المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يثبت هذا الاجماع؟



أهــل الحـديث
04-02-2012, 04:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتحدث عن الإجماع أن نفخ الروح يكون بعد 120 يوماً عن هذا الحديث الذي ذكر بألفاظ عديدة في مواطن كثيرة

صحيح مسلم (2643) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، ووكيع، ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني - واللفظ له - حدثنا أبي، وأبو معاوية، ووكيع، قالوا: حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخلها "

فقد نقل الكثير من العلماء أالإجماع على أن النفخ الروح يكون بعد أربعة أشهر وهذا يقتضي أن يكون الجنين نطفة أربعين يوماً وهذا لا يتفق مع العلم المعاصر، لأن الجنين لا يكون نطفة (اللاقحة zygote التي هي على شكل قطرة ماء) إلا قطرة صغيرة جداً لا تقارب الأربعين يوماً بعد الحمل، والحديث الذي في كتاب السنة ابن أبي عاصم الذي صححه الشيخ الألباني رحمه الله، صريح جداً في أن نفخ الروح يكون بعد أربعين-خمس وأربعين ليلة.

ظلال الجنة في تخريج "السنة" لابن أبي عاصم 179
إن الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره، قال فأتيت حذيفة بن أسيد الغفاري فقلت: ألا تعجب من عبد الله بن مسعود يحدث في المسجد: إن الشقي من شقي في بطن أمه و السعيد من وعظ بغيره! قال: فما بال هذا الطفيل الصغير، قال: لاتعجب سمعت رسول الله مرارا ذات عدد يقول: إن النطفة إذا وقعت في الرحم أربعين ليلة، وقال أصحابي: خمسة و أربعين ليلة، نفخ فيه الروح، قال: فيجيء ملك الرحم فيدخل فيصور له عظمه و لحمه و دمه و شعره، و بشره و سمعه و بصره ثم يقول: أي رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي الله إليه ما يشاء، و يكتب الملك، ثم يقول أي رب أثره؟ فيقضي الله تعالى، و يكتب الملك، فيقول أي رب أجله؟ فيقضي الله ما يشاء، و يكتب الملك، ثم تطوى تلك الصحيفة فلا تمس إلى يوم القيامة.

فهل من توضيح؟ هل قصد هؤلاء العلماء أن يكون إجماعهم قطعياً أم أخطأوا؟
وسأنقل لكم نصوص الإجماع و قول بعض العلماء الذين قالوا أن نفخ روح يكون عقب الأربعين يوماً، لكن أقوالهم جاءت بعد ورود الإجماع من قبلهم كما تبين التواريخ.

من نقل الإجماع:
القاضي عياض (476 - 544 هـ) منقول في فتح الباري [485/11]
اختلفت ألفاظ هذا الحديث في مواضع ولم يختلف أن نفخ الروح فيه بعد مائة وعشرين يوما وذلك تمام أربعة أشهر ودخوله في الخامس وهذا موجود بالمشاهدة وعليه يعول فيما يحتاج إليه من الأحكام في الاستلحاق عند التنازع وغير ذلك بحركة الجنين في الجوف وقد قيل إنه الحكمة في عدة المرأة من الوفاة بأربعة اشهر وعشر وهو الدخول في الخامس وزيادة حذيفة بن أسيد مشعرة بأن الملك لا يأتي لرأس الأربعين بل بعدها فيكون مجموع ذلك أربعة أشهر وعشرا وهو مصرح به في حديث بن عباس إذا وقعت النطفة في الرحم مكثت أربعة أشهر وعشرا ثم ينفخ فيها الروح وما أشار إليه من عدة الوفاة جاء صريحا عن سعيد بن المسيب فأخرج الطبري عنه أنه سئل عن عدة الوفاة فقيل له ما بال العشرة بعد الأربعة أشهر فقال ينفخ فيها الروح وقد تمسك به من قال كالأوزاعي وإسحاق إن عدة أم الولد مثل عدة الحرة وهو قوي لأن الغرض استبراء الرحم فلا فرق فيه بين الحرة والأمة فيكون معنى قوله ثم يرسل إليه الملك أي لتصويره وتخليقه وكتابة ما يتعلق به فينفخ فيه الروح إثر ذلك كما دلت عليه رواية البخاري وغيره ووقع في حديث علي بن عبد الله عند بن أبي حاتم إذا تمت للنطفة أربعة أشهر بعث الله إليها ملكا فينفخ فيها الروح فذلك قوله ثم انشأناه خلقا اخر وسنده منقطع وهذا لاينافي التقييد بالعشر الزائدة ومعنى إسناد النفخ للملك أنه يفعله بأمر الله والنفخ في الأصل إخراج ريح من جوف النافخ ليدخل في المنفوخ فيه والمراد بإسناده إلى الله تعالى أن يقول له كن فيكون وجمع بعضهم بأن الكتابة تقع مرتين فالكتابة الأولى في السماء والثانية في بطن المرأة ويحتمل أن تكون إحداهما في صحيفة والأخرى على جبين المولود وقيل يختلف باختلاف الأجنة فبعضها كذا وبعضها كذا والأول أولى

القرطبي (600 - 671هـ) في تفسير القرطبي [12/8]
لم يختلف العلماء أن نفخ الروح فيه يكون بعد مائة وعشرين يوما، وذلك تمام أربعة أشهر ودخوله في الخامس، كما بيناه بالأحاديث.

النووي (631 - 676هـ) شرح النووي على مسلم [191/16]
واتفق العلماء على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة أشهر

ابن حجر (773هـ - 852هـ) في فتح الباري [481/11]
واتفق العلماء على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة أشهر

من قال بنفخ الروح بعد الأربعين الأولى:
بدر الدين ( 762 - 855 هـ) العيني في عمدة القارئ [293/3]
وقال الراغب وذكر الأطباء أن الولد إذا كان ذكرا يتحرك بعد ثلاثة أشهر وإذا كان أنثى بعد أربعة أشهر (فإن قلت) وقع في رواية البخاري " أن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ثم يكون علقة مثله ثم يكون مضغة مثله ثم يبعث الله فيه الملك فيؤذن بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله وشقي أم سعيد ثم ينفخ فيه الروح " فأتى فيه بكلمة ثم التي هي تقتضي التراخي في الكتب إلى ما بعد الأربعين الثالثة والأحاديث الباقية تقتضي الكتب عقيب الأربعين الأولى (قلت) أجيب بأن قوله " ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات فيكتب " معطوف على قوله " يجمع في بطن أمه " ومتعلقا به لا بما قبله وهو قوله " ثم يكون مضغة مثله " ويكون قوله " ثم يكون علقة مثله ثم يكون مضغة مثله " معترضا بين المعطوف والمعطوف عليه وذلك جائز موجود في القرآن والحديث الصحيح وكلام العرب

ابن الزملكاني ( 667 - 727 هـ)ـ منقول في فتح الباري [485/11]
العرب إذا عبرت عن أمر بعده أمور متعددة ولبعضها تعلق بالأول حسن تقديمه لفظا على البقية وإن كان بعضها متقدما عليه وجودا وحسن هنا لأن القصد ترتيب الخلق الذي سيق الكلام لأجله

أرجو الإفادة
وجزاكم الله خيراً