تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الكلام على أثرين رويت عن عمر بن الخطاب وسعد بن ابي وقاص في شد الرحال إلى مسجد قباء



أهــل الحـديث
29-01-2012, 06:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال بعض المعاصرين:
ثبت عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال : ( لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحب إلي من أن آتي بيت المقدس مرتين ، لو يعلمون ما في قباء لضربوا إليه أكباد الإبل ).
وثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من وجوه يصحح بعضها بعضا أنه قال عن مسجد قباء < لو كان هذا المسجد بأفق من الآفاق ، لضربنا إليه آباط الإبل > انتهى.


وهذه الآثار فيها كلام من ناحية حديثية ، ولايسلم القول بصحتها من نظر.

أما أثر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، فهو مروي من طريق عائشة بنت سعد عن أبيها .

وقد رواه عنها صخر بن جويرية ، وهاشم بن هاشم الزهري .

أما رواية صخر بن جويرية فهي باللفظ المذكور ، أما رواية هاشم بن هاشم عنها فهي بلفظ (لأن أصلي في مسجد قباء أحب إلي من أن أصلي في بيت المقدس)
وليس فيها ذكر ضرب المطي ، وهي الرواية الأصح.

ففي مصنف ابن أبي شيبة حدثنا أبو خالد، عن هاشم بن هاشم، عن عائشة بنت سعد، قالت: سمعت أبي يقول: «لأن أصلي في مسجد قباء أحب إلي من أن أصلي في بيت المقدس»

وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا هشام بن علي السدوسي، أخبرنا أحمد بن محمد العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا علي بن عبد الله المديني، ثنا حماد بن أسامة، ثنا هاشم بن هاشم، قال: سمعت عامر بن سعد، وعائشة بنت سعد، يقولان: سمعنا سعدا يقول: «لأن أصلي في مسجد قباء أحب إلي من أن أصلي في مسجد بيت المقدس» هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه "



وهاشم بن هاشم زهري ثقة من قرابة عائشة بنت سعد .

أما اللفظ الذي فيه ذكر ضرب المطي ففي سنده صخر بن جويرية ، فهو وإن كان ثقة إلا أن فيه كلام
قال ابن معين (ذهب كتابه ، فبعث إليه من المدينة) .


قال الحافظ في تهذيب التهذيب 4 / 410 :
الذى فى " تاريخ ابن أبى خيثمة " : رأيت فى كتاب على : قال يحيى بن سعيد : ذهب
كتاب صخر فبعث إليه من المدينة .
و فيه أيضا : سمعت ابن معين يقول : صخر بن جويرية ليس حديثه بالمتروك إنما يتكلم فيه لأنه يقال إن كتابه سقط . انتهى.




أما أثر عمر رضي الله عنه فليس له سند صحيح وكل طرقه ضعيفة(فضائل المدينة للرفاعي ص 536) ، وأما القول بتقوي الطرق لهذا الأثر فهذا الكلام فيه نظر، والله تعالى أعلم.