المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزء الثاني من الخواء الروحي أسبابه ومظاهره وعلاجه للشيخ أحمد المعلم حفظه الله



أهــل الحـديث
03-02-2012, 04:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني من الخواء الروحي أسبابه ومظاهره وعلاجه
الشيخ أحمد المعلم حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد..
فنوصل بحول الله تعالى في موضوعنا المعنون الخواء الروحي أسبابه ومظاهره وعلاجه، وقد بدأنا في العلاج في الدرس الماضي وأخذنا الأصول والكليات في الموضوع والليلة نحن عندنا الفصل الرابع والمتعلق بالوسائل ؟؟ لعلاج الخواء الروحي.
وهذه الوسائل قسمتها إلى قسمين:
القسم الأول: وهو ما يخاطب به الدعاة والعلماء والقائمون على إصلاح وضع الناس وإرشادهم إلى ما فيه خيرهم ووعظهم وتفكيرهم وتربيتهم وتعليمهم،.
فمن تلك الوسائل التي ينبغي أن يهتم بها ويعرفها ويطبقها الدعاة والمربون.
الوسيلة الأولى: تعهد المنقطعين وتذكيرهم والعطف عليهم ما لم يصل الأمر إلى الحد الذي يستوجب الزجر والعقوبة يعني عندما يبدأ الإنسان يشعر بشيء من الضعف يبدأ يتأخر عن حضور صلاة الجماعة من أولها مثل ما كان نحس إنه يتخلف عن الدروس والحلقات التي تقام في المسجد نبدأ نشعر إنه تغير في هيئته في ذاته في أصحابه وزملاءه الذين يقارنهم ويسايرهم ويماشيهم نحس من خلال ذلك أن الرجل لديه شيء من الفتور، لديه شيء من الضعف، بدأ الشيطان يغازله بالانحراف أو الانقطاع عن طريق الخير، في هذا الحال ينبغي لإخوانه الحديث للجميع ولكن من كان أقرب منهم فهو أولى بذلك أن نتعهد هذا الإنسان ننظر إن كان قد انقطع عن المسجد مرة نبحث عنه ونتفقد حاله هل هو مريض فله علينا حقوق عيادة المريض إذا يمكن أن نساعده في موضوع العلاج، غير ذلك مما يشعره بأننا معه وأننا شيئا واحد نحن وإياه.
إذا لم يكن مريضا مرضا حسيا ماديا ولكن مرض آخر بدأ الشيطان يغازله فيأتي دور التذكير والتسبيح وأن يعني نضمه إلينا ونحاول ألا يزداد بعدا عنا، والرسول r قد كان يفعل ذلك مثلا حينما نزل قول الله تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ولَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [الحجرات: 2].
لما نزلت هذه كان أحد أصحابه المقربين والملازمين والصادقين معه وهو قيس بن ثابت بن شماس من الصادقين وكما دائما أذكر بأن الصحابة لما يسمعون الآية كل واحد منهم يحاول أن يطبقها على نفسه ينظر أهو المخاطب بها، هل الخصلة التي تأمر بها هو مقصر فيها، هل الخصلة التي تنهى عنها هو متلبس بها، يعني يشعر أنه هو معني بل هو أول المعنيين بهذا الخطاب.
هذا الصحابي الجليل كان جهوري الصوت صوته مرتفع طبيعي عندما يتكلم يتكلم بصوت مرتفع هكذا خلقه الله وكان يجالس النبي r ويتكلم على سجيته وطبيعته فلما نزلت هذه الآية وفيها هذا التهديد الشديد ﴿أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ قال إذن أنا المعني بهذه الآية، أنا الذي أجلس مع النبي r فأرفع صوتي فوق صوته وأجهر له بالقول إذن فقد حبط عملي، فأصيب بنوع من الإحباط واليأس وقعد في بيته ينوح ويبكي على نفسه ففقده النبي r فقال: «أين ثابت؟» قالوا: يا رسول الله منذ أن نزلت الآية الفلانية وهو جالس في بيته يبكي ويتألم ويظن أنه قد حبط عمله، فقال: بل هو من أصحاب الجنة ومن أهل الجنة.
الشاهد من هذا:أن الرسول r تفقد حاله ووضع له العلاج المناسب طمأنه أن الذي يتوهمه ليس صحيحا، إنه ليس مقصودا بهذا، إنه لم ينل هذا التهديد أو لم يصبه هذا التهديد بل بالعكس مادام إنه حريص على أن يتأدب مع النبي r كل هذا الأدب إنه من أهل الجنة، فلا نعلق كثيرا على الحديث أو القصة بمقدار ما نأخذ منها أن الرسول r لم يدع الإنسان الذي يحس أنه ابتعد عنه أو ابتعد عن مواطن التي يحب أن يكون فيها لا يتركه وإنما يتفقده يتابعه يحاول أن يرده إلى هذه الأماكن.
وهكذا عندما سأله عثمان بن مالك أن يزوره إلى منطقة قباء وزاره النبي r وجلس الناس يتحدثون عن رجل لم يحضر مجلس النبي r الجيران وأهل المنطقة فرحوا فرح شديد بمجيء النبي r فحضروا جميعا والتفوا حول النبي عليه الصلاة والسلام واحد من الناس نام لم يحضر فبدئوا يسألون لماذا فلان لم يحضر، الصحابة يتفقدون لماذا فلان لم يحضر؟ فقال بعضهم ذاك منافق، يعني اتهموه هذه التهمة الكبيرة بأنه منافق وأن وجهته وحديثه مع المنافقين وكان النبي r يصلي فسلم من صلاته ثم قال له لا تقول ذلك أليس قد قال لا إله إلا الله محمدا رسول الله يبتغي بذلك وجه الله، قالوا: هو قالها لكن الله أعلم يبتغي به وجه أو لا يبتغي بها وجه الله، فالحاصل الرسول دافع عنه ولازال ينهاهم عن الوقوع في عرضه وأن يعني يحكموا عليه بأنه من الفريق الآخر من الحزب الثاني المعادي، فإذا بلغه هذا الحديث سوف يقربه ويؤتى به ويعني يرده إلى صف إخوانه المؤمنين الصادقين.
أيضا لما تخلف سعد بن مالك في غزوة تبوك وهو في تبوك قال من يخبرني ماذا صنع سعد بن مالك؟ هدد وماذا قال له؟ يعني يريد أن يعرف، نحن اليوم للأسف الشديد نجد أن الإنسان يغيب ويطول الغياب أحيانا يسافر ويعود من السفر وما حد سأل عنه، أحيان يبتلى بشلة خبيثة وعصابة سيئة يسايرها فيغرق معها إلى أذانه قبل أن يعاد يعني يتفقده إخوانه فعند ذلك صعب أن يعاد إلى الصف صعب أن يعاد إلى الاستقامة يكون بعد ذلك قد تمكن الشيطان منه قد انحرف قلبه، قد ران ذنوبه على قلبه فلا يسمع شيء ولا يعرف معروف ولا ينكر منكر إلا ما أشرب من هواه أصبح يستحي أن يرى هؤلاء الناس أو أن يجلس معهم فهذه مشكلة كبيرة فلذلك علينا أن نتفقد من رأينا منه شيئا من ذلك.
أيضا الوسيلة الثانية: الذي يظهر عليه كل هذا سواء بقي متواصل معنا أو بدأ ينسحب عنا علينا ألا نقفل الباب في وجهه لا نهجره هو الآن مدبر متجه إلى فريق آخر فإذا نحن هجرناه نحن أظهرنا له الغضب، أظهرنا له الاستياء فإننا نزيده نفورا، نزيده بعدا، نجعله يعني يحدد ما يريد الشيطان منه بأن يكون مع الذين أغفل الله قلوبهم عن ذكره واتبعوا أهواءهم.
إذن فنحن نعينه على هذا الواجب أن الإنسان يفتح الباب يشيع الأمل في نفسه يحول بينه وبين الذين أو بين اليأس والقنوط، والله U قد قرر ذلك في كتابه: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ [الزمر: 53]. فمثل هذا الحال لا يصلح أبدا أن نخوفه، لا يصلح أبدا أن نتباعد عنه، بل نحرص عليه نقربه ونشعره بأن النفوس هكذا حينا تضعف وحينا تقوى حينا تفتر وحينا تنشط.
أيضا الدعاوي تتكالب على الإنسان داعي الخير من جهة وداعي الشر من جهة فلا يستجيب لداعي الشر يحاول أن يستجيب لداعي الخير الباب لا يزال مفتوح، ونتذكر في هذا قصة ذلك الرجل الصحابي الجليل، الصحابي الذي يحب الله ورسوله ولكنه ابتلي بشرب الخمر وكان لا يصبر عنها، وكان الصحابة لا يراعون في هذا الباب إن كان الرجل صادقا أو منافقا، إن كان يعني يقع فيها بحكم الإلف والعادة والإدمان أو بأي صورة من الصور، قضية إقامة الحد لا يبالون فيها ولا يجاملون فيها وهكذا رسول الله r فإذا جيء بهذا الرجل وهو قد شرب الخمر أقام عليه الحد فقضية إقامة الحد هذه لا مجاملة فيها ولا نقول نترك إقامة الحد من أجل أن لا ننفر هذا الإنسان فالشيء الذي قد وجب لله لا يترك لكن الوسيلة التي نستخدمها يجب أن تكون مقربة لا منفرة مبشرة وهكذا.
فهذا أتي به في يوم من الأيام فأقيم عليه الحد، بعد ما أقيم عليه الحد قام عنه الصحابة قال لعنه الله ما أكثر من يؤتى به ؟؟؟ يعني ذكر هذا اللفظ الذي لا ينبغي أن يقال للمسلم وأمام الرسول r لو سكت النبي r لكان الناس كلهم يتواردون على لعنه هنا انبري رسول الله r وقال: «لا تعينوا الشيطان على أخيكم فإنه يحب الله ورسوله» يشرب الخمر وأيضا يحب الله ورسوله فمحبة الله ورسوله ليس دائما تكون مع المستقيم الاستقامة الكاملة بل بعض المقصرين بعض الذين يقعون في شيء من الذنوب من المعاصي أيضا تكون عندهم محبة الله ورسوله، فهنا لو أن الرسول سكت والصحابة تواردوا على لعنه تحدث إلى مجلسهم ؟؟؟؟؟ فقال له الشيطان ويقول هؤلاء ؟؟؟ أنت جالس مع أناس يلعنونك أنت جالس مع ناس يسبونك أنت جالس مع أناس يعني يرون أنك لا تصلح لهم فيأخذه ويبعده.
لكن الرسول r تدارك الأمر وفتح له الباب وأرشده وأوحى إليه بالخصلة الطيبة العظيمة التي يتحلى بها وهي محبة الله ورسوله وهذه قطعا سوف يعني تتغلب في الأخير على الظواهر السيئة التي تصدر من هذا الرجل فرجع وأوضح من هذا قصة الذي قتل تسعة وتسعين نفس رجل عصى معصية عظيمة ليس مجرد أنه في بداية الانحراف بل هو في قمة الانحراف وصل إلى أن يقتل تسعة وتسعين نفس هل هذا يعني نقول هذا عنده غفلة وعنده فتور هذا عنده جرم هذا عنده عدوان، هذا عنده شيطنة تسعة وتسعين.
فلما جاء إلى ذاك الرجل الراهب الذي قل علمه وكثر خوفه من الله فعامله بمقياسه من منطلق الخوف فقال كيف يقبل الله منك بعد أن قتلت هذه الأنفس كلها لن يقبل الله منك أبدا أغرب عن وجهي أخرج، فقال إذن الأمر أصبح ما فيه أمل انهار الأمل في نفسه اسودت الدنيا بعينيه أظلمت في وجهه ، فأقدم عليه فقتله وهذا شأن كثير من الناس عندما يقنط الناس من أنفسهم نزيل الأمل الذي في نفوسهم يتحولون إلى وحوش، يتحولون إلى أعداء، يتحولون يعني إلى مجرمين محترفين لكن إذا نحن القينا أمامهم الباب وفتحنا أمامهم الأمل والرجاء وسعة رحمة الله فإن هذا يرده، لذلك لما جاء إلى الرجل الآخر وهو عالم يعرف سعة رحمة الله ويعرف أن الله U لا يحول بينه وبين عباده شيء إذا جاءوه صادقين يعرف المعاني هذه كلها.
قال: من يحول بينك وبين الله U لكنه دله على الطريق وهذه مهمة الإنسان الذي نريد أن نرده لا يكفي أن نحتضنه ونقول ما شاء الله أنت بخير وما عليك هذا شيء طيب لكن لا يكفي هذا في نفس الوقت دله على الطريق أرشده إلى كيفية الخروج مما وقع فيه فهنا قال له إنك بأرض سوء فاخرج منها والتحق بالأرض الفلانية فإن بها أناس يعبدون الله فأعبد الله إلى آخر القصة تعرفونها،.
الشاهد: أن الرجل فتح الباب أمامه ثم دله على الطريق الذي يسلكه إلى الله فسلك الطريق ، كما تعلمون أنه كان يعني أخذته ملائكة الرحمة في ظل من يأخذوه أولئك الملائكة إلى رحمة الله وجنته سبحانه وتعالى.
الوسيلة الثالثة :فهي وضع مادة التزكية في صلب منهج الدعوة فإن من أهم أهداف الرسالة التزكية قال تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: 164]. من أهم وأعظم أهداف رسالة رسول الله r أن الله أرسله ليزكي هذه الأمة، ومعنى التزكية التطهير والتصفية تطهير النفوس، تطهير الأرواح، تصفيتها إزالة الأدران التي تلحق بها إزالة الأمراض التي تصيبها، وذلك بمعالجة القلب وهذا أمر مهم جدا، وأمر غائب عن الناس كثيرا.
كثيرا ما تجد الناس يهتمون بالأمور المتعلقة بمعاصي الجوارح الظاهرة، يتكلم عن معصية النظر أو معصية اللسان أو معصية الفرج أو أكل الحرام أو غير ذلك وهذا كله حق لكن الذي يدفع إلى هذه المعاصي كلها هو مرض القلب والعلل التي تكون في القلب، ولذلك حتى نختصر الطريق نتعامل مع القلب، نتعامل مع الروح، نتعامل مع النفس بالتزكية وذلك بالموعظة الحسنة بالعلاج الناجح بكتاب الله، بسنة الرسول r، بالإرشاد إلى العبادات التي تطهر النفوس، ذكر الله ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]. بالصلاة في فرضها ونفلها ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾ [العنكبوت: 54]. بالصدقة ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بهَا﴾ [التوبة: 103].
بالصوم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]، ولما الرسول r تخاطب مع الشباب «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» الصوم يحول بين الإنسان وبين فوران الشهوة يحد من هذه الشهوات ونحن هذه الأيام كما تعلمون في وقت مثيرات الشهوات عظيمة وكبيرة ونافذة وواصلة إلينا في قعر بيوتنا تصل إلى كل مكان، تصل إلى البنت وإلى الابن وإلى داخل البيوت وإلى الأطفال ليس يعني كما كان في السابق في بعض البلاد التي فيها شهوات من أراد الشهوات يذهب إليها، يذهب إليها في السينما، يذهب إليها في المرقص يذهب إليها في أماكن بعيدة، أما اليوم السينما والمرقص وكله داخل بيوتنا، يقدر الإنسان أن يرى أكثر مما كان يراه في أماكن في بيروت ولا في القاهرة ولا في أماكن أخرى من تلك الأماكن التي فيها وسائل إثارة الشهوات، هذه موجودة عندنا.
إذن فكون الإنسان يقاوم أولا نحاول الصد هذا مهم جدا، لأن لا يمكن العلاج والمرض لا يزال ساري، السيل يجري أمامنا ونريد أن نصلح الجرف المقطوع هذا ما يمكن أول شيء سده من الخارج ثم بعد ذلك ؟؟؟ الذي أصابه فهذا مهم جدا، لأن قضية كوننا ؟؟؟ في هذا يعني أننا نصد ونمنع ما يوصل إلينا هذه الأمراض لكننا أيضا نحاول أن نوصل العلاج.
قراءة القرآن وهو شفاء لما في الصدور كما تعلمون الحج المهم العبادات المجاهدات، الإنسان يجاهد نفسه، الدروس والمواعظ، الروحانية وخصوصا إذا من الله علينا ووجد بيننا من يعني بكلامه ذوق وقبول فيسير هذا وعلى كل حال ينبغي أن تكون قضية التزكية الموعظة الكلام عن علاج النفوس علاج القلوب، عن أمراض القلوب وكيفية علاجها، وعن خطورتها والتحذير منها ينبغي أن يكون موجودا بيننا وبقوة تتضمنه خطب الجمعة، خطبة الجمعة ما تكون دائما عن الأمور المادية وعن الأمور يعني السياسية ودائما نبذ ودائما صياح ودائما مهاترة بل يجب أن يكون فيها جزء على الأقل يعني جيد وكبير هذا الجزء يخاطب قلوب الناس، يخاطب أرواحهم، يا إخوانا ارجعوا ؟؟؟؟ ارجعوا يا شباب ؟؟؟؟ أقول فهذا مهم جدا.
حلقات المساجد وقد ذكرنا ذلك وأشرنا إليه كان الصحابة يتعلمون الإيمان أو يعلمون أصحابهم وأتباعهم وتلاميذهم الإيمان ثم يعلمونهم القرآن، يزكون نفوسهم يطهرونها يهذبونها ثم يأتي القرآن فيحفظونه ويفهمونه ويتدبرونه يعملون به لكن الآن نركز على القرآن والنفوس خاوية، والنفوس قاسية، والقلوب قاسية والأرواح خاوية لن يستفيد كثيرا، إذن فلابد أن نزكي هذه الأرواح، ولذلك لابد أن يكون في الحلقات يعني حصص في الأسبوع مرة حسب ما يراه المختصون، أنا لست مختص في هذا لكن حسب ما يراه المختصون بحيث ينشأ الطالب وهو على قدر كبير من الروحانية من استقامة الروح والقلب، سلامة القلب وهكذا.
أيضا في المدارس الحلقات والدروس التي في المدارس في المراكز في الجامعات والكليات ينبغي أن يكون للتزكية وجود وأن نختار الكتب النقية، لأن قضية التزكية عليها خلاف طويل كيف نصل إلى تزكية الأرواح؟ نصل إليها بالسير على طريق من أرسله الله لتزكية هذه النفوس والأرواح، كيف كانت طريقة رسول الله r في تزكية الأرواح والقلوب لن يزكي أحد النفوس والقلوب بمثل ما زكاها به رسول الله r.
إذن تزكيته موجودة سنته طريقته في تزكية الأرواح والقلوب والنفوس موجودة محفوظة لنا والحمد لله فنبحث عنها، وقد بحث عنها العلماء وقد جمعوها وقد أبانوها فقط علينا أن نرجع إليها ونلخصها بالشكل الذي يتناسب معنا أما الجهة الأخرى أن نزكي الأرواح بعبادات ما أنزل الله بها من سلطان، بإجهاد للنفوس على غير طريقة الرسول r برياضات وما أشبه ذلك مما لم يشرعه لنا رسول الله r فهذا مثل الذي يدع عنده مرض في قلبه مرض.
مرض الحس الذي في القلب فيدع طبيب القلب المتخصص ويذهب إلى مشعوذ جالس في ؟؟؟ ولا في بيت خرب ولا في طريق ولا في أي مكان ويقول أنا جاي وعندي والمرض شرايين مقطعة مسددة وأريدك أن تعالج هذه الشرايين هل يمكن؟ لا يمكن أن الذي خصصه الله وأعظم من تخصص في إحياء القلوب وتطهيرها وإبراءها وعلاجها إبراء من أسقامها رسول الله r، كيف كانت طريقته في تزكية هذه القلوب والأرواح والنفوس موجودة طريقته علينا فقط أن نلخص بالشكل الذي يتناسب مع مواضعنا ونمشي على ذلك.
الرسول r كان يعظ أصحابه وقد أمره الله U ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ [النحل: 125]. حتى في المنافقين ﴿وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا﴾ [النساء: 63]. فالموعظة تؤثر حتى في المنافقين فضلا عن المخلصين، فالمهم تكون حاضرة في مناهجنا في حلقاتنا العامة والخاصة، في مساجدنا في خطبنا في محاضراتنا في أمورنا كلها.
الوسيلة الرابعة: التأكيد على حد أدنى من الأوراد والعبادات يلتزم بها المسلم بحيث يشعر أنه كان مقصرا إذا أخل بشيء منها، كيف؟ طبعا عندنا الفرائض ما عاد فيه إشكال هذا ورد واجب ومفروض على كل مسلم ومسلمة ما فيه أي نوع من التوتر، لكن أيضا النوافل التي هي مؤدية إلى محبة الله «وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه» فهذه النوافل نوافل الصلوات، نوافل الصوم، نوافل الصدقة، نوافل القراءة، نوافل الذكر هذا يعني أن يربى عليه الجميع.
أيضا من الأمور المخاطب بها الجميع والمربون والوعاظ والمدرسون أن يربوا أنفسهم يربوا من تحت أيديهم على هذا بأن يكون لهذا الإنسان ورد يعني يصلي النوافل يحاول ألا يخل بشيء منها، ولو فرض أنه تركها طبعا هو ليس واجب قضاء النافلة يعني إنسان ما صلى الركعتين أو الأربع ركعات التي قبل صلاة الظهر ليس فرضا عليه أن يصليها لكن يستحب بل مؤكد أن يصليها.
الرسول r صلى بعد العصر دخل بيت أم سلمة فصلى فقالت يا رسول الله صنعت شيئا لم أراك تصنعه كل يوم صليت بعد العصر، قال: يا ابنة أبي أمية أتاني وفد كذا وكذا فشغلني عن الركعتين بعد صلاة الظهر فصليتهما الآن، انشغل ما صلاهما في وقتهما فصلاهما بعد العصر، مع العلم أن الصلاة بعد العصر الصلاة مكروهة لكن لا يريد أن يضيع هكذا كان r إذا فاته نورده من الليل من القراءة أو من الوتر وقيام الليل فإنه يقضيه من الضحى ثبت ذلك أنه r يفعله وقال: إذا نام أحدكم عن ورده أو عن صلاته فليصلي اثنتي عشرة ركعة من الضحى أو كما قال r، يعني المفترض أن الإنسان يصلي 11 ركعة في الليل ما قام حصل عنده أو ؟؟؟؟ هو r إذا نام عن صلاته وكان متعودا أن يصلي 11 فكان يصلي من الضحى اثنتي عشرة ركعة، لأن في النهار ما فيه وتر إنما تصلى الصلوات صلوات شفع.
فالشاهد: أنه كان يحرص وهكذا الصحابة رضوان الله عليهم وعبدالله بن عمر رضي الله عنهما من خيار الصحابة كان شابا وكان للإسلام نشأته كلها ولكنه كان في فترة من الفترات كان يصلي من الليل لعامل ما لسبب ما ترك قيام الليل ثم رأى رؤية فقصها على النبي r أو قصتها حفصة على النبي r فقال: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل يعني يرجع إلى ما كان عليه وهكذا أمثلة كثيرة الصحابة رضوان الله عليهم يتمسكون بالذي يتعودون عليه.
عائشة رضي الله عنها في الحج لما حجت مع النبي r وحج معه بقية أزواجه استأذنت سودة، لأنها كانت امرأة كبيرة في السن وبدينة استأذنت أن تمشي مع الذين مشوا في الليل من المزدلفة فأذن لها النبي r، عائشة في هذا الوقت كانت لا تزال شابة قوية ما تحتاج إلى ذلك فبقيت ثم مات رسول الله r وذهبت الأيام وإذا بعائشة تصبح مثل سودة كبيرة في السن ثقيلة الحركة فقالت: وددت إني استأذنت رسول الله r في الخروج من مزدلفة ليلا، يعني بقيت على عادتها وأحبت أن تلقى الله على نفس الوضع الذي كانت عليه في أيام النبي r، مع أنها أصبحت من أهل الرخصة لكنها في زمن النبي r بقيت إلى بعد الفجر في مزدلفة فما أحبت أن تخلف عادتها وبقيت متمسكة بذلك، فالشاهد أن الإنسان وليس ضروري أن يكثر على نفسه ترى نفسك أنك غير قادر على أن تلتزم بإحدى عشرة ركعة بتسع ركعات بصلاة طويلة لو لم يكن إلا ثلاث ركعات لكن تمسك بها لا تدعها حاسب نفسك إذا يوم من الأيام وجدت نفسك نمت تأخرت ما أتيت بها قول أنا اليوم قصرت، اليوم عندي تقصير حاول أنك تقضيها حتى تبقى حياتك دائما في صعود، أما إذا بدأنا نتلفت وكل ما ضيعنا شيء تركناه ونسيناه فإنا يكون مثل جدار الحجر، الجدار المبني من الحجر إذا نقضت منه حجرة ولم ترمم ولم تعاد إلى مكانها يوشك أن تسقط التي بجوارها، ثم تسقط الأخرى وإذا به يتهدم وينهار فلنبقي هذا الجدار كاملا وأي تصدع فيه نحاول أن نرممه وعند ذلك يكتب لنا الأجر الكامل إذا حصل لنا عذر.
يقول الرسول r: «من مرض أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما» إذا علم الله منه الاستمرار والثبات على أعمال معينة في حال صحتك وفي حال كونك مقيما عند أهلك ثم شغلت عن ذلك بمرض، شغلت عن ذلك بسافر، والمرض والسفر مكان رخصة وحال ؟؟؟؟ يكتب لك الذي كنت عليه مداوما وأنت صحيح وأنت مقيم، إذن فنشيع هذا الأمر فيما بيننا وبين إخواننا.
أيضا إشاعة الاستقامة الظاهرة، الاستقامة بمعنى أن نشيع فيما بيننا أن نتمسك بهدي النبي r طبعا ظاهرا وباطنا قطعا لكن الشيء الذي نراه يعني كيف كان الرسول r ينام نحاول أن ننام مثله، كيف كان يأكل نحاول أن نأكله مثله، كيف كان يلبس نحاول أن نلبس مثله وفي الحدود التي رخص فيها، وهكذا في جميع حركاتنا، انظروا إلى إخواننا في جماعة التبليغ في هذه الميزة كيف لما يخرج الإنسان معه عامي ما يعرف شيء لكنه أسبوع عشر أيام أربعة أشهر يرجع بعد ذلك ترى ما شاء الله وقد تأدب بهذه الآداب يعجبك، عندما تراه يحرص أن يدخل برجله اليمنى إلى المسجد، ويخرج برجله اليسرى ويأكل بيده اليمنى وينام على كتفه الأيمن ويلبس كذا فهذا شيء طيب جدا، فلماذا لا نشيع بين أسرنا بين طلابنا بين من نلتقي بهم ذلك؟
وهذا الذي كان الرسول r يحرص عليه عندما يرى من الإنسان مخالفة ينبه عليها رأى عن عبد الله بن عمرو بن العاص ثوب معصفر يعني مدهون ومصبوغ بالعصفر وهو صبغ مكروه على الرجال قال: أمك أمرتك بهذا؟ نبهه يعني أنت رجال ما أنت امرأة يعني المفروض أن أنت تلبس مثل أبوك مش مثل، الشاهد أنه نبهه ليقلع عن هذا، وهكذا عمر بن الخطاب t لما دخل عليه الرجل وهو مسلم ورجل جاء يعوده وعمر مطعون في حال الموت فلما رآه وتكلم بكلام عجيب ذلك الشاب فلما أدبر قال ردوه علي، قال: «يا بني ارفع إزارك فإنه أتقى لربك وأنقى لثوبك» ما ترك فنحن هكذا ينبغي أن نشيع وهذا والله يا إخوة أنه يربط الإنسان ويشده شدا عظيما إلى الصلاح والخير.
أذكر في نفسي حينما التقيت بالجماعة الدعوية التي صرت معها وأسأل الله أن يكون هداني بسببها ويعني سلك في هذا الطريق بواسطتها كان الذي أعجبني أنه إذا جئت بعد ما يصلون في مسجد الرسول r يذهبون إلى بيت أحدهم يسمرون يتدارسون يأكلون ما يتسر ويتفرقون فإذا جئت وإذا بهم أبدا أعطيتهم الأكل كيف كان الرسول r يأكل، يشربون كيف يشرب يعني في لباسهم هكذا أي كأس الماء إذا أرادوا أن يبيتوه عندك قالوا ضعوا عليه شيء، لأن الرسول r أمر أن يوضع عليه شيء وهكذا في كل شيء تشعر أنهم ؟؟؟ فأحسست أنني انتقلت من الواقع الذي أنا فيه وأنني أعيش في زمن الصحابة رضوان الله عليهم وأعيش من أناس آخرين فازدادت يقين ازدادت بحمد الله إيمان يعني انتعش روعي، هكذا لو أننا يعني نجد مثل هذا في حلقاتنا في جلساتنا في رحلاتنا.
نحن الآن نقول الشباب يخرجون رحلات إلى الشاطئ أو إلى أي مكان جميل لكن لماذا ما يكون من ضمن هذه الجلسة أن نتعود في هذه الرحلة ليس فيها مخالفات، لا أحد يأكل بيده الشمال ولا يعطي بيده الشمال خذ باليمين وأعطي باليمين، البس إزارك لا تلبس رداءك قدم اليمين وأخر الشمال، إذا أردت أن تخلعها قدم الشمال وأخر اليمين، جلست تأكل أجلس الجلسة التي يعني أقرب إلى السنة في الخطاب في كذا في كذا في كذا من رأيناه قصر يا فلان السنة كذا وكذا، فلو أننا الإنسان يعني استفاد منها.
وطبعا أعظم من هذا أن يكون هناك يعني حرص على أن يكون الباطن متبع للرسول r مثل ما نتبعه في الظاهر بعض الناس هكذا تجده في العقائد في المنهج في السلوك حريص ألا يخالف ؟؟؟ في الأمور الباطنة في أمور القلوب وتجده في الظاهر مضيع وبعضهم بالعكس حريص في الظاهر ولكن عنده في الباطن مخالفات، عنده شيء من البدع، عنده شيء من العقائد التي يعني ليست هي عقائد أصحاب رسول الله r وما أحسن أن يجمع الإنسان بين هاتين الحسنين بين الحسنتين بين صلاح الظاهر استقامة الظاهر واستقامة الباطن.
أما القسم الثاني: والذي نخاطب به كل واحد منا يجب أن يخاطب به كل إنسان فأول شيء مراقبة الله أن يكون الإنسان دائما مستشعر مراقبة الله U، الله U يقول: ﴿مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ ولَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ ولَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ ولَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [المجادلة: 7].
إذن قلنا من أول ما ينبغي للإنسان أن يعالج نفسه من القصور ومن الوقوع في الذنوب وفي المعاصي وأن يبقى دائما في ازدياد من الخير أن يكون مراقبا لله سبحانه وتعالى مستشعرا بأن الله معه ﴿مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ ولَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ ولَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ ولَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ إذا كان الله معك إن كنت مع اثنين أو كنت مع ثلاثة أو كنت مع أربعة أو كنت لوحدك فكيف يليق بك أن تعمل شيئا لا يرضاه لو اطلع عليك أبوك لما فعلت هذا، لو اطلعت أمك ما فعلت هذا، لو اطلع مدرسك ما فعلت هذا في بعض الأعمال لو اطلع عليك طفل من أطفال الشارع وأنت تريد أن تعمل هذا كففت عنه في بعض الأفعال حتى الطفل ما أحد يرضى أن يراه وهو على هذه المعصية.
إذن فلا يكون الله أهون الناظرين إلينا نستحي منه سبحانه وتعالى ونجله من أن يرانا على شيء من ذلك، وانظروا كيف الإحسان الذي هو أعلى درجة ومرتبة من مراتب الدين، ما هو؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه وهذا الذي وصل إليه بعض الصحابة بينما كان يقول أحدهم كأننا ننظر إلى الله سبحانه وتعالى وكأننا ننظر إلى الجنة والنار إلى آخره فاستشعر هذا أنك تعمل وأنت تحس إحساس كامل أن الله معك فإذا لم تحس بأنك أنت الذي في هذا الحال كأنك ترى الله فأقل شيء أن تعمل وأنت مستيقن أن الله يراك.
إذن سوف تستحي سوف تخشى سوف تخجل سوف تخاف من أن يراك على شيء، بل إذلالك له سبحانه وتعالى هيبته له U سوف يمنعك من أن تفعل شيئا من ذلك، والشاعر يقول:

وإذا خلوت بريبة في ظلمة




والنفس داعية إلى العصيان فاستحي
من نظر الإله وقل لها



أن الذي خلق الظلام يراني



عندما يأتي الشيطان والإنسان في هذه الحالات لا يراه الناس فيأتي يوسوس له بالشر بالمعصية ففي هذا الحال أن الذي خلق الظلام يراني، أبوي لا يراني، أمي لا تراني، إخواني لا يروني من يعزون علي لا يروني، إذن أصير لا من هو أعظم من أولئك كلهم يراني فأقف.
الوسيلة الثانية: من هذه التي نخاطب بها الناس ألا يحتقر الإنسان الذنب لا تقول هذا شيء يسير هذه الكلمة، هذه نظرة، هذا يعني شيء يسير من المال الحرام، هذا يعني مخالفة يسيرة، نعم هو في حد ذاته قد يكون يسيرا لكن كما يقول السلف لا تنظر إلى صغر الذنب وأنظر إلى عظم من عصيت، أنظر إلى عظم من عصيت أنظر إلى عظم الله الذي تكون بذلك قد عصيته فهذا مهم جدا أن يكون مصاحبا لنا.
أيضا نستحضر شيء مهم لنا عندما نشعر بفتور أنفسنا بقصورنا بتهاوننا بركوننا يعني بداية أو مغازلات الشيطان لنا بأن نسير مع أهل الغفلة وأهل المعصية نتذكر الفرق بين الحياتين، حياة أهل الطاعة والاستقامة، وحياة أهل الغفلة والتقصير والمعصية قارن بين هذين في الدنيا وأنت هنا في الحياة الدنيا في حال الطاعة يقول سبحانه وتعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ وفي الآخرة ﴿وَلَنَجْزِيَنهُمْ أَجْرَهُم بأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[النحل: 97] .
ما هي مظاهر هذه الحياة الطيبة؟.
القبول ينادي الله أهل السماوات أو ينادي جبريل يا جبريل إني أحب فلان فأحبه، فيحبه جبريل ثم يحبه أهل السماوات ويوضع له المحبة أو القبول في الأرض، ما هو أعظم شيء؟ أن يكون الإنسان محبوبا مقبولا أينما توجه الناس يهشون ويبشون في وجهه، الناس يوسعون له، الناس يرتاحون في وجوده بينهم شيء عظيم في الأمور المادية كما لا أدري في هذا الدرس أو في درس ثاني ضربت مثال قلت الناجحون في دراستهم، الناجحون في أعمالهم ووظائفهم، الناجحون في تجاراتهم هم أهل الذكر، أهل الذكر، أهل الاستقامة، أهل الطاعة ينجحون، إن سلكوا طريق التجارة فتح الله عليهم وحافظوا عليها ونموها حتى تصل إلى درجات ممتازة، إن كانوا في وظيفة سواء عامة أو خاصة فهم ينجحون في هذه الوظيفة ويسيرون محبوبين مقبولين ويترقون، في دراستهم وأضرب مثال بأبنائنا طلاب الثانوية النموذجية تنظر معظمهم من حفظة القرآن من طلاب المساجد يخرجون يصلون معنا ما شاء الله ؟؟؟؟ خمسة صفوف، لماذا تفوقوا؟
زملائهم إذا نظرنا إلى الجانب الآخر سواء في التجارة كم من إنسان يقولك فشل في تجارته، ليه؟ قال والله ابتلي بالخمر وراح وراءها وسهر في الليل ونام في النهار ولخبط في المعاملة وانتهى، ابتلي بالقات وضيع عقله خرب ومعاملته ساءت ويعني ما عاد يعطي تجارته الوقت المناسب ولا التفكير المناسب ولا العمل المناسب فضيعها خرجوه من الوظيفة، ليه خرجوه من الوظيفة؟ لأن فيه سهران الليل وأن جاء جاء بأخلاق سيئة للناس ما استطاع أن يتعامل مع الناس خرجوه من وظيفته، إذن يفكر هذا التفكير بل كل واحد منا في حياته في أقاربه في جيرانه سيجد أمثلة ممن هداهم الله U واستقاموا على هدايتهم وأين وصلوا في حياتهم الدنيا، والذين كانوا مستقيمين ثم انحرفوا فذهبوا إلى المخدرات، ذهبوا إلى عالم الإجرام، صاحبوا الشرك صاحبوا المخزنين صاحبوا صاحبوا، أين هم الآن؟ حصلوا الدكتوراه، نجحوا في الجامعة، الوظيفة حتى ألوانه والله يا إخواني يعني لا أدري هل أنا أنظر نظرة أخرى لا أدري حتى اللون يتغير يعني فيه قبح وجوه مغبرة من شؤم المعصية.
فالإنسان فقط يعني لا عاد يحسبها الحسابات البعيدة حتى يحسب الحساب القريب يجد أنه مضطر إلى أن يصبح من أهل الخير ويصير معه أهل الخير حتى لأجل حياته، لأجل سعادته، لأجل أهله، لأجله أولاده، لأجل أن يعيش في الناس محترم لن يكون ذلك إلا بطاعة الله، إذن نتذكر هذه الأمور عندما نهم بمعصية نهم بانحراف تثقل علينا العبادة، تثقل علينا الطاعة نشعرها إن وراءنا شيء عظيم.
الوسيلة الخامسة:بأن نوقن أن الجنة حفت بالمكاره وأن النار حفت بالشهوات مهم جدا وهذا حديث الرسول r هو الذي يقول الجنة حفت بالمكاره يريدك أن تقوم آخر الليل ولو ما نمت إلا الساعة اثنين أو ثلاثة في صلاة الفجر وتريدك أن تغتسل وتتوضأ في الليلة الباردة، وتريدك أن تخرج الزكاة من مالك ولو كنت تحسب ألف حساب لوجودها، يريدك تتحمل، يريدك تغض طرفك بصرك، تحفظ لسانك تتقلب على نفسك وغضبها وشهوة الانتقام حينما يساء إليك فهذا كله فيه نوع يعني من الشدة والثقل على النفوس لكن هو الطريق الذي يوصل إلى الجنة.
النار حفت بالشهوات، كيف تشتهي النفس؟ كيف تشتهي العين، تشتهي البطن، يشتهي الفرج، فيعطيها ما تشتهيه، والنفس على الطفل إن تتركه شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم، لذلك يقول فاحذر هواها، وحاذر أن توليه، إن الهوى ما تولى يحي أو يقتل، يقتلك أو يعميك ويجعلك أصم أبكم لا تسمع ولا ترى، ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً ﴾ [الجاثية: 23]، هذا هو نهاية الهوى نهاية الشهوات، يكون الإنسان متذكر هذا، حينما يتذكر هذا سوف يردعه من أن يقدم على هذه الشهوات أو يستثقل تلك الطاعات.
ينبغي أن نستعمل أمرا مهما هو خير هذا الدين، خير دين الورع، تورع الإنسان من أن يقع في الحرام من أن يقع في المكروه تورع في أكله، يتورع في لبسه، يتورع في بيعه وشرائه في معاملاته، في نظره في سماعه في لبسه في كل شيء، ورع ما به بأس، يدع ما ليس فيه بأس، خوفا من أن يقع في البأس.
نترك الشهوات، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، فإذا جاء الورع وأخذ الإنسان نفسه بدون ما يكون هناك جرأة، تحاسبونا على الأشياء اليسيرة؟
لا يتورع خصوصا في قضية الفلوس، في قضية الفلوس في قضية المعاملات، هذه تحتاج إلى ورع شديد، أذكر كيف الورع مع جو الفساد الذاخرة هذا، واحد قاضي من القضاة أعرفه كان يشتغل في المحكمة أو في وزارة العدل، فكان يملأ قلمه من حبر المحكمة عندما يريد أن يشتغل معاملات الناس، فإذا فرغ، فرغ ما بقي من الحبر في الدواية حقهم، وجفف قلمه وأخذه وإذا أراد أن يشتغل به وضع له حبر من عنده من بيته، تصور إلى هذه الدرجة، عمر بن عبد العزيز كان عنده شمعتان، شمعة في البيت وشمعة في الحكومة، عندما يشتغل في شغل الحكومة وشغل الدولة يستضئ بشمعة الحكومة وشمعة من بيت المال، وعندما نريد أن يشتغل لنفسه ولأولاده أضاء شمعة البيت. وهو خليفة المسلمين، يجب أن يكون نفسه ويجب أن يكون موفي، ويجب أن يكون له يعني ما يقوم بحياته لكن خلاص في راتب محدد يأخذه وما زاد على ذلك يتورع عنه، نحن في وظائفنا، في قضية دوامنا كم نعطي وكم نأخذ، في قضية الرشوات مسألة الرشوات التي انتشرت بأشكال وألوان التجارة المعاملات التي فيها التعامل مع مندوبين الشركات والوزارات والمرافق الحكومية والذين يريدون أن يلعبوا على الدولة ويلعبوا على الشركات، والتجار يعطونهم شهادات الزور، اكتب لي فاتورة بزيادة ألفين وبزيادة خمسة وبزيادة عشرة، وكل مثلا إذا أنا ما أعطيته غيري يعطيه، دعه وغيره، دع غيرك، ما عليك أنت لن تسأل يوم القيامة إلا عن نفسك، انج بنفسك وما عليك مما يفعل الناس، ونقول أن نخرج من الفساد لن نخرج من الفساد، والله لو جاءت عشرين حكومة متوالية ونحن ما زلنا على ما نحن عليه ولن نخرج من الفساد ونكذب على أنفسنا ولن نخرج من الفساد ونكذب على أنفسنا ونحمل الحكومة ما لا تفيد هذا إذا صدقوا أما إذا هم كاذبون مثلنا وغالبا كما تكونوا يولى عليكم، فلن نزداد إلا شر، إن ؟؟؟
فالحاصل الورع الورع يا عباد الله، أيضا آخر شيء وهو مهم جدا أو قبل الأخير، حقيقة فيه باقي أمور ولكن الوقت ما يسعفنا، وهو قضية أن ننتبه للفتاوى المتساهلة فيه من الناس ونحن أصبحنا الآن كما تسمعون نسمع من في المشرق ومن في المغرب والمذهب الشيعي على المذهب السني على المذهب الحنفي، على المذهب المالكي، على الشافعي، على من ليس له مذهب على المجتهد وعلى المتعالي، كلهم نسمعهم وأمامنا على القنوات وبعضهم ما شاء الله بشكل يوهم ويغري وبعضهم بلسان بشكل قد لا يكون المطلوب ولكن ما شاء اللسان يقنعك أحسن من أكثر العلماء المعتبرين.
وأصبحنا ورأينا الآن كما قلت في درس سابق كم تغيرت من أحوالنا، تغيرت إلى فئة كبيرة من أحوالنا، ليه؟ لأن الشيخ الفلاني في القناة الفلانية قال هذا لا بأس به، قال هذا حلال، هذا ما هو بواجب، فالإنسان الشارع الواحد حصلها فرصة، هذه مسألة مهمة ينبغي أن ننتبه لها، خذ الحزم، فينبغي للإنسان أن يأخذ الأقوى بالأثبت وبالأوضح هناك بعض النقولات نقلها هذا الباحث، في هذا الموضوع، يقول:
ابن عبد البر في جامع العلم وفضله شبه يقول: شبه العلماء أو الحكماء قالك العالم بانتشار السفينة إذا غرقت غرق معها خلق كثير، فهذا الإنسان الذي يفتي وإذا سئل ويفتي بغير علم يضل بسببه كثير.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: روى عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: سمعت يحيى القطان يقول: لو أن رجلا عمل بكل رخصة يقول في قول أهل المدينة في السماء وقول أهل الكوفة في النبيذ وقول أهل مكة في المتعة لكان فاسقا، بل يقول من تتبع الرخص تزندق، يحصل شذوذ عند هذا، وشذوذ عند هذا، ورخصة غير صحيحة عند هذا، فإذا أخذت بها وإذا بك تخرج من الدين كله.
فالحاصل: أن الإنسان يمسك بالقوي ويدع أن يفرح ويبتهج ويقول أنا حصلت الحمد لله من يرخص لي، يقول هذا ما في شيء، سمعنا إن بناتنا في المدارس بدأن يتكلمن هل الحجاب وتغطية الوجه واجب ولا ما هو واجب؟ يقول بعض لا ما هو واجب، نحن نشأنا وعشنا وعلمائنا ومذهبنا والذي عليه العمل في هذا الجانب هو التزام هذا الحجاب، كمثال مالذي حدث، مالذي ضر المرأة لما تلبس حجابها، فلما سمعت من هنا وهناك بدأت تنادي، واحد ؟؟؟ يقول يا جماعة تخرج المرأة كاشفة وجهها ما في حاجة، ونبدأ نفقد هذه الميزة التي نحن متميزون بها على مستوى العالم مثل هذه، لا يوجد التزام في الحجاب كما هو موجود في بلادنا، فهذا الشيء طيب، إذا أكبر شيء أن أخذ بالمذهب الأقوى، بالمذهب الأشد وصرنا عليه وصار طبيعة لنا ما نستنكره ولا نستنكف منه ولا يؤذينا، خير، لكن إذا بدأنا نقول أفتى فلان وقال فلان، وهكذا في بقية تصرفاتنا وفي بقية أمورنا فينبغي بارك الله فيكم، أن نتجنب هذا المسلك ونحذر منه الحذر الشديد ونبقى على الجادة، على مذهب الجمهور المعروفين في تقواهم وبعلمهم بصلاحهم،.
آخر شيء أن ندعو الله U ندعو الله بالصلاح، ندعو الله بالثبات ندعو الله بالاستقامة، وحسبنا لمعرفة أهمية هذا الأمر أننا ندعو الله إجبارا، فرضا لازما، في كل ركعة من ركعات صلاتنا ندعو الله بالاستقامة، ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة: 6، 7].
ورسول الله r أيضا في السجود والسجود أقرب ما يكون العبد فيه من ربه، وأقرب ما موضع يستجاب فيه الدعاء، يقول: في دعائه في سجوده: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على ديني» وندعو الله بالصلاح، ونستعيذ بالله من الضلال بعد الهدى، ومن الحور بعد الكور، يعني من النزول بعد الارتفاع وبعد العلو في طاعة الله تبارك وتعالى كل ذلك ندعو الله به ونكون صادقين في دعائنا، كثير منا للأسف الشديد يقرأ الفاتحة يمر عليه هذا الدعاء لا يستشعر أنه دعا الله أبدا، لا ينبغي أن نفهم ونتدبر ما نقول ثم نقوله من قلوبنا عند ذلك يكون دعاء مقبول بإذن الله، يرجع إلينا ثمرته وأثره مفيدا نابعا، يتقبله الله منا ويستجيب لنا ويعطينا ما دعونا به نسأل الله سبحانه وتعالى السداد والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
انتهت المحاضرة أختكم أم محمد الظن
حمل من هنا المحاضرة ملف ورد
http://tafregh.a146.com/play.php?catsmktba=222