المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جريدة الفتح - مجاهد القلم: الكاتب الأديب والمؤرخ الإسلامي الكبير



أهــل الحـديث
31-01-2012, 10:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الكاتب: محمد علاء الدين

تاريخ النشر: السبت، 28/01/2012

"أنا محام في قضية الحكم بكتاب الله، ما زلت موكلاً فيها منذ بضع وأربعين سنة"


"قلمي عدتي وسلاحي" بهذه الكلمات بدأ أنور الجندي جهاده لتحكيم الشريعة، والدفاع عن الهُوية الإسلامية، ووقف محارباً لقضايا التغريب، ومحو الأصالة، والتبعية للغرب، وحوى تراثه العشرات من الكتب التي تصدت لمخطط طمس الهُوية الإسلامية الذي يهدف إلى تفريغ الشخصية الإسلامية، لتخرج شخصيات ممسوخة بعيدة كل البعد عن حضارتها، وتاريخها.

مولده ونشأته
هو أنور سيد أحمد الجندي من مواليد عام 1917 بديروط محافظة أسيوط، عمل والده بتجارة القطن، وكان مثقفاً يهتم بالثقافة الإسلامية، وعمل جده لوالدته قاضياً شرعياً يشتغل بتحقيق التراث، فهو من أسرة ذات دين، وعلم، وعاش في جو مشحون بالعقيدة، فقد حفظ القرآن الكريم كاملاً في كتَّاب القرية في سن مبكرة، ولم يكن الجندي من حملة الشهادات الكبرى، أو الماجستير أو الدكتوراه، حيث عمل كمصرفي ببنك مصر، فترة بعد أن أنهى دراسة التجارة بالمرحلة التعليمية المتوسطة، ثم واصل دراسته أثناء عمله، فالتحق بالجامعة في الفترة المسائية، ودرس الاقتصاد وإدارة الأعمال، إلى أن تخرج في الجامعة الأمريكية بعد أن أجاد اللغة الإنجليزية التي سعى لدراستها حتى يطلع على شبهات الغربيين التي تطعن في الإسلام، كما عمل بجريدة الجمهورية، وانتهى به الحال إلى أن أصبح عضواً في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

همة عالية
كان "أنور الجندي" ذا همة عالية فريدة، يقول عن نفسه مبينا دأبه في البحث والاطلاع: "قرأت بطاقات دار الكتب، وهي تربو على مليوني بطاقة، وأحصيت في كراريس بعض أسمائها. راجعت فهارس المجلات الكبرى كالهلال والمقتطف والمشرق والمنار والرسالة والثقافة، وأحصيت منها بعض رءوس موضوعات، راجعت جريدة الأهرام على مدى عشرين عاماً، وراجعت المقطم والمؤيد واللواء والبلاغ وكوكب الشرق والجهاد وغيرها من الصحف، وعشرات من المجلات العديدة والدوريات التي عرفتها في بلادنا في خلال هذا القرن، كل ذلك من أجل تقدير موقف القدرة على التعرف على (موضوع) معين في وقت ما".

جهاد الكتاب والقلم
بدأ أنور الجندي" الكتابة في مرحلة مبكرة حيث نشر في مجلة أبولو الأدبية الرفيعة التي كان يحررها الدكتور أحمد زكي أبو شادي عام 1933م، وكانت قد أعلنت عن مسابقة عن شاعر النيل حافظ إبراهيم، فكتب مقالة رصينة تقدم بها، وأجيزت للنشر، وكان عمره آنذاك 17 عاماً، وقد فتح له هذا باب النشر في أشهر الجرائد والمجلات.
وشكل عام 1940 نقطة تحول جذرية في حياة الأستاذ أنور الجندي، حيث قرأ كتاب "وجهة الإسلام" لمجموعة من المستشرقين الأمر الذي جعله يحمل قلمه، ويتصدى لما يوجه نحو الأمة من حملات تغريبية، وقد لفت هذا الكتاب نظره إلى حجم المؤامرة على الإسلام، فانطلق بقلمه ينافح عن عقيدة، وتاريخ المسلمين، وفي ذلك يقول: "هذا قلمي عدتي وسلاحي من أجل مقاومة النفوذ الفكري والأجنبي والغزو الثقافي، وذلك هو التحدي الذي أذهلني ودفعني إلى معرفة أبعاد هذا الخطر وما هي القضية كلها أساسًا، وما هو الدور الذي يمكن لكتَّاب الإسلام أن يقوموا به في سبيل تحطيم هذه الخطة وتدمير وجهتها".

وهكذا انطلق مجاهدا بقلمه وكتاباته خائضا، كما يقول: "في بحر لجي ثلاثين عاماً.. كانت وجهتي الأدب، ولكني كنت لا أنسى ذلك الشيء الخفي الذي يتحرك في الأعماق.. هذه الدعوة التغريبية في مدها وجزرها، في تحولها وتطورها".

ومن ثم تصدى لكبار أدباء ذلك الوقت الذين تولوا أكبر هذه الحملات التغريبية للأمة، مثل "طه حسين" و"أحمد لطفي السيد" و"سلامة موسى" و"جورحي زيدان" و"توفيق الحكيم" وغيرهم، وأقام الموازين العادلة لمحاكمة هؤلاء في ميزان الإسلام وصحة الفكرة الإسلامية، وأخرج عشرات الكتب من العيار الفكري الثقيل.

دور رائد
أخذ "الجندي" على نفسه وضع منهج إسلامي متكامل لمقدمات العلوم والمناهج، يكون زادًا لأبناء الحركة الإسلامية ونبراساً لطلاب العلم والأمناء في كل مكان؛ فأخرج هذا المنهج في 10 أجزاء ضخمة، كما تناول كيفية انبعاث حركة اليقظة الإسلامية في العصر الحديث من قلب العالم الإسلامي نفسه – وعلى زاد وعطاء من الإسلام - فقاومت حركات الاحتلال والاستغلال والتغريب والتخريب والغزو الفكري والثقافي.. ويذكر أن هذه الموسوعة الضخمة تعجز الآن عشرات المجامع ومئات المؤسسات والهيئات أن تأتي بمثلها، أو بقريب منها.

كذلك كانت من القضايا الرئيسية التي شغلت حيزاً كبيراً من فكره، هي قضية تحكيم الشريعة الإسلامية، حيث كان يقول: "أنا محام في قضية الحكم بكتاب الله، ما زلت موكلاً فيها منذ بضع وأربعين سنة".

تكريمه
وقد حصل الأستاذ "الجندي" على جائزة الدولة التقديرية عام 1960، وشارك في العديد من المؤتمرات الإسلامية التي عقدت بعواصم العالم الإسلامي في الرياض، والرباط، والجزائر، ومكة المكرمة، والخرطوم، وجاكرتا، كما حاضر في عدد من الجامعات الإسلامية مثل جامعة الإمام محمد بن سعود، والمجمع اللغوي بالأردن.

وفاته
وفي مساء الإثنين 13 ذي القعدة سنة 1422 هـ الموافق 28 يناير 2002م توفي إلى رحمة الله المفكر الكبير الأستاذ "أنور الجندي" عن عمر يناهز 85 عاماً، وقد ترك ما يربو عن المائتي كتاب في الأدب العربي والفكر الإسلامي وقضايا التغريب والأصالة والدفاع عن هُوية الأمة وشخصيتها التاريخية وحضارتها ودينها.

ولم يلق رحمه الله تعالى التكريم الذي يليق بجهاده، يقول القرضاوي معبرا عن هذه المأساة: يا سبحان الله، يموت مثل هذا الكاتب الكبير، المعروف بغزارة الإنتاج، وبالتفرغ الكامل للكتابة والعلم، والذي سخر قلمه لخدمة الإسلام وثقافته وحضارته، ودعوته وأمته أكثر من نصف قرن، ولا يعرف موته إلا بعد عدة أيام، لا تكتب عنه صحيفة، ولا تتحدث عنه إذاعة، ولا يعرِّف به تلفاز. كأن الرجل لم يخلف وراءه ثروة طائلة من الكتب والموسوعات، في مختلف آفاق الثقافة العربية والإسلامية. وقد كان عضوا عاملا بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة، ومن أوائل الأعضاء في نقابة الصحفيين، وقد حصل على جائزة الدولة التقديرية. لو كان أنور الجندي مطربا أو ممثلا، لامتلأت أنهار الصحف بالحديث عنه، والتنويه بشأنه، والثناء على منجزاته الفنية.

عطاء بعد الممات
واستمر عطاء أنور الجندي الذي سخر قلمه لخدمة الإسلام وثقافته وحضارته، ودعوته وأمته، أكثر من نصف قرن بعد مماته, حيث أوقف منزله الذي يقع في شارع عثمان محرم بالطالبية مقر إقامته منذ أن جاء إلى القاهرة كوقف إسلامي لطلبة العلم، والبحث الشرعي، والذي يضم ما يقرب من 15 ألف كتاب, بالإضافة إلى الدوريات الإسلامية في جميع أنحاء العالم الإسلامي في المائة سنة الأخيرة.

ميراثه
قدم الكاتب والأديب والمؤرخ الإسلامي ميراثاً زاخراً بالعلم، في مختلف قضايا المعرفة والثقافة الإسلامية، والأدبية، والتاريخية، والسياسية، والاجتماعية، والفلسفية، والإعلامية، وغير ذلك، ومن أهم كتبه: "الإسلام تاريخ وحضارة، الإسلام في معركة التغريب، الإسلام في مواجهة الفكر الوافد، الإسلام في وجه التغريب ومخططات التبشير والاستشراق، الإسلام والدعوات الهدامة، أصول الثقافة العربية ومصادرها الإسلامية، أضواء على الأدب العربي المعاصر، أضواء على الحياء والأدب، أكذوبتان في تاريخ الأدب الحديث، أهداف التغريب في العالم الإسلامي، الاقتصاد الإسلامي والمذاهب الجديدة، الدرة المغتصبة بعد ثلاثين عاما "فلسطين"، الدعوة الإسلامية في عصر الصحوة، الصحافة والأقلام المسمومة، الصراع بين الإسلام والاستعمار، الصهيونية والإسلام، تاريخ الصحافة الإسلامية، المؤامرة على الفصحى لغة القرآن في دائرة الضوء، الوحدة الإسلامية وعودة الخلافة، بماذا انتصر المسلمون، تحديات في وجه المجتمع الإسلامي، طه حسين حياته وفكره في ميزان الإسلام، كيف يحطم المسلمون قيد التبعية والحصار".

الأستاذ الكبير أنور الجندي المفكر الإسلامي والمؤلف الموسوعي

بقلم: المستشار عبد الله العقيل

(1337 ـ 1422هـ = 1917 ـ 2002م)

مولده ونشأته:

ولد الأستاذ أنور الجندي في مدينة (ديروط) بمحافظة أسيوط بمصر في 5/3/1335هـ 1917م في بيت علم ودين، ومن الأشخاص الذين تأثر بهم: شيخ العروبة أحمد زكي باشا وأحمد تيمور وشكيب أرسلان ومصطفى صادق الرافعي وحسن البنا وعبدالعزيز الثعالبي وعبدالعزيز جاويش وأمين الرافعي ومحمد فريد وجدي.

ودرس في مجالي التعليم التـجـاري والصحفي، واتصـل بعـدد من الـجامعات الـمصرية والأجـنبيـة، والتحـق بالعمل ببنك مصـر، وعمـل بالـصحافة، حيث كتب في الصحف المصرية والعربية، وعكف على تأليف الكتب، وانبرى للتصدي لموجة التغريب التي غزت مصر والعالم العربي بمعاونة الاستعمار وحركات التبشير التي اجتاحت العالم الإسلامي بعد سقوط الخلافة العثمانية واستعمار الدول العربية وتقسيمها إلى مزق وأشلاء.

سكن في حي (الطالبية) وهو من أحياء القاهرة الشعبية الفقيرة في بيت قديم متهالك، كثيراً ما ينقطع عنه الماء كسائر بيوت الحي، وكان الأستاذ أنور الجندي كما روت ابنته الوحيدة يقوم بملء البراميل وتوزيعها على الجيران بنفسه، وكان يستعمل الحافلات العمومية في تنقلاته، وليس لديه سخان للماء في البيت.

بدأ الكتابة وعمره 18 عاماً، ويروى أن أول من شجعه على الكتابة هو الإمام الشهيد حسن البنا الذي رافقه في رحلة الحج سنة 1946م، وكانت بواكير كتبه: مع بعثة الحج للإخوان المسلمين، اخرجوا من بلادنا، الإخوان المسلمون في ميزان الحق... إلخ.

معرفتي به:

عرفت الأستاذ أنور الجندي في وقت مبكر سنة 1946م، حين كنت طالباً بالمدرسة المتوسطة بالبصرة، حيث كان ينشر مقالاته في مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية، وبعد إصداره كتبه: مع بعثة الحج للإخوان المسلمين، اخرجوا من بلادنا، الإخوان المسلمون في ميزان الحق، حسن البنا قائد الدعوة.. وغيرها، فكنت مع إخواني في البصرة والزبير، عبدالواحد أمان، خليل العقرب، عبدالقادر الأبرشي، يعقوب الباحسين، عبدالرزاق المال الله، عبدالجبار المال الله، عبدالعزيز الربيعة، وعمر الدايل وغيرهم نتدارس هذه الكتب مع كتب أحمد أنس الحجاجي، ومحمد لبيب البوهي، وصابر عبده إبراهيم، لأنها من المقررات الدراسية بالأسر الإخوانية.

وقد أعجبنا بوصفه لبعثة الحج للإخوان المسلمين ودورها الدعوي وسط حجاج بيت الله الحرام القادمين من أنحاء العالم، كما أثلج صدورنا بكتابه الذي يطالب فيه الإنجليز بالخروج من مصر ويهيب بالشعب المصري للتصدي للمستعمر المحتل.

وفي كتابه الذي يرد فيه على الشيوعي المصري الذي هاجم الإخوان بكتاب اسمه (الإخوان المسلمون في الميزان) لمؤلفه حسن أحمد، فقد أنصف الأستاذ أنور الجندي بكتابه الرائع (الإخوان المسلمون في ميزان الحق)، كما حبب إلينا قائد الدعوة الإمام الشهيد حسن البنا في حديثه عنه في كتابه (قائد الدعوة).

ثم كانت لقاءاتي به في مصر حين ذهبت إليها للدراسة الجامعية سنة 1949م. وبعد التخرج انقطعت الصلة إلا من خلال ما نقرؤه له من كتب استمر في إصدارها للتصدي لموجة التغريب ومؤامرات المبشرين وأكاذيب المستشرقين، وخطط المستعمرين، ومؤامرات اليهود، والصليبيين والشيوعيين والعلمانيين والحداثيين وغيرهم.

ثم أكرمني الله بلقائه في الرياض في مؤتمر الإمام محمد بن عبدالوهاب سنة 1978م الذي أقامته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فكانت فرصة طيبة لأبثه عواطفي ومشاعري نحوه، والثناء على جهوده المباركة في الميدان الثقافي والفكري الإسلامي.

وكنت وما زلت مكْبِراً لهذه الجهود الجبارة التي اضطلع بها بمفرده وبجهوده الذاتية وسط هذا الخضم من الأعداء في الداخل والخارج الذين تسنموا أعلى المناصب في الإعلام والثقافة، وأصبحوا يقربون أتباعهم ويحاربون ذوي الخط الأصيل من المفكرين والأدباء والشعراء المسلمين أمثال: أنور الجندي، محمود غنيم، علي أحمد باكثير، نجيب الكيلاني، وغيرهم. وأغرقوا الأسواق بالقصص الماجنة والأدب الرخيص والشعر الهزيل واللغة الركيكة، وكانت الدولة ترعاهم من الداخل وتغدق عليهم الأموال والجوائز وتفتح كل الأبواب أمامهم، وكذا كان هناك الدعم الخارجي لكل الكتَّاب الذين يحاربون الفكر الإسلامي واللغة العربية.

وكان آخر لقاءاتي به بالقاهرة حين حضوري ممثلاً رابطة العالم الإسلامي في مؤتمر المنظمات الإسلامية، وقد بان عليه كبر السن ولكن عزيمته وهمته كانتا عزيمة الشباب وهمتهم.

من أقواله:

ـ «أنا محام في قضية الحكم بكتاب الله، ما زلت موكلاً فيها من بضع وأربعين سنة، حيث أُعدُّ لها الدفوع، وأقدم المذكرات بتكليف بعقد وبيعة إلى الحق تبارك وتعالى، وعهد عليَّ بيع النفس لله، والجنة سلعة الله الغالية هي الثمن لهذا التكليف: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} [التوبة:111].

«لقد كان طه حسين هو قمة أطروحـة التغـريب وأقـوى معـاقلها، ولذلك كان توجيه ضربة قوية إليه هي من الأعمال المحرِّرة للفكر الإسلامـي من التبعية».

ـ «قرأت بطاقات دار الكتب، وهي تربو على مليوني بطاقة وأحصيت في كراريس أسماءها، راجعت فهارس المجلات الكبرى كالهلال والمقتطف والمشرق والمنار والرسالة، والثقافة، وأحصيت منها بعض رؤوس موضوعات. راجعت جريدة الأهرام على مدى عشرين عاماً، وراجعت المقطم والمؤيد واللواء والبلاغ، وكوكب الشرق، والجهاد، وغيرها من الصحف، وعشرات من المجلات والدوريات التي عرفتها بلادنا في خلال هذا القرن، كل ذلك من أجل تقدير موقف، والقدرة على التعرف على (موضوع) معين في وقت ما».

ـ «حسن البنا نموذج من النماذج النادرة التي عرفها تاريخ الإسلام الطويل، فهو من الدعاة الأبرار والمصلحين الربانيين، الذين عرفتهم الأمة الإسلامية، فصححوا مسيرتها، وغيَّروا أعرافها، وطبعوها بطابع الحق، وأعادوها إلى الصراط المستقيم، هؤلاء قد أحدثوا دوياً عالياً في آذان الدهر وأسماع الناس، فهم يبرزون فوق الأحداث، ولا يخضعون لمقررات الوراثة، ولا يستمدون مقدرتهم من بيئة أو أسرة، وإنما هم صبغة الله ومظهر إرادته البالغة، ذكاء غاية في الذكاء، وعزيمة آية في الصدق، وبراعة أداء وبلاغة بيان. ولقد عاش حسن البنا بضعة وأربعين عاماً، وتألق وهو لما يبلغ الثلاثين، وحمل رسالة الإسلام إلى العالمين في شجاعة المؤمن وبراعة القائد وحكمة المجاهد، وصدق الداعية، فلم يلبث أن استمعت له الدنيا، واجتمعت حوله القلوب، فهزَّ دوائر الأحزاب وجماعات السياسة، وأزعج الزعماء، وأقض مضاجع المستعمرين، وتكالبت القوى كلها على الخلاص منه، ذلك أن الصوت الذي كان يتحدث به هو صوت الحق، والكلمة التي كان يقولها هي الكلمة التي يخشاها الاستعمار».
مؤلفاته:

للأستاذ أنور الجندي أكثر من مئتين وخمسين مؤلفاً في مختلف المواضيع وتناسب مختلف الأعمار، وكانت كتبه ورسائله تمثل الزاد المتجدد لحماية عقول الشباب من التيه والزيف، حيث قدم خدمات جلَّى بالغة التميز خدم فيها الفكر الإسلامي المعاصر والثقافة العربية والإسلامية وتاريخ الأدب العربي واللغة العربية، بحيث كان مدرسة في التأليف الموسوعي والدفاع عن الفكر الإسلامي بمنهج رشيد وأسلوب حكيم، يتسمان بالاعتدال والوسطية، ومن أهم مؤلفاته ثلاث موسوعات متميزة هي:

1 ـ معلمة الإسلام، في خمسين جزءاً.

2 ـ موسوعة المناهج، في عشرة أجزاء.

3 ـ في دائرة الضوء، في خمسين جزءاً.

كما أن له مؤلفات في مواضيع شتى نذكر طائفة منها وهي:

اليقظة الإسلامية في مواجهة الاستعمار، أقباس من السيرة العطرة، السلطان عبدالحميد والخلافة الإسلامية، عبدالعزيز الثعالبي، عبدالعزيز جاويش، القيم الأساسية في الفكر الإسلامي والثقافة العربية، قضايا الشباب المسلم، قضايا العصر ومشكلات الفكر تحت ضوء الإسلام، يوم من حياة الرسول، الوجه الآخر لطه حسين، وحدة الفكر الإسلامي، وذكرهم بأيام الله، هزيمة الشيوعية في عالم الإسلام، نوابغ الإسلام، نحن وحضارة الغرب، مؤلفات في الميزان، الاستشراق، الإسلام تاريخ وحضارة، الإسلام في أربعة عشر قرناً، نظرية السامية، موقف الإسلام من العلم والفلسفة الغربية، التبشير الغربي، مناهج الحكم والقيادة في الإسلام، من طفولة البشرية إلى لطف الإنسانية، كيف يحتفظ المسلمون بالذاتية الإسلامية في مواجهة الأخطار؟، مقدمات العلوم والمناهج، آفاق جديدة للدعوة الإسلامية في عالم الغرب، الإسلام في مواجهة الفلسفات القديمة، الإسلام في وجه التغريب، أخطاء المنهج الغربي الوافد، ابتعاث الأسطورة، نحو بناء منهج البدائل الإسلامية للنظريات الغربية، الإسلام والدعوات الهدامة، الإسلام في وجه التيارات الوافدة، الإسلام وحركة التاريخ، الإسلام والعالم المعاصر، الإسلام نظام مجتمع ومنهج حياة، أسلموا المناهج والعلوم والقضايا والمصطلحات المعاصرة، أضواء على الأدب العربي المعاصر، إطار إسلامي للفكر المعاصر، الإسلام، إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام، اعرضوا أنفسكم على موازين القرآن، أعلام الإسلام: تراجم الأسماء البارزة منذ عصر النبوة إلى اليوم، أعلام القرن الرابع عشر الهجري: أعلام الدعوة والفكر، أعلام وأصحاب أقلام، الانقطاع الحضاري، أهداف التغريب في العالم العربي، البطولة في تاريخ الإسلام، بماذا انتصر المسلمون؟، بناء منهج جديد للتعليم والثقافة على قاعدة الأصالة، تاريخ الإسلام في مواجهة التحديات، تاريخ الدعوة الإسلامية في مرحلة الحصار من حركة الجيش إلى كامب ديفيد، تاريخ الغزو الفكري والتخريب: خلال مرحلة ما بين الحربين العالميتين 1920 ـ 1940م، تأصيل اليقظة وترشيد الصحوة، التبشير الغربي، تحديات في وجه المجتمع الإسلامي، تراجم الأعلام المعاصرين في العالم الإسلامي، التربية وبناء الأجيال في ضوء الإسلام، ترشيد الفكر الإسلامي، تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الإسلام الحديث: السلطان عبدالحميد والخلافة الإسلامية، تصحيح المفاهيم في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية، التغريب: أخطر التحديات في وجه الإسلام، الثقافة العربية الإسلامية أصولها وانتماؤها، جوهر الإسلام، جيل العمالقة والقمم الشوامخ في ضوء الإسلام، حتى لا تضيع الهوية الإسلامية والانتماء القرآني، حركة تحرير المرأة في ميزان الإسلام، حركة الترجمة، حركة اليقظة الإسلامية في مواجهة النفوذ الغربي والصهيونية والشيوعية، حقائق عن الغزو الفكري للإسلام، خصائص الأدب العربي، خصائص الأدب العربي في مواجهة نظريات النقد الأدبي الحديث، الخلافة الإسلامية، الخنجر المسموم الذي طُعن به المسلمون، الاقتصاد الإسلامي، الأصالة في مواجهة المعاصرة والاقتباس وسلم القيم، النفس، الفرويدية، سقوط العلمانية، سقوط نظرية دارون، السلطان عبدالحميد: صفحة ناصعة من الجهاد والإيمان والتصميم، سموم الاستشراق والمستشرقين، سيكولوجية الفروق بين الأفراد والجماعات، الشباب المسلم: مشاكله وقضاياه في مواجهة تحديات العصر، شبهات التغريب في غزو الفكر الإسلامي، شبهات في الفكر الإسلامي، الشبهات المطروحة في أفق الفكر الإسلامي، الشبهات والأخطاء الشائعة في الفكر الإسلامي، شخصيات اختلف فيها الرأي، الشرق في فجر اليقظة: صورة اجتماعية للعصر من 1921م إلى 1939م، الشعوبية في الأدب العربي الحديث، الصحافة السياسية في مصر منذ نشأتها إلى الحرب العالمية الثانية، الصحافة والأقلام المسمومة، الصحوة الإسلامية: منطلق الأصالة وإعادة بناء الأمة على طريق الله، صفحات مجهولة من الأدب العربي المعاصر، صفحات مضيئة من تراث الإسلام، الطريق إلى الأصالة، الطريق إلى الأصالة والخروج من التبعية، الطريق أمام الدعوة الإسلامية، طه حسين: حياته وفكره في ميزان الإسلام، العالم الإسلامي والاستعمار السياسي والاجتماعي والثقافي، عالمية الإسلام، عقبات في طريق النهضة: مراجعة لتاريخ مصر الإسلامية منذ الحملة الفرنسية إلى النكسة، عقيدة الكاتب المسلم، على الفكر الإسلامي أن يتحرر من سارتر وفرويد ودوركايم، العودة إلى المنابع: دائرة معارف إسلامية، الفصحى لغة القرآن، الفكر الإسلامي والتحديات التي تواجهه في مطلع القرن الخامس عشر الهجري، الفكر البشري القديم، الفكر والثقافة المعاصرة في شمال إفريقيا، الفنون الشعبية، في مواجهة الفراغ الفكري والنفسي في الشباب، القاديانية: خروج على النبوة المحمدية، كتاب العصر تحت ضوء الإسلام، الضربات التي وجهت للانقضاض على الأمة الإسلامية، ماذا يقرأ الشباب المسلم؟، محاذير وأخطار في مواجهة إحياء التراث والترجمة، المحافظة والتجديد في النثر العربي المعاصر في مئة عام 1840م ـ 1940م، المخططات التلمودية الصهيونية اليهودية في غزو الفكر الإسلامي، المد الإسلامي في مطلع القرن الخامس عشر، المدرسة الإسلامية: على طريق الله ومنهج القرآن، المرأة المسلمة في وجه التحديات، مصابيح على الطريق، مصححو المفاهيم: الغزالي، ابن تيمية، ابن حزم، ابن خلدون، الدعوة الإسلامية في عصر الصحوة: قضايا السياسة والاجتماع والاقتصاد، الإسلامية نظام مجتمع ومنهج حياة، الأعراض موسوعة طبية أمريكية، المثل الأعلى للشباب المسلم، المساجلات والمعارك الأدبية في مجال الفكر والتاريخ والحضارة، المسلمون في فجر القرن الوليد، المعارك الأدبية في مصر منذ 1914 ـ 1939م، المعاصرة في إطار الأصالة، معالم تاريخ الإسلام المعاصر، معالم التاريخ الإسلامي المعاصر من خلال ثلاث مئة وثيقة سياسية ظهرت خلال القرن، معلمة الإسلام، مفاهيم النفس والأخلاق والاجتماع في ضوء الإسلام، مؤامرة تحديد النسل وأسطورة الانفجار السكاني، المؤامرة على الفصحى: لغة القرآن، كمال أتاتورك وإسقاط الخلافة الإسلامية، أحمد زكي الملقب بشيخ العروبة: حياته ـ آراؤه ـ آثاره، فضائح الأحزاب السياسية في مصر: السياسة والزعماء.. والرشوة واستغلال النفوذ، مستقبل الإسلام بعد سقوط الشيوعية، أصالة الفكر الإسلامي في مواجهة التغريب والعلمانية والتنوير الغربي: قضايا الأدب، قراءة في ميراث النبوة: إطار إسلامي للصحوة الإسلامية، حسن البنا الداعية الإمام والمجدد الشهيد.

قالوا عنه:

يقول د. مصطفى الشكعة: «إذا كان المفكر الكبير أنور الجندي قد لاقى صنوفاً من المضايقات والإهمال، فإن له عظيم المكانة إن شاء الله في الآخرة، وحسبه أنه وقف مدافعاً بمفرده عن العربية السليمة، والشريعة الإسلامية الغراء التي أراد أن يتربص بها الرويبضة والمنافقون. إنه من معدن نفيس، معدن ورثة الأنبياء، وهو من حملة مشاعل الحق والهدى والفضيلة والعلم إلى البشرية.

أنور الجندي علم ساطع مرموق في سماء الفكر العربي الإسلامي في قرننا هذا، وهو مثال واضح للعمل الدؤوب والتخطيط المنظم، والتأصيل غير المسبوق، وغزارة الإنتاج».

ويقول د. شوقي ضيف: «عرفت أنور الجندي بعد مشاكساته الحادة ومواجهاته القوية للدكتور طه حسين ورده عليه، وعكوفه على استخلاص نماذج أصيلة من التراث العربي الإسلامي، وتقديمها في العصر الحديث، كمثال جيد على روعة حضارتنا وعظمتها وحيويتها في كل العصور والأزمنة.

إن أنور الجندي لا يقل في كتاباته وما توصل إليه من نتائج باهرة عن العلماء الأفذاذ في تاريخنا، فهو يماثل الجاحظ والأصمعي وابن تيمية وابن القيم في موسوعية المعرفة، والجهاد الطويل بالنفس والروح والوقت لنصرة الإسلام وقضاياه المصيرية».

ويقول د. حسين مجيب المصري: «لقد عاش لقضيته مدافعاً صلباً لا يلين، وتخصص في علوم كثيرة يعجز المعاصرون عن الإلمام بها، أنور الجندي علامة في هذا العصر، وهو الذي أعاد للإسلام رواءه وحيويته وتجدده مرة أخرى بعد أن كثرت سهام المغرضين فيه.

عصامي في مدرسة المجددين المسلمين، علم نفسه من خلال قراءاته المتشعبة الموسوعية واستنتاجاته الفذة، وإصراره على دحض التنصير والمستشرقين وأنصارهم في البيئة العربية الإسلامية.

أنور الجندي كان جامعة قائمة في رجل واحد تخرج فيها آلاف المثقفين بفضل كتاباته العميقة، وريادته لحقل الفكر الإسلامي».

ويقول عنه د. حسن حبشي: «إن إنتاج أنور الجندي يمتاز بالتوثيق الدقيق، والحس التاريخي، والضلوع في فهم تاريخنا عبر حقبه الطويلة، وإجادته للربط بين أكثر من فن وعلم، كما أن دراساته تقع موقعاً متقدماً في المكتبة العربية ولاقت استحسان المتخصصين في الفكـر والأدب والـتاريخ والدين والحضارة».

ويقول د. يوسف القرضاوي: «مسكين أنور الجندي، لقد ظلمته أمته ميتاً كما ظلمته حياً، فلم يكن الرجل ممن يسعون للظهور وتسليط الأضواء عليه، كما يفعل الكثيرون من عشاق الأضواء الباهرة، بل عاش الرجل عمره راهباً في صومعة العلم والثقافة، يقرأ ويكتب ولا يبتغي من أحد جزاء ولا شكوراً».

ويقول د.عبدالحليم عويس: «إن أنور الجندي كان قلعة حصينة في حقبة مظلمة من تاريخنا، وكان يقف بالمرصاد لمحاولات التغريب ودعاة العلمانية، أمثال طه حسين، وخلف الله، ولويس عوض، وغيرهم.

وقد سعى أنور الجندي بالتعاون مع كوكبة من كبار المصلحين إلى إحقاق الحق وإبطال الباطل، فكان رائداً كبيراً في قافلة، روادها حسن البنا ومحمد أبوزهرة، وفريد وجدي، ومصطفى صادق الرافعي، ومحمد الغزالي، وسيد سابق، وحسن أيوب، وسعيد رمضان، وسيد قطب، وغيرهم.

ويقول د. عبدالمنعم يونس: «إن أنور الجندي يقف دائماً في مقدمة الصفوف ليمثل دائرة معارف إسلامية متكاملة للعلوم المعاصرة، ستظل تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، حيث البون شاسع بين شخصه الواهي، وفكره الذي شرَّق وغرَّب، حتى ملأ العالم، فكان وهو في صومعته وعزلته يخشاه الجميع على كراسيهم ومناصبهم، حيث كان ممثلاً للحق الذي لابد أن ينتصر، فقدّم النموذج الفذ لأمانة القلم في رسالة لم تتوقف عبر كتبه التي تجاوزت المئتين وخمسين، وفي حملة لم تنقطع عبر مقالاته وبحوثه التي تجاوزت الآلاف».

ويقول د. غريب جمعة: «جاء الرجل من قريته «النخيلة» بمحافظة أسيوط إلى القاهرة ليعمل في مصرف مالي، ثم اجتذبته دعوة الإخوان المسلمين منذ البداية، وقد لا يعرف البعض أنه كان المسؤول عن خزينة الإخوان المسلمين، وكان يقوم بتسليم رواتب شهرية إلى أسر الضباط المحسوبين على الإخوان المسلمين ممن تعرضوا للاعتقال أو الفصل من الجيش. ولم يقف الرجل عند العمل المالي والإداري، بل اتجه إلى القلم فكتب في موضوعات متعددة، ثم اشتغل بالعمل الصحفي، وتوالى ظهور كتبه في الأسواق، وكان يصف كل كتاب يصدر بأنه (مولود جديد)، وكنت أداعبه قائلاً: كم بلغ عدد مواليد حضرتكم الآن؟ فكان يقول: لقد رزقني الله بابنة واحدة، أما المواليد الآخرون فيحتاجون إلى قائمة لأنهم تجاوزوا المئتين بين رسالة وكتاب وموسوعة».

ويقول الأستاذ محمود خليل: «امتاز أنور الجندي رحمه الله بالضبط المنهجي، عبر رحلته العلمية الطويلة في كشف أخطاء المنهج الغربي الوافد في العقائد والتاريخ والحضارة واللغة والأدب والاجتماع، حيث قام بعملية فرز منهجي لكتابات (أرلوند توينبي) و(بروكلمان) و(مرجليوث) و(لامنسي) وكذلك كتابات (فيليب حتي) و(لويس شيخو)، و(وليم وليكوكس) في التاريخ، وكذلك اعتمد اعتماداً أساسياً في نقده لمشروعات التغريب والتذويب، على نقض الأسس العلمية التي تبنى عليها، حيث قام بنقض نظرية «فرويد» في الجنس، ونظرية (دوركايم) في الاجتماع، ونظرية (تين ويبرنتير) في الأدب، مع تقديم البديل الإسلامي فيما يتناوله من مفاهيم ونظريات».

حضوره المؤتمرات:

شارك الأستاذ أنور الجندي في كثير من المؤتمرات الإسلامية والفكرية في الجزائر والرباط ومكة المكرمة والخرطوم وعمان والإمارات والرياض وإندونيسيا والقاهرة وغيرها. وكان عضواً في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، وحصل على جائزة الدولة التقديرية سنة 1960م.

وفاته:

انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الثلاثاء 15/11/1422هـ عن عمر يناهز الخامسة والثمانين عاماً، وكان عدد المشيِّعين لا يتجاوز الخمسين فرداً فقط!!!

هذا هو عملاق الفكر الإسلامي المعاصر الذي يدافع عن قيم الإسلام ويتصدى للتغريب ودعاته طيلة أكثر من نصف قرن.

يقول الأستاذ صلاح الرشيد: «كشمس الشتاء في خفوتها وضعفها وهوانها على البرد القارس، كان مشهد المفكر الإسلامي الرائد أنور الجندي وهو يترك الحياة الدنيا وشقاءها. كان مشهد الجنازة دليل إدانة لعصر تجاهل عطاء وإنتاج وفكر أنور الجندي صاحب الدراسات الوافية والموسوعات الضخمة والاستنتاجات الدقيقة والمعارك التي خاضها في سبيل الله والحق والإسلام، ومن أجل الذود عن حوض الإيمان وصرح اللغة العربية والفكر القويم، أكثر من نصف قرن من العطاء وأكثر من مئتين وخمسين كتاباً من التأليف بعد البحث والمثابرة والتأصيل، والمقابل هو جحود مستبين، ونكران واضح، وكأن الزمان في أيامنا هذه لم يعد يلتفت للعلماء الموسوعيين، ومن هم في قامة أنور الجندي».

عمل رائع:

ولقد أصدرت جمعية الإصلاح الاجتماعي بالكويت (موسوعة قضايا الدعوة الإسلامية من اليقظة إلى الصحوة) للكاتب الراحل وهي موسوعة تتناول المؤامرات ضد الدين والإسلام كمنهج حياة، ومعالم الصحوة الإسلامية، وموقف الإسلام من التغريب والعلمانية، والحداثة والمبادئ الهدّامة. وإنه لعمل رائع تُشكر عليه الجمعية، وهكذا يكون الوفاء للرجال الأفذاذ، وفي مثل هذا فليتنافس المتنافسون.

رحم الله أستاذنا الكبير أنور الجندي، وحشرنا وإياه في زمرة الصالحين من عباده، مع النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.