المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأخــوة في الله !!



االزعيم الهلالي
04-02-2012, 03:00 AM
الأخوة في الله !!
إنَّ العقيدةَ الإسلامية جاءت بالحكم و المعاني و الأحكام التي تقوم على الإعجاز في كافة الوجوه و المجالات كانت صغيرة كالذرة و أقل أو عظيمة كالسماوات و الأرضين و أعظم أو ما لا تدركه الأبصار و الذي لا يعلمه إلا الله علام الغيوم , فالباري جل جلاله هو الذي شرعها و أنزلها على عباده المؤمنين , فجات تلك التشريعات موافقة للنفوس البشرية و طبائعها , حيث اهتمت بفئات المسلمين كالأيتام و الأرامل و الفقراء و الوالدين , و تضمنت العديد من القيم و المبادئ السامية التي تهذب أخلاق المسلمين, و تؤلف بين قلوبهم كالمحبة و الصدق و الوفاء و التعاون و التآلف و التواصل و التعاطف , و تعتبر الأخوة في الله و لله نعمة عظيمة منَّ الله بها على عباده المؤمنين المخلصين , أخوة بعيدة عن المصالح الشخصية و المنافع الذاتية تقوم على الرابط الإيماني الذي يقوم على منهج الله تعالى الذي يزرع في قلوبهم التقوى و التآخي و التعاون و الخير و محبة الله و محبة عباده الصالحين قال الله تعالى :(إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ) الحجرات , و إن الله جل جلاله دعا عباده المؤمنين للوحدة , و عدم التفرق , لكي تقوى تلك الأخوة فقال الله تعالى : ( و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ) آل عمران , و للأخوة الصادقة ثمرات طيبة عامة تعود على المسلمين أفرادا و أسرا و مجتمعات , و ذلك متى قامت على الحب في الله و الإخلاص و ابتغاء مرضات الله و الجزاء و الثواب , التي توثق هذه الأخوة . فمن ثمراتها العظيمة و فوائدها الجليلة التعاون في السراء و الضراء , و الحرص على النصيحة و التناصح فيما بين المسلمين و يتذوق المؤمن في هذه المحبة طعم الإيمان , ويجد المؤمن لذة الطاعة في اتباع أوامر الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم , و يستشعر محبة الله و رسوله , و تكون محبة المسلم في الله سببا للتوفيق في الحياة الدنيا و رضوان الله في الآخرة , و عاملا رئيسا في نشر المحبة و تالف القلوب , و صفو النفوس بين المسلمين . و ختاما نقول : إن الأخوة في الله صفة عظيمة كلما زادت و انتشرت بين المسلمين نشرت ثمارها الطيبة و فوائدها العظيمة على المسلمين , قال صلى الله عليه و سلم : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلمٍ كربة فرَّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة ) رواه البخاري ومسلم .

عبد العزيز السلامة / أوثال