المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ومضاتٌ من رحلتي إلى " الكويت " -متجدد-!



أهــل الحـديث
10-02-2012, 12:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



ومضات من رحلتي إلى " الكويت " -متجدد!-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبهِ والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين.
وبعد.
فقد تَخِذتُ لنفسي منهجَ كتابةِ الحلقات عن كلِّ بلدٍ أسافر لها، فأنسجَ خيرَها، وأطوي شرَّها، أفوح بعبيرِها، وأسوح برحيقِها، أضمِّنُها لفتاتٍ علميّة، وقصصا تربويّة، وتراجمَ لعلماءٍ طواهمُ التاريخ، في مقابل جهلاء نشرهم الإعلام، وجعلهم كالأعلام، طودًا شامخًا لا يفرى فريّه، ولا يبارىَ عبقريُّه.
وكل خطوةٍ للإنسانِ يجبُ أن تكون مختلفةً عن الخطوةِ السابقة، فقد يقع في الخطواتِ الأولى، ولكن يندرُ أن يقعَ في الأخيرة، قد لا يحسن الركض، ثم يحسنُه، وحياةُ الإنسانِ إن لم تكن تعتبر لكل حادثة، فإن تفكيرَها سيبقى محدودًا.
فعزمتُ أن أرحلَ إلى بلادِ (الكويت) لأرى أهلَها، ومساجدَها، وعلمائها، وجهودها العلمية والدعوية، فكانَ ذلك – وللهِ الحمد -، وعزمتُ أن أكتبَ كلَّ مستجدٍّ لديَّ، وكل تجربة مرة عليَّ، حتى يحفظَها التاريخ، أو أحفظها للتاريخ، ولأفيدَ بعض القرَّاء لهذه الرحلة، لعله يخرجُ بفائدة أو فائدتين، فالحكمةُ ضالة المؤمن، فمن وجدَ مكانَه غيرَ صالح هنا، فلا يعتبنَّ عليَّ، فهذه أحسن ما أقدمه من بضاعتي، أروِّجها للمارِّين، فإن أحسنوها اشتروها، وإلا تركوها كالغنم القاصية.
سأضعُ قرابة عشر حلقات لهذا المسلسل العلمي والدعوي والفكاهي، وعادة لا يقدِّمُ المخرج المسلسل إلا بعد أن تنتهيَ حلقاتُه، وهذا ما سيكون، وعادةً لا يرمزُ المخرجُ لعنوانِ كلِّ حلقةٍ حتى يحين وقتُها، ولكن سأخالفُه فيها، فوضعُ العناوين تقود القارئ سوقًا لها، إن كانت مشوقة، وعادةً يكون للمسلسل بطلٌ واحدٌ؛ أما إخراجي فإن السيءَ واحدٌ – كما ستعلم – وما بقي أبطال :)




العناوين :
(1) ابتلاءٌ قبل السفر، فأين المقر؟
(2) حكايا واقعيَّة؛ في عظمةِ اللجوءِ إلى ربِّ الأرباب.
(3) رحلةٌ في عالم الشيخين عبد العزيزِ الطريفي، وأحمد بن عايد الشمري.
(4) لقاءٌ خاص، بالشيخ عثمانِ الخميس.
(5) لقاءٌ خاصٌّ، بالشيخ شافي العجمي.
(6) تخطيط لنهبِ ستين كتابًا من مكتبة الشيخ د. عبد المحسن المطيري.
(7) طرائف، من الشيخ عبد المحسن المطيري.
(8) جمعيّات الكويت، ومبرة الآل والأصحاب مع الشيخ عمرو بسيوني.
(9) لقاءٌ خاص، بالشيخ حاكم المطيري.
(10) ليلةٌ مظلمة، بسيرة الملحِد عبد الله القصيمي..
(11) مقلب، كاد بالجلّاسِ أن يُقلَب
(12) رسالةٌ لأهلِ الكويت! وفوائدُ رحلتي إليها.
ـــــــ
أصحابُ الرحلة = أبو الهمام البرقاوي، أبو همام السعدي، فضيلة الشيخ إحسان العتـيـبي، أحمدُ الهاجري، حُسيَّان الدوسري.


ستكون الكتابة بـ نا المتكلم؛ تعبيرًا عن أصحاب الرحلة أجمعين.

( ابتلاءٌ قبل السفر، فأين المقر ؟ ).

حجزنا الطائرة يوم الخميس - أول يوم للسماع - لإدراكِ سماعِ صحيح ابنِ حبّان، ثم أخْبِـرنا من المضيفين لنا في الكويت أن التأشيرة تأجلت إلى الأسبوعِ القادِم، فأصابنا ضجرٌ وتذمر، لأنَّ السماعَ سيفوتنا، وبقيَ بعضنا غضبانَ حتى جنَّ الليلِ من يومِ الخميسِ، ثم اجتمعَ بنا الشيخُ إحسان العتيبي، فقال – ما معناه -:
في الحقيقةِ أن الملتزمين حين يصابون بمصيبةٍ، فلا فرقَ بينهم وبين العوام، سوى أنهم يقولون بألسنتهم (إنا لله وإنا إليه راجعون) ما ليس مستقرًا في قلوبِهم، فتجده يغضبُ لقدرِ الله، ويقنع أن لو ذهبَ لكان الخيرُ كلّه، وبقاؤه هو الشرَّ كلّه، وهذا منافٍ لحقيقةِ ما أخطأكَ لم يكن ليصبيك، وأن أمرَ المؤمنِ كله خيرٌ، فيجبُ تصبير اللسان بالاسترجاع، ويجب تصبير القلب برضاك أنَّ هذا قدرُ اللهِ اهـ.
صبّرَنَا – جزاهُ اللهُ خيرًا – ثم إنّي عددتُ ما حصلَ لنا من الخيرِ، مما كان يفوتنا لو سافرنا يوم الخميس، فكانت خمسَ نِعَمٍ، وكنَّا موقنين أنَّ الخيرَةَ فيما اختارهُ الله، لا عبد الله.
.....
وصلنا ليلةَ الأربعاء - بعد السماع بأسبوع - إلى أرضِ الكويت، وكان على الاستقبال ثلاثة أخوة فضلاء، اثنان من زملائنا في دورةِ " حفاظ الذكر العالمية " أحمدُ بن خالد الهاجري، وحُسيان بن محمد الدوسري، والثالث : حمود الحمود، فذهبَ الشيخ إحسان مع عديلِه حمود الحمود، واستقرَّ في بيتِه حتى رجعنا، واستقررتُ وأبا همّام في بيت الأخ أحمد بن خالد الهاجري.
....
ذهبنا من اليومِ المقبل يومِ الخميس، إلى وزارةِ الأوقافِ؛ لنشنِّفَ آذانَنَا بسماعِ حديثِ رسول الله، عليه الصلاة وأتم التسليم، فكان يقرأ في كتابِ النِّكاحِ، حتى انتهى إلى حديث الإفك، فقيل لي: اسمع بكاءً الآن، فانتهى إلى قولِ عائشةَ – رضي الله عنها ولعن سابَّها – ( يا أماه! ما شأنُ الناس يتكلمون فيَّ ؟ ... والله لأنا أحقرُ في نفسي أن يتكلم القرآن فيَّ ... والله لا أذهب إلى رسولِ الله ولا أحمدُ إلى اللهَ .. ) وهو يبكي، كان موقفًا مؤثرًا في أن يُتلى القرآن أكثر من ألفٍ وأربعمائة سنة، وتذكر عائشة بالحصان الرزان، ومتهمها بالأفاكِ ذي العذابِ العظيم.
إنها لبركة كما وصفها أسيدُ بن حضير – رضي الله عنه – حين قال لعائشة – رضي الله عنها – لما وقع العقدُ وحُبس الناسُ عن الماء : ما هيَ بأولِ بركتكم يا آلَ أبي بكر، فكانت البركةُ الأولى هي آياتُ الإفك، والبركة الثاني هي آيةُ التيمم.
استشرنا سويًّا في إكمالِ السماع، أو نتوقف؛ لأن مقصودَ الإجازةِ تبعٌ، وليس مستقلّا، فكان الأمرُ أن تركنا السَّماع، وسألنا اللهَ أن يعوِّضنا خيرًا منه.

خاطرة = أتتي وأنا في الطيارة =
(خطورة طالب العلم كخطورة الطائرة تكمن في الإقلاع والهبوط، فإن أقلعَتْ وضحَ لها الطريق ونجت، وإن كان الخطر ما زال محدقا بها، وإن هبطت بأن بدأت في التدريس، واشتهرت، وألفتْ بصُر الخطر في التنازلات، والفتن بالشهوات والشبهات).

يتبع ...