المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدكتور محمد الدويش : أخي عبدالعزيز كما عرفته: أربعون عامًا صحبة ومعاشرة.



أهــل الحـديث
29-01-2012, 03:51 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


تعريف:

هو الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن إبراهيم الدويش، ولد رحمه الله في محافظة الزلفي في شهر شوال عام 1384هـ، كما حدثتني بذلك أمي رحمهما الله، أما في الوثائق الرسمية فقد سجّل تاريخ ميلادي وميلاده في يوم واحد.

ولم يكن بين ولادتي وولادته سوى ستة عشر شهرًا، وكنت أمازح والدتي رحمها الله بأنهما لم يتركا لي فرصة كافية للرضاعة، والبدائل وقتها كانت محدودة.

مات والدي رحمه الله وعبدالعزيز لم يكمل عامه الأول، أما أنا لا أذكر من والدي إلا موقفًا واحدًا، ولا أكاد أتذكر صورته.

عاش رحمه الله في مزرعة من مزارع محافظة الزلفي، لم يكن فيها كهرباء، فضلا عن الهاتف والطرق المعبدة، ودرس في مدرسة القرية إلى الصف الثالث، ثم أكمل دراسة في الرياض في مدرسة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والتحق بعد ذلك بمعهد إمام الدعوة العلمي، ثم كلية الشريعة، وتخرج فيها عام 1407 للهجرة.

وعين بعدها ملازمًا قضائيًا حصل خلالها على الماجستير من المعهد العالي للقضاء، وعنوان أطروحته (فقه الشعبي في وسائل الإثبات) وعين قاضيًا في جبة التابعة لمنطقة حائل، ثم في مركز قصيباء في القصيم.

وعمل مندوبًا في الرياض فترات، ثم أحيل للتقاعد لمرضه رحمه الله.

محبة وصلة:

عشت وإياه عيشة مختلفة، تصاحبنا في كل مراحل العمر: أطفالا نرعى الماشية، نعمل في الحقل، نلعب لعب الأطفال ولهوهم، نسير على أقدامنا إلى المدرسة، ونستمتع بقتل الحيات وتقصي أثرها في ذهابنا وعودتنا.

أتينا إلى الرياض فكنا دومًا في غرفة واحدة، نذهب سويًا على أقدامنا إلى المدرسة، ثم إلى المعهد العلمي، ثم كلية الشريعة ولكن هذه المرة بالسيارة.

أكملنا براءة الطفولة في الرياض سويا، نلعب الكره التي نصنعها من الجوارب، ونثير الضجيج في المنزل الهاديء، تارة بقتل الأوزاغ، وأخرى باللعب، ربما نختصم –كغيرنا من الأطفال- لكن سرعان ما تعود المياه إلى مجاريها.

درسنا سويا في حلقة تحفيظ القرآن الكريم على يد شيخنا عبدالعزيز الشهري رفع الله قدره ومتع به، واشتركنا في عدد من النشاطات: نشاطات مسائية في المعهد العلمي، مراكز صيفية، برامج دعوية...إلخ.

عشنا المراهقة أصدقاء، واختفت حينها حالات الخلاف والصراع، وسوء التواصل بين الإخوة.

لا زلت أتذكر شابًا انفجر ضاحكًا وهو يرانا نتحدث فسألته فقال: لأول مرة أرى أخوين يتحدثان؛ فحين يختلط الأشقاء مع غيرهم يبحث كل منهم عن قرين آخر، فرد عليه أخي قائلا: صدقني أني حين أدخل المنزل وأخي محمد غير موجود لا ينشرح صدري إلا بوجوده.

استحكمت صحبتنا وأخوتنا، ولم يزدها تبدل الأحوال إلا قوة وشدة، تزوج رحمه الله، فكنا سويًا في منزل واحد، عمل خارج الرياض فكان منزلي محطته حين يعود في إجازة أو مهمة، أزوره مع أهلي في غربته، نذهب إلى مكة سويًا في العمرة والحج، وثم أصبحنا جيرانًا متلاصقين.

ما سر هذا الصفاء وتلك الصلة؟ أعترف أن الفضل في ذلك بعد الله يعود إليه وخلقه وبساطته فأنا حاد الطبع سريع الانفعال لكنه كان يحتملني كثيرًا، ويصبر على جفائي وقسوتي.

عايشته في محطات فرح وترح عدة، فكنت معه وهو طفل حين اشتعلت النار في ثوبه فبادرتُ وأختي إلى إطفائها، وكنت معه حين اصطدمت به سيارة ونحن في الطريق إلى المدرسة فحملته من بين عجلاتها فلم يصب بأذى ولله الحمد، وصحبني مدة حين رقدت في المستشفى من لدغة حية، ولازمته حين رقد في المستشفى أول مرة، وفاتحني أولَ الناس بسر مرضه الأخير، لكني كنت قليل الوفاء، مقصرًا في حقه حال مرضه أسأل الله العفو والتجاوز والمغفرة.

أعيش معه في الليل كثيرًا فأراه في منامي: وقد شفي، وقد سافرنا، وقد حججنا، ومرة رأيتني أعتذر منه على التقصير في حقه فكانت ملامته سهلة يسيرة كعادته لا تتناسب مع عظم تقصيري وجفائي، وهكذا كان –رحمه الله- حتى في المنام.

حسن الخلق:

حسن الخلق هو الصفة التي يتحدث بها عنه كل من عرفه في حياته وبعد موته رحمه الله، فقد كان لطيف المعشر حسن التعامل، اتفق على محبته وتقديره القريب والبعيد.

من الناس من يملك مهارات عالية في الحديث، وقدرة على التصنع، ومنهم من تلقّى تدريبات عالية على التعامل مع الناس وامتصاص المواقف.

لم يكن أخي رحمه الله أحدًا من هؤلاء فلم يكن ذا مهارة عالية في تزويق الألفاظ ولا التصنع والتكلف في حسن التعامل، بل كان يتصرف بسجية وعفوية، وأحسب أن هذا هو التحدي، أن نكون صادقين في أخلاقنا، وأن يكون تعاملنا مع الآخرين معبرًا عما في قلوبنا، وذاك يتطلب منا أن نحسن الظن بإخواننا كما أمرنا الله عز وجل، وألا نفتش عن عثرات الناس، وألا نشغل أنفسنا بتفسير نواياهم ومواقفهم.

وهو مع ذلك لم يكن -رحمه الله- خبا يخدع أو يُحتال عليه، بل كان فطنًا دون سوء الظن، واعيًا دون تكلف أو ظلم للناس.

التقدير والتوقير:

كان رحمه الله يتعامل مع الناس بتقدير وتوقير وأدب جم، ويضع كل شخص في منزلته، حاولت مرارًا أن أتذكر موقفًا أساء لي فيه أو قال لي كلمة نابية لعلي أذكر نفسي بفضل العفو والصفح فلم أجد.

وعلى جرأته في الدعابة والطرفة كان يتعامل معي بصورة مختلفة، كثيرًا ما يداعب بعض إخوتي الكبار، أو زوج أختي، أما أنا فكان يتحاشى ذلك كثيرًا، يدفعه لذلك توقير وتقدير لا أستحقه، ومعرفته بضعف قدرتي على احتمال المداعبات الثقيلة.

من عرفه أحبه:

كثير من الأخيار والصلحاء لا يسلمون من أحكام الآخرين عليهم بحق أو بغير حق، ويندر أن تجد من يجمع الناس على محبته والثناء عليه، أما الشيخ رحمه الله فيشهد له بالخير ويثني عليه كل من تعامل معه في طفولته وشبابه، زملاء الدراسة والعمل، جيرانه وأقاربه، أصهاره وأصدقاؤه.

وهذا القدر من الحب لا يكتسبه صاحبه بمجرد التكلف والمداراة، بل بصدق تعامله ومودته، والمنزلة لدى الناس قبل ذلك كله إنما تكون لصاحبها بتوفيق رباني؛ فسبحان من قسم الأخلاق كما قسم الأرزاق.

الحلم:

كان رحمه الله صاحب حلم لا يوصف، وهدوء بال قل أن تراه، منذ طفولته وصباه، إلى شبابه ورجولته، يندر أن أراه منفعلًا ومغضبًا، وكنتُ على النقيض من ذلك، لكنه من أمهر الناس في امتصاص غضبي وحدتي.

حاولت مرارًا أن أتذكر مواقف انفعال وغضب لديه فلم تسعفني الذاكرة، وأعجب من نفسي كيف لم أكتسب منه الحلم مع طول صحبتي له، فأسأل الله الحليم أن يجازيه بحلمه على خلقه.

التواضع:

كان رحمه الله نموذجًا في التواضع وترك الترفع، وقد تهيأت له أسباب ثلاثة كثيرا ما تقود إلى الترفع:

أولها: ذكاؤه وفطنته وسرعة بديهته، ومن كان كذلك يَلْحظ تفوقه على أقرانه ومن حوله؛ فينظر لنفسه نظرة أعلى من الآخرين.

ثانيها: تفوقه في الدراسة؛ ففي مراحل الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية كان يحصل على الترتيب الأول غالبًا.

ثالثها: عمله في سلك القضاء، وفي مناطق صغيرة محدودة.

ومع ذلك كله كان نموذجًا في التواضع وترك التكلف، لم يكن حريصًا على ارتداء مشلحه إلا في الخطابة ويوم العيد، ولم يكن يتصدر المجالس.

عشت معه وخالطته كثيرًا وهو يعرفني جيدًا، فأنا شقيقه وصاحبه، ويعرف أني دونه في الفقه والعلم الشرعي، ومع ذلك لم يكن يتحدث في مجلس وأنا موجود، وحين يسأل يوجه السؤال لي.

وحين يتأخر الإمام يرفض أن يؤم وأنا موجود، مع أنه يعلم من نفسه أنه أولى بالإمامة؛ فهو أحفظ للقرآن، وأتقن لتلاوته، وأفقه في أبواب العبادة.

الجلد والعزيمة:

الجلد والعزيمة من أهم أدوات الإنجاز وتحقيق النجاح، وقد تركت حياةُ اليوم أثرها على الناس ففاتهم كثير من مصالحهم، وأخفقوا في تحقيق عدد من أهدافهم والسبب في ذلك ضعف الهمة ودنو العزيمة.

وأكتفي في بيان عزيمته وجلده بموقف واحد، فقد كان أثناء دراسته الجامعية يقرأ على أحد المشايخ المسندين للحصول على إجازة برواية حفص عن عاصم، فكان كل يوم يصلي الفجر عند الشيخ، ومنزلنا في أقصى الشمال، ومنزل الشيخ في جنوب الرياض.

كثيرُ ممن لم يحققوا أهدافهم كانوا يملكون نية طيبة، ورغبة صادقة في تحقيقها، وإيمانا بأهميتها، لكنهم أخفقوا لأنهم لم ينتصروا على ذواتهم، ولم يمتلكوا العزيمة التي تؤهلهم لذلك.

الصبر والتحمل:

الصبر نصف الإيمان، وقد وعد الله عز وجل الصابرين بأن يوفيهم أجرهم بغير حساب، ولئن كان الصبر في معناه ومفهومه واضحًا يدركه الصغير والكبير، إلا أن التخلق به يعني انتصارًا على الذات، وتعاليًا على رغبات النفس، لذا استحق الصبر هذه المنزلة والأجر العظيم.

كان الشيخ رحمه الله نموذجًا ومثالًا في الصبر منذ صغره، إلى أن ألم به المرض.

حين كنا صغار في مدرسة القرية آنذاك كانت المدرسة تقدم وجبات مجانية للطلاب، وذات يوم وعدنا الوالدة رحمها الله أن نبقي لها وجبتنا، وعدنا من المدرسة نحمل وجباتنا، إلا أنها لم تكن موجودة، فلم أصبر أنا على الانتظار والتهمت وجبتي، أما هو فأبقى وجبته حتى جاءت الوالدة.

وحين ألم به المرض كان صابرًا محتسبًا فقد لازمته في المستشفى في مرضه الأول فلم أر منه شكوى ولا تذمّرًا.

وحين أبلغه الطبيب بالورم في دماغه تقبل الخبر بصبر وثبات، وطلب كوبًا من القهوة، ثم أخبرني بالأمر وأوصاني على بعض المهام والمسؤوليات، وبقي أثناء معاناته مع المرض صابرًا محتسبًا لا يشتكي، بل ربما كان من حوله أشد تألمًا وقلقًا على حاله منه.

الطرافة:

كان رحمه طريفًا خفيف الظل مازحًا، واشتهر بذلك فيمن حوله، إلا أن مزاحه لا يخرج عن الأدب والتوقير، ولا يتجاوز فيه حدود الشرع.

دخل منزل أحد الأشقاء واتصل على أحد المطاعم وطلب منه وجبة لأهل المنزل ثم انصرف، ففوجئوا بصاحب المطعم يطرق الباب ويطلب المبلغ، وعرفوا حينها أنه من فعل ذلك، وتقبلوا الأمر بصدر رحب.

ولم يكن لي نصيب من هذه المداعبات الثقيلة توقيرا منه، وربما توقعًا بردة فعل مني قد تكون غير مناسبة.

الورع

اتصف رحمه الله بالورع في شأن المال في صورة نادرة في هذا الزمان، ومن مواقفه في التورع ما يلي:

• فُتح الباب أمام عدد من القضاة لطلب منح وأراضي فبادر كثير منهم، وامتنع رحمه الله عن ذلك.

• كان وكيلا على تقاعد أولاد أختي وكان المعاش التقاعدي يحال لأحد البنوك التي تتعامل بالربا، فكان وقت نزول المعاش يسحب المبلغ المتاح في بطاقة الصراف، وفي الغد يكمل الباقي حتى لا يستفيد البنك من هذه المبالغ، ثم توليت الأمر بعد مرضه فكان لي شأن آخر أسأل الله المغفرة والرحمة.

• كان له منزل يؤجره، ووضع حسابًا خاصًا يودع فيه إيجار المنزل، فقد كان مترددًا في حل هذا المال له؛ لكونه موظفًا في الدولة، والوظيفة الرسمية تمنع الموظف من ممارسة التجارة.

• كان في سفر برفقة ابن أخيه وبعد أن تجاوز أحد المحلات التي اشترى منها بأربعين كيلو متر اكتشف أن المبلغ قد نقص منه ريالان؛ فانزعج وقلق، فعاد به ابن أخيه حتى سلم صاحب المحل نقوده فارتاحت نفسه.

أما حين أتناقش وإياه في كثير من مسائل المال فقد كان الورع عن ما يشتبه فضلا عن الحرام سمة بارزة له رحمه الله.

وكان يعتني بإخراج الزكاة ويبادر لذلك، حتى أن في مرضه، وقد تعرض لحالات من فقد الذاكرة كان يتصل بي كثيرًا يطلب مني إخراج زكاة ماله، ويوصي الوالدة بذلك فتتصل بي، وكنت أعرف أنه لما يحل الحول بعد، وأكدت لي ذلك زوجته، وهذا شأن كثير ممن تتأثر ذاكرتهم فيغلب عليهم ما يهمهم والله المستعان.

الصورة الإيجابية:

ينظر كثير من الغيورين والصالحين إلى المجتمع نظرة المشفق المتألم، ويسعون جاهدين إلى تصحيح أخطاء الناس ومشكلاتهم، وهذا يقود البعض منهم إلى تسليط النظرة على الجانب السلبي مما يولد أحكامًا غير معتدلة على الواقع، وربما يغفل بعضهم عن النظر للصورة الإيجابية المشرقة، أو يقلل منها ويهمشها، أو يرى أنه لا داعي للنظر إليها؛ فهي مما ينبغي أن يكون الأصل لدى الناس.

كان الشيخ رحمه الله نموذجًا مختلفًا في ذلك، كانت النظرة الإيجابية بارزة لديه، رغم أن العمل في المجال القضائي يغلب عليه التعامل مع الصور الشاذة والسيئة.

تحدث معي رحمه الله طويلًا أثناء زيارتي له في (قصيباء) عن بعض الجوانب الإيجابية التي رآها عند كثير من الناس، فكان مما ذكر: التورع في مسائل الشهادة عند فئة ممن لا يبدو عليهم التدين والصلاح.

وحدثته مرة عن أن توقعاتي لأحد القضاة أعلى مما هو عليه، فبدأ يحدثني عن جوانب إيجابية في شخصيته، وكيف أنه يستثمر بعض قضايا الإصلاح في تحقيق بعض المشروعات الخيرية ودعمها.

وأحسب أننا في هذا الوقت بحاجة إلى النظر إلى جوانب الخير لدى الآخرين، ومما يعيننا على ذلك أن نقدر أن مهمتنا ليست الحكم عليهم وتقويمهم بل توجيههم؛ والنظرة الإيجابية تؤثر خطاب الداعية، وتسهم في بناء الاعتدال لديه، كما أنها تمثل مدخلا مهما يمكن استثماره في التغيير في حياة الناس ودفعهم للعمل الإيجابي.

مرضه:

في عام 1416 للهجرة، تعرض رحمه الله لمرض نادر في الجهاز العصبي، وبقي في المستشفى أيامًا كنت مرافقًا له فيها، ثم خرج رحمه الله ليستمر في تعاطي العلاج والمراجعات الطبية، وعاد إلى عمله، وما لبث أن زاد المرض لديه حتى لم يتمكن من الاستمرار في إعداد أطروحة الدكتوراة.

وفي عام 1424 هـ زادت حالته، وضعف بصره؛ فأصبح لا يتمكن من قيادة السيارة، ويجد صعوبة في المشي.

وبعد أن خرجنا سويًا من صلاة العصر أخبرني أن طبيبه في أحد المستشفيات الخاصة أعلمه أن لديه ورمًا في الدماغ، فأوصاني على بعض الأمور الخاصة بالأسرة، ودخل المستشفى وأجريت له عملية استئصال للورم، وسافر للعلاج في ألمانيا، فتحسنت حاله، إلا أنها بدأت تسوء تدريجيًا، حتى فقد القدرة على الحركة، وعانى من مشكلات في الرئة اضطر الأطباء معها إلى إجراء فتحة في حلقه للتنفس؛ ففقد الكلام والتواصل، وبقي سنوات بين المنزل والمستشفى، إلى أن توفي رحمه الله يوم الاثنين 22/2/1433هـ .

أسأل الله أن يغفر له، ويرحمه، ويعلي درجته ومنزلته، وأن يغفر لي تقصيري وجفائي في حقه، وأن يخلف له الخير في ابنته؛ فتكون صالحة تدعو له.

د. محمد بن عبد الله الدويش