المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدعوة الاسلامية



أهــل الحـديث
04-02-2012, 02:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


المقصود بالدعوة الاسلامية هى الدعوة لنشر دين الاسلام وبسطه واعلائه وفهمه كما ينبغى بعقيدته السوية بكل صفاتها ونقائها القائمة على اساس توحيد الله تعالى وعبادته والتلقى منه وحده والانقياد له وحده وكذلك الدفاع عن دين الاسلام وتصحيح المفاهيم الخاطئة والذب عن دين الله واظهار براءته من مناهج الباطل والرد على الداعيين لمسايرة الاسلام لافكار الغرب ومناهجه بالادلة الشرعية التى لاتجيز لهم ذلك
اهمية الدعوة الاسلامية من خلال الادلة القرانية فمن الايات الدالة على اهمية الدعوة الى الله تعالى قوله تعالى (( ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال اننى من المسلمين )) ويربط الفخر الرازى بين معنى هذه الاية والايات الثلاثة السابقة لها بدءا من قوله تعالى (( ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ان لاتخافوا ولاتحزنوا وابشروا بالجنة التى كنتم توعدون )) باعتبار ان المرتبة الاولى للداعية هى اصلاح نفسه اولا وهو ما اشتملت عليه الاية ثم المرتبة الثانية وهى الدعوة لحمل الاخرين على هذه الاستقامة التى هاه الله اليها . يقول الفخر الرازى (( فان الدعوة الى الدين الحق اكمل الطاعات وراس العبادات وعبر عن هذا المعنى وقال تعالى ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انا من المسلمين فهذا وجه شريف حسن فى نظم ايات هذه السورة وفيه وجه اخر وهو ان مراتب العادات اثنان تام وفوق التام ، التام هو ان يكتسب من الصفات الفاضلة ما لاجلها يصيرا كاملا فى ذاته والصفات الفاضلة هى اوامر الله وشرائعه التى كلفنا بها وقد سلك سيدنا ابراهيم عليه السلام هذا المنهج الربانى حيث اتم تطبيق ما كلفه الله به من شرائع فكان اتمامه لتطبيق شرائع الله على الوجه الذى يرضى الله تعالى سببا فى جعله اماما للناس قال تعالى واذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال ان جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمين ومعنى ابتلى اى اختبر بكلمات اى باوامر ونواهى كلفه بها فاتمهن اى اداهن تامات
فوق التام ومرتبة الدعوة يقول الفخر الرازى فاذا فرغ من هذه الدرجة اشتغل بعدها بتكميل الناقصين وهو فوق التام اذا عرفت هذا فتقول ان قوله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا اشارة الى ان المرتبة الاولى وهى اكتساب الاحوال التى تفيد كمال النفس فى جوهرها فاذا حصل الفراغ من هذه المرتبة وجب الانتقال الى المرتبة الثانية وهى الاشتغال بتكميل الناقصين وذلك انما يكون بدعوة الخلق الى الدين الحق وهو المراد من قوله تعالى ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وهذا ايضا وجه حسن فى نظم هذه الايات فمن ادى هاتين المرتبتين وصل الى المرتبة الثانية فوق التام بعد اتمامه لمرتبة التام وانخرط فى سلك الدعوة الى الله تعالى فقد كمل مرتبتى السعادة ويقول الفخر الرازى واعلم ان من اتاه الله قريحة قوية ونصابا وافيا من العلوم الالهية الكشفية عرف انه لاترتيب احسن ولا اكمل من ترتيب ايات القران الكريم
الدليل على وجوب الدعوة الى الله تعالى يقول الفخر الرازى فى قول الله تعالى ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال اننى من المسلمين يدل على ان الدعوة الى الله احسن من كل ما سواها اذا عرفت هذا فنقول : كل ما كان احسن الاعمال وجب ان يكون ان يكون واجبا لان كل ما لايكون واجبا فالواجب احسن منه فثبت ان كل ما كان احسن الاعمال فهو واجب اذا عرفت هذا فنقول الدعوة الى الله احسن الاعمال فهو واجب ثم ينتج ان الدعوة الى الله الى الله واجبة كما تدل الاية على ان احسن الاقوال قول من جمع بين خصال ثلاثة اولها الدعوة الى الله تعالى وثانيها العمل الصالح وثالثها ان تكون من المسلمين، اما الدعوة الى الله تعالى باقامة الدلائل اليقينية والبراهين القطعية واما قوله وعمل صالحا فاعلم ان العمل الصالح اما ان يكون عمل القلوب وهو المعرفة او عمل الجوارح وهو سائر الطاعات واما قوله اننى من المسلمين فهو ان ينضم الى عمل القلب وعمل الجوارح والاقرار باللسان فيكون هذا الرجل موصوفا بخصال اربعة
1/الاقرار باللسان 2/الاعمال الصالحة بالجوارح 3/الاعتقاد الحق بالقلب 4/الاشتغال باقامة الحجة على دين الله
ولاشك ان الموصوف بهذه الخصال الاربعة اشرف الناس وافضلهم وكمال الدرجة فى هذه المراتب الاربعة ليس الا لمحمد صلى الله عليه وسلم
الداعى الى الله من احب الخلق الى الله عن معمر قال: تلا الحسن ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال اننى من المسلمين قال هذا حبيب الله هذا ولى الله هذا صفوة الله هذا احب الخلق الى الله اجاب الله فى دعوته ودعا الناس الى ما اجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحا فى اجابته وقال اننى من المسلمين فهذا خليفة الله
فالداعية هو اكرم الخلق عند الله لتطبيقه لاوامر الله ودعوة الاخرين لتطبيقها والتحرك بها ذلك الداعية الذى يتبع دعوته بعمله الصالح الذى يعبر عن حبه وتقديسه لشرائع الله التى يدعو الناس للانقيادلها ويتبعها بعمله الصالح الذى يترجم دعوته ويحيلها لواقع مرئى مشاهد وعمل يراه الناس فيعتقدون به ويحذون حذوه كما قال تعالى فيما جاء فى رد شعيب لقومه قال يا قوم ارايتم ان كنت على بينة من ربى ورزقنى منه رزقا حسنا وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقى الا بالله عليه توكلت واليه انيب فهو كما قال الحسن حبيب الله بل واحب الخلق الى الله لانه احب الله واحب غرس ونشر حب الله وطاعته فى نفوس الاخرين فدعا الخلق لحب الله وحب شرائع الله واومره وتقديسها وتعظيمها وتقديمها على سائر المبادى والشرائع والافكار ومحاربة وابطال ما عداها وخالفها من الشرائع والمبادى والمذاهب الباطلة وروى عن قتادة انه قال بعد ان تلا هذه الاية هذا عبد صدق قوله عمله ومولجه مخرجه وسره وعلانيته وشاهده مغيبه وان المنافق عبد خالف قوله عمله ومولجه مخرجه وسره علانيته وشاهده مغيبه ففى ممارسة الدعوة الى الله والقيام باداء هذه الشعيرة الهامة من شعائر الدين على الوجه الذى شرعه الله براءة من النفاق والمنافقين واخلاقهم الذميمة وابطال لمساعيهم الدنيئة لاطفاء نور الله بنشر ظلاماتهم وباطلهم ففيما يقوم المنافقون والمنافقات بالدعوة المعاكسة والرامية الى نصرة الباطل والشيطان يقوم الدعاة الى الله بدعوة الحق الرامية لازهاق الباطل وحبذه ونصرة الحق واهله وابطال مساعى المنافقين ومن شائعهم من نصراء الاخر ودعاته ودحض باطل اولياء الشيطان
يقول الله تعالى المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يامرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم نسوا الله فنسيهم ان المنافقين هم الفاسقون
المنافقون والمنافقات هم الذين يظهرون للمومنين الايمان بالسنتهم ويسون الكفر بالله ورسوله هم صنف واحد وامرهم واحد فى اعلانهم الايمان واستبطانهم الكفر
ومن الاحاديث الدالة على فضل شعيرة الدعوة الى الله تعالى عن درة بنت ابى لهب قالت جاء رجل الى النبى صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال من خير الناس يا رسول الله قال امرهم بالمعروف وانهاهم عن المنكر واتقاهم الى لله واوصلهم لرحمه
يقول بن القيم ولله سبحانه وتعالى على كل احد عبودية بحسب مرتبته سوى العبودية العامة التى سوى بين عباده فيها ..... فعلى العالم من عبوديته نشر السنة والعلم الذى بعث الله به رسوله ما ليس على الجاهل وعليه من عبوديته الصبر على ذلك ما ليس على غيره وعلى الحاكم من عبوديته اقامة الحق وتنفيذه والزامه من هو عليه به والصبر على ذلك والجهاد عليه ما ليس على المفتى وعلى القادر على الامر بالمعروف والنهى عن المنكر بيده ولسانه ما ليس على العاجز عنها وقد غر ابليس اكثر الخلق بان حسن لهم القيام بنوع من الذكر والقراءة والصلاة والصيام والزهد فى الدنيا والانقطاع وعطلوا هذه العبادات فلم يحدثوا قلوبهم بالقيام بها وهولاء عند مرتبة اقل الناس دينا لان الدين هو القيام لله بما امر به فتارك حقوق الله التى تجب عليه اسواء حالا عند الله ورسوله من مرتكبى المعاصى ... فان ترك الامر اعظم من ارتكاب النهىمن اكثر من ثلاثين وجها ذكرها ابن القيم فى تصانيفه ثم يقول واى دين واى خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطان اخرس كما ان المتكلم بالباطل شيطان ناطق وهل بلية الدين الا من هولاء الذين اذا سلمت ماكلهم ورياستهم فلا مبالاة بما جرى على الدين وخيارهم المتحزن المتلمط ولو نوزع فى بعض ما فيه غضاضة عليه فى جاهه او ماله بذل وتبذل وجد اجتهد واستعمل مراتب الانكار الثلاثة بحسب وسعه ... وهولاء مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم قوبلوا فى الدنيا باعظم بلية تكون وهم لا يشعرون وهو موت القلوب فان القلب كلما كانت حياته اتم كان غضبه لله ورسوله اقوى وانتصاره للدين اكمل وقد ذكر الامام احمد وغيره اثرا ان الله اوحى الى ملك من الملائكة ان اخسف يقرية كذا وكذا فقال يارب كيف وفيهم فلان العابد فقال تعالى فبه ابداء فانه لم يتمعر وجهه فى يوما قط