى، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت ) . ومن دخل البيت الحرام كان آمناً من الخوف فهو بمثابة الأمن لكل خائف قال - تعالى : ( أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم ) 67 , العنكبوت ، و قال صلى الله عليه و سلم : ( إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار - أي يوم فتح مكة -، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ) رواه البخاري . و من قصد البيت الحرام إيماناً واحتساباً حاجا أو معتمرا كان كفارة لذنوبه قال - صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم : ( من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) رواه البخاري, و يحرم فيه القتال، وإقامة الحدود فيه، ويحرم صيد طيره ، وقطع نباته , و إن الله ـ جل جلاله ـ قد حفظ بيته الحرام من الأعداء كأبرهة الحبشي , و سيحفظه من كيد الكائدين و المسيح الدجال .
عبد العزيز السلامة / أوثال