المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موقظاتٌ في سبيل السماع !



أهــل الحـديث
29-01-2012, 01:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

اللهمَّ لكَ الحمدُ على كلِّ حال، ولكَ الحمد ما تعاقبتِ الأيامُ والليال، ولكَ الحمدُ أنت نور السماواتِ والأرضِ ومن فيهِنَّ، نستعصِمُ بكَ - سبحانكَ - من جور الجائرين، ونستعينكَ على انتهاجِ دربِ الموفقين، يبدك الأمر لا إله غيرُكَ، أنتَ ربُّ السماواتِ والأرضين .

أمَّا بعدُ :

فهذهِ نفثاتُ مصدور، أجاءَ إليها حرارةُ ما رأى، ومحبًّة أهل السُّنةِ من الورى، بذلتُها فأصغِ إليها، غير مستنكف ولا مستكبر:
اعلم - أصلح الله قلبي وقلبك - أنَّ العلمَ ثقيل، وأنَّ الدينَ عزيز، وأنَّ الحقَّ منصور، وثقل العلم، وعزةُ الدِّين ونصرةُ الحقّ، كلّها شواهدُ على تعظيمِ الشريعةِ، ورفعِ منارِها، وهذا أمرٌ لا إخالك تنفيهِ، ولا تعارضُ صدق مراميه، فعليك بتلمُّس المذهبِ الذي بهِ تكونُ من مُعَظِّمي العلمِ ومُعزِّيهِ، واحذر أن تكونَ بهِ مستهيناً، وعلى إذلال أهله معيناً، فتلكَ بائقةٌ البوائق، تتسلسلُ منها بوائق شاهدناها في بابِ السَّماعِ، اقتصرتُ فيها على ما رأيتُ ونبهتُكَ على التزام ضدِّها (ومن حذَّر كمن بشَّر ) :

أولاً :
الأدب معَ الأشياخِ، بالجلوس لهم إذا رغبوا، وإراحتهم إذا لغبوا، و المشي على مواعيدهم المقررة، تأتي قبلهم منتظراً، حتى يقدَموا، ولا تجعلهم يسبقونكَ إلى المجلسِ، فذاك نقصان الأدب .
أمَّا أن تعدهم عِدَةً ثم تتركهم ينتظرونك فهذه خصلة قبيحة، يأباها من تشرف بعلم أو استشرف لفهم .

ثانياً :
الأدب مع الأشياخ بعدم التقدَّم بين أيديهم، فيجلسُ التلميذ بين أشياخه مُسمعاً كما يُسمعونَ، وربَّما كانَ له الصدر دونهما، فكيف إذا كان أشياخه جمعا بين الرواية والدراية، بل كيف لو كان لا يروي إلا عنهما، بل ربما لم يرو عنهما بعدُ !

ولا يُستنكر جلوسُ العالم بين المُسمعين وإن كان روى عنهم، إذا أراد التعليم بموافقتهم مع لزوم الأدب وخفض الجناح.

واعلم - بصَّركَ الله وبشَّرك - أن بعضَ الناس يستقبحون تقدم من لم يشتهر، لكنَّ المشهور لا يرون بتقدمه بأساً، وإن خلا من العلم، وهذا مذهب الطغام،
(ومن يكن الغرابُ له دليلاً)


ثالثاً :
صيانة مجالس التحديثِ عن العبث واللهو والضحِكِ، فإن كانَ هذا يصدر من مُتصدِّر، ويغلبُ على أحوالِه، فإنَّه مجلسُ تُخشى حوبته، وتَذهبُ بركته.


هذه خصلات ثلاث، رأيتُها في مجالس حضرتُها، وأنا أستغفر الله تعالى، وأرجوه أن يرحمني وإخواني من عواقب هذه المُثُل .


ختْمةٌ :

(من استعجل الشيءَ قبل أوانه عوقب بحرمانه) فكم من متصدِّرٍ حرِم العلوَّ، وكم من خفيٍّ عندهُ من العلوِّ ما ليسَ عندَ كثيرٍ من المشتغلينَ، علواً في الأسانيدِ لا في الصحيحين فحسب، بل في السنن والمسانيد فلا تكن ممن قام وقعد، وأبرق وأرعد، مع خلو وفاضه، وبدوّ إنفاضه .

ولا تسأم الطَّلبَ، ولا تملَّ الدأب، ولا تستبعد رَشْحَ الصَّلد، وعليكَ بالصبر، وابتغاء الأجر .


والسلام عليكَ .