المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة تشكو الفتاوي



أهــل الحـديث
28-01-2012, 12:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي
قصيدة تشكو الفتاوى:
تشكو الفتاوى في زمانك حالها ** من بعدما سَلبَ الفضاء جمالِها
صارت مُبَلْبلة الفؤاد, أتشتكي ** علماءها, أم تشتكي جُهّالها ؟
قابلتُها يوماً على درب الأسى ** تُلقي على باب الأنين رِحالها
فسألتها عمّا جرى فاستعبرت ** ورمت إليّ مع الدموع سُؤالها
قالت: أتسألني كأنّك لا ترى ** رمضاءَ بيداءِ الهوى ورمالها ؟
فأنا الفتاوى صِرتُ في أرجوحةٍ ** أبلت أيادي الراحلين حبالها
أولست تبصر في الفضائيات ما ** يلقي عليّ من الهموم ثقالها
يتسابقون على انتهاك كرامتي ** ويقلِّبون حرامها وحلالها
يتخّطفون القول من فم سائلٍ ** متجاهلين من الأمور مآلها
يتجرّأون على الفتاوى بعدما ** كسرت لهم أوهامهم أقفالها
كم ليلةٍ قطعوا عليّ هُدوءها ** حتى أزاحوا نجمها وهلالها
هذا يجوّز للفتاة سفورها ** ويُبيحُ أن تلقى النساء رِجالها
ويبيحُ للأنثى الذكورة َ ناسياً ** أن المهيمنَ حرَّم استرجالها
وهناك من عشق الظهور فزاده ** رهقاً, وأعطى نفسه استرسالها
راقت له الشاشات حتى أصبحت ** في النفس غايته التي يسعى لها
يا من تحمّلتم أمانة علمكم ** ما كلُّ من حَمَلَ السيوف أجالها
ما كلُّ من راش السّهام رمي بها ** كم من سهامٍ لا تُحِبُّ نِصالها
إنّ التسرُّع في الفتاوى ثغرةٌ ** تتسلُّل الفتن العظام خلالها
كان الصحابة يكبحون جماحها ** ويضّيقون طريقها ومجالها
يتدافعون سؤالها وجوابها ** ورعاً, ولا يستسهلون وبالها
ما بالكم أنتم كسرتم بابها ** كسراً ولم تُبقوا عليها شالها ؟
ثوبوا إلى رُشدِ الحكيم وأطلقوا ** تقوى النفوس وحطّموا أغلالها
يا مسرعون إلى الفتاوى, هوّنوا ** فلربَّ فتوى أهلكت من قالها
ولربَّ فتوى شكّكت متديَّناً ** فيما لديه وأحدثت زلزالها
ما بالكم تنسون يوم قيامةٍ ** الله يعلم – وحده – أهوالها ؟؟