المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العاطفة..و المجتمع !!



االزعيم الهلالي
10-02-2012, 01:20 AM
العاطفة..و المجتمع !!
إن العاطفة غريزة فطرها الله في خلقه , و قد تكون سببا في السعادة و السرور , و ذلك إذا جعل المسلم هذه المشاعر و الأحاسيس العاطفية تسير و فق مبادئ الإسلام , فلا إهمال و تقصير , و لا إفراط و تفريط , حتى تختفي الأمراض النفسية التي انتشرت بين فئة من المجتمع مثل الكبت و الكآبة و القلق و التوتر , ويكون التوافق و الانسجام بين القلوب , و تسود المحبة ما بين الأفراد و الأسر و المجتمعات , و قد تكون تلك العاطفة من أسباب الشقاء و النفور ـ لا قدر الله ـ و ذلك إذا أهملت ما بين الأفراد , و لم تجد النفوس التي تهتم بها , و توجهها توجيها سليما في كافة طبقات المجتمع صغارا و كبارا , ذكورا و إناثا . لذلك اهتم الدين القويم بهذه العاطفة الجياشة , و رعى هذه المشاعر , و هذبها نحو القيم و الأخلاق الفاضلة , و جعل العقل قائدا لها و موجها كي تتحقق الأهداف السامية لهذه العواطف , و حرص على إشباع هذه الغريزة , و التي غفل عنها الكثير من طبقات المجتمع , أو تجاهلها الغالبية العظمى من فئات المجتمع , و من هذه العاطفة : عاطفة الوالدين و تودد الوالدين لأبنائهم , أو حب الأبناء للوالدين قولا و سلوكا , و إظهار تلك المشاعر مما يدخل البهجة و الراحة و الطمأنينة في نفوس الجميع , فعاطفة الوالدين تجاه الأبناء عاطفة جميلة . إنها عاطفة الأمومة و الأبوة تلك الغريزة التي أودعها الله في الوالدين نحو الأولاد , فما الذي يجعل قلوب الوالدين أسيرة للأبناء يتحملون مشاكلهم و همومهم , و يحاولون تلبية رغباتهم , يفرحون لأفراحهم , و يتأثرون عند آلامهم , و ما الذي يجعل الأبناء متعلقين بوالديهم بالطاعة و التقدير و الاحترام , لا شك إنها العاطفة التي عطفت القلوب و أسرتها , و أثرت على المشاعر. و منها تبادل المشاعر و الأحاسيس ما بين الأسر أو الأصدقاء , و ترجمة هذه المشاعر في واقع الحياة , و المداومة على التواصل العاطفي بالكلمة الطيبة , أو تبادل الهدايا فإنها لو كانت كلمات أو هدايا بسيطة إلا أن لها الأثر النفسي البالغ في المحبة و صفاء النفوس . لذلك ينبغي على المجتمع أن يكون مجتمعا واعيا , و يشبع تلك العواطف مع الجميع مع الوالدين و الأولاد و الأقارب و الأصدقاء و غيرهم , و أن يجعل المنهج الإسلامي القويم لها نبراسا و قائدا و دليلا , كي يعيش هذا المجتمع حياة سعيدة , و يجنب أفراده من أولاد و أقارب و أصدقاء و أحباب الحرمان العاطفي و الجوع العاطفي الذي يؤدي إلى طرق ملتوية و مشبوهة , فتنفجر تلك العواطف المكبوتة , فتسبب الأمراض النفسية في , و ينبغي على ذوي العقل و البصيرة في المجتمع أن يدركوا عواقب الأمور , و أن يهتموا بهذه العواطف قبل انفجارها في غير محلها , فيحل الندم و الحسرات .

عبد العزيز السلامة / أوثال