المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إِعَانَةُ الْمُحْتَاجِ لِمَعْرِفَةِ مَا عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ لَهُ مُحْتاج



أهــل الحـديث
31-01-2012, 01:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



إِعَانَةُ الْمُحْتَاجِ
لِمَعْرِفَةِ مَا عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ لَهُ مُحْتَاجٌ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد:
قد يحزن المرء ويغضب عندما يرى من نفسه أنه أهلاً للقيام بأعمال دعوية أو عِلْمِيَّةٍ.. ولكن لا يهتم به أحد، ولا يُشْرَك بالقيام بأيّ عمل، بل ويُجْعَل مُهَمَّشًا، وذلك تقصير من جانب المنوط به إدارة الدعوة في توزيع الطاقات وتقدي...ر الجهود ووضع كل شخص في مكانه وعدم التغافل عن ذلك.
وأنا أذكر لهذا الشخص بعض الأشياء لتعينُه على إزالة غضبه وإراحة باله:
1 ـ عليه أنْ يهتم بالأمر الذي لا يهتم به المسلمون ويَنْبُغَ فيه.
2 ـ عليه أنْ يفرح بانتشار الدعوة.
3 ـ عليه أنْ يَعْلَمَ أن هؤلاء الأشخاص قد أعفوه من عبء القيام بالدعوة، وأنه لم يُحْرَج فِي تحمل ذلك.
4 ـ عليه أن يعلم أنَّ هذا المكان (من إمامة أو إلقاء درس أو خطبة أو غير ذلك) قد وقف فيه الكثيرون ثم رحلوا عنه وتركوه لغيرهم، فلم يُحَصِّلُوا من ذلك إلا الثواب الذي أخذوه،والثواب مطلقاً لا يقتصر على القيام بهذه الأدوار الموكلة لغيره وهو عليها قادر.
5 ـ عليه أَنْ يَعْلَمَ أنَّ مَا يَحْدث مِنْ ذلك هو من تقدير الله وحسن رعايته، فليحمد الله تعالى.
6 ـ قد لا يكون الشخص المولى أفضل الناس ولا من أفضل الناس بل هو رجل تقوم به الحاجة ويسد هذا المكان أفضل من غيره.
7 ـ لعل المنوط به إدارة الدعوة لم يوله الإمرة على أي شيء لأنه يلحظ فيه قوة الشخصية؛ لأنه صادق لا يحب المجاملة.
8 ـ يُقالُ: أزْهَدُ النَّاسِ فِي العَالِم ِأَهْلُهُ وجِيرانُهُ! وقد يجد ذلك أحدنا واقع فِي حياة أحد العلماء أو حتى حياته الخاصة، والله المستعان!
وهكذا كنتُ في أهلي وفي وطني ... إنَّ النَّفيسَ غريبٌ حيثُما كانا
فقد يزهد بالاستفادة من علمك أهلك أو أولادك أو أقرباؤك أو جيرانك،فلا تحزن، وتذكّر أنه يأتي النبيُّ يوم القيامة ومعه الرجلان، ويأتي النبيُّ ومعهُ الرجل، ويأتي النبيُّ وليس معه أحد ـ كما ورد فِي حديث النبيr، فهذا لم يكن من تقصير النبي فِي الدعوة، بل يكون أدّاها على أكمل وجه،ولكن الهداية بيد اللهU.

د أبو مسلم خالد الوكيل