المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «الله لا يبلانا» .. يا بتّال



االزعيم الهلالي
25-01-2012, 11:20 AM
«الله لا يبلانا»




يمتهن الإعلام بالبركة، ويعيش حياته في صراع وكأنها معركة، تاريخه المهني حافل بالإشاعات والأخبار المفبركة، تدفعه الحاجة ليقتات من الفتات ومن أهل السذاجة، ومع هذا يجد من يدافع عنه دفاع المستميت، لم لا؟ أليست شائعاته رائجة وكذبته “مانشيت”، عندها نعلم أن المشكلة ليست فينا، كما أنها ليست في “إيمانا” وعندها نشكر الله ونحمده على ما أعطانا، وندعو ونتضرع ونقول
“الله لا يبلانا”.






الكاميروني إيمانا انتشرت عنه صورة يشير فيها بحركة خادشة للحياء عندما كان يلعب في صفوف الهلال السعودي، وتم تداول القضية في الإعلام وفي لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي أصدر الحكم وأعلن براءة المتهم.




أما أولئك الذين يدعون المهنية، فقد أحزنهم حكم البراءة وإغلاق ملف القضية، ورفض صاحبنا أن يعتذر، وظل في كل مناسبة يقول أحضروا لي المصور، فلم يعثر له على أثر، ومع ذلك ظل ينكر وظل يبرر، فلم يعترف بالذنب وكأنه في خضم حرب، ولم يبق سوى أن يلوح بعلامة “النصر”.



وكان تعاقد الأهلي مع ايمانا بالنسبة لهم فرصة العمر، وهدية القدر، فقد جاء بقدميه وكان أول ظهوره في المؤتمر، وحاول صاحبنا معه ولم يقدر، ومع ذلك أرسل الخبر وذكر فيه مما ذكر، أن ايمانا اعترف “بعظمة لسانه” ولم ينكر، فإذا كان يقول إنه حصل على السبق، ولديه التسجيل والاعتراف الموثق، فلماذا إذن طارده إلى الفندق؟، ثم تريدون منا أن نصدق، ما هذا المنطق؟.



الاعتراف هو سيد الأدلة، لذلك انتظرنا إذاعة التسجيل ولكن صاحبنا زاد الطين بلة، وأعلن في برنامجه عن وثائق جديدة ومعلومات أكيدة، وانتظرنا وليتنا لم ننتظر وليتنا لم نسهر، فلم نسمع سوى كلام في كلام، وانتظرنا الأدلة فلم نشاهد سوى عريضة الاتهام.



كان بلا حول ولا قوة ولكنه كان بحاجة إلى فتوى، فتم الزج بقوانين البلاد وعقوبات تبدأ بالحبس وتصل إلى حد الإبعاد، رغم أن صاحبنا إعلامي له باع، بدليل شهرته التي ملأت الأسماع، ومن المفترض أنه هو العالم أن ما يحدث في عالم كرة القدم لا يتجاوز محيط هذا العالم، ولا يمكن أن ينتقل إلى قاعات المحاكم.





مسك الختام:



عندما يتلون الإعلام بلون الأندية، تفسد النية وتتشوه معالم القضية، وتتوه القصة بين الجهات المختصة، عندها فقط يكون البريء متهماً وإن لم تثبت إدانته، وتضيع هيبة الإعلام ويفقد مكانته، وعندها نعلم أن المشكلة ليست في ايمانا، ولكنها في لون القميص الذي يرتديه،


“والله لا يبلانا”.





للكاتب الاماراتي : راشد إبراهيم الزعابي