تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إالى اهلنا المستضعفين في سوريا ..رسائل من القلب



أهــل الحـديث
09-02-2012, 05:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
كما أن اصدق الحديث كتاب الله
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
فإننا لن نجد ما يصف مأساة هذه الأمة أو يبين أسباب تلك المأساة ثم يبين طريق النجاة وموجبات النصر غير كتاب الله تعالى

تتعدد الآراء وتتفاوت الحلول لكن تبقى أمور فرضية قابلة للنقاش والأخذ والرد لكن ما أجمل أن ترى الأحداث أمام عينيك يرويها ربنا عز وجل لنبيه بأبلغ العبارات و أوجزها يرويها في زمان قد مضى ثم تجد أحداثها ماثلة أمام عينيك وكأنها حدثت لتوها و كأنها تخاطبك أنت..
كيف والأمة هي الأمة والأعداء هم الأعداء والحرب هي الحرب حرب بين الحق والباطل
الباطل بغروره وصولاته وعنجهيته و دلجته و روغانه والحق بعزته وثباته وعظمته
فيضرب هذا الحق ذاك الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ويذهب جفاء كأنه الزبد ويمكث الحق في الأرض ذلك أن الله كتب في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عباده الصالحون...
دعونا نقرا تلك الآيات التي تحدثت عن غزوة احد لكن في هذه المرة سنعبر التاريخ ونسقط تلك الآيات على أنفسنا نحن نخاطب بها أنفسنا نحن ونناقش أخطاءنا نحن ونعالج جراحنا نحن وفي زماننا نحن فالعبرة بعموم السبب لا بخصوص الحال
....ملخص تلك الغزوة..
أن مشركي قريش وبعد أن هزموا وقتل خيارهم في غزوة بدر أرادوا الثأر لأنفسهم
فجمعوا جموعهم وتوجهوا نحو المدينة
وكان رأي الرسول صلى الله عليه وسلم أن تكون المواجهة في المدينة هذه المرة وكان هذا رأي رأس المنافقين مع اختلاف الدافع والأسباب وخالف هذا رأي الشباب المتحمس فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رغبة الشباب وخرج إلى جوار جبل أحد فإنخزل عدو الله بثلث الجيش وهمت طائفتان بالرجوع لولا أن الله ثبتهما وكان النصر حليفهم في بادئ الأمر لولا أن الرماة خالفوا أمره ونزلوا عن جبل الرماة ليشاركوا في جمع الغنائم والمعركة لما تنتهي بعد فانكشف ظهر الصحابة وباغتهم المشركون فقتلوا فيهم من قتلوا وأشيع قتل رسول الله واسقط في أيدهم وهرب من هرب إلى المدينة ثم لملموا جراحهم واحترزوا في الجبل واكتفى المشركون بما أحرزوه وقفلوا
راجعين ثم بدا لهم الرجوع لتحقيق نصر اكبر وسمع الصحابة بذلك واستنفرهم الرسول لذلك فاستجابوا له رغم جراحاتهم فألقى الله جل جلاله الرعب في قلوب المشركين ورجعوا على أمل الرجوع ثانية..

و سأرتب تلك الأحداث على شكل نقاط كل منها يعتبر رسالة يرسلها الحكيم اللطيف القدير القوي العزيز لأوليائه وعباده المؤمنين

*** يبدأ ربنا جل جلاله بتلك اللفتة اللطيفة التي تغيب عن أذهان الكثير في خضم أمواج المحن وظلمات تحالف قوى الباطل
و هي قوله تعالى:
وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
فهو يخبر نبيه ويخبرنا من بعده انه ومنذ أن غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم في التجهيز لأولى خطوات المعركة والله معه يسمع ويبصر ومن ثم معنا يسمعنا ويعلم حالنا
فربنا سبحانه يعلم بل هو من كتب تلك الأحداث وصاغها بذلك الترتيب لتظهر قدرته ثم حكمته وعدله
فهو يعلم ويسمع بمكر أولئك الطغاة ويعلم عدد القتلى وكيف قتلوا ولم قتلوا
و يعلم حجم آلامهم وآلام أهلهم وما يعانوه من خوف وجوع وعطش
بل هو لا يغفل لحظه أنما يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته....

***الثبات والتولي بيد الله وحده فمن ثبت في المعارك فذلك بولاية الله له وعصمته إياه ومن تولى وتخلف عن الجهاد فبتخلي الله عنه وخذلانه له
لذلك وجب على كل مؤمن أن يستمد ثباته من الله وان يتوكل عليه وحده ولا يكل أمره إلى نفسه أو إلى غيره
إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)
*ليست الكثرة علامة للنصر ولا القلة علامة للذل فقد ينصر الله الفئة المؤمنة الذليلة أن اتقت الله وصبرت وتوكلت عليه كما في غزوة بدر وقد يخذل الله الفئة الكثيرة فتولي مدبرة أذا أعجبت بكثرتها وظنت أن غلبتها بسبب كثرتها كما في غزوة حنين
وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)

***ليس الشأن في كل معركة هو إهلاك الظالم فحسب فإن الله لو شاء لم يخلقه أو لم يؤته من ملكه شيئا بل لو شاء لأهلكه وأزهق روحه ولو بتسليط بعوضه عليه
فإذا وقع على امة من الأمم نوع من أنواع الظلم فيجب عليها وبالإضافة إلى التضرع إلى الله والاستغاثة به لرفع الظلم عن الأمة وهو أي الدعاء مطلب شرعي وعبادة مقصوده لذاتها أقول بالإضافة إلى ذلك أن لا يمعنوا النظر في ظلم الظالم وتعديد جرائم والدعاء بهلاكه فربما يكون الله قد كتب له الهداية كما حدث لمن دعا رسول الله بهلاكهم بعد غزوة احد فهداهم الله جميعا بعد حين كما ويجب أن يعلم الجميع أن لهذا الظالم نهاية يحددها مدى التغيير الذي تحدثه تلك الشعوب في نفوسها ليتم التغيير من الخارج كما سيأتي تفصيله
لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129)
***قبل أي معركة نخوضها مع أهل الباطل يجب علينا أولا وقبل أن نخلع لباس أهل الدنيا ونلبس لأمة الحرب يجب علينا أن نخلع من أعناقنا كل ما قد يكون سببا في هزيمتنا و أولى وأهم تلك الأمور هو طيب المطعم وهو أمر عظيم قد غاب كثيرا عن أذهاننا وغاب عنا وجود رابط بينه وبين النصر أو الهزيمة
وربما كان هو السبب في كثير من مصائب الأمة وكوارثها فمنع الزكاة واكل الربا وغيرها من سوء التصرف بالأرزاق قد ثبت وتواتر انه يأتي على الأمة بمنع القطر ونكد الزرع وخبث أهل البلد بسبب خبث مطعمهم مما يمنع قبول عملهم الصالح وعدم هدايتهم للطاعة وعدا عن حرمانهم من استجابة دعائهم ولأهمية هذه المسالة فقد بدأ ربنا بالنهي عنها قبل أن يأمرهم بطاعته وطاعة رسوله مع أن مخالفة أمره كان هو السبب في هزيمتهم في تلك الموقعة وكان هذا هو أول درس سيتعلمه الصحابة بعد تلك الغزوة مع ذلك أول ما بدأ رب العزة بالنهي عن خبث المطعم لأن هذا ربما يجب أن يسبق الإعداد للمعركة بمراحل
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)
و نستطيع أن نسمي الامتناع عن أكل الربا هو تنقية للأرزاق وهذا لا يكفي بل يجب أن تشمل التنقية جميع نواحي الحياة
فيجب علينا تنقية جوارحنا وأعمالنا وذلك يكون باقتصارها على طاعة الله عز وجل في المنشط والمكره والعسر واليسر فإذا حصل ذنب أو فاحشة أو ظلم للنفس سارع العبد إلى تنقيته بالاستغفار و التوبة مما عمل وعدم الإصرار على أي ذنب مهما كان في نظر صاحبه صغيرا

ثم تنقية القلوب من الغل والبغض والتعامل بالإحسان والعفو المغفرة مع من أساء فإذا تصافت القلوب تراصت وتوحدت كأنها بنيان مرصوص وهو أول بشائر النصر
لذلك كان الأولى بالدعاء والتضرع إلى الله بوحدة القلوب فإذا تمت الوحدة عظمت هيبة الأمة أمام أعادئها
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)
***النظر في سنن الله الكونية من معاقبة الظالمين بجنس أعمالهم مهما طال طغيانهم من الأمور التي تهون على الأمة ما تعاني من أزمات فلكل ظالم نهاية مهما طالت أيامه وكان حقا على الله أنه ما رفع شيئا إلا وضعه بل إن قمة فساد وعلو الظالم نذير اقتراب سقوطه ونهاية اجله الم تر أن الجبل إذا وصل إلى أعلى قمة فيه بدا بالانحدار ثم السقوط؟؟
الم بخبر الله عن نفسه انه يؤتي ملكه من يشاء ثم اخبر انه لا يأخذ الملك بل ينزعه نزعا مما يشاء؟؟
أما المؤمن فإن علوه حقيقي ابدي لأنه يستمد علوه من الله الظاهر فوق كل شيء وان كان في الأمر جراحات وقروح فهذا أمر لابد منه أثناء الصعود إلى القمة وهي أمر يصيب كلا الطرفين يدال لهذا ويدال على هذا ولحكم لا يتسع المجال لذكرها لكن يكفي أن نعلم أنها تميز الصادق من الكاذب
قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ
***للمعركة بين الحق والباطل غايات وأهداف لا تنجلي المعركة حتى تتضح تلك الغايات وتنجلي
فمن هذه الغايات والحكم:
_إبادة الكفر وأهله حتى يريح الأرض من شرهم فإن لم يكن فبكبتهم وعدم إيصالهم لغايتهم فيعودوا خائبين خاسرين ممحوقين ليقطع طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ
_ تمحيص الصف المسلم وتنقيته تارة بتنقية الصفوف من المنافقين وتارة بتنقية القلوب من الشوائب ففي المعارك يظهر الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق بعدما كانوا مغمورين في الصف الإسلامي
ومن الأفضل أن يكون هذا قبل المعركة كما حدث عندما انخزل رأس المنافقين بثلث الجيش فهم وان كانوا سيكثرون العدد إلا أن وجودهم سيزيد الصف خبالا وربما أعانوا العدو على نيل مبتغاه. مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) و
.وأيضا تتم تصفية القلوب بعد المعركة وفي أثناءها فيتم ابتلاء القلب ومعرفة مواطن ضعفه من مواطن قوته ويعرف حقيقة مافي قلبه إن كان عزما صادقا أم مجرد حماس ونشوة القتال) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143 ولا تنتهي المعركة حتى تتم تنقيته من كل شوائبه وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154
_اتخاذ الشهداء ...واتخاذ الشهداء من صفوف الأمة فضل كبير يناله من كتبت له نهايته فليست المعركة هي سبب حلول اجله فعمره قد انقضى لكن الله شرفه بحياة خالدة وعيش سعيد فكم من انسان مات على فراشه وكم من انسان فر من الموت وفي الموت وقع وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ
***موت القائد لايعني موت دعوته واكبر فوز يحققه المجاهد نصره لدين الله ولو على نفسه والحق ماض وباق حتى لو مات الألوف في سبيله ومهما عظمت مصيبة الموت في صفوف المقاتلين فليس مبررا للتخلي عن تلك الدعوة أو التولي يوم الزحف فمع أن فقد رسول الله أكبر مصيبة واجهتها وتواجهها الأمة إلا أن هذا لايعني أن يسقط في أيدينا أو أن نترك الحق الذي ندافع عنه فنحن ندافع عن دين الله وفي سبيل الله فإن انتصرنا فذاك بنصر الله لنا وإن هزمنا فذاك بذنبنا وتقصيرنا فنستغفر الله من كل ذنب ونسأله الثبات في الأمر ونستمد العون منه على كل حال وحتما ستكون العاقبة لنا وإن طال انتظارها
...
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148
*كما أسلفنا أن طاعة الله مطلب شرعي وهي من أعظم أسباب النصر كما أن مخالفة المشركين وتوحد الصف الإسلامي وترك النزاع والفرقة أمور لها كل الأثر في نتائج المعركة فإذا أطعنا الله وتوحدت الصفوف والقلوب معا جاء النصر وألقى الله جل جلاله الرعب في قلوب المشركين
ففرق بين من يتوكل على الواحد الذي لا شريك له ومن ضاع قلبه بين آلهه متفرقة لا تضر و لا تنفع
فالله أعلى واجل وهو مولانا ولا مولى لهم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150) سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153)

***الموت والحياة حقائق تتجسد في قلب الإنسان عند خوض المعارك لكن الإنسان المسلم يعلم أن حياة الأمة أولى من حياته وأنه إن حرص على الموت في سبيل الله فسوف يمنح حياة أبدية وعيشا كريما ناهيك عن أن الموت لا يقدم في اجل الإنسان كما أن التولي لا يباعد من أجله والقلق والهلع والخوف على النفس من الجراح أو الموت هو من سوء الظن بالله وهو من ظن الجاهلية والذي يحدد موت الإنسان هو انقضاء أجله فحسب فإذا أراد الله الكرامة للعبد وافته المنية وهو يجاهد في سبيل الله أو في قربة من القربات
ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ)
***سبق أن أسلفنا عن أهمية طول العهد والتعهد بالتنقية سواء في المطعم أو في الأعمال بالإقبال على طاعة الله ورسوله وتقوى الله وتنقية القلوب من الذنوب أو الغل وغيرها من أمراض القلوب لها اكبر الأثر في النصر والتمكين كما أن الذنوب والمعاصي تخذل صاحبها وتخور قواه عن مواجهة الباطل مهما كان نوعه
أليس الذي حمى يوسف من الوقوع في السوء والفحشاء هو
إخلاصه في عبادات قد خلت؟
أليس النبي قد أخبرنا أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء
ثم يخبرنا الله في هذا الآيات أن التولي يوم التقى الجمعان كان بسبب ذنوب قد خلت؟؟ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ
ويخبرنا أن المصيبة التي وقعت بسبب إصابة ذنوب قبلها؟؟
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (16

في نهاية المطاف نقول أن الاستجابة لأمر الله ورسوله والاستعداد لتنفيذ أمرهما مهما كانت صعوبته على النفس فقط مجرد الاستعداد لتلقي الأمر وتنفيذه عن الله والاستعانة بالله والتوكل عليه في ذلك هو اكبر نصر للأمة ومن كان الله معه فيجب أن لا يلتفت لقوة وتجمع اهل الباطل عليه أو لخذلان من خذله
سواء في تولي الذين كفروا أو البخل بتقديم المعونة والنصرة المادية والمعنوية
الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ