مقال صنع في الاهلي للكاتب بندر فلقي

[الاهلي الراقي]

صنع في الأهلي


ـ في كرة القدم الجمهور أبرز ما في اللعبة وصاحب الدور الأكبر في الإثارة, مجنون يداعب هواها ويتنفس عشقها, قادر على إعادة بريقها حتى وإن كانت بها قصور وضعف، والوحيد الذي باستطاعته إخفاء المستويات الهزيلة, وبغيابه تغيب كرة القدم.
ـ (لن تسير وحيدا يا أهلي)، هكذا تبث جماهيره المجنونة روح الحماس والإصرار في قلوب أنصاره, يعشقونه حد الثمالة وجعلوا من حضورهم الرقم الصعب في محاذاته, إنهم مجانين القلعة والتي عرّفت عاشقي كرة القدم السعودية مفهوم (الألتراس) في ترديد الهتافات الحماسية ودعم فريقه بإرسال الرسائل المباغتة للخصوم, والتذكير على أن هناك رجالا بإمكانهم هز أركان الملعب, وتقديم الوصلات الفنية التي تعيد للأذهان ما صنعت له كرة القدم, إنه جمهور الأهلي وكفى.

ـ في الموسم الحالي تسابقت الأندية على صناعة مفهوم جديد باسم (ألتراس) حقيقي ينسي جماهيرنا روتين الـ(ميكرفون وطار) والتي أثارت جدلا واسعا من أجل إعادته بعد المنع, إلا أن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل ولم تحقق ولا نصف ما أنجزته مجموعه (خط النار) الذين جعلوا لـ (الألتراس) عنوانا.. (صنع في الأهلي).

ـ سفير الوطن شموخ وفن وعبر الزمان سنمضي معاً.. هكذا يرحبون بقدومهم , يجعلون من حضورهم متعة , مساندتهم من أجل الترفيه, جسدوا مفهوم العشق, يرتحلون معه, مدعومون من رجالاتهم فمنهم من يقدم الشالات ومنهم من يقدم اللافتات الورقية, جمهور يفكر فيما يظهر للمساندة بريق ورونق.

ـ ما وصل له الفريق الأهلاوي حاليا من مستويات أعاد إلى الأذهان كل رياضي (قلعه الكؤوس) القادرة على المنافسة في جميع الجبهات المحلية والقارية وتقديم كرة قدم حقيقية, ويعود كل ذلك إلى (المجنون) الراكز خلفه.. ركزه الرجل الصامد الذي لا يحركه خسارة أو تعادل ومساند من الدرجة (الأوربية) .. ما نشاهده الآن في جمهور الأهلي لا يختلف كثيرا عن جمهور سيلتيك الأستكلندي وليفربول الانجليزي وميلان الايطالي, والذين استطاعوا بوقفة جماهيرهم إعاده تكوين أنفسهم من جديد والضرب في كل الاتجاهات .(صورة مع التحية لجماهير أنديتنا)



بندر فلقي
سكرتير تحرير صحيفة الرياضي