المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (عُذراَ رسولَ اللهِ) ..! قصيدةٌ أخرى لأبي زيد الشنقيطي .



أهــل الحـديث
08-02-2012, 06:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم







(عُذراَ رسولَ اللهِ) ..!
قصيدةٌ أخرى لأبي زيد الشنقيطي.

أيُّ قَلبٍ لم يمزِّقهُ كلامُ الكشغَريِّ – هداه الله – وفي سَوْرةِ فَوَران الألَم من وَقعِ تَطَاوُلهِ على الجَنَاب النَّبويِّ الكَريمِ , تقحَّمتُ حياضَ الشُّعراء وتسوَّرتُ نواديهم , وما أنا أهلٌ لذلكَ , ولعلَّ ما أجدُهُ من ألمٍ يكُونُ شافعاً لي.!



رصَّعتُ جيدَ قصيدَتـي بالجَوهَـر ننن ننن ننن وكَسوتُهـا أنشـودةَ المُتـذَ كِّـرِ
وخضَبتُ كفَّيْها بمدحكَ فارتَمـى ننن ننن ننن بكلَيْهما وجـهُ الصَّبـاح المُسفـرِ
ونقَشتُ حبَّكَ صورةً فـي تاجهَـا ننن ننن ننن فجَرَى عليها الحُسنُ جَرْيَ الكوثرِ
وتضمَّختْ بخِلال طُهـرك أحرُفـي ننن ننن ننن حتَّـى تملَّقهـا ذكـاءُ العنـبـرِ
فرأيـتُ غَانيَتـي تجُـرُّ ذيُولـهـا ننن ننن ننن فَخـراً وتأسرُنـي بِوَجْـهٍ أقمَـرِ
عيناءُ ؛ مبسمُها النَّدَى ؛ وبأَمرهَـا ننن ننن ننن تختـالُ أنسـامُ الربيـع الممطـرِ
وبوَجنتَيهـا للحـيَـاء معـاقـدٌ ننن ننن ننن صانتْ بها لـي ذمَّـةً لـم تُخْفَـرِ
بدَمـي مُخـدَّرةٌ خمائـلُ حُبِّهـا ننن ننن ننن لفَّـت هَـوايَ بحُسنهـا المُتَخَيَّـرِ
لمْ يُسلني عنها سواكَ , ولـم أكُـن ننن ننن ننن يا سَيِّـدي مـن قبـلُ بالمُتَصَبّـرِ
لكنْ هواكَ مَحَى الَّتي , ومَحَى الأُلى ننن ننن ننن ومَحَى الَّذي ما كُنتُ فيه بممتـري
يا سَيِّدي عُذراً إذا لم يُقـضَ لـي ننن ننن ننن في وصفكُم صدرُ المقـام الأكبَـرِ
عُذراً إذا ما الشعرُ لـفَّ حيـاؤُهُ ننن ننن ننن وجهَ القصيـدة ثـم لـم تَتَستَّـرِ
وأبَتْ مقاماً في اليَـراع حبيسـةً ننن ننن ننن فتوشَّحت في العَالميـن بأسطُـري
عُذراً فدَاكَ اليومَ زيدُ ؛ ومُهجتـي ننن ننن ننن وأبي ؛ وأمي ؛ ذاتُ حٌبِّـي المُثمِـرِ
حُبِّيكَ حـطَّ رحالَـهُ بقصيدتـي ننن ننن ننن حتَّى افتَخَرتُ ؛ ويا لهُ من مفخَـرِ
فكَتبتُ للدُّنيا وأصغَى الكَونُ لـي ننن ننن ننن وقصيدتي ترنـو بطـرف أحـورِ
عُذراً رسولَ الله زاغَ الكَشغَـري ننن ننن ننن وأتَى بهُجـر الأخسَريـنَ المُنكَـرِ
يا سيِّـدي عُـذراً فـإنَّ زمانَنـا ننن ننن ننن جُمعتْ لهُ سَوْءاتُ كُـلِّ الأدهُـرِ
زَمَنٌ بهِ الإسفافُ راجـتْ سوقُـهُ ننن ننن ننن وبُلِـي المُقـدَّمُ فيـه بالمُتـأخِّـرِ
مَعنَـى الثَّقَافـةِ فيـهِ أنَّ عُقولنـا ننن ننن ننن تُلقَى بجَدبـاء الأديـبِ المُصحـرِ
ليبُثَّ فيها ما يَشاءُ مـن القـذَى ننن ننن ننن ومن الأذى , ومن الجُشاءِ الأقـذرِ
رُكنا الحضارةِ فيهِ فُحـشٌ كامـنٌ ننن ننن ننن مع لوثةِ الإلحَـادِ تحـتَ الأسطُـرِ
عُـذراً رسـولَ اللهِ إنَّ زمانَـنـا ننن ننن ننن حَلْقُ الدِّيانةِ فيه سهـلُ المَصـدَرِ
العُرفُ فيـهِ نكـارةٌ ؛ وتخلُّـفٌ ننن ننن ننن وتعجرُفٌ ؛ يُودَى بسبعَـةِ أقبُـرِ
أمَّـا الرَّذيلـةُ والمُسُـوخُ فإنَّهـم ننن ننن ننن يُبنَى بهـم مجـدُ الأنـامِ الأزهَـرِ
وبِهم يُنادَى فـي المَجامـعِ بُكـرةً ننن ننن ننن وعشيَّةً , فيُرَونَ أكـرمَ معشَـرِ!
لكـنَّ فينـا رغـمَ ذلـكَ أمَّـةً ننن ننن ننن يُغري بهم طرفُ الصَّباح الأشقَـرِ
ما رامَ رعديدٌ مقامـكَ بـالأذَى ننن ننن ننن إلاَّ رَمَـوهُ بـصَـارمٍ وبأعـقـرِ
يا سيِّدَ السَّاداتِ لـو أنَّ الـوَرَى ننن ننن ننن ركبُوا إليكَ على العَجَاجِ الأَغبَـرِ
لكَفـاكَ ربُّ العالَميـنَ مسيرَهُـم ننن ننن ننن وسقاهُمُ نقعَ الأُجَـاجِ الأكـدَرِ
صَلَّى عليكَ اللهُ ما طَالَ السُّـرَى ننن ننن ننن شَوقاً إليكَ بخافقـي وبأسطُـرِي
وعليكَ صلَّى اللهُ ما هبَّـتْ علَـى ننن ننن ننن قلْبـي نسائـمُ هديـكَ المُستَأْثـرِ
بمُنايَ ؛ بل بهَوايَ ؛ بـل بأزمَّتـي ننن ننن ننن يقتادُني صـوبَ الأعـزِّ الأفخَـرِ
وعليكَ صلَّى اللهُ ما افتـرَّ المَـدَى ننن ننن ننن لأذانِ كُـلِّ مثـوِّبٍ ومُكـبِّـرِ
وعليكَ صلَّى اللهُ ما دَارتْ عَلَـى ننن ننن ننن شانيكَ دائـرةُ البَـوارِ الأسعَـرِ
يا سيِّـدي لـو أنَّ سبعـةَ أبحُـرٍ ننن ننن ننن كانـتْ مِـدادَ قصيـدَةِ المُتعثِّـرِ
والطَّيرُ منطقُها يُترجـمُ منطقـي ننن ننن ننن ما صاغَ حبيكُـم غمـارُ الأبحُـرِ
ولو استعنـتُ الغابريـنَ فَأرفَـدو ننن ننن ننن بالآخريـنَ وكلُّهـم لـم يُقصِـرِ
لبَقيتَ أنتَ هُوَ العُلى ؛ وعَلى العُلى ننن ننن ننن وإلى العُلـى؛ بمكانَـةٍ لـم تُنكَـرِ
يا سيِّدي قلمي يجـفُّ ؛ وأحرُفـي ننن ننن ننن فيها جـوابُ السَّائـلِ المُستَخبـرِ
فصَـلاةُ ربـي والملائكَـةِ الكِـرا ننن ننن ننن مِ ؛ سلامُهـم مُتفتِّقـاً بالعَنـبَـرِ
يغشَاكَ ؛ والآلَ الكرامَ ؛ وعصبـةً ننن ننن ننن حمَلتْ لنا الإسـلامَ غيـرَ مُكـدَّرِ
من كُلِّ ريَّانٍ بشرعتِـكَ احتَـوى ننن ننن ننن سُبُل السَّلامِ ؛ وشِربُهُ مـن كوثَـرِ
والتَّابعينَ ؛ ووالديَّ ؛ ومن عَلـى ننن ننن ننن دربِ المحجَّةِ نالَ طيـبَ العُنصُـرِ
وعَلَى المُسَيْكِينِ الذي غنَّى لكُـم ننن ننن ننن (رصَّعتُ جيدَ قصيدَتي بالجَوهَـر)


بقلم: أبي زيدِ الشنقيطي
[ تويتر: @mkae2 ]