المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصحة..نعمة لا تدوم !!



االزعيم الهلالي
26-01-2012, 02:50 PM
الصحة..نعمة لا تدوم !!
الصحة , و ما أدراك ما الصحة ؟! إنها تلك النعمة العظيمة التي أنعمها الله على عباده , و التي تستوجب الثناء و الشكر لله في كل عبادة , بل في كل وقت و حين , إنها نعمة من الله المنعم تجعلك متصلا بخالقك جل جلاله , و تذكر هذه النعمة الجليلة , و تؤدي حقها بطاعة الله في المباحات , و اجتناب المحرمات , و تحفظ جوارحك من الذنوب و المعاصي , و التي تؤثر على الإنسان في الدنيا و الآخرة . والنعمة تاج على رؤوس الأصحاء غافلون عنه , لا يراه إلا المرضى , و لا يحس به إلا المرضى الذين يكابدون الأسقام و الآلام في كل مشفى, ودموعهم تنهال على الأوداج حرى , رافعين أيديهم يدعون الله المولى , كي يكشف البأس و الضر علها تطيب النفوس و تبرى , فالصحة نعمة لا تدوم يحس بها الصحيح عندما يفقدها فيبحث عنها , فهي لا تقدر بمال و لا أثمان , فليتق المسلم المعافى ربه المنعم الرحمن , و يستغل تلك النعمة العظيمة في الطاعات , قبل أن يحل به هاذم اللذات , ومفرق الأهلين و الجماعات , ذلك الأجل المحتوم , أو أن يحل به عارض يفاجئه فيفجعه في هذه الحياة متقلبة الأحداث و الأطوار , فلا يستطيع إن يقم لنفسه شيئا إلا اليسير , و قد لا يستطيع ! فيتحسر على حياته الفانية , يقول الله تعالى : ( و أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فاصدق و أكن من الصالحين . و لن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها و الله خبير بما تعملون ) 11,10/ المنافقون . و يقول الهادي البشير و السراج المنير:( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ )لا سيما أن المسلم عندما يكون صحيح البدن و الأعضاء يكون قويا نشيطا , و يستطيع القيام بالطاعات بخلاف حاله وقت المرض و الوهن الكبر التي توهن و تضعف قدرات المسلم العقلية و الجسمية , فيكون ضعيفا أو غير قادر على فعل الخيرات , و أن يستغل الصحة قبل أن يحل به عارض من أمراض أو حوادث مؤلمة أو حادثات و أخطار,فترى المسلم ـ اليوم ـ صحيحا معافى , و غدا سقيما , و لقد حث الرسول صلى الله عليه و سلم أمته على الخير , و أن تبادر إلى الطاعات في الدنيا , و حذرها من الشر , فقال صلى الله عليه و سلم يخاطب واحدا , و الخطاب لأمته جميعا :( اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك ). و اعلم ـ أخي المسلم ـ أن الله أنعم على عباده المؤمنين نعما كثيرة لا تعد و لا تحصى نعما خاصة و بعضها عام ما بين نعمة الإسلام العظيمة , و نعمة الأمن و الاستقرار و الأمان , فالمسلم يعبد الله وحده , و لا يخاف إلا الله , بخلاف الآباء الأولون الذين عشوا حياة الخوف , و ذاقوا حياة الفقر و الحرمان , فهم يؤدون العبادات , و يسعون إلى أرزاقهم , و هم في خوف و ذلك عندما كانت بلادنا المباركة فتية بسيطة الموارد . فعليك أن تشكر الله على نعمائه الظاهرة و الباطنة , لكي يزيدك الله من نعمائه العظيمة . فالله جل جلاله يقول: ( و إذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم و لئن كفرتم إن عذابي لشديد ) 7 , إبراهيم .

عبد العزيز السلامة / أوثال