المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاضرة ساعة مع النبي للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق بحضور الشيخ الحويني واليخ العفاني والشيخ نشأت حفظ الله الجميع



أهــل الحـديث
03-02-2012, 12:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم


محاضرة ساعة مع النبيr


للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق بحضور الشيخ الحويني والشيخ العفاني والشيخ نشأت حفظ الله الجميع

الشيخ العفاني:

قد كنت قبلًا في البلاد معاندًا
واليوم فرحًا أنت غير مبارك



ومع رحيل مبارك يأتي الرمز إلى المسجد الرمز في هذه الأرض الطيبة المباركة ﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ﴾(الأعراف:137)قال ابن جرير الطبري: هى أرض مصر بلد الليث بن سعد التي افتتحها رجل من أهل الجنة عمرو بن العاص قال النبي r:« أسلم الناس وآمن ولد العاص » ، فكان لابد أن نحتفل بسيدنا وبشيخنا بعودة سيدنا وبشيخنا الرمز إمام من أئمة الدعوة السلفية الذي نشر علمه في أرض الكويت بعد أن رحل ومُنع من دخول الديار المصرية فضيلة الشيخ: عبدالرحمن عبدالخالق حفظه الله نقول له:



تحيا بكم كل أرضٍ تنزلون بها



كأنكم في بقاع الأرض أمطار



وتشتهي العين فيكم منظرًا حسنًا



كأنكم في عيون الناس أقمار



لا أوحش الله ربعًا من زيارتكم



يا من لهم في الحشى والقلب تذكار



تضيق بنا الدنيا إذا غبتمُ عنا



وتزهق بالأشواق أرواحنا منا



بعادكم موت وقربكم حيا



ولو غبتمُ عنا ولونفسًا متنا



نعيش بذكراكم ونحيا بقربكم



ألا إن تذكار الأحبة ينعشنا



وقد قال النبي r:« هم القوم لا يشقى جليسهم » ، وقالr:« أولياء الله الذين إذا رؤوا ذكر الله » حسنه الألباني « أولياء الله الذين إذا رؤوا ذكر الله » ، بعد تخرجه من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وبعد أن تربى على كبار أهل العلم وشيوخ الإسلام كالشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحل الشيخ ونزل الشيخ على آل الكويت وحل في ربوع الكويت معززًا مكرما ، كنا في أوائل السبعينيات مع قيام الدعوة السلفية أو قيام الدعوة في الجامعات المصرية في أربعة وسبعين خمسة وسبعين نتربى على الأصول العلمية للدعوة السلفية بالقلم السيال من يراعي شيخنا الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق ، وكانت أشرطة الأسماء الحسنى للشيخ من أعظم ومن أطيب ومن أعطر المناهج التي تربى عليها أبناء الحركة الإسلامية في أوائل السبعينيات ، ثم اكتحلت عيننا برؤيا الشيخ مرات كثيرة في الكويت ننزل على والدنا الكريم ونحن تلامذته وأقل من تلامذته والله نحمل نعل سيدنا الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق ، فيعرفه أهل الكويت بأنه أول من أرسى قواعد السلفية في الكويت ، ويجتمع حوله وحول قراءته في التهجد وفي التراويح أبناء الكويت ويسعد أهل الكويت بتفسيره للقرآن الكريم بعد صلاة الفجر أسبوعيًا .
نقول له: يا سيدنا الشيخ عبدالرحمن يا فضيلة الشيخ حللت أهلًا ونزلت سهلًا ملأ العين والسمع والبصر ، تحل منا في سويداء القلب ونسألكم بالله العظيم الذي ردك إلى ديارك سالمًا غانمًا ألا تحرمنا من زيارات متكررة شهرية ، يحدثنا الشيخ عبدالرحمن اليوم في محاضرة بعنوان: ساعة مع النبي r ، r على نبينا



زمانك بستان وعصرك أخضر



وذكراك عصفور من القلب ينقر



دخلت على تاريخنا ذات ليلة



فرائحة التاريخ مسك وعنبر



فكنت في الحقول سنابل



وكانت عصافير وكان صنوبر



لمست أمانينا فصارت جداولًا



وأمطرتنا حبًا ومازلت تمطر



أتسأل عن أحبابنا أنت حبنا



وأنت لنا التاريخ أنت المطهر



تذوب شخوص الناس في كل لحظة



وفي كل حين أنت في القلب تكبر



بمجرد ما استقبلنا سيدنا الشيخ عبدالخالق ، الشيخ أبو إسحاق الحويني ، الشيخ نشأت ، الشيخ محمد عبد المقصود وكنت رابعهم اقترح الشيخ أبو إسحاق الحويني - حفظه الله - وأمد الله في عمره ، وبارك في علمه وفي تلامذته وبارك في جهده ، وبارك له في صحته ، نسأل الله تعالى أن يبارك في صحة الشيخ وفي علمه ، وفي أولاده ، وفي دعوته اقترح على سيدنا الشيخ أن ينزل في مسجد عمرو بن العاص وقال له: مسجد عمرو بن العاص رمز وأنت شيخنا وأنت الرمز ، فما أجمل أن ينزل الرمز في الرمز وسط أحبابه وتلامذته وأبنائه مرحبًا بكم فضيلة الشيخ ، كل كلام الدنيا لا يعطيك قدرك ، وإذا تكلم العلم سكت الجهل فليتفضل الشيخ ، سيدنا الشيخ أبو إسحاق آثر أن يتكلم بعد الشيخ أدعوا الله أن يحفظ الشيخ أبو إسحاق ، وأن يبارك له في ولده وفي صحته ، وفي عمره ، وفي علمه ، وفي خطواته وجزاكم الله خير ، مع علم الدعوة السلفية مع إمام من أئمة الدعوة مع سيدنا وتاج رأسنا سيدنا الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق فليتفضل .
الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه وعمل بسنته إلى يوم الدين ، أيها الأخوة الطيبون أسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك في هذا الجمع الكريم وأن يجعل اجتماعنا فيه ومن أجله ، وقد هالني ترحابكم ، وأحمد الله - تبارك وتعالى - أن هذا الشعب العظيم شعب مصر شعب مسلم عريق نصر الله - تبارك وتعالى - به الدين في كل الأزمات التي مرت بها الأمة ، هذا الشعب صدر الإسلام وقد اختار ممثليه من أهل الدين ومن أهل الإسلام وتم إجماعهم على ذلك ، فهذا فضل الله وأنا طالب علم ولا أستحق بعض هذا الثناء ، أريد أن نفتتح جلستنا هذه التي نسأل الله تبارك وتعالى أن تكون جلسة مباركة مع شيخنا وأستاذنا ومحدث عصرنا الشيخ أبي إسحاق الحويني نتعلم منه ونستفيد منه وأقدم بين يديه حديث النبي r الذي نريد أن نعيش ساعة معه حديث عمر بن الخطاب t في الصحيحين والذي يقول فيه: « كنا جلوسًا حول النبي rإذ دخل علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي r فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام ؟ قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ، قال: صدقت ، قال عمر: فعجبنا له يسأله ويصدقه ، قال: أخبرني عن الإيمان ؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى ، قال: صدقت ، قال: فأخبرني عن الإحسان ؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال: فأخبرني عن الساعة ؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، قال: فأخبرني عن أماراتها ؟ قال: أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان ، قال: فلبثت مليًا ثم قال لي النبي يا عمر أتدري من السائل ؟ قلت: الله ورسوله أعلم ، قال: فذلك جبريل أتاكم يعلمكم دينكم »
هذا الحديث أنكم جميعًا تحفظونه ، ولكن نريد فقط أن نستشعر النبي r وكأنه أمامنا وأن نستشعر دخول جبريل على النبي r والنبيr بحضرة أصحابه ، جبريل معلم النبي r ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾(النجم:5)وهو جبريل u وهو مرسل رسول الله تبارك وتعالى إلى الأنبياء ورسوله إلى النبي الخاتم محمد r ، هو الذي نزل بالقرآن عليه إليه ، ثم هو المفسر كذلك لكتاب الله - تبارك وتعالى - ليعلمه كما في حديث ابن عباس y كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل كل ليلة فيدارسه القرآن ، كان رسول الله r أجود بالخير من الريح المرسلة ، فجبريل معلم النبي r ومنزل القرآن على قلب النبي وعلى أذنه يسمعه يقرأه فيسمعه النبي r كما جاء في حديث أم المؤمنين t أن النبي سُئل كيف يأتيك الوحي فقال: يأتيني أحيانًا مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت ما قال ، وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلًا فيكلمني سواء بقراءة جبريل والتي كانت تأتيه مثل صلصلة الجرس أو يتمثل له جبريل في صورة رجل فيكلم النبي r بالآيات التي نزل بها من الله – تبارك وتعالى- .
جبريل ملك الله - تبارك وتعالى- ورسوله وهو يحب أهل الإيمان وأهل الإيمان يحبونه واليهود يبغضونه وهذا من شر ضلالهم أنهم أبغضوه لأنه نزل بالوحي على محمد r والحال أن جبريل على العلم أنه هو الذي قاد مسيرتهم كما جاء أن جبريل هو الذي قاد مسيرتهم في الخروج من أرض مصر عبورًا بالبحر ، وجبريل هو أيضًا منزل الوحي على موسى ولكن اليهود في حقدهم أن يخرج الدين منهم من بني إسرائيل حقدوا كذلك على جبريل أنه نزل بالوحي على محمد r ، ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نزلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾(البقرة:97) ، ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ﴾(البقرة:98) ، فأهل الإيمان يحبون جبريل كما يحبون ملائكة الله – تبارك وتعالى – وملائكة الله- تبارك وتعالى- يحبون أهل الإيمان ، ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾(غافر:7-9) هذا دعاء الملائكة للمؤمنين ولذلك فنحن نحب ملائكة الرب جل وعلا ونحب جبريل على وجه الخصوص لأنه هو منزل الوحي من الله- تبارك وتعالى- على قلب النبي r .
في هذه المرة في هذا الحديث جاء جبريل معلما ومعلم هذه المرة للأمة لنا جميعًا ظهر وظهر للمسلمين ودخل بصورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ودخل يقول عمر:« لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد » استغربوا أن يكون رجل لا يعرفه أحد من أهل المدينة وهو كذلك شديد بياض الثياب لم يكن مسافرًا يتعرض لما يتعرض له المسافر من الغبار فيكون على هذا النحو فهو ليس من أهل المدينة ومع ذلك جلس ، ثم جلس جلسة المتأدب مع النبي r فأسند ركبتيه إلى ركبة النبي r ووضع كفيه على فخذيه فخذيه هو وقال:« يا محمد أخبرني عن الإسلام ؟ » ثم قال: أخبرني عن الإيمان ، ثم قال: أخبرني عن الإحسان ثم قال: أخبرني عن الساعة ثم قال: ما أماراتها ؟ ثم قال النبي بعد ذلك هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ، وقد اشتمل هذا الحديث على الدين كله وأهل العلم يجعلون هذا الحديث بمثابة الفاتحة في القرءان ، فالفاتحة تشمل كل معاني القرءان وهي موجودة كلها في فاتحة الكتاب وكذلك كل الدين الذي جاء به النبي r قد حواه هذا الحديث العظيم ، فهذه الأسئلة قد أبان منها للسائل الآن دينه .
فأول هذا الإسلام ﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾(العنكبوت:48) هذا الكتاب الذي تحدى الله – تبارك وتعالى – الأولين والآخرين أن يأتوا بسورة من مثل سوره ، هذا من أعظم الشواهد والأدلة على أن محمد r هو رسول الله حقًا وصدقًا .
الشاهد: أنه يجب على كل مؤمن يدخل الإسلام أن يشهد حقًا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويقيم الصلاة ، وإقامة الصلاة أداءها شرائطها وأركانها على النحو الذي علم النبي r ، تستطيع تفصيل ذلك كذلك تفصيل أمور كثيرة من أركان الصلاة وتفصيل شرائطها من كتاب الله – تبارك وتعالى – فيجب أن تقام الصلاة على النحو المبين ، كل إخلال بشرط من شرائطها أو بركن من أركانها تختل الصلاة ، كما جاء في الحديث: « لا ينظر الله إلى رجل لا يقيم صلبه من الركوع » وكما قال النبي r للمسيء صلاته:« ارجع فصلي فإنك لم تصلى » لما صلى صلاة لم يطمئن فيها فلما قال له: والذي بعثك بالحق لا أحسن غيرها فعلمني فقال له النبيr: « إذا قمت للصلاة فكبر ثم اقرأ بفاتحة الكتاب ثم اركع حتى تطمئن راكعًا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا ثم اجلس حتى تطمئن جالسًا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها » فهذه الاطمئنان في كل ركن من أركانه وأداؤه على النحو الذي بين النبي r شرط من شروط صحة الصلاة وهذه أركان للصلاة لابد أن تؤدى .
رأى حذيفة t رجلًا لا يقيم صلبه من الركوع ، إذا قال سمع الله لمن حمده لا يعتدل حتى يرجع فقار ظهره كما هو ثم يسجد قبل أن يعتدل فقال له منذ كم تصلي هذه الصلاة ؟ قال: منذ أربعين سنة ، قال له: أنت لم تصلي منذ أربعين سنة ولو مت على هذا مت على غير ملة محمد r ، فإن إقامة الصلاة ينبغي أن تقام بشرائطها وأركانها على النحو المبين .
وإيتاء الزكاة المفروضة مما فرضها الله – تبارك وتعالى- فقد جاء الوعيد الشديد فيمن له مال حقت فيه الزكاة أي بلغ نصابًا من الذهب والفضة أو من الإبل أو من البقر أو من الغنم أو من الزروع لم يؤدي زكاته جاء في هذا وعيد شديد فاحذر من هذا ، فمن هذا الوعيد أن النبي r يقول:« ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا مثل له كنزه يوم القيامة شجاعًا أقرع يأخذ بلهزمته أي بشقيه ويقول له: أنا مالك أنا كنزك » ، هذا عذاب في الموقف وعذاب في النار كذلك قبل دخول النار كما قال النبي r :« ما من صاحب ذهب وفضة لا يؤدي زكاتهما إلا صفحت له يوم القيامة صفائح ثم يحمى عليها في نار جهنم فيكوى به جبينه وجنباه وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار » ، فهذا عذاب لعصاة المؤمنين عذاب في النار قبل دخول النار لأن النبي يقول: :« ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار » .
ثم الصوم ثم الحج وهذه فرائض وهي الفرائض أعمال الإسلام في الظاهر ثم لما سئل النبي r عن الإيمان قال:« أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر وتؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى » ، فهذه كذلك الإيمان على النحو المبين هذا من الغيب فيجب أن نؤمن بالغيب كما أخبر الله – تبارك وتعالى- فنؤمن بالله كما أخبر الله عن نفسه دون تزيد ودون تنقص ودون تشبيه ودون تحريف فنؤمن بالله- تبارك وتعالى – كما أخبر الله تعالى عن نفسه I ، فقد وصف الله I نفسه صفاته وبينها فنؤمن بذلك ونذعن ونعمل بمقتضى هذا .
كذلك الإيمان العمل بمقتضاه العلم ، فلا يكفي العلم بالله بل لابد من العمل بمقتضى هذا العلم ، فمن آمن بأن الله I شديد العقاب وجب أن يخاف وإلا ما كان مؤمنًا بالله فإن الذي يعلم بان الله شديد العقاب وأنه خلق نار وأعدها ﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سلاسل وَأَغْلالا وَسَعِيرًا ﴾(الإنسان:4) ومع ذلك لا يخاف الله تبارك وتعالى هذا غير مؤمن به ، فالإيمان هو العمل بمقتضى هذا العلم ، علم أن الله تعالى يغفر الذنب فيسارع إلى الاستغفار والرجوع إلى الله – تبارك وتعالى- ، علم أن الله- تبارك وتعالى- يراقبه وأن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء فإذًا يراقب الله – تبارك وتعالى – يكون في خلوته وفي جلوته وهو يعلم أن الله – تبارك وتعالى- مطلع عليه فيستحي منه فيخاف منهI أن ينظر الله I على سوءاته فيخاف الله ، فهذا الذي يعلم أن الله I يراقبه وهذا المعنى الذي بعد هذا ، ولذلك قال النبي r في الإحسان وهي المرحلة الثالثة من مراحل الدين ، فهذا الحديث يبين أن الدين ثلاث مراحل إسلام ثم إيمان ثم إحسان .
والإحسان قال فيه النبي r:« فاعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك » ، فالعلم بأن الله تعالى يراك وطلع عليك هذا هو الإحسان وهذه حقيقة لا تكاد تخلو صفحة من صفحات المصحف قلب المصحف تجد أن الله يذكر عباده أنه مطلع عليهم وأنه يراهم I ، وهذا كله الله لأن هذا أعظم واعظ يجعل العبد يسير على الصراط ولا يميل يمينًا ولا شمالًا أن يعلم أن الله I مطلع عليه ، لذلك أجمل النبي في معنى الإحسان قال r:« أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك » ، ثم بعد ذلك لما سئل النبي r عن الساعة قال: « ما المسئول عنها بأعلم من السائل » ، وهذا إعلام بأنه لا الملائكة ولا الأنبياء يعلمون الساعة ، النبي لا يعلمها وقد جعل الله- تبارك وتعالى- الساعة علمها إليه وحده I ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً﴾(الأعراف:187) ، وقد جاء أن الساعة تقوم والرجل يلوط حوضه فلا يكمله وهذا يسرح بإبله والناس تكون في أعمالهم وأشغالهم ليس هناك إعلام من أي أحد بأن هذا اليوم يوم القيامة وهذا يجعلنا دائمًا نكذب كل هذه أقوال الفلكيين والمنجمين الذين يقولون اقتراب النجم الفلاني أو حصول تباعد بين المجرات وأن هذا إيذانًا بانتهاء هذا النظام الكوني وكل هذا من الكذب ، فإن أهل الأرض تأتيهم الساعة فجأة ، قال: ﴿ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً﴾ ، فتأتي تبغت الناس ، تأتي الساعة تبغت الناس الذين على الأرض في هذا الوقت وهم شرار الخلق كما أخبر النبي أن الساعة لا تقوم فلا يقال في الأرض الله ، الله ، ثم أن النبي أخبر لما قيل له جبريل أخبرني عن أماراتها فذكر بعض الأمارات وهذه العلامات لا شك أنها من العلامات الصغرى وأما العلامات الكبرى فهي علامات يعلمها الجميع ، ومن هذه العلامات الصغرى قال:« أن تلد الأمة ربتها » ، قيل هو باختلاط وفساد الناس في الرق فتضع الرقة فيه ، ثم تصبح هذا الرقيق دون ضبطه وعلمه تصبح الأمة تصبح هى تلد سيدتها ، ثم « أن ترى الحفاة العراة العالة الرعاة الشاة يتطاولون في البنيان » ، وهذا قائم هذه من العلامات التي ظهرت العلامات الصغرى التي أخبر بها النبي rقد ظهر منها آلاف العلامات آلاف العلامات ظهرت ، ومن العلامات الكبرى الظاهرة العلامات أن النبي r أخبر بأنه « تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى » وهذا ظهر في نهاية القرن الثالث رأت النار التي خرجت من المدينة ورأى الناس لمعانها على صفحات الإبل في بصرى الشام ، على كل حال هذا من العلامات الصغرى أخبر النبي بآلاف العلامات وكلها ظهرت منها هذه العلامة وهى نعيشها الآن في العرب الذين كانوا رعاة شاء لا يملك أحدهم أن يبني بيت صغير إذا به يقيم أبراج الآن التي تعانق السماء « وأن ترى العراة الحفاة العالة الرعاة الشاة يتطاولون في البنيان » ، والمرة الثانية نحن أردنا التقديم بهذا الحديث أن نعيش ساعة مع النبي r وهو يحدث أمته في هذا الحديث ويقول بعد ذلك:« هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم » ، أسأل الله I أن نكون ممن تعلمنا ، وأن ندخل من الإسلام إلى الإيمان إلى الإحسان في العبور من الإسلام إلى الإيمان إلى الإحسان هذه هى غاية الدين بعض الناس يتوقف عند الإسلام ولما يدخل الإيمان في قلبه كما قال الله عن الأعراب:﴿ قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ﴾(الحجرات:14) ، فأكثر الناس قد يكونوا مسلمين لكنهم كذلك غير مؤمنين ، فنحن نريد أن نعبر من الإسلام إلى الإيمان ، ثم إن شاء الله من الإيمان إلى الإحسان ، قدمت هذا بين يدي . ثم إن شاء الله نريد أن نعبر من الإسلام نحن جميعًا مسلمون إن شاء الله ، لكن ينبغي أن نعمل لأن نكون مؤمنين فالإيمان حقيقة بعد الإسلام ، وهذه الحقيقة تتأتى بالعلم والمران ، والدخول حقيقة في حقيقة الإيمان ، ثم نعبر من ذلك إلى الإحسان ، والإحسان هو غاية الدين وهو الأمر الذي من أجله خلق الله - تبارك وتعالى - الخلق كما قال - تبارك وتعالى -:﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا﴾(الملك:2،1) ، وقال أيضًا I ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ﴾(هود:7)، فعلينا أن نسعى إلى أن نكون محسنين في العمل في إتقانه ومراقبة الله تبارك وتعالى في كل أقوالنا وأعمالنا وسكناتنا فيما نكتب ونفعل ، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لنا ، والكلمة الآن لشيخنا الشيخ أبي إسحاق بارك الله فيه .
الشيخ أبو إسحاق: جزا الله شيخنا فضيلة الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق خيرًا على هذا الشرح المختصر في حديث جبريل u ، وكنت أود منه أن يوجه كلمة إلى شباب مصر لاسيما في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد ، وأن نستمع إلى نصائحه وأن نمتثلها ، فليتفضل الشيخ .
الشيخ عبدالرحمن: أولًا: يجب على شباب مصر ورجالها ونساءها يشكر الله - تبارك وتعالى - ويحمدوه حمدًا كثيرًا على أن من الله - تبارك وتعالى - عليهم بهذه النقلة العظيمة من حكم الاستبداد والطغيان إلى أن يختاروا رئيسهم بأنفسهم ومشرعين بأنفسهم ، وأن يعيشوا في هذا في ظل نظام وقانون وأمن وأن يحيوا حياتهم بحرية وتنطلق هذه الحرية في الدعوة إلى الله I ، فهذه النقلة العظيمة التي تحققت لهذا الشعب العظيم هذه نقول
أولًا: يجب أن نشكر الله - تبارك وتعالى - ونحمده أن من علينا بذلك ، ثم أن نشكر من أسهموا في هذا فإنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس ، الشكر للمجلس العسكري الذي حقن دماء المسلمين يوم أن قامت هذه الثورة حقن دمائهم ومنعهم من الاقتتال ولو انطلقت الثورة دون زمام وقيادة يحافظون عليها لكان الشأن هو غير الشأن الذي نحياه الآن ، أنا أيضًا قلت وأقول ومازلت أقول: أنهم في أعناق كل مصري دين للمجلس العسكري الذي قام بهذه المهمة العظيمة في الحفاظ على ثورة أهل مصر وامتدادها ، ثم نمهد الطريق للانتقال السلمي أن تنتقل مصر انتقالًا سلميًا رائعًا بأن تنتخب ممثليها ، ثم إن شاء الله يتم هذا الأمر بوضع دستورها الذي يعبر عن هذا الشعب المسلم يجب أن يوضع له دستور والدستور نظام يحكم حياة الناس ، ثم أن يختار رئيس يرضى عنه عموم أهل مصر ، هذه ستكون إن شاء الله نعمة تامة وسائغة وستكون بداية إن شاء الله قيام واقتلاع مصر بدورها العظيم ، شعب مصر شعب عظيم والذي كان أبطل قدرات هذا الشعب هو هذا الكبت والظلم والعسر الذي كان يعيش فيه ، وعندما يحيا حياة حرية وحياة تكون إرادته بيده وهو الذي يختار ممثليه فإنه إن شاء الله سينطلق وسيبني وسيتغير هذا الواقع الأليم الذي عاشه هذا الشعب بفضل الله - تبارك وتعالى - .
الوصية الآن هو الاجتماع والائتلاف وكان لي كلمة في هذا الأمر يجب أن نجتمع ونأتلف ولا نتفرق فإن الفرقة شر ، انظروا لما اجتمعت الأمة المصرية على شيء في سقوط النظام سقط ، ولكن إذا حدث الاختلاف وحدث الانشقاق ممكن أن تتعطل هذه المسيرة ، فلابد أن تأتلف صفوفنا وأن نتحاب أبناء وطن واحد وأبناء أمة واحدة وقد أوصيت الأخوة الذين اختارهم هذا الشعب ليمثلوهم في البرلمان وألا يكونوا كذلك مؤتلفين وألا يأخذوا بنظام البرلمانات المعتاد أن يكون أغلبهم معارضة أو غير ذلك ، قد ينبغي أن يكونوا فريقًا واحدًا ليعمل الجميع من أجل مصر ، وأرجوا إن شاء الله أن توفق مصر إلى اختيار رئيس يمثلها حقًا ابن مصر ، يحب كل المصريين ويحب عموم المصريين ، وتكون يده نظيفة ، نحن نسأل الله تعالى أن يرزق مصر رئيسًا يرضى عنه عموم الناس ، ويكون نظيف اليد ، عف اللسان ، وينطلق بهذا الشعب العظيم في مسيرته العظيمة إن شاء الله ، هذا الذي أرجوه ونأمله من الله - تبارك وتعالى - .
الشيخ أبو إسحاق: جزأك الله خيرًا ، وشكر الله لك ، وأسأل الله أن يحتسب لك هذه الخطوات ، فضيلة الشيخ نشأت يذكرنا بشيء .
الشيخ نشأت: السلام عليكم ورحمة الله ، أن الحمد لله وحده نحمده تعالى ونستعينه ونستهديه ونتوب إليه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد رسول الله إمام الأنبياء وخاتم المرسلين وخير خلق الله أجمعين ، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى أله وصحابته وسلم اللهم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد
فألتقط الخيط من حديث شيخنا الأستاذ فضيلة الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق حين حدثنا عن الشهادة عن أصل الدين وأن شرط الشهادة أن تبنى على علم ، فرب العباد اشترط علينا في حقه أن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وجلنا نشأنا نشهد سمعنا أباءنا يقولونها فرددناها فأينا بناها على علم ، القرءان وضع قواعد للشهادة يلزمنا جميعًا الوقوف أمامها ، فيا من تشهد على أي شيء تشهد ؟ ما حقيقة ما أنت عليه تشهد ؟ ، النبيr لما سئل عن الشهادة أشار إلى الشمس في واضحة النهار وقال:« على مثل هذا فاشهد » ، أنت تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وتقول أشهد أن محمد رسول الله ، على أي أصل بنيت شهادتك في حق ربك وفي حق نبيك r ؟ ، هذا الأصل أصل ديننا ما لم ندركه فكيف نلقى الله نردد كلمة لا نعي معناها ؟ بل نجعل أصل ديننا على غير علم حقيقي ، فضيلة الشيخ ذكر أن الشهادة شرطها دين وقد صرح القرءان بهذا فقال:﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ﴾(محمد:19) ، اعلم أي علم ؟ من منا رأى ربه ؟ هل لنا طاقة على الرؤية ؟ يستحيل فلو سلك سائل من غير المسلمين على أي أساس تشهد ؟ فما جوابك ؟ .
يا إخواني الأمر ليس عادة ولكنه دين وعبادة لابد أن نعلم أن الحق- تبارك وتعالى- يستحيل أن تراه أعين الناس في الدنيا ، ونبي الله موسى وهو من أولي العزم من الرسل لما طلب الرؤية ما احتملها ، ﴿ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ﴾(الأعراف:143) فلا طاقة لأبصارنا العاجزة عن أن تدرك أكثر مما تدرك ورب العباد أعلم بنا من أنفسنا لكن الحق تعالى علمنا أن هذه الأرض التي نحيا عليها ذرة في ملكه ، يقول تعالى:﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ ﴾(البقرة:255) ، وكرسيه وضعه الجبار تحت قدميه فإن وسع كرسيه السماوات والأرض فأين الأرض في ملك الرب ؟ بل أين السماوات في ملك الرب ورب العباد يعلمنا أن هذه كارثة بشرية عدم تقديرها لرب البرية فيقول تعالى:﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾(الزمر:67) ، فإن كانت السماوات والأرض تطوى في يمين الرحمن أين نحن من السماوات وأين نحن من الأرض ؟ ، فإن طويت السماوات والأرض في يمين الرحمن فأين الإنسان ؟ .
وفي الحديث بين الإسلام هذا المعنى قال: تطوى السماوات والأرض في يمين الرحمن فتصبح كالخردلة في كف أحدكم ، ندرك هل بمقدور الإنسان الضعيف على الأرض تحت أديم السماوات السبع أن يدرك شيئًا حقيقة عن الرب ؟ عقولنا قاصرة والأسباب التي في أيدينا عز منا من يعمل فكره وطاقته فيها لكن الله من لطفه ورحمته تجلى من علياءه واصطفى لنا سيد ملائكته جبريل u كما ذكرنا به فضيلة الشيخ ليعلمنا ديننا بنزوله بوحي ربنا على قلب نبينا كما قال تعالى:﴿وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾(الشعراء:192-194) ، فوحي ربنا جاء إلينا مرورًا بأطهر قلب قَلب نبينا r ، هذا الوحي عرفنا من ربنا فلا خبير بالرحمن إلا الرحمن ، ﴿ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾(الفرقان:59) ، علمنا تعالى العلم أنه وحده هو الذي يعلم حقيقة ذاته لا طاقة لأحد من خلقه عن ذلك ، لذا شهد لتوحيد نفسه فكان أعظم أصل بني المسلم عليه شهادته شهادة الله لذاته قال تعالى:﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾(آل عمران:18)، ونحن نشهد لله بما شهد به لنفسه نشهد أنه لا إله إلا هو ، وهذا هو الأصل العظيم الذي يبني المسلم عليه شهادته أن نشهد لله بما شهد به لذاته ، لعدم قدرة عقولنا على إدراك حقيقته ، رحم الله أبا بكر حين سُئل: كيف عرفت ربك ؟ قال: عرفت ربي بربي ولولا ربي ما عرفت ربي ، لولا بيانه ، لولا وحيه لولا ما عرفنا ما يتعلق بذاته ما كنا نعرف ذلك بعقولنا ، وإلا فواقع البشرية يشهد من حرموا وحي ربهم تاهت عقولهم في تصوره فمن جاعل إلهه حجرًا أو بشرًا أو شجرًا أو بقرًا أو صنمًا أو شمسًا أو قمرًا ، ولا تزال الأرض تعج بهؤلاء أكثر من خمسمائة مليون يعبدون بوذا ومثلهم يعبدون البقر ، إلى هذا الحد ضلت عقول الخلق فأبى الله إلا أن يرحمنا بوحيه عرفنا بذاته فشهد أولًا لذاته فنشهد بشهادته .
ثانيًا: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ ﴾ ، ما أنزل الله ملكًا على نبي من أنبيائه إلا ونزل بأصل التوحيد﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾(الأنبياء:25)، يستحيل أن يتوافق جميع الأنبياء على أكذوبة رغم تباين الأزمان واختلاف الأماكن والأوطان ، كل الأنبياء جاءوا بهذا الأصل واسألوا أهل الكتاب ، اسألوا أهل الذكر ، هل جاءهم نبيهم بغير توحيد الله ؟ كل من سبقنا ، فهذا الأصل شهد به صفوة عقول الخلق ، صفوة عقول البشرية وهم الأنبياء ، فنشهد لله أولًا بشهادته نشهد له بشهادة أنبياء الله ، نشهد له بشهادة أولي العلم ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ ﴾ ، فالملائكة شهدوا بما نقلوا ، والأنبياء شهدوا بما علموا ، وأولي العلم من خلال ما بحثوا ودرسوا بتوحيد الله شهدوا ، فهل اتفقت عقول كل علماء التوحيد على مر التاريخ البشري على أمرٍ خطأ ؟ يستحيل ، يستحيل يا إخواني ، نشهد بشهادة الله ، بشهادة ملائكته ، بشهادة أنبيائه ، بشهادة أولي العلم ثم تأتي في المرتبة الخامسة آثار الله في خلقه أثار الله فيما خلق ، ففي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد المتدبر المبصر يرى في كل ما خلق الله ما يحمله على توحيد الله ، إذا كان النبي r إذا أصبح وإذا أمسى يقول:« سبحان الله عدد ما خلق في الأرض ، وعدد ما خلق في السماء ، وعدد ما خلق بين ذلك ، وعدد ما هو خالق ، والحمد لله مثل ذلك ، ولا إله إلا الله مثل ذلك ، والله أكبر مثل ذلك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم مثل ذلك » ، ليس المقصود في الذكر العدد إنما المقصود النظر فيرى النبي في كل مخلوق رب العباد خلقه يرى من دلائل قدرة الله وعظمته ما يحمله على تسبيحه يرى في كل مخلوق رب العباد خلقه ما يحمله على حمده ، يرى في كل مخلوق رب العباد خلقه من آيات الله ما يحمله على توحيده ، يرى في كل مخلوق رب العباد خلقه ما يحمله على نسبة الكمال كله لله ، فالله أكبر في كل أوصافه ، نعم يرى في كل مخلوق رب العباد خلقه من دلائل قدرة الله وتدبيره لخلقه ما يحمله على نسبة الحول والطول والقوة لله وحده .
أخوة الإيمان: فلندرك فالنظر في مخلوقات الله من أعظم الشواهد الدالة على الله لابد من التبصر لهذه الأصول لابد من معاينتها ، لابد من معايشتها حتى تبني عليها شهادتنا فلا يقول المسلم كلمة التوحيد لمجرد نطقٍ بلسانه فإن اعترضه عارض أو تعرض له مؤذي جعل فتنة الناس كعذاب الله ، الموحد ، المؤقن بتوحيده ، تزول الجبال ولا يزول اليقين عن قلبه ، إخواني لندرك فكلمة الشيخ إشارة دقيقة لنا حتى نبني عليها أصولًا في حياتنا ، فهذا هو الأصل في شهادة ألا إله إلا الله ، وشهادة أن محمد رسول الله بنيت أيضًا على أصول أول هذه الأصول: شهادة الله لرسوله بالرسالة قال تعالى:﴿ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزلَ إِلَيْكَ أَنزلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ﴾(النساء:166) ، فإن شهد الله لنبيه برساله فمن بعد ذلك ، أما تكفي شهادة الله في حق نبيه ، وهل هناك أعظم من الله شهادة ؟! ﴿ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ﴾(الأنعام:19) ، فأعظم الشهادة في حق نبينا شهادة الله له بالرسالة ، ثم تأتي شهادة الملائكة له بالرسالة وكيف لا وهم الذين حملوها إليه ، وهم الذين تضرعوا لله في أوقاتهم أن يغفر الله لكل من اتبع منهجه وسار على وحيه كما ذكرنا شيخنا الكريم بقوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا ﴾(غافر:7) ، نعم فنشهد لرسول الله بالشهادة بشهادة الله له بذلك ، بشهادة الملائكة له بذلك ، بشهادة الأنبياء له بذلك والذي يجهله الكثير أن الله U ما بعث نبينًا من أنبيائه إلا وأخذ عليه العهد والميثاق بالإيمان بنبينا محمد ، بالتصديق بمنهجه ووحي الله المنزل عليه ، بل ونصرته ، بل وحمل أتباعه على ذلك قال تعالى:﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ ﴾(آل عمران:81)والألف واللام هنا للجنس يندرج تحتها جنس النبيين أجمعين ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي ﴾(آل عمران:81) ،أي ميثاقي وعهدي ﴿ قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾(آل عمران:81) ، فإن أخذ الله الميثاق على كل الأنبياء بإتباعه ، وعندما أذن الله له بالمعراج والإسراء ليلة الإسراء أذن الله لجميع الأنبياء بالصلاة خلفه ما تردد منهم واحد ، وما تقدم عليه منهم واحد ، حتى يعرف الجميع مكانة نبينا عند ربنا ، مكانة نبينا ربنا عند صفوة خلق خالقنا ، فكيف يشهد له بالنبوة ويرتاب فيها من بعده ؟
أخوة الإيمان: فنشهد لرسولنا بشهادة الله له ، بشهادة الملائكة له ، بشهادة الأنبياء له ، بشهادة صفوة البشرية له ، فصحابة نبينا ومن سار على نهجهم صفوة علماء الأمة صفوة أجيال البشرية آمنوا به واتبعوه ، من أعدل منهم عقلًا وحكمة وقدمًا ودينًا يقول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: لقد دارت الأرض ثلاث دورات: دورة حول نفسها ، وثانية حول الشمس ، وثالثة حول صحابة سيد الخلق r ، فلم يعلو ظهر الأرض لا قبلهم ولا بعدهم جيلًا يساويهم أو حتى يدانيهم شهدوا للنبي بالرسالة ونصروه ، ونشروا دينه ، وحملوا أمانة رسالته تحركوا بها في بقاع الأرض ، ولولا جهادهم ما كان هذا الجمع يلتقي اليوم في هذا المسجد الذي يعد أول مسجد ينشئه الصحابة في قارة أفريقيا بأكملها بناه الصحابة نجتمع فيه اليوم لنجلس في مواضع جلست وسارت عليها أقدامهم .
أخوة الإيمان: نتعلم ، فهل شهدت هذه الأجيال كلها عن جهل ، هل تواطأت كل هذه الأجيال على كذبة ؟ حاشاها ، إذا كان أمر النبي أمر يقيني لاشك فيه بحال ، بل بلغ حق اليقين على العلم أو على اليقين بل بلغ حق اليقين ، بل يلزمنا جميعًا أن يبلغ إيماننا به حق اليقين ، نعم وشهد لهم كذلك حتى أهل الكتاب ﴿ أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾(الشعراء:197) بل قال تعالى في حقهم:﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾(البقرة:146) ، وعندما سُئل عبدالله بن سلامt هل كنت تعرف رسول الله r ؟ قال: كنت أعرفه أكثر من ولدي فوصفه في الوحي نزل وولدي لا أدري من أين حملت به أمه أمني أم من غيري ؟ .
أخوة الإيمان: إذا شهد له القاصي والداني ، فكيف لا نشهد بما شهد الله له به والملائكة له شهدوا ، والأنبياء له شهدوا ، وأهل العلم له شهدوا ، وأهل الكتاب له شهدوا ، ثم فوق كل هذا كله برهانه الوحي المنزل معه الكتاب الذي تحدى الله به الخليقة أن تأتي بمثله ، البشرية وهو فرد من البشرية يتحدى جميع البشرية أن تأتي بكتاب مثله ، فلما أعياهم الأمر تدرج إلى عشر سور من مثله ، فلما أعياهم الأمر قال: بسورة مثله ، فلما أعياهم الأمر قال: بسورة من مثله ، ليست مثله لكن حتى قريبة منه فإن أعياهم الشديد فكيف يقوى على الأصل ، أي برهان في حق نبينا أعظم من كتاب ربنا الذي ملأه الله بسور الإعجاز التي بهرت العقول وأعلمت القاصي والداني أن هذا الكلام وحي من عند الله لا محالة قال تعالى:﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ﴾(فصلت:53)في كل علوم المادة ، ﴿ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ﴾(فصلت:53) في كل علوم الإنسانية ، ﴿ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾(فصلت:53) ، حتى يستبين للجميع أن شهادتنا لله وشهادتنا لرسول الله قد بلغت الغاية في القوة ، قد بلغت اليقين في العلم .
أخوة الإيمان: لا أود الإطالة إنما أحببتُ أن أبين كلمة الشيخ التي أجملها حتى يتعلم شبابنا أن وراء كلمات شيخنا علوم لم يسعفه الوقت لبيانها ، أسأل الله تعالى أن يجزيه عنا خير الجزاء وأن ينفع به أينما حل وأينما سار ، أسأل الله تعالى أن يحفظ علمائنا ، وأن يحفظ أمتنا ، وأن يعيد إلينا شرعة ربنا صافية نقية ، اللهم أذن لشرعك أن يسود بيننا وبين عبادك المسلمين ، اللهم أذن لدينك أن يُقام ، اللهم أذن لعدلك أن يسود ، وأذن لحدودك أن تُقام ، اللهم ولي أمرنا وأمر المسلمين خيارنا ولا تولي أمرنا شرارنا ، اللهم أجعل أمرنا فيمن خافك واتقاك ، اللهم اجعل جمعنا هذا مكروما ، واجعل تفرقنا من بعده معصوما ، اللهم احفظ علمائنا ، اللهم احفظ مشايخنا ، اللهم أحفظ أخي وحبيبي وشيخنا الشيخ أبو إسحاق الحويني ، أسأل الله تعالى أن يحفظهم ويحفظ علماء الأمة وأن ينفع بهم حينما حلوا ، وأن يجمع كلمة المسلمين على دينه وطاعته ، واستغفر الله لي ولكم ، والسلام عليكم ورحمة الله .
الشيخ أبو إسحاق: جزأك الله خيرًا فضيلة الشيخ ، وأعلى كعبك ، ورفع منارك فضيلة شيخنا الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق له تزييل يريد أن يوضحه على كلمته السابقة .
الشيخ عبدالرحمن: أحببت أن أقول بأن مسيرة هذه الأمة إلى الاستقرار والثبات لم تكتمل بعد ، وهناك أعداء لهذه المسيرة في الداخل والخارج منافقون متربصون في الداخل ، وأعداء من الخارج ، أقول: هناك أعداء متربصون لهذه المسيرة الشعب المصري الآن إلى الاستقرار والحرية ، وهؤلاء الأعداء من داخل هذه الأمة للأسف ، وهناك أعداء من الخارج ، ويجب أن نتنبه لهذا والعصمة من هذا هو بالالتئام والوحدة ومعرفة هؤلاء المندسين الذين يريدون قطع الطريق فطريق الأمة لم يكتمل ، الأمة المصرية لا تكتمل إلا بوضع نظامها من ووضع الدستور ، وقضاة التنفيذ وبعد ذلك يستكمل الأمر بانتخاب رئيسها ، وتنطلق إن شاء الله مسيرتها إلى الخير وإلى النماء ،هناك من يريد أن يقطع الطريق على الأمة وأن يعيدها إلى المربع الأول وإلى الفوضى فيجب أن ننتبه لهذا الأمر ، والرد على هذا إنما هو بالوحدة والالتئام وحدة الصف والالتئام ، وأن يحب بعضنا بعضًا ، وأن نواصل المسيرة حتى ترسو سفينة مصر إن شاء الله على طريقها .
الشيخ أبو إسحاق: جزأك الله خيرًا ، بقيت لي كلمة وأنا الحقيقة ما جئت حاضرًا إنما جئت لأكون في معية شيخنا ولأقدمه لكم ، لكن لا يخلو المقام من تذكير وقد قلت في المسجد السني بمصر القديمة هنا: أن مصر تحمل جينات الدول العظمى ، وهى بطبيعتها رأس لكن عقود التحدي في إثبات وجودها ينبغي أن يسري في دمائنا ، لكن ؟؟ بلدنا إلا بهذا ، وأنا أكره العصبية للجنس أو التراب وأنا كلامي هذا ليس من باب العصبية أن مصر هى مقدم هذه الدول ولو أنها استيقظت لجرت كل الدول في ذيلها والذي يراجع تاريخ مصر يعرف هذه الحقيقة ، ونحن عرب والعرب هم مادة الإسلام ولحمته ، وهم يستنكفون أن يبيتوا على الضيم كان الواحد منهم إذا هضم جانبه لا يهدأ إلا إذا أخذ بثأره ، منذ عدة أيام كنت أقرأ قصيدة أحد الشعراء الصعاليك وهو من أفضلهم عندي ألا وهو ثابت بن جابر المعروف تأبط شرًا ، وله قصيدة جميلة أظهر فيها روح التحدي قتل خاله فأراد أن ينتقم من قاتله فحرم على نفسه شرب الخمر حتى يأخذ بثأره ، وله قصيدة اجتذب على المراد منها يقول فيها:



إن بالشعب الذي دون سلعٍ



لقتيلًا دمه ما يطلُ



خلف العبء عليّ وولى


أنا بالعبء له مستقلُ


ووراء الشعب مني ابن أختٍ



مصع عقدته ما تحلُ



مطرقا يرشح موتًا كما



أطرقت أفعى تنفث السم صلُ








ثم ذكر أنه انتقم ممن قتلوا خاله وترك جثثهم نهبًا للسباع ولجوارح الطير ، ثم رجع
هو في هذه الأبيات يصفُ غله وأنه قادر على أن ينتقم ممن قتل خاله فقال:



إن بالشعب الذي دون سلعٍ




سلع: اسم جبل



لقتيلًا دمه ما يطلُ





يُقال: أطل دمه أي أهدره



إن بالشعب الذي دون سلعٍ



لقتيلًا دمه ما يطلُ



خلف العبء عليّ وولى


أنا بالعبء له مستقلُ


ووراء الشعب مني ابن أختٍ



مصع عقدته ما تحلُ







إذا أرد شيئًا يفعله لأن لديه روح التحدي ، ثم بين صفة من صفاته ألا وهى الغل قال:



مطرقا يرشح موتًا كما





تخيل المطرق: هو الثعبان الحية ، يرشح موتًا أي العرق الذي ينزل منه عبارة عن موت وانتقام



مطرقا يرشح موتًا كما



أطرق أفعى ينفث السم صلُ




روح التحدي هى التي تدفع هذه العجلة:ونحن كثيرًا ما ننسى ، والنبي r يقول:« أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبد الرحمن ، وأصدقها حارث وهمام » ، أصدقها الحارث فكل إنسان يحرث كل إنسان لا يحرك قدمه إلا بإرادة مثل الذي يحرث الأرض لا تنبت إلا بعد الحرث وهمام من أصدقها أيضًا لأن كل إنسانٍ له هم ، من ليس له هم فليست له إرادة ، الهم هذا هو الذي يدفع الإرادات ، نحن أيها الأخوة في مفترق الطرق واليوم الاثنين أي أول جلسة لمجلس الشعب الجديد اليوم يوم 23/1/2012 طبعًا ﴿ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾(آل عمران:140) وأنا أرى منظر مجلس الشعب ويجلس عليه رجل يقول: الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين والعاقبة للمتقين ، هذا كلام يقال في مجلس الشعب ! هذا ﴿ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأوَّلِينَ ﴾(المؤمنون:24) وأيضًا كل المجلس بحمد الله U يبدو على محياهم وعلى سيماهم الصلاح ، وعندما جاء وقت الظهر رفعت الجلسة لصلاة الظهر ، هذا شيء ما عهدناه إطلاقًا والحمد لله رب العالمين ، ونرجوا أن يتمم الله I لنا هذه النعمة ، وأن نكون على مستواها ، ونرجوا أن نكون أيضًا ممن شملهم بني إسرائيل كما قال ربنا تبارك وتعالى: ﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾(الأعراف:137) ، نحن إذا حققنا العبودية لله I أنزل الله U علينا نصره قال U:﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾(محمد:7) فجعل نصره مشروطًا بنصره - تبارك وتعالى - ونصره هو الوقوف على حدود دينه على حدود ما أمر وعلى حدود ما نهى ، فما أمر بشيء ينبغي أن نفعل منه ما استطعنا وما نهانا عن شيء ينبغي أن ننتهي عنه بالكلية كما قال r:« ما أمرتكم به من شيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه من شيء » لم يقل: فانتهوا عنه ما استطعتم ، إنما قال:« فانتهوا » ، لا يكون الرجل منتهيًا حتى يترك ما نهي عنه أجمع ، أما في باب الأوامر فباب الأوامر باب واسع لأنه يشمل الواجبات ويشمل المستحبات ، ويشمل أيضًا المباحات على قول من يدخل الإباحة في الأمر .
هذه بشريات خيرٍ ونسأل الله U أن يقينا شر الاختلاف ، أنتم تعلمون كما ذكر فضيلة شيخنا في التزييل على كلمته أن فيه منافقون لا يريدون الاستقرار إطلاقًا لمصر ويسعون بكل سبيلٍ إلى التخويف من الإسلام ، وأنتم تروا قبل الانتخابات كان هجومهم ضاريًا على كل ما هو إسلامي ، بعدما اختار الناس الإسلام وحدث نوع من الاكتساح في مجلس الشعب بما يزيد عن ثلاثة وسبعين في المائة 73% أو خمسة وسبعين وستة من عشرة 75.6% معذرة الواحد من عشرة تفرق أي خمسة وسبعين وستة من عشرة 75.6% ستة وسبعين بالمائة 76% للإسلاميين ، الليبراليين بدءوا يتكلموا مثلنا ، مثلًا الذين استضافوهم في القنوات الفضائية يقول له: لو في أي شيء يخالف الشريعة الإسلامية توافق عليه ؟ يقول: لا ، أي شيء يخالف الشريعة ؟ لا أوافق ، لو في مثلًا تحلل في البلد لو في شاطئ للعراة أو غير ذلك ؟ هذا نحن ضد هذا الكلام ، هذا الكلام ما كان يُقال قبل الانتخابات ، هناك أناس لا يؤمنون إلا إذا رأوا بارقة تلمع ، لا أريد أن أقول بارقة ماذا حتى لا يقولوا: نحن أتينا نقطع رقاب أو غير ذلك ، لكن على أي حال هناك استفتاء من الناس جميعًا أنهم يحبون الإسلام ، وهذا من نتيجة جهد الدعاة إلى الله I على مدار ثلاثين عامًا ، وهناك كلمة أريد أن أقولها لكن هى عنوان محاضرة لي إن أحياني الله U وقلتها ألا وهى بعنوان: نعمة الاحتقار وكنت أريد لأن العنوان موهم وقد يكون غامضًا ، الذي نقصده من هذا العنوان هو أنهم كانوا يحتقرون جهودنا طيلة السنوات الماضية ، وكانوا يظنون أن هذه المحاضرات والدروس العلمية وهذه الأشياء لا قيمة لها أسمع ، تكلم الناس تسمع من أذن وتخرج من الأذن الأخرى ، وما كانوا يعلمون أن الناس تترجم ما يسمعون ، ظللنا في أمن تحت مظلة الاحتقار احتقارهم لنا لمدة ثلاثين عامًا ، ولا أحد يشعر بل نحن أنفسنا ما كنا نشعر إطلاقًا أن تأثيرنا في الناس كان هذا التأثير كنا نتكلم وكنا نحاضر ، ونذهب من بلد إلى بلد ومن نجع إلى نجع ، وكنا نذهب إلى القرى وإلى النجوع ونركب الحمير ونركب على العربات الكرو ، لماذا ؟ لأننا كنا بعد ما تقول المحاضرة في بلد من بلاد الأرياف ليست هناك أي مواصلات فتركب عربة كروا لحين أن تصل إلى الأسفلت الناس خلاص سمعت المحاضرة ونامت وأنت تسير على السكك تصل إلى البيت قرب الفجر ، ركبت أكثر من ثلاثة أربع مواصلات وما كنا نشعر إطلاقًا بشيء من الجهد ، وكان لدينا فرح وسعادة أننا ننشر السنة في ربوع مصر بحمد الله - تبارك وتعالى - كل المجهود كان في الوجه البحري ، وكان الوجه القبلي كله محرم علينا ممنوع إطلاقًا أن نتخطى الجيزة إلى الفيوم فضلًا أنك تذهب إلى أسوان ، هذا كان ممنوعًا منعًا باتًا ، إنما كنا نتحرك في الوجه البحري ، ولذلك الدعوة سبقت في وجه بحري سبقت وجه قبلي ، أي الوجه القبلي هم المهيئون بطبيعتهم لحال الإسلام لأن لديهم الأصالة والعادات والتقاليد والرجولة المعاني الكبيرة الموجودة لدى الصعايدة ، هذه أول ما الرجل يتبناها يتبنى الإسلام بمبادئه مع وجود مثل هذا المعدن النفيس هؤلاء يبلغون الأوجه ، فنحن بحمد الله - تبارك وتعالى - عشنا مرحلة الاحتقار وما شعرنا بهذا إطلاقًا إلا بعدما فُك هذا القيد ورأينا كل هذه الثمار ونحن نحمد الله - تبارك وتعالى - في البدء والختام ، ونحمد الله U أولًا وأخرًا فهو المتفضل علينا بنعمة الإيمان ، ونعمة التزام السنة ونسأل الله U أن يتمم لنا ، وإن شاء الله نختم حتى لا نشق على شيخنا حفظه الله تبارك وتعالى كان الشيخ عبدالله كامل له قصيدة يريد أن يختم بها بعد ما فضيلة الشيخ نشأت يتكلم كلمة .
الشيخ نشأت:عن يوم خمسة وعشرين يناير إن شاء الله إخوانكم اتفقت كلمتهم على النزول إن شاء الله تعالى ميدان التحرير لحفظ ثورتنا وإتمام ما من الله علينا ، لحفظ الأمن وإتمام الأمر ، فإن شاء ننزل الميدان يوم خمسة وعشرين .
الشيخ عبدالله كامل: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .
أيها الأخوة الكرام: إن هذا مجمع من مجامع العزة التي هى لله U ولرسوله وللمؤمنين قال الله U:﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ﴾(المنافقون:8) ، هذه القصيدة نظمتها في الدفاع عن الدعوة السلفية والدفاع عن منهج الحق نسأل الله U أن يثبتنا وإياكم على المنهج الحق ، وأن يحفظ علماء السنة ، وأن يجعلهم زخرًا لنا .
لم أكتب القصيدة لعدم فهم بعض الكلام
انتهى اللقاء أختكم أم محمد الظن
http://tafregh.a146.com/play.php?catsmktba=221
تحميل اللقاء ورد