المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عافية صديقي .. كيف هذا الطفل جاء !



أهــل الحـديث
26-01-2012, 12:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



ورد تقرير بالأمس ان اختنا عافيه صديقي حملت وهي في السجن وأجهضت في نوفمبر2011 وأصيبت بنزيف حاد وهي الآن مصابة بالسرطان ولاحول ولاقوة إلا بالله

عافية صديقي .. كيف هذا الطفل جاء !

الآن والآن فقط ستشرأب أعناق القوم من كُل حدبٍ وصوب نحوكِ يا اُخيه
الآن أبشري بنظرات التعجب والحيرةِ والاستفهام
سيضعونكِ تحت المجهر وسيُمسكون بالطرس والدفتر
وسيكتبون بالخط العريض الأحمر ..

كيف هذا الطفل جاء ؟!

من حقنا أن نسأل فهذا شيءٌ عُجاب
من حقنا أن نعرف فالأمرُ واقعٌ وليس مجرد سراب
طفلٌ في أحشاء اُمٍ في بلاد الحريةِ ومكافحةِ الإرهاب !!
مهلاً .. فالطفل جاء والأبُ سجينٌ فلا تتعجبوا يا أحباب ..

كيف حلّ الظلم يوماً .. فاستبدّ الأشقياء
واستباحوا كلّ عرضٍ .. بعد إهراق الدماء
لم يراعوا الله فينا .. لم يطيعوا الأنبياء
ثـم يأتيني سؤالٌ .. فيه شيءٌ من غباء
كنت ياشيماءُ بكراً .. كيف هذا الطفلُ جاء ؟؟

آآآآآهٍ ياويح قلبي

لقد جاء هذا الطفل يوم أن سلكتم نهج الذل والانبطاح
لقد جاء هذا الطفل يوم أن اكتفيتم بالدعاء وتركتم السلاح
حينها جاء هذا الطفل ..

مزجنا دماء بالدموع السواجم .. فلم يبق منا عرضة للمراحم
وشرّ سلاح المرء دمع يفضيه ..إذا الحرب شبَّت نارها بالصوارم

أين كنتم حين اُسرت أين كُنتم حين سُبيت أين كنتم حين كُسرت
ألم تصلكم صرخاتها أم كنتم تنتظرون بكاء طفلها الذي لم يولد ؟!
أحمد الله أنه لم يولد وإلا لضل يبكي طول عمرة من فِعالكم وخذلانكم
العار ستحملونه أنتم لأنكم تابعتم بصمت فصول هذه الجريمة لقد كنت شهوداً
عليها فإن لم تحرككم أخوة الدين فأين النخوة والحمية أم انها من رواسب الجاهلية!

مالذي ستقولونه عنها الآن ياترى ؟!
قولوا غبية قولوا بغيه لكنها رغم أنفكم حرةٌ شريفةٌ أبية
والله لتتعلقنَ برقابكم يوم لاينفع مالٌ ولا بنون أيُها العلماء

أولم تسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
"ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته"

وأين الفارسُ المغـوارُ يأتـي .. يفـُـكُ القيد أعياني الزفيـرُ
ولـو أن القطيعَ لنا جــوارٌ .. لما طابت لِسُكْنَانا الحميـــرُ
أيهناءُ عيشكم يا قوم إني .. أجـــرعُ كأْس حنظلِهم مــريرُ

ستطاردكم صرخاتها أيها المسلمون في الدنيا قبل الآخرة ستهز مسامعكم ستقض مضاجعكم ولا أدري كيف ستعيشون مع هذه الصرخات التي سيتردد صداها في قلوبكم وعقولكم حين يخذلكم الله في موطنٍ تحبون فيه أن ينصركم
غير أني أعرف أن هُناك رجالٌ ما إن يسمعوا صرخةً أو فزعةً إلا هبوا سراعاً ملبين النداء

قال الضحوك القتال
"من خير معاش الناس لهم، رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه كلما سمع هيْعَةً أو فزعة طار عليه يبتغي القتلَ والموتَ مظانَّهُ"

اصرخي يا اُخيه وأفزعي فهناك من سيلبي النداء ويقدم الروح لكِ فداء
لاتصرخي وآآآمعتصماه فالمعتصم قد مات لكن بعد أن لبىَ نداها
هناك من لايزالون على قيد الحياة يجاهدون في سبيل الله هم الغرباء
في زمنٍ كثر فيه المتخاذلون وقل في طريق العز السالكون
فابشري اُختاه لايزال هناك من يتنفس عزةً وإيمانا
أتدرين يوم أن صرخت إحداهن ماذا فعل أحد الغرباء ؟!

قالها بصوتٍ يجلجل في السماء

" لبيك يا أختاه "

"اليوم يوم المحلمة اليوم نمحوا المشأمة , اليوم نسفك الدما العرض يشكوا المظلمة"

قد هب هو وبقية الغرباء وسفكوا من الأعداء الدماء وما استكانوا
إلا وقد أذاقوا عدوهم من العذاب ألوانا وجعلوا أجسادهم تشتعل نيرانا
وقري عينا فو الله لن يقول لك الغرباء كيف هذا الطفل جاء
بل سيقولون كما قال أميرهم من قبل

أما أنت أيتها العفيفة الطاهرة فأجرك على الله ... فأجرك على الله، وأصبرى وأحتسبى

فلبيك يا أختاه ثأرك لن ننساه

قالها وهو يبكي قهراً وألما لانتهاك أعراض المسلمين أتدرين يا اُخيه أن
هذا الغريب قد نال الشهادة وأن زوجتهُ قد اُسرت من بعده ؟
وعلى قدر ألمي عليها إلا أن أملي كبير أتعرفين لماذا ؟!
لأنه لم يخذل تلك المسلمة فكيف سيخذله الله في أهله !
وأملي بعد الله ليس في أمثالي من الغثاء بل في جُندٍ كان هو لهم أمير
قال لهم يوماً وصوته يقطر دماً ..

يقول صلى الله عليه وسلم "من قتل دون أهله فهو شهيد"
فتعرضوا للشهادة واحرصوا عليها فإن القتل في سبيل الله غاية ما زلنا نتشدق بها

سبحان الله يتشدقون بالموت ونتشدق بالحياة
فشتان شتان
بين من هب مسرعاً يلبى النداء
ومن لم يُراوح مكانه في الشموخ والفداء !

أبتاه صيحات العذارى تشتكي .. هتك العفاف وسطوة الأنذالي
أبتاه قد رحل الرجال لجنة .. والقيد أثقلني وحط رحالي
أبتاه كيف العيش في دنيا الهوى .. نرثو الحياة بدمعة الأبطالي
أبتاه ما لي لا يجاب سؤالي .. أبتاه مالي لا يرق لحالي
أبتاه تلهبني سياط مذلتي .. والمجد والعز القديم شكالي

والله ما أن قرأت الخبر تمنيت لو أني متُ قبل هذا وكنت نسياً منسيا
عبرت الكلمات في شراييني حتى وصلت قلبي وطعنتني طعنةً نجلاء أردتني من مكاني
والله إلتفتُ حينها من حولي خشية أن يراني أحد والدمع في عيني
إلا أني استدركتُ نفسي وقلت فيها فلنخشى يوم العرض يوم نُسأل عن
أخواتٍ لنا أسيراتٍ كسيرات هُتك عرضهن وفينا عرقٌ ينبض !

فوليت مسرعاً ويممت شطر بيتي وجلستُ أبكي كالنساء
وزوجتي وابنتي الصغيرة يبكين معي إلا أبني أسامة لم يفعلها
كانت عيناه الواسعتين ترمقني وترقبني
فلم أعد أدري هل استبشر بي أم إستبشرتُ بهِ خيرا !



وكيف تنام العين ملء جفونها .. على نكبات أيقظت كلّ نائم
وإخوانكم بالشام يضحى مقيلهم .. ظهور المذاكي أو بطون القشاعم

وكتبه أخوكم أبو أسامة