المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العبد قليل بنفسه.. كثير بإخوانه



أهــل الحـديث
26-01-2012, 10:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


منقول:بواسطة: أم خطاب
مع بعض التعديل

العبد قليل بنفسه.. كثير بإخوانه



من ظن أنه يستطيع أن يخدم الدين وحده ويستطيع إنجاز كل المهام على أكمل وجه.. فقد جانبه الصواب, فمن حكمة الله في خلقه توزيع المواهب والقدرات.. ولا غنى لأحدنا عن إخوانه.



وقد ذقنا ورأينا عيانا معنى حديث النبي (صلى الله عليه وسلم):"عليك بالجماعة.. فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية", الذئب المقصود هنا هو الشيطان.. الذي يتفرد بالقاصي البعيد عن الحماية.. كما يستغل الذئب الحقيقي فرصة انفراد شاة عن القطيع.



وجدنا ضعفنا بعيدا ً عن إخواننا.. وجدنا قلة الناصح والمعين.. أدركنا الفرق الشاسع بين صحبة الصالحين.. حتى ولو كنا في سجون وضيق وجوع وخوف وبين الوحدة والانقطاع.. حتى لو دنت الدنيا من أيدينا وتملكنا عزها وجاهها وسلطانها.



فكل ذلك بعيد عن حضن الجماعة والصحبة الصالحة لا طعم له ولا وزن له.. إلا كطعم الخضروات والفواكه المهرمنة غير الطبيعية.



انكشف الواحد منا أمام نفسه.. وكان إخوانه يسترونه ويسدون خلله ويقيلون عثرته, أصبحت أستشعر – بحق – معنى قوله تعالى: "وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ", أصبحت أستشعر معنى قوله تعالى: " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ".



أصبحت أفهم غاية التوجيه القرآني:" َاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ", أصبحنا نشعر بحاجتنا الملحة إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضاً – وشبك بين أصابعه "

متفق عليه من رواية أبي موسى الأشعري), عبر عنه الإخوة بلسان الحال والمقال..ونحن نحاول لملمة الشمل من جديد.. إذا بأحد الإخوة يصرخ: "لقد ضعت.. أصبحت أتكاسل عن صلاة الفجر.. أصبحت لا أجد قرة عيني في الصلاة.. أصبح الأذان عبئا ً علي.



ويقول أين أنتم؟



يا من كنتم توقظوني لصلاة الفجر.. وتحثوني على قيام الليل وصيام النوافل, كنا رهبانا بالليل وفرسانا بالنهار بإخواننا .. بجماعتنا .. بصحبتنا.




نتذكر ما كنا نهتف به في ظلمة الزنازين:



أخي أنى أريدك لا تدعني وإن بى ضاق صدرك من يسعني.



نتذكر العهد الذي قطعناه على أنفسنا .. وترنمت به حناجرنا:



إلى مـن حـاد عـن صــفي وولى تــاركــا كفـــي



ضللت الـدرب يـا صــاح وخنــت العهـد يـا إلفـي



إلى من قــال لي يــومــا يمـــين الله لـن أخنـــع



سأبقـى ثــابتـا ً دومـــا ً وللشيـــطان لـن أركــع



أتــانـا العلــم أنكمــوا تــركتـم عفــة البصــر



وصرتـم تتبعــون العـــين منظــر فـــاتن الصــور



أراك اليــوم قــد خــارت قــــواك وزارك الخطــل



وســـرت وراء شـــيطان بـــزي الإنـس يســـتتر



فهيا أحبتنا نعاود دربنا درب العمل والدعوة لله عز وجل.. نضمد جراحنا ونجمع عزائمنا .. ونستنهض هممنا.. ونفتح صدورنا لإخواننا.. نمسح أحزانهم.. ونأخذ بأيديهم إلى الله عز وجل.



فالإسلام أرض رحيبة تحتاج إلى جميع جهود إخواننا.



فالله الله في دينكم



فالله الله في دعوتكم



فالله الله في إخوانكم

وأعظم بهذا القبس الذي اتخذناه شعارا ً: " أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ".