المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشروعيّة قتل شاتم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم



أهــل الحـديث
08-02-2012, 12:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عبدالله الفيفي: ثبت في الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كانت أم ولد لرجل كان له منها ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم فينهاها ولا تنتهي ويزجرها ولا تنزجر، فلما كان ذات ليلة ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم فما صبر أن قام إلى مغول فوضعها في بطنها ثم اتكأ عليها حتى أنفذها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشهد أن دمها هدر، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه.

فشاتمُ الله تعالى والنبيّ صلى الله عليه وسلم - إن كان قبلها مُسلما - مُرتدّ بالإجماع إلا أن يكون مجنونا أو في حُكمه أو مُكرها، ولا يعذر في ذلك لأنّه ارتكب ما تُعلم حُرمته بالضرورة، ويُشرع في حقّه القتل مُرتدّا يقتله السّلطان أو من يُنيبه، يقول القاضي عياض : "اعلم – وفقنا الله وإياك – أن جميع من سبّ النبي – صلى الله عليه وسلم – أو عابه أو ألحق به نقصاً في نفسه أو نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله أو عرّض به أو شبّهه بشئ على طريق السبّ له أو الإزراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغضّ منه والعيب له فهو سابّ له والحكم فيه حكم السابّ… ولا نعلم خلافاً في استباحة دمه, وقد ذكر غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره".

ويقول الشوكاني في نيل الأوطار عن حديث ابن عباس السابق: فيه "دليل على أنه يُقتل من شتم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نقل ابن المنذر الاتفاق على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم صريحا وجب قتله".

وأما من تاب بعد القدرة عليه فقد حرّر شيخ الإسلام في الصارم المسلول ما يلي: "كل جرم استحق فاعله عقوبةً من الله إذا أظهر ذلك الجرم عندنا وجب أن نعاقبه ونقيم عليه حدَّ الله, فيجب أن نبتر من أظهر شنآنه – صلى الله عليه وسلم – وأبدى عداوته, وإذا كان ذلك واجباً وجب قتلُه, وإن أظهر التوبةَ بعد القدرة, و إلا لما انبتر له شانئ بأيدينا في غالب الأمر, لأنه لا يشاءُ شانئ أن يظهر شنآنه ثم يُظهر المتاب بعد رؤية السيف إلا فعل, فإن ذلك سهلٌ على من يخاف السيف".

وأخيراً، يحسُنُ التنبيه إلى أنّ الغضب لله ورسوله - عليه الصلاة والسلام - بعلم وقسط من كمال الإيمان ومٌقتضيات الولاء والبراء، وكم يَعيبُ بعضَ المنتسبين للعلم والتدين ضعفُ الإنكار وفتورُ الأعصاب عند التعرض لجناب الله أو رسوله - عليه الصلاة والسلام - بزعم أنّ تلك سفاهات لا يُتلفت لها، ويُخشى على هؤلاء أنّهم ممن لم يقدروا الله حقّ قدره، فضلاً عن كونهم يتقلون روح المحبّة والحمية لله ورسوله في مجتمعات المسلمين؛ فالواجبُ إحياء تعظيم الله وحدوده في القلوب، واهتبال الفرص لتحقيق هذا الأمر العظيم وتطبيقه، والرّد بحزم على من تطال يده الآثمة حدود الله عِقاباً له وردعا لغيره، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.
http://sunnahway.net/node/924