المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا بلطان.. «لحوم الحكام مسمومة»!



الاهلي الراقي
27-01-2012, 01:00 AM
«لمشجعي الشباب.. هذا عنوان الحكم إلياس سباثاس: اليونان، جزيرة رودس، بجوار قلعة إياليسوس. إذا ودكم تشخبطون على جدار بيته». ما سبق نص رسالة جوال وصلتني بعد دقائق من نهاية مباراة الشباب والأهلي في ربع نهائي بطولة ولي العهد، التي انتهت بفوز الثاني 1-0.

وهي تعبر عن لسان حال بعض الشارع الرياضي، الذي استمرأ البحث عن كبش فداء لخسارة فريقه أو تدني مستواه. وهو بالمناسبة لا يختلف كثيرا عن نهج معظم المنتمين للوسط الرياضي، من رؤساء أندية ولاعبين وإداريين ومدربين، وعدم إدراكهم أن أخطاء الحكام، مواطنين كانوا أم أجانب، هي جزء من اللعبة، وأن تعليق أسباب أي هزيمة على شماعة الحكام ليس لها ما يبررها، خاصة أن المباراة انتهت بخيرها وشرها، وأي حديث بعد ذلك لن يقدم أو يؤخر في الأمر شيئا.

ما يدعوني إلى هذا القول هو الحديث الإعلامي الذي وجهه خالد البلطان، رئيس نادي الشباب، بعد نهاية المباراة، وثنائه على تصريح الأسبوع قبل الماضي للأمير عبد الرحمن بن مساعد، رئيس نادي الهلال، عندما تهكم على الحكم السعودي مطرف القحطاني، جراء الأحداث التي صاحبت مباراة فريقه مع التعاون، وكان من مخلفاتها أن تهجم بعض الموتورين على منزل الحكم القحطاني.

البلطان الذي حمّل اليوناني سباثاس حكم المباراة خسارة فريقه أمام الأهلي، تجاهل وقائع مهمة في المباراة، كان الأولى به التركيز عليها والاهتمام بها، مثل حماقة لاعبه عمر الغامدي، عندما تعمد ضرب لاعب الأهلي كماتشو من دون كرة، في خطأ تقدير عقوبته مسؤولية حكم اللقاء وحده، ناهيك عن غياب معظم نجوم الفريق عن مستوياتهم المعروفة، وبخاصة في الشوط الثاني، عندما ركنوا للدفاع قبل أن ينهاروا في الخمس ثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع.

الحقيقة الأكيدة أن تصاريح مسؤولي الأندية أصبحت ماركة سعودية مسجلة، بدأت مع رؤساء النصر السابقين واللاحقين، الذين جعلوا من مهاجمة الحكام «سنة» ثابتة لهم بعد كل مباراة، حتى ولو آلت نتيجة المباراة لفريقهم.

والأكيد أيضا أن هذه التصاريح لم تجلب للنصر بطولات لم يكن يستحقها، كما أنها لم تنزع عنه أخرى كانت بين أحضانه، ومع هذا استمرت التصاريح، ولكن توقفت الإنجازات، لركونهم إلى أن مؤثرات خارجية هي من تسببت في فقدانهم للبطولات، وليس لوجود أخطاء إدارية وفنية في فريقهم.

أعتقد أن من أراد أن يدق أول المسامير في نعش فريقه، لا يحتاج لأكثر من السير على هذا النهج، وتحميل تراجعه أو خسارته للمباريات على العوامل الخارجية، وبخاصة التحكيم، فهي أسهل الطرق المؤدية إلى الهاوية.

في ظني أن البلطان مخير في الأخذ بين النموذج النصراوي، وبالتالي قبول ما ستؤول إليه الأمور في مقبل الأيام، أو العمل بقاعدة الأمير خالد بن فهد، رئيس النادي الأهلي، الذي تجاوز سلبيات الماضي، وتفرغ للعمل على فريقه، فكانت النتيجة أن نشاهد نجوما تقدم أفضل العروض المقرونة بالنتائج الإيجابية.

يبقى سؤال أخير: هل من يوجه سهام نقده للحكام الأجانب، ويحملهم خسارة فريقه، تطبق بحقه عقوبات لجنة الانضباط التي تطبق على من يهاجم الحكم السعودي، أم أن الحكام الأجانب «لحومهم ليست مسمومة»؟

mowafaqhttp://vb.g111g.com/images/Fethi_mailpic/mail2.gifasharqalawsat.com