المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ^*^ الظلم ^*^



راعية الشوق
03-05-2003, 05:03 PM
تحياتي للجميع ان شاء الله تكون اايمكم سعيده باذنه تعالى

اليوم موضوعي الللي حبيتكم تناقشنه معاي هو موضوع الظلم ابغي اعرف

هل الظلم يولد الحقد والكراهيه او هو يعطي دافع وقوة لان تكون الايام الجاية احسن واحسن

هذا هو موضوعي وحبيت اشوف رايكم فيه وشو يسوي الظلم في الناس وكيف يكون شعور الظالم والمظلووم

اتمنى تواجدكم حضوركم وان شاء الله يكون تفاعلكم كبير

بنتظر مشاركاتكم

راعية الشوق

هاني السلفي
03-05-2003, 08:56 PM
الظلم ظلمات يوم القيامة

الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

وبعد:

إخواني الكرام ثبت من قول النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [الظلم ظلمات يوم القيامة] (أخرجه أحمد (2/137،156) والبخاري (5/100 الفتح) وفي الأدب المفرد (485) ومسلم (2579) عن ابن عمر).

وقد جاء الإسلام بالعدل كما قال سبحانه وتعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} (النحل:90).

والظلم والبغي واحد وهو ضد العدل، وقد تطلق العرب الظلم على وضع الشيء في غير محله، وقد جاء معنى هذا في الشرك كما قال سبحانه وتعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} (لقمان:13).

وذلك أنه وضع للشيء في غير محله، وقد كان الشرك ظلماً عظيماً لأنه وضع للعبادة التي هي أشرف الأعمال في غير محلها لغير الله سبحانه وتعالى، فلا يستحق العبادة إلا الله جل وعلا، فالتسبيح والتقديس والسجود والركوع والذبح والنذر والخوف والخشية وسائر أنواع العبادة من أعمال القلوب أو أعمال الجوارح لا تنبغي إلا للإله الواحد سبحانه وتعالى الذي لا إله غيره ولا رب سواه، فكل من صرف نوعاً من هذه الأنواع لغير الله تبارك وتعالى فقد وضع العبادة في غير محلها، ولذلك كان الشرك أعظم الظلم، وقد فسر به النبي صلى الله عليه وسلم قول الله تبارك وتعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} (الأنعام:82). قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه ليس بذاك، ألا تسمع قول لقمان لابنه: {إن الشرك لظلم عظيم} (أخرجه البخاري (8/513 الفتح) وغيره عن عبدالله بن مسعود).

هذا لا شك هو أعلى أنواع الظلم، ولكن يدخل في هذا المعنى العام كل اعتداء على حق الآخرين، وكل ما هو ضد العدل، فمن أخذ مالك بغير حق أو سفك دمك بغير حق أو اعتدى على عرضك بغير حق فلا شك أنه قد ظلمك، وهذا من معاني الظلم، وهو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: [الظلم ظلمات يوم القيامة].

ولا شك أن كل من ظلم فهو محاسب بين يدي الله تبارك وتعالى، والظلم بين العباد درجات، فمن أعظم الظلم القتل، قتل المسلم من أعظم العدوان، ولذلك أوجب الله تبارك وتعالى النار على قتل المؤمن عمداً وظلماً كما قال الله تبارك وتعالى: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً} (النساء:93).

وذلك أنه أعظم عدوان، ولا شك أنه يتدرج العدوان بعد ذلك نزولاً حتى تكون مجرد الكلمة والغمزة واللمزة في حق المؤمن ظلم إذا كانت بغير حق فهي ظلم، ولا شك أن كل من ظلم ظلمة فإنه لا تزول قدمه يوم القيامة حتى يؤديها، وإن كان من أهل الإيمان ومن أهل الصلاح كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: [أتدرون ما المفلس؟] قالوا: المفلس فينا ما لا درهم له ولا متاع، [إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم، فطرحت عليه، ثم طرح في النار] (أخرجه أحمد (2/303،334،372) ومسلم (2581) والترمذي (2418) عن أبي هريرة وقال الترمذي: حسن صحيح).

وقد أذن الله تبارك وتعالى وشاء أن يقيم العدل يوم القيامة على أكمل وجوهه، حتى إنه يقتص للعجماوات بعضها من بعض وليس للبشر فقط كما قال صلى الله عليه وسلم: [لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء] (أخرجه أحمد (2/235،/310،411) ومسلم (2582) والترمذي (2420) عن أبي هريرة وقال الترمذي: حسن صحيح).

والجلحاء: الشاة التي لا قرون لها.

والقرناء: التي لها قرون.

ومعنى يقتص لها يعني يؤخذ القصاص إذا نطحتها بغير حق فإنه يقتص وكذلك يقتص لها، ويؤخذ حق الحيوان كما قال صلى الله عليه وسلم: [عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض] (أخرجه البخاري (5/41-6/356،515) وفي الأدب المفرد (379) ومسلم (2242) عن ابن عمر).

فهذه امرأة دخلت النار في ظلم هرة قطة لما ظلمتها كان مصيرها إلى النار، وهذا يدل على أن الظلم هو إيقاع غير العدل حتى على الحيوان، وحتى على النبات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: [قاطع السدر يصوب الله رأسه في النار] (أخرجه البيهقي (6/141) عن معاوية بن حيدة، وحسنه الألباني في الصحيحة (615)).

فجعل النبي صلى الله عليه وسلم العدوان على شجرة نافعة بدون حق، ليست سادة للطريق وليس هناك مصلحة من قطعها، وإنما لمجرد الظلم والعدوان والعبث فإن صاحبها يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [صوب الله رأسه في النار].

هذا كله من معاني الظلم ومن معاني قول النبي صلى الله عليه وسلم: [الظلم ظلمات يوم القيامة].

قلنا بأن أعلى درجات، الظلم ظلم المؤمن بسفك دمه، ثم ما دون ذلك، وكذلك ظلم الأرض، وهو أن تأخذ أرض أخيك بغير وجه حق، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: [من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين] (أخرجه أحمد (1/187،190) والبخاري (5/103 الفتح) ومسلم (1610) والترمذي (1418) وفي رواية: [من سرق الأرض..] وكذلك: [من أخذ شبراً من الأرض..].

ومعنى طوقه: يعني أنه يقطع له هذا الجزء الذي اغتصبه ظلماً من أرض أخيه تصبح طوقاً على رقبته عياذاً بالله إلى سبع أرضين يوم القيامة، يعني جيء به يوم القيامة وهو يحمل مظلمته، ولذلك كان ظلم الأرض من أعظم الظلم، وحذر النبي من هذا بل لعن النبي صلى الله عليه وسلم من غير منار الأرض، كما جاء في حديث مسلم: [لعن الله من لعن والده، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من غير منار الأرض] (أخرجه أحمد (1/108،118،152) ومسلم (1978) والنسائي (4422) والبخاري في الأدب المفرد (17) عن علي بن أبي طالب).

ومنار الأرض: حدودها، فمن غير حدود الأرض بمعنى أنه رفع الحدود، والعلامات التي توضع وأخذ جزءاً من حق جاره فهذا ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن هذا من الظلم.

ولا شك أن أخذ أموال الناس، وجلد أبشارهم أو سبهم أو حبسهم بغير حق ظلم، وهذا يستوي فيه من له ولاية، ومن ليس له ولاية، بل الذي له ولاية هو أشد جرماً عند الله تبارك وتعالى، ومن له ولاية يعني من ولاه الله عز وجل ولاية المسلمين فلا شك أنه إذا ظلمهم كان أعظم وزراً عند الله تبارك وتعالى إذا جلد أبشارهم، أو أخذ أموالهم، أو اغتصب أراضيهم أو ظلمهم أي شيء بغير حق، لا شك أنه مسؤول على ذلك بين يدي الله تبارك وتعالى، ولا شك أن هذه مسؤولية لا يقدرها إلا من علمها، وأما من يجهلها فإنه قد يفرح بظلمه، أما من يعلمها، فإنه يقدرها حق قدرها كما قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو على سرير الموت قيل له يا أمير المؤمنين: أبشر فلقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسنت صحبته ومات يوم مات وهو راض عنك ثم صحبت خليفة رسول الله يعني أبا بكر فأحسنت صحبته فمات يوم مات وهو راض عنك ثم صحبت صحابتهم يعني من صحبوا النبي ومن صحبوا أبا بكر فأحسنت صحبتهم فلئن كان الموت -هذا كلام ابن عباس لعمر بن الخطاب رضي الله عنه- لتموتن والأمة راضية عنك فلما سمع عمر بن الخطاب هذا من قول ابن عباس وهو الفقيه رضي الله عنهما، قال: اجلسوني وكان قد طعن فأجلسوه فقال: لئن قلت ما قلت من أني صحبت رسول الله فمات يوم مات وهو راض عني، إنما ذاك من فضل الله ومنه، ثم إني صحبت خليفة رسول الله فمات يوم مات وهو راض عني، إنما ذلك من فضل الله ومنه، ثم أني صحبت صحابتهم وأني يوم أموت أموت وهم راضون عني، فأقول هذا من فضل الله ومنه، وإنما يجزعني مخافتي عليك وعلى أصحابك -يعني مخافته على الأمة- ثم قال: وددت لو أن هذا كان كفافاً لا لي ولا علي وهذا موضع الشاهد يقول: "وددت لو أن هذا كان كفافاً لا لي ولا علي".

يعني أتمنى على الله تبارك وتعالى أن أكون ما أديته من أمانة، وما حملته، وما أبليت من صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبة أبي بكر وصحبة المسلمين كفافاً لا لي ولا علي.

يعني لا شيء لي عند الله، ولا علي شيء أطالب به، ثم قال: "والله لئن عثرت بغلة بالعراق ليسألن عنها عمر يوم القيامة".

يقول إن المسئولية جسيمة، وإنني إن فرطت في شيء مما وليته سيسألني الله تبارك وتعالى عنه يوم القيامة، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الإمارة: [إنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها] (أخرجه مسلم (1825) عن أبي ذر ويبدأ لفظ الحديث: [يا أبا ذر إنك ضعيف..]).

وقال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: [نعمت المرضعة، وبئست الفاطمة] (قطعة من حديث أخرجه أحمد (2/448،467) والبخاري (13/125 الفتح) والنسائي (4211،5385) عن أبي هريرة).

الأمارة قال: [نعمت المرضعة].

يعني أنها ترضع، ثديها مليء بالحليب، فالإمارة تمكن من يملكها من أموال الناس ومن أبشارهم ومن دمائهم وتملكه من المال ولكن: [بئست الفاطمة] يعني إذا فطم بالموت ثم أتى بعد ذلك لكشف الحساب فبئس الأمر لأنه سيحاسب على كل شيء.

الشاهد من كل هذا أن الظلم ظلمات يوم القيامة أياً كان، ومن أي كان، ولا شك أنه من ذي الولاية أعظم عند الله تبارك وتعالى لمكانته ومنزلته وتمكنه، ولذلك لم تكن النهبة كالغصب علماً أنها كلها أخذ للمال لكن المنتهب غير الغاصب لأنه الغاصب لا يغصب إلا وهو يقدر أما المنتهب جبان يسرق ويهرب، هذا الجبان الذي يسرق ويهرب، لا شك أن جريمته أقل من المغتصب لأن المغتصب متمكن يستطيع أن يأخذ مالك وهو في مكنته، ولا تستطيع أن تفعل شيئاً ولذلك قال النبي: [من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين].

وذلك أن الأرض تغتصب، ولا تنهب لأنه لا يقدر أن يسرق ويهرب بها إنما لا يفعلها إلا من هو قادر على ذلك..

فالشاهد من كل هذا أنه لا شك أن ذا الولاية من ولاه الله تبارك وتعالى ولاية من الولايات، لا شك أن ذنبه أعظم ممن لم يكن صاحب ولاية، كل هذا يبين أن الظلم لا شك أنه ظلمات يوم القيامة ولذلك كان الإمام العادل من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، لأنه مع قدرته يمتنع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: [سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل..] (أخرجه أحمد (2/439) والبخاري (11/312-12/112 الفتح) ومسلم (1031) والنسائي (5380) عن أبي هريرة).

فبدأ به صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنه مع تمكنه يعدل بل إن العادلين هم من أقرب الناس من الرحمن يوم القيامة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: [إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا] (أخرجه أحمد (2/160) ومسلم (1827) والنسائي (5379) عن عبدالله بن عمرو).

فالمقسط هو العادل الذي يقوم بالقسط، والقسط هو العدل، ويخبر النبي بأنهم على منابر من نور يوم القيامة عن يمين الرحمن يوم القيامة، ثم فسر النبي المقسطين فقال: هم الذين يعدلون في أهلهم وذويهم وما ولوا، يعني وما ولاهم الله تبارك وتعالى.

فالعدل ضد الظلم، والمسلم لا شك أن شأنه أن يكون عادلاً، كما أن الكافر من شأنه الظلم كما قال تبارك وتعالى: {والكافرون هم الظالمون..} (البقرة:254).

وذلك أن الكافر لا شك أولاً أنه ظلم نفسه بشركه بالله تبارك وتعالى، وعبادته غير الله، ووضعه للعبادة في غير محلها، وهذا أعظم أنواع الظلم.

كما قال صلى الله عليه وسلم لما سأله عبد الله بن مسعود قلت يا رسول أي الذنب أعظم؟ قال: [أن تجعل لله نداً وهو خلقك].

هذا أعظم ظلم لأنه لا ند لله ولا كفؤ له سبحانه وتعالى.

قال: قلت ثم أي: قال: [أن تزاني حليلة جارك].

وهذا كذلك من الظلم من ظلم الجار ومن الخيانة.

قال: قلت ثم أي: قال: [أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك] (أخرجه أحمد (1/380،431،434،462،464) والبخاري (8/163،492،10/433،12/114،187-13/503 الفتح) ومسلم (86) وأبو داود (2310) والترمذي (3182) من طرق عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود).

قتل الولد، وهو عدوان كذلك ولا شك أنه من أعظم الظلم لأن هذه نفس مخلوقة خلقها الله تبارك وتعالى، ثم لا شك أن الذي خلقها ضمن رزقها كما قال تبارك وتعالى: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها} (هود:6).

فالله تبارك وتعالى ما خلق دابة إلا خلق لها رزقها، ولكن يأتي الجوع والفقر من الظلم لولا أن الناس لم يتظالموا، ما بقي جائع ولا عريان، وإلا فإن الله تبارك وتعالى خلق من الأرزاق ومن النعم في هذه الأرض وذخر فيها ما هو فائض. فالأصل هو الفيض وليس الندرة كما يقول كفار علماء الاقتصاد يقولون: الأصل في الاقتصاد هو الندرة، وهذا باطل بل الأصل هو الوفرة ولا شك أن الله تبارك وتعال خلق من الأرزاق، ومن النعم ما هو موفور لخلقه، ولكن إنما تأتي المجاعة بالتظالم وبالظلم، وأن يأخذ الأغنياء غير ما يستحقون، وأن يحرموا الفقراء من حقوقهم، فالتظالم والتقاطع والتدابر وقطع الطريق والفتن والبلاء هو الذي يقع بسببه هذا النقص، فالشاهد أن الإسلام جاء بالعدل وأمر الله تبارك وتعالى بأن نكون عادلين، ونهانا عن الظلم، وأخبر سبحانه وتعالى بأنه ولو مثقال ذرة لا بد أن يسأل عنها العبد يوم القيامة كما قال تبارك وتعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} (الزلزلة:8،7).

ولا شك أن الظلم من أعظم الشرور.

أقول هذا لأن الداء الذي حل بالأمة إنما هو داء العدوان والظلم، كل إنسان يقدر للأسف أن يظلم إلا من شاء الله، وإلا من خاف الله تبارك وتعالى، ثم لا شك أن الظلم من طبائع النفوس، ولذلك كان أول أخوين في الأرض ظلم أحدهما الآخر مع اتساع هذه الأرض، يعني الإنسان يعجب أن أحد ابني آدم، أخوان لا يوجد في الأرض غيرهما لا بشر غيرهم هم وأبوهم، أبوهم آدم سواءً وقعت هذه الحادثة بعد موت آدم أو في حياته ما كان في الأرض غيرهم ومع ذلك تظالموا، ولذلك قال الله عز وجل: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً} (المائدة:32).

من أجل ذلك يعني من أجل أن الأخ يقتل أخاه إذا قدر عليه كما قال تبارك وتعالى: {واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذا قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين} (المائدة:27).

الأمر هذا ليس من فعلي، كون أن الله عز وجل يتقبل مني ولا يتقبل منك هذا من فعل الله عز وجل لم تحاسبني على فعل الله عز وجل {قال إنما يتقبل الله من المتقين}، يعني اتقيت الله عز وجل، فتقبل قرباني، وأنت لم تتق الله تبارك وتعالى فلم يتقبل قربانك، فلم القتل حسداً وبغياً وظلماً لذلك.

قال الله عز وجل: {فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين} (المائدة:30).

أصبح من الخاسرين لأنه قتل نفساً عدواناً وظلماً، ثم قال الله تبارك وتعالى بعد ذلك: {من أجل ذلك..}.

يعني من أجل هذا الأمر، وهو أن الأخ والشقيق ممكن أن يقتل أخاه إذا قدر عليه {كتبنا على بني إسرائيل} أي في التشريع: {أنه من قتل نفساً بغير نفس}.

يعني قتل نفساً بغير نفس بغير قصاص {أو فساد في الأرض}.

أي قتل فساداً في الأرض، فالمفسد في الأرض يقتل، وقتله حق.

المفسد بقطع طريق أو بعدوان على إمام حق، فلا شك أن هذا مفسد في الأرض، وهو الحد الذي يسميه الفقهاء بحد الحرابة، هذا إفساد في الأرض {أنه من قتل نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً}.

فالشاهد الظلم من شيم النفوس، ولذلك جاء الإسلام بالرادع.

الرادع الأول: التقوى:

أن الإنسان يتقي ربه تبارك وتعالى، ويعلم أنه مطلع عليه وأنه لن يمر إذا مررت في الدنيا لا تمر في الآخرة قد تمر في الدنيا بغصبك بنهبك بقتلك ممكن أن تمر وتبقى معززاً مكرماً في سربك إلى أن تموت لكن لا تمر ستحاسب على هذا وستؤديه رغماً عنك، لابد أن تؤديه فلذلك كان أول وازع هو الخوف من الله تبارك وتعالى تقوى الله عز وجل والمعرفة، إن كل إنسان مسؤول بين يدي الله هذا أعظم وازع وهو الذي يمنع الإنسان من الظلم.

الوازع الثاني: السلطان: الذي وضعه الله تبارك وتعالى أو أنزله الله عز وجل هو السلطان والسيف فالسلطان وازع، ولذلك ينصب الإمام في المسلمين ليردع الظالم، ولذلك كانت أول خطبة لأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قال: "القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه والضعيف منكم قوي عند حتى آخذ الحق له".

هذا واجب السلطان أو هذا من كلام عمر بن الخطاب سواء كان هذا أو هذا.

هذا من واجبات السلطان أنه ينصب لردع الظلمة، ولمنع الظلم، ولإقامة العدل بين الناس، ولذلك أول ما يسأله الله تبارك وتعالى هل أقام العدل في الرعية أم لا، لكن المصيبة كل المصيبة إذا كان السلطان نفسه هو الجائر، وهو الظالم، هذه تصبح هي الكارثة هو الذي يظلم، فإذا كان يطلب منه ويرجى منه ردع الظلمة، إذا كان هو ظالماً من يردعه؟ وعلى كل حال، قد أمر الله تبارك وتعالى وأمر النبي بالصبر على ظلم الإمام، وذلك أنه قد يكون القيام في وجهه يؤدي إلى مظالم أكبر من هذا، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: [إنكم سترون بعدي أثرة وأموراً تنكرونها] قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: [أدوا إليهم حقهم وسلوا الله الذي لكم] (أخرجه أحمد (1/384،386،387،433) والبخاري (6/612-13/5) الفتح) ومسلم (1843) والترمذي (2190) عن ابن مسعود، وقال الترمذي: حسن صحيح).

يعني أن الله سبحانه وتعالى سيسألهم عن رعيتهم، التي استرعاهم إياها وسيأخذ الحق منهم ولا شك هذا على كل حال فيما لم يأت من وراء تبديله، ما هو أشد ضرراً على المسلمين منه ولا شك أنه مطلوب من الأمة، أن تقوم بالعدل لا يقام إلا بهذين الأمرين كما ذكرنا.

الأمر الأول: أن تكون هناك تقوى لله تبارك وتعالى، وأن ينشر معنى تقوى الله تبارك وتعالى ومخافة الله عز وجل.

الأمر الثاني: ثم لابد أن يقوم السيف والتشريع الذي يحمي الضعيف، ويأخذ الحق من القوي، أما إذا وجد في المجتمع من ينصر الظالم ويبقى الضعيف بلا ظهر يستطيع أن يأخذ حقه، فلا شك أنه ينتشر الظلم ويعم ويطم، ولا شك أن الظلم مؤذن بخراب العمران، هذه قاعدة من القواعد كما أخبر الله تبارك وتعالى في كل الآيات التي أخبر أنه أهلك القرى فيها أنه لا يهلكها إلا بظلم أهلها، إذا ظلم أهلها فإن الله تبارك وتعالى يهلكها كما قال تبارك وتعالى: {وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون} (القصص:59).

هذه قاعدة عامة {وما كنا مهلكي القرى} يعني المدن والأمم إلا وأهلها ظالمون، وهنا وأهلها ظالمون هذه جملة حالية يعني حال كون ظلم أهلها، أما إذا أقاموا العدل فيما بينهم فإن الله تبارك وتعالى قد يمد في أعمارهم حتى لو كانوا كفاراً وأقاموا العدل، فإن هذا لمد أعمارهم ولذلك قال إمام علم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون: "الظلم مؤذن بخراب العمران" وهذا الكلام من كلامه لكنه مأخوذ من هذه الآيات ومن هذه السنن الجارية لله تبارك وتعالى في خلقه، وكذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن الله تبارك وتعالى قد يؤيد الدولة العادلة وإن كانت كافرة".

حتى وإن كانت كافرة لكنها إذا أقامت العدل أيدها الله تبارك وتعالى، أما الدولة المسلمة إذا تظالم أهلها، ولم يؤخذ الحق لضعيفهم وقوي ظالمهم، فإن هذا لا شك أنه منذر بخراب عمرانهم وفساد أحوالهم واضطراب أمورهم، فالأمم لا تقام إلا بالعدل، إذا قام العدل قام سوق البقاء، وأيد الله تبارك وتعالى الدولة أما إذا قام الظلم فلا شك أن هذا مؤذن بخراب عمرانهم.

على كل حال لابد أن يتنادى المسلمون في كل مكان في أرض الإسلام، وفي غير أرض الإسلام أن يكونوا عادلين، وأن يبتعدوا عن كل الظلم، وأعظم الظلم كما ذكرنا الشرك بالله تبارك وتعالى، ثم عن ظلم أي شيء، إياك وظلم أي شيء، واعلم أن الله سائلك أن تظلم شجرة، أن تظلم هرة، ثم بعد ذلك لا شك أنه أعظم من هذا أن تظلم أخاك المسلم.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بين قلوبنا، وأن يؤلف بيننا، وأن يهدينا سبل السلام.

http://www.alsalafyoon.com/Khutab/AbdKhalikThulm.htm

الهُمامْ
04-05-2003, 12:59 AM
عم الفساد فكيف احكي ها هنــا
.................................. قصص المجازر والمذابح والعداة
حسبي فإني قد رحلت مسافـرا
..................................والبيت يبكــي والحديقـــــة والمياه
جئتي وهذا الجرح ينزف غائراً
..................................فتبسمت هذي الدماء بلا شفـــــــاه
هذا حضور قد زرعت بذوره
..................................فلعل بعض الشعر ينفع يا فتـــــــاة

القلم الباكي..

فساد الفطرة وفساد العقيدة وفساد الشريعة وفساد الأخلاق والإجتماع ،
وتدرج بين أولها إلى آخرها الخطر .

البحث عن الأخطاء والهفوات وتضخيمها والتشهير بها فساد
لأنه يعكس روحاً ظالمة شريرة لاترى من الحياة صفاءها
ووضوحها وتريد أن تفسد على الناس ما يريدون من وضوح
وصفاء.

* والحقد وتشويه جهود المخلصين فساد لأنه نزوع الى التدمير
والتحطيم والهدم .. ينطلق دائماً من الفاشلين ، والتافهين
والحيارى ، وأعداء الثقة..

وليس عجيباً أن يوجد " المفسدون" في أي مجتمع ..
ولكن العجيب .. أن لا نسعى الى كشفهم وتعريتهم ، ونزع
الأقنعة عن وجوههم الكالحة الباهتة..

وهي رسالة المسلم المخلص لله تعالى ، والعامل من أجل
دينه ووطنه ..
ونحن أمة " تبني"
فهل لمن يبني أن يترك في بناءه " مفسد هادم"؟!


دمتِ بـــــــــــــود ,,

راعية الشوق
04-05-2003, 08:11 AM
صباح الخير

هلا اخوي هاني الله يعطيك العافيه على ابداء رايك الطويل وتشكرات على حضورك في موضوعي المتواضع

تقبل تحياتي وان يبعد الله عنا الظلم والظالمين

راعية الشوق

راعية الشوق
04-05-2003, 08:13 AM
صباح الخير حـ المشاعر ـروالقلم


يعطي الف عايفه لى تواصلك وتواجدك النير في موضوعي الف شكر خالصه مني لك ياغالي

راعية الشوق

نظـــرة أمـــل
05-05-2003, 10:31 PM
الظلم حرق للنفس البشرية

سبحان الله رب الخلق لم يظلم عباده ولا يرضى بظلم عباده لبعضهم فيأتي أبن أدم المخلوق من تراب ويظلم ويقهر ويستبد !!

ليس الظلم هو العلاج لتقدمنا بل هو المسبب لمشاكلنا ومهلكنا.
ظلم أعداء الأسلام لنا وظلم أبناء جلدتنا لنا الله المستعان الظلم أصبح سلعه لاتبور ولا تنتهي.

أختي هذا ردي المتواضع وأتمنى أن يكون فيه فائده.

راعية الشوق
06-05-2003, 07:52 AM
هلا اختي الغاليه

مشكوره كثير على مشاركتك معنا في الحوار ومشكوره على التواصل الجميل عزيزتي الغاليه

تقبلي شكري الكبير

راعية الشوق