المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسلم ..والمصــائب !!



االزعيم الهلالي
04-02-2012, 10:00 PM
المسلم ..والمصائب !!
إن الله جل جلاله خلق الحياة الدنيا , و جعل فيها الخير و الشر و السراء و الضراء ليبتلي عباده المؤمنين و يختبرهم , و يمحو عنهم الخطايا قال الله تعالى : ( و نبلوكم بالشر و الخير فتنة و إلينا ترجعون ) 35 الأنبياء , و يقول تعالى : ( و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون ) 155, 156, 157 البقرة , و ليرى ـ و الله أعلم بهم ـ صدق إيمانهم , و توكلهم عليه و تسليمهم بقضاء الله و قدره , و إن أقدار الله بعباده فيها خير عظيم لا يعلمه العباد قال تعالى : ( و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون ) 216, البقرة . و إن المصائب و المحن و الشدائد مهما طالت أو عظمت فإنها لا توهن المؤمن المتعلق بربه , و ذلك لأنه قوي الإيمان بربه , و يعلم أن الدنيا دار بلاء و ابتلاء , و أن الله قدر تلك المصائب عليه , فيتضرع إلى الله و يصبر و يحتسب رغبة بما عند الله من الأجر و الثواب , و دفع تلك المصيبة قال صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها ) , و لقد ذكرت النصوص و الشواهد الدينية و الحوادث و الوقائع التي تصيب المسلمين أفرادا و أسرا و مجتمعات أن هذه الدنيا لا تدوم على حال يعيش المسلم اليوم في سرور و غدا تصيبه الهموم و الأحزان , و اليوم يفرح بمولود و غدا يفجع بميت مفقود , و اليوم يضحك و هو مسرور و غدا يهل دمعه محزون , و اليوم صحيح معافى , و غدا سقيم يكابد الأسقام . وعلى المسلم المصاب أن يعلم أن ما يحدث له من المصائب و الهموم و الأحزان و الخطوب , فصبر و احتسب إلا كانت له خيرا كثيرا , فمن رضي فله الرضا , ومن سخط فله السخط قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ( ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته ) , و قال صلى الله عليه وسلم : ( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله - عز وجل - بها عنه حتى الشوكة يشاكها ) . و إن المؤمن قوي الإيمان هو الذي يصبر و يحتسب الأجر و الثواب من الله تعالى و يحمد الله على مصيبته أنها لم تكن أعظم , و المؤمن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ولهذا ينبغي عليه أن يحذر التسخط أو الاعتراض على قدر الله , أو يأتي بسلوك من أقوال أو أفعال تنافي تعاليم الدين الإسلامي , فتؤثر على إيمانه , و أن يعلم المؤمن علم اليقين أن الله عدل حليم رحيم بعباده لا يقضي حكما و قضاء إلا فيه خير كثير لعباده , و أن مع العسر يسرا و مع الصبر فرجا , و أن الله يبتلي عباده بالخير كما يبتليهم بالشر , و المصيبة الكبرى هي مصيبة المسلم في دينه , و غيرها من المصائب تهون , فمصيبة الدين يخسر بها المؤمن الدنيا و الآخرة , و إن المصيبة العظمى التي أصابت المسلمين هي موت الرسول صلى الله عليه و سلم , فبموته انقطع الوحي , و كملت رسالة الإسلام .

عبد العزيز السلامة / أوثال