هاهاها
27-03-2005, 12:57 PM
انتشرت بين الشباب ظاهرة، تراها على زجاج سياراتهم الخلفية، أينما حلوا، وقيل إن شرارة حماسهم انطلقت من حكاية مسؤول شاهد، شابا يضع ملصقا شفافا على مساحة كبيرة من زجاج سيارته الخلفية، للعلم السعودي المزخرف بحروف «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وهما الشهادتان اللتان تزينان العلم السعودي الوطني، فكافأه على حسه الوطني، وطبعا «درعم» شبابنا وراء الصورة، ولا أدري إن كانت الحكاية دافعا واسع الانتشار أم لا، ولكن الحقيقة أن الصورة الكبيرة التي بحجم زجاج السيارة الخلفية والتي تذكر كل مسلم بالشهادتين، وتذكر كل شاب مواطن بمعنى المواطنة، لم تغير في سلوك الشباب كثيرا، وكأن كل ما أراده الشباب، من وراء تلك الصورة، هو التقليد، والتشابه، لا أكثر ولا أقل، فقد استمر الشباب بأعلامهم، يزلزلون كل معالم الوطنية، بـ«التفحيط»، وتحطيم كل شجرة، وكل شارع، وبصوت الأبواق المرتفعة في كل مكان، والسباب العلني، والغزل المؤذي، والحكاية هي ذاتها، تتكرر، أما أسوأ الحكايات فهي ما شاهدته يوما من شاب حرص على تزيين سيارته بصورة العلم الوطني الشفاف، لكنه نسي علمه والوطن، ونسي نفسه وخرج من سيارته يهم بضرب سائق مقيم لأنه سد طريقه، وأشار بيده، يطلب منه الصبر، ليخرج سيارته من موقفها، فلم يحتمل الشاب، ونزل مسرعا يريد أن يهشم رأسه بـ«العجرا»، ولولا سرعة التفاف الناس حوله، ليتعوذ من الشيطان، لكان المقيم تعلم درسا أن الشباب السعودي أقوياء و«فتوات» ولا يطارحهم أحد، فيما كنت أردد يا خسارة العلم اللي على السيارة! الذي يتعامل معه شبابنا وكأنه مجرد علم لناد محلي، يكفي حمله في سيارته، وتشجيعه بكلمات من وزن «ارفع رأسك أنت سعودي»، وينسى أن المواطنة، قيمة تنسجم مع الأخلاق الحميدة، من الإخلاص والأمانة، والصدق، واحترام حقوق الناس، وخاصة الضعفاء منهم، وهي القيم التي تنبع من الدين الحنيف نفسه.
فأين غابت كل هذه المعاني عن شباب الأعلام الوطنية، الذين يذهبون لمدارسهم كل يوم، وتحتل المواد الدينية المساحة الأكبر من مناهجهم، ولماذا يخرجون إلينا في صور متناقضة، شعاراتها، ورموزها مدوية، لكنها فارغة من المضمون الأخلاقي المرتبط بها، لتصبح القيمة الوطنية مجرد علم على سيارة!!.
عندما ظهرت صورة المواطن الشاب حارس الأمن في وزارة الصحة، «سليمان النقيثان» في الصحف، والذي تصدى لكشف وفضح سرقة كان من الممكن أن تتم لو قبل بالتواطؤ مع مقيم عرض عليه رشوة مقابل سرقة المصلحة التي كلف بحراستها، عرفت أنها القصة التي يجب أن تذاع ذلك الصباح، ليس فقط في الصحف بل في الإذاعات المدرسية، وفي مواقع الإنترنت الشبابية، فخرا بهذا الشاب أن يغني: سأرفع رأسي لأني مواطن حقيقي!!.
فأين غابت كل هذه المعاني عن شباب الأعلام الوطنية، الذين يذهبون لمدارسهم كل يوم، وتحتل المواد الدينية المساحة الأكبر من مناهجهم، ولماذا يخرجون إلينا في صور متناقضة، شعاراتها، ورموزها مدوية، لكنها فارغة من المضمون الأخلاقي المرتبط بها، لتصبح القيمة الوطنية مجرد علم على سيارة!!.
عندما ظهرت صورة المواطن الشاب حارس الأمن في وزارة الصحة، «سليمان النقيثان» في الصحف، والذي تصدى لكشف وفضح سرقة كان من الممكن أن تتم لو قبل بالتواطؤ مع مقيم عرض عليه رشوة مقابل سرقة المصلحة التي كلف بحراستها، عرفت أنها القصة التي يجب أن تذاع ذلك الصباح، ليس فقط في الصحف بل في الإذاعات المدرسية، وفي مواقع الإنترنت الشبابية، فخرا بهذا الشاب أن يغني: سأرفع رأسي لأني مواطن حقيقي!!.