المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكريات مازالت تشعل بالذالكره



صج عذاب
18-03-2005, 02:32 AM
.
...
لم يخطر ببالها يوما..انها ستصغي اليه..
ذالك الرجل العجوز الذي يجلس كل صباح على مصطبة داره..
العم أحمد..
كانت تمر من امامه يوميا عند ذهابها الى الجامعه..
ملقية عليه تحية الصباح..
وحين المساء..تعود..
لتجده راقدا على نفس المصطبه..مستمعا لاغنيات فيروز القديمه..
...

يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 02:33 AM
..
.
ذات صباح..خرجت مسرعةً الى جامعهتا..
تأخرت عن موعد محاضرتها الاولى..
الا ان هناك شعور بداخلها..شعور غريب لم تعتد عليه..
اكملت محاضراتها وعادت في المساء..
الى فراشها..تتقلب الهواجس والافكر في مخيلتها..
لم تستطع ان تبعد ذاك الشعور..واستسلمت للنوم.....
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 02:34 AM
.
..
استمر حالها هكذا مدة اسبوع كامل..
تخرج وتعود كل يوم ولا تدري ماهو الشئ الذي تغير..
..
وفي يوم اجازتها..قررت ان تخرج للبحث عن الشيئ المفقود..
وقفت امام بابها وهي ترسل نظراتها يمنة ويسره..
...
توقفت نظراتها على المنزل المجاور لها..
تذكرت اخيراً..
- اين العم أحمد...؟؟؟
كان يجلس هنا يومياً كل صباح ينظر الى زهوره التي زرعها على جنبي داره...
يطعم الحمام بعض فتاة الخبز..ويرسل ابتسامته لكل من يمر من امامه..دون ان يلتفت اليه احد..
لقد مر اسبوع لم تره..ولم تلحظ غيابه حتى..
.. مالذي حل به..وماسر اختفائه..
...

يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 02:35 AM
.
..
قررت هند ان تستجمع شجاعتها وتذهب الى بيت ذاك العجوز..
وقفت امام بابه..وهي تقدم خطوه وتتراجع خطوتين..
فلقد كان العم احمد وحيداً..لا يتحدث مع اي انسان..ولم يتجرأ احد على التعاطي معه من قبل.
الا ابتسامة وتحية صباح ومساء كانت تلقيها عليه هي..
كما ان الحكايا والالغاز كانت تحيط به من كل جانب..
نظرت حولها..كان الجو يلفحه السكون..
لا وجود لاحد في الجوار..الا هي..
..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 02:36 AM
.
..
طرقت بابه عدة طرقات خفيفه..
لم يجبها احد..
استمرت بالطرق..ولكن هذه المره بصوت اعلى..
..
- يا الهي ربما سافر العم احمد..ربما ذهب لاحد اقاربه..ربما...

تنهدت بعمق..وهي تنظر الى زهوره..كان بها حزينة ذبله..
كانها لم تروا منذ ايام..
.اقتربت لتشتم احد الزهرات..الا ان شي لمع بين التربة استوقفها.
مدت يدها لتخرجه..
واذ به المفتاح الاحتياطي لذلك البيت..
نظرت اليه مليا..ثم اعادته الى مكانه ورجعت الى منزلها وفي بالها الف خاطرة وخاطره...
..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 02:37 AM
.
..
لم تستطع هند النوم..
فقلقها اصبح يزداد يوما بعد يوم..
واختفاء العم احمد مازال يشغل بالها...
..
في صباح اليوم التالي قررت التغيب عن جامعتها..
ذهبت الى حيث الزهور واخرجت المفتاح..
تقدمت نحو الباب وهي ترتجف..
وادارت القفل..
كان الظلام دامس.. يعم ارجاء المكان بشكل مفزع..
استجمعت قواها ودخلت بخطوات بطيئه..
..
اخذت تنظر حولها ..بخوف وحذر
وبينما هي تقلب بافكارها..سمعت صوت أنين خافت..خارج من احد الغرف الخلفيه..
..
- ياالهي ماهذا؟؟...!!
..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 02:37 AM
.
..
خرجت هند مسرعة الى بيت الدكتور صادق لتستنجد به..
- اعتقد ان حالته سيئه ويجب نقله الى المسشفى باسرع وقت ممكن..لكن مالذي حصل بالضبط..؟؟
نزلت دمعة ساخنه من عين هند وهي تروى للدكتور صادق كيف كانت حالة العم احمد عند وصولها...
فلقد كان ممددا على الارض والدماء متناثرة حوله..
- اعتقد انه اصيب بنوبة ادت الى اغمائه وسقوطه فوق تلك الطاولة الخشبيه..لكن حمدا لله انه لم يفت الاوان بعد..
- هل تعتقد انه سينجو يادكتور..
اتمنى ذلك
..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 02:38 AM
.
..
مر اسبوع على الحادثه..
كانت هند تأتي كل يوم لتزين غرفة العم احمد بالزهور التي يعشقها..
لم تكن تدرى ماسر الترابط بينها وبينه..
لكنها شعرت بطيبته وبحاجته الى المساعده..
كانت دائما تحدثه وتملئ عليه فراغه..
الا انه لم يكن ينطق بكلمة واحده..
كان يكتفي بابتسامة صغيره..تخفي حولها الف معنى.ومعنى

....
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 02:39 AM
.
..

- يالهي مالذي حل بمنزلي..لقد مر زمن طويل لم اره بهذه الحاله.لم كلفتي على نفسك كل هذا العناء بترتيبه وتنظيفه يابنتي..؟
...
- لا تقل هذا ياعم..انه من دواعي سروري ان ارعاك واخفف عنك وحدتك خصوصا في ايام مرضك.
...
نظر اليها العم احمد بعينين تغرقهما الدموع..وبإبتسامة تحمل اسرار كثيره.
- اتدرين يابنتي..لقد مر زمن طويل لم اشعرفيه بوجود البشر حولي..أو ان يهتم احد لوجودي...
- عم احمد لا ادري ماذا أقول..لكن هذا السؤال مازال يحيرني الى الان..
منذ صغري وانا أراك وحيدا..لا تحدث احدا ولا تتعاطى مع اي انسان..فما السبب..
ولماذا انت هكذا حزين ووحيد دائماً..
صدقني..تلك الاسئلة والافكار تتراود لذهني كلما رأيتك..ولا اجد لها تفسير..
اشعر بك كقارة كامله..مليئة بالخفايا والاسرار والغموض..تحوي الكثير..ولا تسمح لغريب بالاقتراب منها..
حدثني عم احمد..اتمنى لو اعرفك اكثر..اعرف سر هذا الحزن و هذه الحياة التي تعيشها..
....
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 02:40 AM
.
..
- صباح الخير عم احمد..اراك قد غادرت فراشك اليوم..
.
- لقد تعبت من النوم طيلة الوقت..كما اني اشتقت لازهاري وطيوري .. شكرا لك يابنتي لاعتنائك بهم.
.
- لا عليك ياعم هذا من واجبي..كما اني احب الورد والطيور ايضاً.
.
ابتسم العم احمد برقه....
- تماما كوالدتك.اتعلمين انك تشبهينها الى حد كبير..
..
- امي!!!!!!!!!!!.
هل تعرف امي..؟؟....كيف ومتى..؟
..
- انها حكاية يطول شرحها يابنتي..
اوووووه لا ادري لماذا تكلمت بهذا الموضوع...
اعذريني..فقد انهكني التعب..واريد الذهاب الى فراشي لارتاح..
..
- انتظر ياعم..لن تذهب قبل ان تخبرني عن امي..وكيف تعرفها..
اذ انا نفسي لا اعرفها جيدا..ولم احضى بحنانها الا في سنتي الاولى فقط..ارجوك اخبرني ..
..
- حسنا يابنتي..ساخبرك القصة كامله..لكن ليس الان..اذهبي انتي الى جامعتك..وحين تعودين اخبرك بكي شي..
..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 02:41 AM
.
..
لم تستطع هند ان تكمل باقي محاظراتها..
وكلام العم احمد مازال ييشغل بالها..دون توقف..
- كيف عرف امي..وهي لم تاتي الى هذا البلد قط..
يالهي ماهذا العذاب...يكاد راسي ينفجر..
......................

- اراكي قد عدتي قبل موعدك يابنتي.
.
- نعم ياعم..لم استطع التركيز ابدا..فبالي مشغول ارجوك ..ارحني .. قل لي كيف عرفت والدتي..وما قصتك..
..
- اييييييييه هذه قصة طويله..لم احدث بها احد في حياتي..ضلت مكبوتة داخل صدري مده اعوام واعوام.دون ان تخرج..
تخللتها الام وجراح..
- اذاً هل ستحكيها..؟
..
- حسنا يابنتي ساحكي لكي القصه من بدايتها..احضري هذا المقعد الخشبي واجلسي..واستمعي جيدا لما اقول.
..
- بداية ساخبرك عن ذالك الشاب الطموح..الحالم.الذي يضرب به المثل كافضل شباب جيله التزاما وخلقاً..لم يكن يرضى بالغلط اين ماكان ..
تربى وترعرع بين حواري دمشق القديمه.
اكمل تعليمه الثانوي..بنسبة تؤهله دخول كلية الطب..بجداره.
كان طموحا جدا..
وكانت فرحته عظيمه حين تلقى خبر البعثة على حساب الدولة ا
ودع والديه وسافر الى حياته الجديده..وكله تفائل وامل بمستقبل مشرق جديد....
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 02:42 AM
حين وطئت قدمه ارض مطار لندن لاول مره .. شعر برهبة كبيره..
فهناك عالم مختلف عن عالمه.واناس طباعهم وعاداتهم مختلفه..
استقبلته سيدة طيبه ببيتها واعطته غرفة جميله وعاملته كابنها.الذي فقدت..
كانت تحنو عليه..وتعد له الطعام..وتهتم بلباسه ودروسه..
كانت ايامه الاولى في تلك البلد مفعمة بالسعاده..تعرف الى جاليات عربيه من مختلف البلدان..
منهم بهاء من مصر..وخالد من السعوديه..ومصطفى من ليبيا..وسامي من الاردن..
كان يقضي معضم أوقاته بصحبتهم...وحين يعود..يمر على المكتبة القريبه من سكنه..
يلتقي بها العم راجي..
يستمتع بحديثه ومغامراته ايام صباه..وينهل من الكتب القيمة الموجودة عنده.
ليعود في المساء..ويجد تلك السيدة العجوز باستقباله..
وقد اعدت له افضل الطعام للعشاء...
وبعد حديث وسمر..
يصعد الى غرفته لمراجعة ماقد تعلمه في النهار..ويكتب رسالة تغلفها الحنين لوالديه..
....
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 02:42 AM
ا.
..
انقضى العام الأول لدراسته..وعاد في الاجازة الى وطنه..
واستقبله أهل بلده بالحفاوة والتكريم..ودعي أهل البلدة جميعهم الى حفل كبير اقامه والده.
فهو ولده الوحيد..والحلم الذي كان يتمناه طوال عمره..
لم يرزقه الله باولاد طيلة زواجه الذي استمر عشر اعوام قبل مجيئه الى الدنيا..
فلقد كان يبتهل الى الله صبح مساء ان يحقق له الحلم وينذر النذور ويذرف الدموع..
الى ان من الله عليه بكرمه ورزقه باحمد.
واليوم..يحتفل والده به احتفاله يوم ولادته..
......
اجتمعت العائلة بعد منتصف اليل بحديث سمر وانس..
همست امه في اذنه عن فتاة جميله..كاملة الادب والخلق..وهو يعرفها جيدا.
- فاطمه بنت جارنا موفق انت تعرفها..فكم لعبتما وانتم صغار..وكم كنت تحبها ولا تفارقها .
وكم كنت تغار وتثور وتغضب لو اقترب احد منها.حتى انا.
اتعلم يابني..اني اضع راسي فوق الوساده..واراها معك..زوجة مستورة ببيتك..
تقوم برعايتك..ورعاية عيالك..
اتعلم..لم تتركني يوماً منذ رحيلك..كانت تاتي ..تساعدني وتواسيني وتخفف عني الم فراقك
فارجوك يابني..لا تخذلني ارجوك ووافق على ان اذهب اليها خاطبة..
والم شملك على شملها..وافرح بحفيد يخلد ذكراك وذكرى والدك.
..
- لكن يااماه..مازال الوقت مبكراً على الزواج..فمازال امامي مشواراً طويل..كما ان تفكيري بالزواج الان سيشغل بالي عن دراستي..
ارجوكي امي..لا تفتحي هذا الموضوع من جديد.
..
اه يابني..البنت جميلة جداً..ومازالت ترفض كل من تقدم لها آملة ان تكون من نصيبها في يوم من الايام..لا تدعها تذهب من بين يديك..ارجوك ياابني.
..
- اعذريني ياامي..يجب أن اذهب الان لاستريح قليلا قبل موعد رحلتي..فامامي مشوار طويل للسفر..تصبحين على خير....
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 02:43 AM
.
..
- احمد..الم تجهز بعد...لقد ذهب الجميع الى حفلة عيد ميلاد أنور..وانت مازلت على حالك
...
- اعذرني ياخالد..فانا مشغول بدراستي..ولا اريد تضييع الوقت بالحفلات والسهرات..
..
- احمد..الى متى ستضل هكذا..محبوساً بين جدارن هذا البيت..لا تخرج ولا تمرح ولا تروح عن نفسك حتى..لا اراك الا منكبا فوق تلك الكتب ملتهمها بشراهه
..
هذا مستقبلي ياخالد..ويجب ان اسعى جاهداً لأكون كما يريدني والدي..
جراحاً مشهوراً له مكانة عظيمه في كل بلدان العالم.ولن اخذله ابداً.
خالد..لا تحاول اذهب انت واستمتع بوقتك.واعتذر لي من أنور.
...
- اتعلم شيئاً لن ابارح مكاني الا وانت معي..رغم اني لا اقوى على زعل انوركما تعلم ..ولا انت ايضاً..اليس كذالك...
هيا احمد..ليلة واحده لن تخسر الكثير..وسوف تعوض مايفوتك..من اجلي ارجوك.نصف ساعة فقط...
...
- اوووه حسناً مادمت مصر...ساذهب معك وامري لله..لكني لن أتأخر هناك كثيراً..سالقي التحية واجلس نصف ساعة كما اتفقنا ثم اعود..
..
- آه منك..اتعلم..اشعركأنك عجوز بالستين من عمره مليئاً بالعقد..
...
- هههههههههههه..عقد عقد..
هيا بنا قبل أن نتأخر..فهم على انتظار..
..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 02:44 AM
.
..
لم يستطع ان يكمل باقي السهره...فهو لم يعتد على مثل تلك الاجواء..
عقد كما يطلقون عليه اصحابه..
..
- حسناً انور.استأذنك الان..اتمنى لك حياة هانئه وعيد ميلاد سعيد.
..
- لم تجلس الا نصف ساعه وتريد الذهاب بهذه السرعه..
...
-انت تعرف يااخي ان جوي ليس جو الحفلات والرقص والغنا..فاعذرني ارجوك ولا تصر
..
- حسنا كما تريد..المهم انك اتيت واستمتعت معنا..
.....
لم يعلم احمد لم لم يبقى في تلك الحفله...رغم انها كانت مؤنسة جداً.
كل الاصحاب والاحباب كانوا هناك...موسيقى..ضحك وسمر.
لمَ يدعونه الجميع بالمعقد..
هل السبب مصاحبته من صغره لكبار السن ومجالستهم
في حين كان الاطفال والشباب في سنه يجالسون ابناء جيلهم
الف خاطرة وخاطرة جالت في باله وهو في طريقه للبيت..

.يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 02:45 AM
كان الطريق طويلاً..
وكان الجو حوله هادئاً والسماء صافيه..
تذكر أهله..والده وولدته..وبلده..تذكر فاطمه..واصرار امه عليه بالزواج بها..
....
وبينما كان يسبح في مخيلته..متذكراً القريب والبعيد..
تعثرت قدمه وسقط على الأرض..
كان الظلام شديد..لدرجة انه لم يرى مالذي اسقطه..
اقترب قليلاً من ذاك الشيئ يتحسسه..ليبعده عن الطريق ولا يتعثر به احد..
مد ليده ليحمله..
لكن سرعان مابتعد فجأة راكضاًَ وهو يرجف..
.....
- ربااااااااااااااااااااااا اه ماهذا...

..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 02:46 AM
.
..
- احمد...مابك لما وجهك مخطوف هكذا وترتجف..ماذا بك..؟؟
..
- لا ادري..لقد تعثرت بشيئ بطريقي الى منزلي..

واعتقد انني تعثرت بجثة انسان .

..لقدخفت كثيراً ولم اعد استطيع التركيز..ولا النظر حولي..ركضت مسرعاً اليكم ..
..
-أأنت متاكد يا احمد انها جثة انسان..اخشى ان تكون مخطى
..
- لا ياخالد..لقد تحسستها..انها لانسان انا متاكد
..
- حسناً سأذهب وارى ماهناك..أتأتي معي..
......
وبخطى سريعه..هرع الجميع الى مكان الحادثه..
...
- اووه يا الهي..انها فتاة..
..
-نعم وفتاة جميلة ايضاً..سبحان خالقها ومصورها..
..
- هذا وقتك يا انور..الفتاة بين الحياة والموت وانت هنا تتغزل بمحاسنها..
بسرعه ياخالد تعال وساعدني بحملها الى البيت لعلنا نستطيع معالجتها.
...
- انتظر لحظة يا احمد..لن اسمح لكم ان تاخذوها لبيتي..
..
- لما يا انور..؟؟
انها مسألة انسانية ..بيتك هو الاقرب..لن نبقيها عندك الا لعمل الاسعافات الاوليه فقط..
..
- هيا يا احمد ولا تكترث بكلام انور..نكاد نفقد الفتاة..
..
- وانا سأذهب لاستدعاء سيارة اجره...
..
- حسنا بهاء..لكن لا تبطأعلينا..نحن بالانتظار....

يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:21 AM
.
..
- الا زالت تلك الفتاة تشغل بالك يا أحمد..
..
- لا ادري يا خالد...قصتها محيره..والدكتور يقول انها اصيبت في راسها مما ادى الى فقدانها للذاكره...
..
- يالها من فتاة مسكينه..اين ستذهب بعد خروجها من المستشفى..وهي لا تعلم اي شي عن ماضيها ..
..
- تعلم يا خالد بما افكر..؟؟
...
- لا تقل لي انك سوف تسطحبها الى منزلك لتعيش فيه..؟
..
- نعم..هذا ما افكر به بالضبط..
..
- هل جننت يا احمد...انت لا تعلم اي شيئ عنها...ولا ماضيها..صدقني يا احمداني اخاف عليك..
...
- اتريدني ان اتخلى عنها واتركها يا خالد...وهي وحيدة في هذه الدنيا...
سآخذها لمنزلي..فهناك السيدة مارغريت..سوف تعتني بها وتساعدها...الى ان يمن الله عليها بالشفاء وتعود لها ذاكرتها...
...
- انت حر...لكن تذكر انني حذتك....

يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:22 AM
.
..
لم تعترض السيده مارغريت على وجود الفتاة عندها..
فلقد شملتها بطيبتها وبرعايتها ايضاً..
كما أن احمد كان دائم الاهتمام بها...
..
- مابالك حزينة هكذا وشاحبه..منذ ان انتقلتي للعيش معنا....
اخبريني مابك..اني لا اكاد اراكي الا حابسة نفسك في هذه الغرفه..لا تكلمين احد ولا تخرجين الا لتناول الطعام
..
- لا اريد ان اكون حملاً ثقيلاً عليكم..يا احمد..الا يكفي تطفلي عليكم ..
..
مالذي تقولينه..اسمعي يافتاة...
لقد اخذت وعدا على نفسي بمساعدتك والوقوف الى جانبك الا ان يمن الله عليكي بالشفاء.كما ان السيده مارغريت تعتبرك كابنتها بالظبط
..
- نعم..انها طيبة فعلاً
..
- حسناً..اريدك ان تخرجي تلك الاوهام من رأسك الصغير هذا..
واريد ايضا ان ارى الابتسامه تعلو وجهك دائماً..
..
- انت طيب جدا يا احمد..
..
- اووه...حسنا آنستي..اعذريني يجب علي ان اذهب الان..لكني اريد حينما اعود ان اراكي بوجه اخر..عديني
..
- اذاهب الى جامعتك..الان..؟
..
- يتوجب علي ذالك..فانا لم آتي الى هذه البلاد الا للدراسه..والدراسة فقط
..
- اتمنى ان يحقق لك الله كل ماتصبو اليه ويوفقك في حياتك..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:23 AM
- اوووووه انظروا الى هذا الفتى العاشق...
..
- من تقصد يا أنور.
...
- صديقك أحمد...لا نكاد نراه يخرج معنا أبداً...
من الجامعة الى البيت اً..'طبعا فهو يجالس آية الجمال تلك.آآآآآآه ياله من رجل محضوض
..
- كف عن هذا الهراء واصمت..فها هو آت الان.
..
- كعادتكما دائما تثرثران ولا تتركان أحدا من شركما ابدا
...
- نعم ..كنا نثرثر عنك انت والغريبه..لم نعد نرك يارجل..اصبحت دائم الانشغال .
..
- اترك عنك خالد يا أحمد..اخبرني..هل عرفت الفتاة شيئ عن ماضيها.
..
- للأسف لا الى الآن..يالها من مسكينه.تحاول جاهده ان تتكيف مع وضعها الجديد..الا انها تجد في ذلك صعوبة بالغه
....
- ولم تطلق عليها اسم بعد..
....
بلى اسميتها سوسن...تيمنا بزهرة السوسن الرائعه.فلقد قدمتها لها..واحببتها جداً..واختارت ان اطلق عليها هذا الاسم
..
- اوووووه انظروا هنا اصبح احمد رجل عاشق يتحدث بالشعر ..ويتغزل بالورود ايضاً..اين ذهب الرجل المعقد فيك.هيا اخبرني بسرعه
..
- من قال انني عاشق..اسمع يا انور..ليس معنى انني اهتم بالفتاة واراعيها ..انني عاشق لها..انني لا اعتبرها الا كاخت لي لا اكثر
..
-انظروا من احمرت وجنتاه..هههههههههههههههههه هه
..
-اووووه ان الكلام معكما اصبح عديم الفائده...استاذنكما الان فلدي محاضرة مهمة افضل لي منكما ومن الحديث معكما وداعاً..
..
.
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:24 AM
.
..
لم يكن أحمد يفارق سوسن أبداً..
كان ينهي محاضراته ودروسه بسرعة ليعود الى البيت..
لجالسها ويحادثها..ويخرجها من وحدتها وعزلتها..
..
- سيقيم أنور احتفالا اليوم..هل تأتي يا احمد.
..
- لا يا خالد.. انت تعلم ان الحفلات لا تستهويني ابداً..كما ان سوسن تحتاجني بجانبها في هذه الفتره.ولا استطيع تركها.
..
- حسنا..لا مشكله احضرها معك..
وان كنت تريد مساعدتها بصدق اجعلها تذهب..فهي لن تخرج من حالتها تلك الا اذا اختلطت بالناس..صدقني...
..
- امممممم لا ادري.
..
- بل تدري..اذهب اليها واستشرها..وستشكرني بعدها انا واثق..
ام ان شرقيتك تمنعك من خروج فتاتك وخروجها ومجيئها..مع غيرك
..
- حتى انت يا خالد تقول انها فتاتي..يا ناس ياعالم اني لا اعتبرها اكثر من اخت صدقني
..
- حسنا حسنا لا تغضب..لكن ليكن بمعلومك..ان الجميع هنا اصبح يتحدث عنك وعنها..
..
- ماذا يقولون.؟؟
..
يتحدثون بأمرالعاشق المتيم الى درجة الجنون..الذي لا يفارق حبيبته لا ليل ولا النهار واشياء كثر...منها السبب الرئيسي لجعلها تنام في بيتك
..
- ماهذا الهراء..
..
- هذا ما يقال..انا لا دخل لي بشيئ
..
- وانت ماذا تقول..
..
- ان اردت رأيي احضرها معك للإحتفال..ولا تظهراهتمام بالغ بها..وبهذا ستقطع السنتهم التي يتحدثون بها عنك وعنها.
..
-آآآآآآآآآآآآآآآه سنذهب وامري لله..
..
- ليكن الله في العون
....
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:24 AM
.
..

قرر أحمد وضع حد لكلام الناس...فقرر الذهاب الى تلك الحفلة بصحبة سوسن..
تعمد حينها ان لا يجالسها
في حين أن هذا الامر راق لأنور بشكل كبير..
فأخذ يتودد لها ويجالسها طوال الحفلة..
- هل اعجبتكي الحفلة
..
- نعم انها جميلة جداً..لكن لا ادري اين ذهب احمد.
..
-يووه الا يوجد بالعالم الا هذ الأحمد دعكي منك..فهو رجل معقد جداً .. كانه من العصر الحجري..
..
- لا تقل هذا الكلام..فهو بالرغم من قسوته وغلقته الظاهره..يحمل في صدره قلباً دافئ مغمورا بالعطف والحنان..
..
- حسنا..دعينا منه واستمتعي بالحفله..اتريدين الرقص.
..
- لكني لا اعرف كيف..
..
- لا مشكله.. ساعلمك..فأنا استاذ في هذا المجال.هيا ولا تخجلي
....
في تلك الأثناء لم تكن عينا أحمد تقع عن هند..فلقد كان يراقب تحركاتها طوال السهره من بعيد..
..
- ماذا بك يا أحمد..اراك متضايق جداً ولا تتعاطى مع احد هنا..
..
- اتركني بهمي يا خالد..ليتني لم احضر
..
- ماذا بك يارجل..
..
- الا ترى تحرشات انور بسوسن التي لا تنتهي..وانا هنا واقف..عاجز عن ابعاده عنها
..
- لكنك بذالك اسكت السنتهم..فلم يعد احد هنا يتكلم عنكم بسوء.
..
- خالد....انظر الى انور كيف يقترب منها...لا لا لم اعد احتمل...ساذهب الان
..
- انت تغار يا احمد...اعترف انك تحبها ولا تكابر..فما تصرفاتك تلك الا تصرفات رجل عاشق.
..
لم يستطع احمد ان ينطق بكلمه..فهو نفسه لا يعلم ما شعوره..ومايكنه لها..
..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:25 AM
.
..
مضت ساعات الحفلة الأولى وأحمد يكاد ينفجر من الغيض والغضب من تصرفات أنور الطائشه...فهو يعرفه حق المعرفه..رجل أناني وطماع..يرغب بالحصول على كل شيئ بأي ثمن..وحين يمله يتركه محطما دون أن يلتفت له أو تهتز له شعره.
..
- أتمانع يا أنور...لقد تأخر الوقت وعلينا الانصراف الي البيت الان.
..
- أوووه يا أحمد..مازالت الحفلة في بدايتها.هكذا أنت دائماً..تفسد الأمور في منتصفها.
..
- اعذرني هذه المره ف....
قاطعه أنور بإنزعاج..نعم نعم..لقد حفضنا هذه الاسطوانه..فأنت تكره الحفلات وتمل بسرعه الى اخره ..الى أخره..
حسناً مادمت تصر ..اذهب..لكن وحدك و دع سوسن هنا..واعدك حين تنتهي الحفله سأوصلها الى دارك سالمة غانمة بوصف الخدمه..
..
-ماذا..!!!!!!!!!!!!...لا يا أنور لن اذهب الا ومعي سوسن.نحن أتينا معاً وسنذهب معاً
..
- ماذا يارجل..هل أنت وصي عليها أم ماذا..اوليس بالأحرى أن تسألها عن رأيها..صحيح أنك رجل غريب.ومتعصب..
..
وبينما كان الحديث يشتد بينهما..قاطعتهما سوسن بمجيئها..
..
- أحمد أنت هنا وأنا ابحث عنك.أين أنت..لم أرك طيلة الحفله..
..
- سأخبرك فيما بعد..لكن يتوجب علينا الذهاب الى البيت..فلقد تأخر الوقت.
..
-الان...!!...
حسنا يا أحمد..كما تشاء..
اشكرك يا أنور على هذه الحفلة اللطيفه..فلقد كانت رائعه .. استمعت بها جداً وبحديثك اللطيف ايضا..
..
ابتسم أنور ابتسامة ماكره..وهو ينظر الى أحمد بخبث..
- إن اردتي..فابقي الى آخر السهره....فما زال هناك الكثير لم نفعله بعد..ولن يمانع أحمد ببقائك..اليس كذالك يا أحمد..
..
لاحظت سوسن علامات الاستياء والغضب تعلو وجه أحمد..لكنها لم تعلم ما السبب..
..
- لا لا فعلا ان الوقت قد تأخر..الايام القادمة كثيرة باذن الله..لا تهتم..
..
الى اللقاء.
..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:26 AM
.
..
- أحمد....احمد....
ماذا بك يارجل..اناديك منذ الصباح ولا ترد علي..
..
- ماذا يا خالد..اسرع فليس لدي وقت..
..
- الا تريد أن تخبرني بالذي حصل معك...اولست صديقك المقرب..ماذا حدث لك
..
- لم يحدث شيئ..لم أرغب بالحديث عن شي وهي بدورها لم تسأل...هذا كل مافي الأمر..
..
- أحمد بصدق..هل تحبها..؟؟؟
..
- اين أنور...لم أره اليوم في الجامعه...هل رأيته
..
- لا لم اره..غريبه اليس كذالك...دائما يكون هو أول الحاضرين..
...
- أيمكن أن يكون...........
...
- ماذا بك يا أحمد..لم تغير وجهك هكذا..
انتظر يا أحمد الى أين أنت ذاهب


..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:27 AM
.
..
احساس غريب..جعل أحمد يركض الى بيته بسرعه..
لا يدري ماسبب خوفه...
فهو يتوقع الكثير من أنور..خصوصا أن الفتاة راقت له..
وهو من النوع اللعوب...مئة فكرة وفكره أثارت أحمد لحد الجنون وهو في طريقه..
..
-أحمد..لقد اتيت مبكرا اليوم..
..
- نعم..لكن ماذا يفعل هذاهنا..
..
- هون عليك ياصديقي..أتيت لألقي التحية على الجميلة سوسن..لا اكثر.
..
- حسناً..اتيت لتقدم التحية والان اخرج..
..
- أجننت..تطردني من بيتك..
..
- افهمها كما تريد..لكن لا اريد رؤية وجهك في داري أبداً أسمعت..
وسوسن اياك ثم اياك أن تقترب منها..
..
- أهدأ يا أحمد..فأنور ضيفك..
..
- لا شأن لكي انتي..هيا اذهبي الى غرفتك..
..
- وانت هيا أخرج..اخرج لا اريد رؤية وجهك هنا هيا أخرج..
..
- حسنا يا أحمد..سنتواجه..واعلم انك انت البادء..بسيطه..
..
لم تدري سوسن ماذا تفعل وأحمد بتلك الحالة العصبيه..كأنه أشبه بإعصار يريد اقتلاع كل من أمامه..
ركضت الى غرفتها وهي تجهش بالبكاء..مرتمية على حضن السيده مارغريت...
لم يفعل أحمد ذالك...وهو الرجل النبيل الشهم الشجاع..لم كل هذه القسوة فجأه..
اخذت السيدة مارغريت تربت على شعرها محاولة تهدئتها..فهي تعلم أن أحمد لم يفعل الذي فعله الا انه قد فاض به مايكتمه في صدره طوال هذه الشهور..

..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:27 AM
.
..
اخذ أحمد نفساً عميقا بعد خروج أنور..لكنه حين هدأ واسترجع ما كان معه أخذ يسأل نفسه..
لم كل هذه العصبيه...لم لم يستحمل وجود أنور مع سوسن..
أهو يغار...هل يحبها؟؟؟؟؟.
جلس على اريكته محاولا تمالك نفسه..ويقف بعد لحظات ويدوربين أنحاء الصالة..
ثم يعود للجلوس....
الى أن انهكه التفكير..استقر جالسا فوق تلك الاريكة..مطرقاً رأسه الى الأسفل...
وبينما هو كذالك..
..
- الا تريد مصالحتها..
..
- أهي غاضبة جداً..
..
- اسمع يابني..لم لا تفتح قلبك لها..لم لا تخبرها بما يكنه صدرك من عواطف...
حرام عليك يا ابني ان تقضي على تلك المشاعر الجميله..
وماذنب تلك الفتاة..
احمد..أنت لست ابني صحيح...لكني اشعر بحنان الامومة اتجاهك..احس بك جداً واعرف بما تفكر...
واعلم انها ايضا تحبك..لكنها خجله..
..
- سوسن تحبني؟؟؟؟؟
..
- ...اذهب اليها الان ولا تضيع الوقت...فقد تخسرها..صدقني..
..
ارتاح أحمد لكلام السيده مارغيت...أحس كأنها أزالت الغشاوة عن عينيه وقلبه...حين علم أن سوسن هي بدورها تبادله الشعور..
كان يشعر بحبها..لكنه لم يشأ تصديقه..وكان يكابر ويكابر..
كان يوهم نفسه أنها تحبه محبة أخوية لا اكثر..
ارتسمت على وجهه ابتسامة عذبه وركض الى غرفة سوسن مسرعاً..

يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:28 AM
.
..
- ماذا تفعلين ياسوسن
..
- كما ترى الملم أغراضي..لم يعد لي مكان بينكم..انني حمل ثقيل عليك من البدايه
وقد فاض بك الكيل الان..
..
- لكن سوسن..مالذي تقولينه..الى اين ستذهبين..وانتي لا تعرفين احداً
..
- بلاد الله واسعه..ولن أموت..
..
- استهدي بالله واجلسي..
سوسن..انا اعرف انني كنت فضاً معكي..لكن صدقيني لم اكن بوعيي..انا اسف
سوسن..أنا...

نظرت اليه سوسن وعيناها تغرقهما الدموع..لم يستطع المقاومه..لقد تبعثر الكلام كله في ذهنه..اصبح مشتتاً

..
- ارى انه لم يعد هناك ما نقوله...أحمد..لقد كنت طيباً معي جداً..وداعاً
..
ربتت على كتفه ببطئ..ثم اسرعت نحو الباب
...
- انتظري سوسن..لا تذهبي....
سوسن انا احبك..صدقيني..لم اعرف في حياتي معنى الحب..ولم اجرب الحب الحقيقي..
لا ادري لما تصرفت معك هكذا..لم استحمل وجود انور معكي في بيت واحد..
سوسن..ارجوكي ..
..
-ارجوك يا احمد..فكر جيداً..فأنت لا تعرف من انا..ومن اكون..ومن اين جئت..
..
- ارجوكي انتي...
سوسن..انا لا اهتم لشيئ ولا اعرف اي شيئ..لا اعرف الا شيئ واحد..وهو اني احبك انتي..وانتي فقط
..
- هناك مسافات بيننا.
..
- سنجتازها..صدقيني..فقط كوني معي وبجانبي..

..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:29 AM
.
..
كان حب أحمد وسوسن يكبر مع الأيام ويزردهر...
كان حباً بريئاً..عفيفاً...طاهراً من كل النزوات..
لم يفترقا أبداً..أصبحا كروحين في جسد...
...
يحبها...يغار عليها...يحتويها كطفلة مدلله...
وكانت السيده مارغريت ترعاهما وتحيطهما بكل المحبه...
سعد لحبهما كل من رآهما وعرفهما...
لكن هذا الشيئ لم يعجب أنور بتاتاً...
فهو لم يتوانى في كل مره أن يشوه صورة أحمد أمام سوسن..وكانت تبوء مخطتاته كلها بالفشل الذريع..
فهي تعرفه جداً طوال تلك الشهور التي قضاها واياها..
عرفت عنه كل شيئ...
ولم تكن تخبر أحمد بما يخبرها به أنور...
اذ أنها لا تريد أن تقطع حبل الصداقة بينهما..رغم أن صداقتهما لم تعد متينة كما في السابق....
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:29 AM
.
..
انقضت الأيام سريعاً..
وأصبح من الضروري عودة أحمد الى اهله في الإجازه..خصوصاً بعد تلك الرساله التي وصلته من والده تخبره فيها عن تدهور حالة أمه الصحيه..
كان فيما مضى يعد الأيام والشهور كي يعود الى والديه...لكنه هذه المره..أحس بغصة شديده..
وبأن الدنيا كلها لم تعد تسعه..
فلقد أصبح بين نارين...نار مرض أمه..ونار حبيبته التي سيتركها في هذا البلد وحيدة..
لم يدري مالعمل..
فكر أن يرسل برقية لأهله يخبرهم فيها عن انشغاله وعدم استطاعته المجيئ..
لكن أمه..ومرضها..واصرار والده عليه بالذهاب..برسالة تلو الاخرى..
جعله يتردد.
..
- ماذا قررت..
..
- لا ادري..فأفكاري مشتته...ولا أعرف مالعمل..
..
- اذهب يا أحمد..ولا تخف علي ...فوالديك بحاجة اليك الأن...
ولا تقلق..فلست وحيدة هنا..معي العمة مارغريت..واصدقائك الطيبين..ولا تنسى ان الله معي
اذهب وتوكل على الله...واكسب رضا أمك..وأعلم انني سأبقى بانتظارك مدى الحياة..
وسأراسلك دوماً..وانت بدورك ستراسلني اليس كذالك..
..
نظر أحمد الى سوسن بعينين حزينتين..
- ليتني أستطيع أخذك معي وتعريفك بأهلي..لكن..
..
فاطعته بابتسامه...الأيام الجميلة قادمه ياأحمد ..لا تيأس..وامس تلك الدموع من عينيك هيا..
انا لا أحب أن أراك باكياً حزيناً..
أريد أن أراك كما عهدتك..أحمد الصلب الشجاع الذي يتخطى كل الصعاب..
...
كانت سوسن تواسيه وكلها ألم ..
لا تدري لماذا أحست بغصة شديد تعتصر قلبها...
وما تلك الحيرة التي زارتها...والتي اسطاعت أن تخفيها عن أحمد ببراعه..
كان كل همها وأملها سعادته هو...ورضا والديه عنه..
لأنها اعرف الناس بحرصه على رضاهما..
..
كانت توضب له حقيبته..بابتسمه جميله...و تتلمس ملابسه وتشمها وتضمها الى صدرها..
وفي نفس الوقت كانت تحاول ابعاد نظرها عن أحمد..كي لا يلحظ تلك الدموع التي أخذت تنساب مع آخر قطعة وضعتها في الحقيبه
.
..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:30 AM
.
..
كان أهل البلد جميعهم مسرورين بعودة أحمد...
الكل فرح...الاحتفالات والطبول...والاصدقاء..
كان الكل مبتهجا الا هو..
فلقد كان شاحبا حزينا على غير عاداته..
لم يعجب هذا الحال والديه...وحين يسئل عما به..كان يتحجج بمرض والدته..
..
وفي ليلة..كان أحمد بحضرة أمه...يواسيها ويقصص عليها الحكايات محاولا تخفيف آلامها,,
وهو الذي بقلبه الف ألم وألم...
طرق الباب طرقاً خفيف..ودخلت فاطمه وهي تحمل بين يديها الدواء لتسقيها لها قبل نومها
وفي نفس الوقت كانت تستغل الفرصه لتلقي على أحمد بضع نظرات تشفي به شوقها وحبها الشديد له..
..
لم تمكث طويلاً..واستأذنت بالانصراف...
ابتسمت أم أحمد برقه...واتجهت بنظرها اليه..
...
- يالها من فتاة جميله اليس كذالك...أدب وأخلاق وثقل وحشمه
..
- نعم.انها كذالك..
..
- أحمد..متى ستفرح قلبي وتدعني أرى أولادك قبل أن أموت
..
- لا عليكي يا أمي...في القريب ان شاء الله ستسمعين أحلا الاخبار..
..
- أهذا يعني أنك موافق..
..
- نعم يا أمي لما لا...انتي لا تعرفين مدى سعادتي حين وجدت الحب اخيرا..
..
- أنا متاكده انها تحبك قدر ما انت تحبها..وستسعد بك كما ستسعد انت بها..
..
- اني الان لا اتمنى الا رضاكي عني يا امي..وهذه الامور الكلام فيها سابق لاوانه


يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:31 AM
.
..
في صباح اليوم التالي..أحضرت فاطمه الإفطار والدواء لجارتها ام أحمد..كعادتها ..
ابتسمت أم أحمد لها وهي تدعوها للجلوس.
..
- إن لك عندي اليوم أخباراً ساره..ستفرح قلبك ...وتبهجك من الصميم.
..
- ماذا ياخاله..هيا قولي..فلقد أخذ مني الشوق مأخذاً كبيراً.
..
- لا ليس الآن..دعيني أكمل افطاري واشرب دوائي..ومن ثم اخبركي
..
- يووووه يا خاله..انتي تعلمين انني لا استحمل..هيا قولي..فلقد نفذ مني الصبر.
...
ازدادت ضربات قلب فاطمه وهي تنتظر الجواب من أم أحمد التي أخذت بالإبتسام والمماطله بالكلام..حتى ترى شوقها وانفعالها يزداد شيئاً فشيئاً.
..
- حسناً...لقد طلب مني أحمد البارحه أن نذهب لخالك فارس ونطلب يدكي منه فما قولك.
..
- لم تستطع فاطمه الإحتمال...
أخذت تبكي وتضحك وتبتسم في آن واحد...ثم ركضت الى أم أحمد تقبلها وتضمها بكل قوه
فحلمها الذي تمنته طوال حياتها أصبح وشيكاً..
وأحمد الذي لم يكن يفارق خيالها لا في الليل ولا في النهار سيصبح عما قريب زوجها ووالد أطفالها.

..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:32 AM
..
.
في المساء اجتمعت العائله كلها في غرفة أم أحمد..
وبعد حديث وسمر وروايات أحمد عن أصدقائه وعن لندن وعن السيده مارغريت وطيبتها معه واهتمامها به..
نظر والده اليه وهو يبتسم.....

-لم يتبقى لك الا اسبوعين كي تعود اليس كذالك؟
..
- للاسف ياوالدي الايام تمر سريعا.ولا بد من العوده.
..
- لكنك ستتزوج فاطمه قبل سفرك أليس كذالك.
..
- فاطمه!!!!!!!!!!!!!!!!
من قال لكم أنني أود الزواج من فاطمه..
..
نظرت اليه أمه باندهاش...
..
- ما هذا الكلام يا أحمد...ألم نتحدث في هذا الموضوع وأنت وافقت.
..
- أنتي لم تفهمي قصدي يا أماه...لم أكن أقصد فاطمه بكلامي..بل فتاة أخرى.
..
نظر اليه والده وعلامات الغضب تعلو وجهه.
..
- ماهذا الهراء...لقد قرأت الفاتحه أنا ووالد فاطمه رحمة الله عليه حين كنتم أطفالا..
وتحدثت والدتك مع الفتاة وأبدت موافقتها..كما اني رأيت خالها فارس اليوم في السوق وحددت معه موعدا لكي نزورهما ونخطبها لك..
أبعد كل هذا تأتي وبسهوله لتقول لا...أتريد أن تقصر رقبتنا أمام أهل الحارة جميعهم..
..
قاطعته أم أحمد بحزن.
..
- حرام عليك ياولدي..البنت يتيمة الأب والأم..أنت لم ترى كيف كانت حين أخبرتها عن رغبتك بالزواج بها..
كاد قلبها أن يتوقف من شدة الفرحة..
..
- ولكن..أمي ..أبي..أنا لا أحبها
..
- اسمع يا أحمد..إن كنت تريد رضانا عليك سنذهب غداً الى خالها ونخطبها..والاسبوع القادم سيكون الزواج..
وإلا فاذهب لدراستك..وانسى أن لك أهلاً هنا..


يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:33 AM
.
..
ازداد مرض ام أحمد يوماً بعد يوم...
والحاحها يزداد عليه بالزواج من فاطمه..
حين وجد انه لا مفر من ذالك..خصوصا ان الطبيب منع عنها اي انفعال او زعل..
قبل بالزواج..لكن دون احتفال تحججا بمرض والدته..
وقبل اليوم الموعود..
ارسل أحمد الى صديقه خالد يخبره عن حالته الصعبه..ويوصيه على سوسن.
ولم يرسل اليها شيئاً..
رغم انه وعدها بارسال رسالة كل يوم يطمئنها فيه عن حاله وعن اخباره..
كان أحمد يتمزق ويحترق بكل حرف كتبه..
كان يبكي ويجهش بالبكاء وهو يطلب من خالد عدم اخبارها عن زواجه
وانه سيضل وفياً لها مدى الحياة
وان زواجه بفاطمه لم ولن يعني له اي شيئ.
ويخبره بموعد عودته..
استلقى على سريره حاملا بين يديه صورتها...ضمها الي صدره...قبلها....
لم يستطع الاحتمال..
خرج الى الفناء الخارجي واخذ يركض حول البحرة الصغيرة في وسط الدار
وكانت فاطه تتابعه بنظارتها من نافذة غرفتها المطلة على فنائه
لم تفهم سبب هيجانه..
وما سبب قلقه....
وعلى رغم فرحها بزواجها ممن تمنت..كانت حزينه...
اذ انه لم يكن يكلف نفسه النظر اليها..كما كان يتحاشاها كلما اتت.
تنهدت وهي تنظر الي فستان زفافها الابيض.
فلقد اعدته من مدة طويله..كانت ميقنة ان هذا اليوم سياتي..
وانها سترتديه امامه..
بكامل حليها وفتنتها وزينتها....
نظرت اليه مرة اخرى ولم تستطع تمييز الشيئ الذي بين يديه...
تفاجئت حين راته سقط على الارض منهارا يبكي
مالسبب ياترى...مابه أحمد

يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:33 AM
أتى اليوم الموعود..
استيقضت فاطمه منذ الفجر..
أخذت بترتيب حاجياتها.ووضعها بالحقائب
لم تستطع النوم...وحال أحمد يشغل بالها
لكنها اعطت له العذر بمرض أمه..
ارتدت فستان زفافها واخذت تنظر بالمرآة..
بعد قليل سيأتي حبيبي أحمد
سيكون هو زوجي ووالد أطفالي..سيكون رفيقي وعضيدي
سيعوضني عن كل العذاب الذي عانيته منذ وفات والدي

آآآآآآآآآآه يا أحمد كم أحبك

يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:34 AM
.
..
عند العصر..أتت صديقات فاطمه لتجهيزها وتزيينها...
وبموكب بسيط زفت الى بيت احمد..وقلبها يكاد يتوقف من الفرح
****
جلست فاطمه بجانب أحمد حول سرير والدته التي اعطتهم تبريكاتها وتهنئتها ودعواتها لهم بحياة سعيده
سحبت الفتيات فاطمه الى دارها الجديده ليساعدوها ببعض الترتيبات البسيطه..
****
كانت دقات قلبها تتسارع شيئا فشيئا حين خرجن ودخل عليها أحمد
أطرقت على الارض خجلا واستحياء منه...
جلس هو على الطرف الاخر من السرير...
مرت الدقائق عليها بطيئه..وهم على حالهم هذا..
لم ينطق بكلمه..وهي خجلها منعها من الكلام..

نظرت اليه خلسه..فوجدته مطرقا راسه ينظر الى الارض..
لم تفهم مالسبب..فقررت ان تبادر هي بالكلام..
**
- هل انت جائع؟
.
- لا اشتهي شيء
..
ابتسمت وهي تنظر اليه

- ما رايك بثوب زفافي...هل اعجبك...لقد جهزته من فترة طويله كنت واثقه بل متاكده ان هذا اليوم سياتي لا محاله
..
قاطعها ببرود
- نعم نعم انه جميل
..
تراجعت بالم حين حاولت بشتى الطرق ان تكسر هذا البرود بينهما لكنها لم تستطع..
وانفطر قلبها حين وجدته يسحب مخدته ويضعها فوق الكنبه المجاوره لسريره وينام...
كانت ليلة بارده..كئيبه..
اخذت تبكي بصمت وهي تنظر اليه غير مبال بها ولا بوجودها..



يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:35 AM
.
..
لم يمضي على زواج أحمد من فاطمه نصف ساعه..حتى فزعا من الطرق الشديد على بابهم
فتح أحمد الباب مذعورا...
واصابه الجمود حين راى والده منهارا امامه يبكي بحرقه وهو ينعي له خبر وفاة والدته
ركض الى غرفتها
لم يستطع التصديق....نظر اليها ملياً...
كان يعلو وجهها ابتسامة عذبه...ووجهها مشرق جميل كانها حورية نائمه
انكب على فراشها يبكي وينوح كالاطفال
لم يستطع مقاومة دموعه
كانت امه اهم شيئ عنده في الحياة...فلم تكن مجرد ام...بل كانت الصديقه والاخت والحبيبه
حاول والده وفاطمه جاهدين تهدئته..لكنهم لم يستطيعوا
فدموعهم خذلتهم هم ايضاً
كانت ام احمد كالملاك المعطاء للجميع..وكانت لوالده نعم الزوجه ونعم الرفيقه..
كما كانت الام الثانيه لفاطمه التي اخذت على عاتقها تربيتها وهي صغيره
شعر أحمد بالخذلان من كل شيئ..
واحس بالفقد..اولا حبيبته سوسن..ثانياً امه..ولا يدري ماتحمل له الحياة من مفاجئات بعد

يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:36 AM
.
..
مر اسبوع على وفاة أم أحمد..كانت فاطمه في هذه الفتره تحاول التخفيف عنه دون جدوى
فكلما حاولت الاقتراب منه ازداد منها نفورا..
وفي اليوم السابع..دخلت فاطمه الى الغرفه وهي تحمل بين يديها رسالة الى أحمد
...
- ماذا تفعل
..
- كما ترين..اجهز للسفر..فإجازتي شارفت على الانتهاء.
..
- وأنا هل ستأخذني معك
..
- بالطبع لا ..انتي ابقي هنا..فوالدي بحاجتك اكثر مني
..
- أحمد أعلم أن الوقت غير مناسب..لكنني افضل الذهاب معك انت زوجي واحق الناس بي
..
- فلت لكي لا..
..
اطرقت فاطمه وجهها الى الارض حزينه...لم تتوقع ان أحمد سيكون عليها قاسيا بهذا الشكل في يوم من الايام
..
- كما تريد..انت زوجي وكلامك اوامر بالنسبة لي
وبالمناسبه هذه الرساله قد وصلت للتو..اخبرني ساعي البريد انها لك
..
- شكرا لكي واعذريني على فضاضتي معك فانتي تعلمين الحال
..
فتح أحمد الرساله..وماهي دقائق حتى اطلق صرخة مدويه اهتزت لها اركان الغرفه
..
- مستحيل ان يحدث هذا..لاا مستحيل..هذا الحقير...لاااااااااا..يستحي� � ان افقدها
..
- مابك يا احمد..بالله اخبرني ...ماذا حدث
..
- نظر لها وعيناه تغرقهما الدموع..انتهت حياتي يافاطمه..انتهى كل شي..كل شي ضاع..ضاع
..
- فداك انا يابن عمي ارتاح الان وسوف اعود بشيئ يهدى لك اعصابك
..
تركته منهارا على السرير واسرعت للخارج..وبيدها تلك الرساله..
..
رجعت له بعد قليل ..لتسقيه كأس الليمون الذي اعدته له
- أحمد..
ان كان زواجك مني سيفقدك سوسن للابد..فانت في حل منه الان
..
- ماذا تقولين؟؟
..
- اعتذر منك ..لكني حين وجدتك في هذه الحاله دفعني الفضول لقرائة رسالتك
..
- انا اسف يافاطمه
..
- ابتسمت بالم...هناك فرصة كبيره..وكما يقول لك صديقك خالد ان انور حصل على رسالتك التي ارسلت فيها تخبره عن ارغام والديك لك بالزواج بي..وانه حرف الكلاام عند سوسن..
وانه اخذ يتقرب لها وانها لانت ووافقت على الزواج منه اغاضة لك لعدم وفائك بالوعد
اسرع اليها يا احمد..فالوقت لم يفت
..
- انت يافاطمه تقولين هكذا كلاام
..
- أحمد..انت لاتعلم كم انا احبك..واني افضل سعادتك على سعادتي انا...اذهب اليها
..
- فاطمه..انتي انسانة نادرة الوجود
..
- لكن عندي طلب منك..اتمنى ان لاا تطلقني الان ...حتى لا تتلوث سمعتي بالحاره..
وانت اعرف الناس ان الفتاة حين تطلق بعد اسبوع من زواجها كيف تكون
..
نهض من سريره واعطاها قبلة على جبهتها ويديها...
لن اتخلى عنك ابدا...وهذا وعد مني سافي به طول حياتي


يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:37 AM
.
..
لندن
الاحد
الساعه العاشرة النصف صباحاً
كان موعد وصول طيارة أحمد الى ارض المطار
كان يعد الدقائق والثواني حتى يصل

كانت دقات قلبه تخفق بشده حين دخل الى المطار وعيناه تراقب من بعيد
راى خالد يلوح له من بعيد

عانقه بشده..وقبل ان ينطق بكلمه ساله عن سوسن
اطرق خالد براسه قليلا الى الارض

_ ساخبرك فيما بعد
دعنا نعود الان الى البيت لا بد وانك متعب

نظر اليه احمد باندهاش وخوف..

- مابك ياخالد..؟؟؟
هل اصاب سوسن شيئ؟؟؟؟
لن اتزحزح من مكاني هذا حتى تخبرني ما اصابها.
..
- ليس الان يا احمد...
هي بخير صدقني اهدا ودعنا نذهب...وستجد هنا ك في البيت الجواب الشافي لك

..
في الطريق
كان خالد يحاول ان يلزم الصمت
وكان الحاح احمد عليه بالاسئلة يزداد ...لكنه لا يجد لتفسيره وسؤلاته الجواب الشافي لها



يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:38 AM
.
..
أحس احمد بطول الطريق وبتملل..خصوصا وان خالد كان يتهرب من اسالته
واخيرا وصلا الى البيت
اسرع احمد الى غرفة سوسن

كانت السيده مارغريت جالسة على سريرها تترقب وصول احمد
تقدمت اليه وضمته وهنئته بسلامة الوصول

لكنه لم يكن بستوعب شيئ...كان كالمصدوم
اخذ يحوم داخل الغرفه وهو يفتح ابواب الخزائن ويبحث عن اغراضها

-..اخبروني...اين سوسن؟؟؟
اين ملابسها.؟؟
اين حاجياتها؟؟؟
..
اسرع الى خالد وامسك به بقوه وهو يهزه بعنف
..
-اخبرني بسرعه اين هي سوسن؟؟؟
هل تزوجت أنور..؟؟؟..هل ماتت؟؟؟
اين رحلت اخبرني؟؟هيااااااااا!!!!!!!!!!!! !!
..
- استهدي بالله يا احمد...لا تاخذ الامور بهذا الشكل.
استرح قليلا وسوف اخبرك
..
اسرعت السيده مارغريت له بكوب من الماء البارد حتى تهداعصابه قليلاً
..
- احمد..اريد منك ان تتمالك اعصابك قليلا وانت تقرا هذه الرساله التي اعطتني اياها سوسا طالبة مني تسليمها لك يدا بيد...
.
نظر اليه احمد وكله دهشة واستغراب..
تردد كثيرا قبل فتحه للرساله

في ذالك الوقت خرج خالد والسيده مارغريت من الغرفه..وتركا احمد مع الرسالة وحيدا


..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:39 AM
......


أحمد...ياذا الحب والحنان...يامن ملكني على قلبه...واواني بعطفه وامانه...اعلم انني لن انساك ماحييت..ولن انسى تلك الايام الجميله التي قضيتها بكنفك..وتحت رعايتك...كنت انت بالنسبة لي كل شيئ...كنت الاب والاخ والصديق والحبيب وكل شيئ..لكن الان لا يسعني الا ان اقول لك وداعاً...
اتذكر يا احمد حين صرحت لي بحبك...وامنتني واعطيتني كل قلبك
اتذكر حين حذرتك من حبي..وانني بالنسبة اليك شخص مجهول الهويه.
لكنك قبلت..وعاهدت على الحب والوفاء والاخلاص..
صدقتك وآمنت بحبك..الى ان جائني انور وعماني بكلامه عنك
صدقته حين اكد لي خالد خبر زواجك..لم اصدقه ابدا
لم اشا التصديق...قلبي كان يكذبني..لكن هذا خطك ورسالتك واضحة امامي
لم استطع المقاومه..اصبت بحالة اغماء وذهبت الى المستشفى
وهناك عرف الاطباء سبب مرضي الدائم
اتذكر الالم الذي كان يصيبني براسي كل فترة واخرى
قرر الاطباء انه ذاك المرض الذي لا علاج منه
لم تعد تهمني حياتي
لم يكن يهمني الا انت..كنت اعلم منذ مده لكني لم اخبرك
تراجع انور حين علم بمرضي وتخلى عني بعد ان كان يوهمني باهتمامه وبصداقته
كان يقول لي انه سيبقى لي اخ يحافظ على لحين عودتك .. لكنه اختفى
احمد
كل الذي مضى ليس مهما الان
الذي اعرفه الان انني استعدت الذاكره...وفوجئت انه كان في حياتي رجل اخر..
وان لي طفلة صغيره لم تتعدى السنة من عمرها
طفلتي التي كنت احلم بها معك يا احمد
وللمصادفه ان اسمها هند .. الاسم الذي قلت لك اني ساطلقه على فتاتي حين نتزوج
طفلتي جميلة يا احمد
ملاك هي
لقد راها خالد وتعرف على والدي ووالدتي..كم هما رائعين..

احمد
لا استطيع الاطالة اكثر..ساذهب الان لاجراء العمليه....وحين اعود ساكتب لك اكثر

لن انساك ابدا يا احمد ماحييت
احبك

رودينا
او سوسن كما تحب مناداتي.


يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:40 AM
.
..
اصيب أحمد بصدمة حين قرأ الرساله
تجمد في مكانه وجحظت عيناه
أصبح هو والسرير الجالس عليه كأنهم قطعة واحده
..
دخل عليه خالد فوجده بتلك الحالة من الذهول.
اسرع بكوب من الماء يسكبه ويمسح به على وجهه
..
نظر اليه أحمد وهو يتسائل بعينيه عن مكان سوسن
أطرق خالد بوجهه على الارض
..
- وماذا بعد!!
..
- لقد عرفت ماتقصد..هيا قم معي سآخذك اليها
..
في الطريق كان الجو يخيمه السكون..وكان المطر ينهمر بشده
دقات قلب أحمد كانت تتسارع مع تسارع زخات المطر في الخارج
لم يكن أحمد يجرأ على طرح الاسئله
فلقد كانت تخونه الكلمات وتذبحه تعابير خالد كلما نظر بوجهه
كان يدعي ويناجي ربه داخل صدره
ويبكي وينتحب بصمت
..
- هيا يا احمد لقد وصلنا
..
- أين نحن؟
..
- ترجل الان ولا تكثر من الاسئله في الداخل سوف تعلم
..
ازدادت دقات قلب أحمد حين دخل هذه الدار الغريبه
التزم الصمت وهو يقلب نظره يمنة ويسرى
الى أن وقعت عيناه على تلك الصوره
..
همس بوجه خالد انها صوة سوسن!!!

وما كاد ينهي جملته حتى دخلت تلك السيدة العجوز وبيدها طفلة بارعة الجمال
نهض أحمد وحياها.
طلبت منهما الجلوس واجلست الفتاة في حضنها
وبعد قليل دخل زوجها

..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:41 AM
.
..
لم يكن أحمد يفهم ما يجري حوله
فلقد كـان الجو غريبا يملؤه السكون
..
اقترب خالد نحو السيده يداعب الفتاة الصغيره ويحملها لتستقر في حضنه
نظر الى احمد بوجه حزين
..
- انهما والدا سوسن يا أحمد..وهذه هي صغيرتها
..
لم يستطع أحمد أن ينطق بكلمه..اكتفى بالايماء براسه ترحيبا
كان الضغط عليه قويا
كأن جبلا استقر على صدره.
هناك سؤال واحد اراده ولم يجب عليه احد
..
هنا نزلت دمعة ساخنة من وجه السيده حين بدأ والد سوسن بالكلام
..
- أحمد أحب ان اشكرك عني وعن ام عمر على اهتمامك البالغ بابنتنا ردينا
لقد حدثتنا الكثير عنك وعن شهامتك وتعاملك الراقي معها

اعلم انك تتسائل في قرارة نفسك الكثير.
وانك لم تجد الى الان جوابا للتفسيرات التي تتاكل داخل صدرك
..
- الى الان ياعم لم استطع استيعاب شيئ
اخاف ان اطرح الاسئله
لكن هناك سؤال واحد تواق لمعرفته
..
- حسنا يابني..استمع الي وستعرف كل شيئ...لكني ساخبرك أولا بما تجهله عن ردينا
فلقد رغبت ان تعرف كل شيئ عنها قبل اخذك اليها
..
- كلي آذان صاغية لك ياعماه.
..
- ردينا فتاتي الوحيده التي خرجت منها في هذه الدنيا
فلقد ازهت علينا وانورت حياتنا بعد وفاة ابننا عمر بمرض خبيث في دماغه
كبرت وترعرعت بين ربوع الشام القديمه

..
تنهد الحاج رشاد قليلا حين نظر على الصغيره
.
= كانت جميلة وشفافه بكل المقاييس..كابنتها هند تماما..
حين اكملت دراستها الثانوية..وكعاداتنا هنا زوجتها لابن عمها
كانت فرحة معه ..
وكانت تربطها معه محبة كبيرة منذ الصغر
الى أن اتى ذالك اليوم المشؤم
..
اطلق تنهيدة قويه ونظر الى احمد
.
-كان زوجها عصبي المزاج ويثور بسرعه..ولم يكن يرضى الغلط مهما كان
وكان هناك شبان يثيرون البلبلة في الحارة كل فترة واخرى
كان يقف لهم بالمرصاد دائما
وفي يوم حدث وان غدر به احدهم من الخلف بسكين مسموم..وهو عائد من صلاة الفجر
لم يصمد بعدها اياما..ومات شهيدا
..
عانت ردينا كثيرا بعده..خصوصا وانها كانت حامل بهند
ارهقها الاغماء والتعب طيلة فترة حملها
كما ان حزنها على ابن عمها اثر بالسلب عليها
كانت تعاني من الصداع الدائم
وكانت المفاجئة والمصيبة علينا حين علمنا باكتسابها لمرض اخوها عمر
صبرت وانجبت فتاتها..
كانت تخفف همها وتزيل عنها بعضا من حزنها والامها
..
وفي يوم سمعنا عن تطور العلم في بريطانيا..وانهم وجدوا حلا لاستئصال الورم في بدايته هناك
لم نصدق ماسمعناه
وقطعنا تذاكرنا للسفر لتلك البلاد على الفور..
..
اعطانا الاطباء هنا امل كبيرا في شفائها...فكلما اسرعنا باجراء العمليه كانت نسبة النجاح اعلى
..
ابتسمت لنا الحياة من جديد..
لكننا في يوم فجعنا باختفاءها
بحثنا عليها كثيرا ولم نجدها
..
- اضنه كان ذالك اليوم الذي التقيت فيها ملقاة على الارض...
كانت شاحبة الوجه كأنها ميته
..
- تنهد العم رشاد من جديد وهو يستمع لكلام احمد
..
- اتعلم يابني...لقد اخبرتني ردينا كل شيئ..كما ان خالد اخبرني بدوره عن بعض التفاصيل التي عجزت هي عن استرجاعها بعد استعادة ذاكرتها
كما اخبرتني عنك الشيئ الكثير
اتعلم يا احمد.لقد احبتك ردينا بكل صدق ..
وكانت تردد اسمك دائما..في المستشفى
..
- والان اين هي سوسن ؟؟
.
لم تستحمل والدة سوسن بقية الكلام...فلقد اجهشت بالبكاء وخرجت دون ان تنطق بكلمة واحده
كما ان الحج رشاد اخذت الدموع تنهمر فوق خده بدورها
..
هنا اصاب احمد الجمود...فهم أخيرا ان حبيبته رحلت كما رحلت والدته من قبل
نهض من فوره مسرعا الى الخارج يصرخ باعلى صوته وينادى اسمها
لم يستطع الاحتمال
كانت دموعه تنساب فوق خده كانها تسابق حبات المطر بانهمارها


..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:42 AM
.
..
في المقبره
..
.
جثى أحمد على ركبتيه أمام قبر سوسن
نظر الى القبر مليا..
بعد أن وضع ازهارا بيضاء على قبرها
تخيل شكلها مرسوما امامه
اخذ يصيح ويبكي بشده
رغب بحفر القبر واستخراجها..
رغب بضمها والبكاء بحضنها
رغب بمعاتبتها..ولومها

هطلت الدموع من عينيه كسيل منهمر
ادار ظهره لقبرها واراد الرحيل
فقلبه لم يعد يحتمل اكثر
كان المكان فارغا...
يملؤه السكون وارواح الموتى الهائمة هنا وهنا.

التفت وراءه.ليلقي نظرة اخيره على ذالك القبر
واذ بسوسن تقف امامه
حاملة باقة الورود البيضاء.
بثوبها الابيض النقي
كانت تشع بياضا..وكانها نور نزل من السماء
...
لم يصدق عينيه..
..تقدم بضع خطوات لها وامسك بكتفيها يهزه ويلومها على بعادها
..
- لم ياسوسن..لم رحلتي وتركتني هنا وحيدا...
الم تشفقي علي..
الم تعلمي كم انا أحبك..
لقد عانيت كثيرا..
وببعدك قتلت
سامحيني يازهرتي البيضاء على خذلانك
فلم يكن بيدي شيئ
سوسن..اقسم بربي احبك.

..
تراجع قليلا وهو ينظر الى وجهها المبتسم
..
لم لا تردين علي..!
ارجوكي سوسن..اروي قلبي ولا تسكتي.
اخبريني انك لم تمتي..
وانكي حية ترزقين امامي
سوسن..أحبك
..
اقترب منها وضمها الى صدره واخذ يناجيها
ويحدثها ويقبل راسها

..
في تلك الاثناء كان خالد ووالدا سوسون ينتظرانه بالسياره
تأخر الوقت ولم يعد
هنا ترجل خالد بعد استاذانهما

.
فجع حين راى ذالك المنظر أمامه

كان احمد واقفا يحدق الى الفراغ..
يتلمس الهواء تارة ويضمه تارة اخرى
كان يناجي..ويتكلم..ويضحك ويلوم ويعاتب
كانه يتحدث لانسان

اسرع اليه راكضا
وقف امامه وكان يهزه هزا قويا ..وينادي باسمه

لكنه لم يكن يستمع له
كان يبتسم وهو ينظر الى طيف سوسن امامه

لم يفق الا حين صفعه خالد على وجهه
نظر اليه باستغراب
واخذ يركض ويجوب انحاء المكان
ثم عاد صارخا بوجه خالد
.
- أين سوسن؟؟؟
لما اخفيتموها عني
..
- مابك يا احمد..
..
- الا تفهم انت..سوسن كانت هنا..بين ذراعي..مرتمية بحضني
لم تتكلم..لكنها عبرت لي عن مدى اشتياقها بابتسامتها العذبه
أين هيا
..
- لا اااا يا احمد..لقد ازدادت حالتك بالسوء..
هيا بنا سنعود
..
-لن اعود معك ودع يدي...
ستاتي..
نعم ستاتي..فلقد وعدتني ان تبقى معي دائما..
ستأتي



يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:42 AM
.
..
تدهورت حال أحمد شيئا فشيئا..
وأهمل كل شيئ..
اعتزل الناس والعالم أجمع..
كان دائم الجلوس بغرفة سوسن..
يحدق الى البعيد..
كان يتخيلها أمامه في كل دقيقه..
كان ينتظرها ..
وكان طيفها يأتيه ..
فيبدأ بالكلام معها وباضحاكها وتسليتها كما كان يفعل دائما.
..
ولم يكن يكترث لمن هم حوله.
اتاه خبر وفاة والده..ولم يتاثر..

اصبح يتكلم بشكل غريب
تارة يقول ان امه واباه قدما وهما يزفان سوسن اليه
وتارة يصرخ ويقول انهم لم يموتوا جميعا
.
كان كالمجنون..بتخيلاته.

..
صعب حاله على اصدقائه جميعاً..
وقررت الجامعه ارساله لبلاده...
فالمنحة المعطاة اليه اصبحت لاغيه
بحكم غيابه المستمر..وحالته الصحية المتدهوره
..
قرر والدا سوسن الرجوع الى موطنهما
وتكفلا بايصاله الى اهله

..
ودعه خالد وجميع اصدقائه بالم
كما ان قلب السيدة مارغريت تفطر لحاله
فهي لم ترى انسان بطيبته واخلاقه واخلاصه مدى حياتها الطويله

..
قاوم الجميع في البداية
حين ارادوا اخراجه من غرفة سوسن
اعطاه الاطباء هناك المهدئات والمسكنات
كي يتغلب على حالة الهذيان التي تصاحبه

..
يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:43 AM
.
..
دمشق.
..
ذهل الجميع بعودة أحمد السريعه
واحاط بهم الحزن لحالته تلك
فلقد كان أحمد زينة شباب حارتهم..
كان يناصر الصغير قبل الكبير
وكان كريما شهما عطوفا على الجميع

..
استقبلته فاطمه بالم والدموع تملئ عينيها
فلم يخطر ببالها بيوم من الأيام أن ترى حبيبها بهذا الشكل

فلقد آثرت منذ البداية ان تضحي بنفسها وبسعادتها من اجل سعادته هو
ولم تتخلى عنه
ساعدته طيلة مرضه..
وصبرت واحتسبت اجرها عند الله
وقاومت كل الضغوطات المنهالة عليها بتركه.. والزواج بغيره
فهو لم يعد ينفع لها كزوج

ابتعد الناس عنه واصبحوا يخشونه


..
حينما تاتيه الحاله
كان يخرج مسرعا يبحث بالحواري والازقة عن سوسن
ويصرخ باسمها

ولا ينام الا حينما تعطيه فاطمة المهدء

كانت تبكي وهي بجواره ليلا نهارا
كما كان يتفطر قلبها حينما يصرخ بوجهها طاردا اياها من غرفته

كان يسمعها ويقول لها دائما

- انتي لا شيئ
فبسببكي رحلت سوسن..اخرجي..اكرهك
ارحلي انتي ولتاتي هي

كان يغلق بابه بوجهها دائما
ويبدأ بالحديث مع سوسن...
ومع امه وابيه


مرت سنوات وسنوات..

وفي يوم...استيقض احمد على صراخ شديد قادم من الاسفل
فوجئ بانزلاق قدم فاطمة من اعلى الدرج
وسقوطها الى اسفله

رجع اليه رشده وعاد اليه عقله وصوابه
نزل مسرعا يتفحصها

حملها الى السرير وخرج مسرعا يبحث عن سيارة تقله

استغرب نظرة الناس اليه
وصاحب التكسي الذي لم يعطه بال
فلقد أصبح أحمد بنظر الجميع مجنوناً
وأن اي كلمة يتفوه بها ليس لها اية قيمه

اضطر الى الذهاب لاخر الشارع
واستاجار سيارة من غريب

حملها وذهب بها الى المستشفى
صدم أهل حارته حين رؤيتهم لها


هناك في المستشفى
اجمعوا الاطباء على وفاة فاطمه متأثرة بكسر شديد برقبتها

ظل بعدها أحمد حزينا مكتئبا
لكنه صبر واحتسب ذالك عند الله

خسر كل شيئ
أمه..أباه..حبيبته وزوجته
طموحه وحلمه ومستقبله

حاول ان يستمر بحياته
فدرب الجامعة وتكملته لدراسته اصبح مستحيلا

اخذ يعمل صانعا عند اصحاب المحلات
يلقط رزقه من هنا وهنا
الى ان كبر واصبح عاجزا عن العمل
ابتعد ا لجميع عنه
ولم يعودوا راغبين بمصاحبته ولا الحديث معه

ففي نظرهم القاصر انه مازال مجنونا
لانه كان كثير السرحان


هكذا كان احمد
وهكذا كانت حياته البائسه
الى يومك هذا

يتبع

صج عذاب
18-03-2005, 11:44 AM
.
..
نظرت هند الى العم أحمد

كانت الدموع تملئ وجهه واصبح لونه شاحبا
.
- آآه ياعم..ما اقسى الحياة..وما اتعس تلك الدروب التي مرت عليك

..
- اتعلمين يابنتي حين عاد جداكي رغبا بشراء بيت قريب مني .. كي يتمكنا من الاطمئنان علي دائما
.لكنهما لم يكونا يسمحان لك بالاقتراب مني
ورحلا بعيداً.
كان خوفهما عليكي اكبر..
حسبا انني سأأذيكي بجنوني..
لكن حين عاد الي رشدي...
ورجع الي عقلي ذهبت اليهما وترجيتهم العوده
ووعدتهم بعدم الاحتكاك بك

كنت اكتفي بالنظر اليكي من بعيد
والاطمئنان على حالتكي

كنت ارى فيكي وجه سوسن كلما كبرتي
اتعلمين انك تشبهينها كثيرا
حتى انني في بعض الاحيان اشعر انك هي.


انهالت دموعها غزيره..
واخذت تبكي بحرقه
..
- مد يديه الحانيتين الى وجهها واخذ بمسح دموعها

اتعلمين..
لقد مر شريط حياتي كاملا بين يديكي الان
ولم اعد راغبا في شيئ من هذه الحياة
كل همي الان هو انتي.,وسعادتك
..
- اتعلم ياعم..بل ياأبي
انني كنت اشعر بانجذاب غريب بيننا

على رغم تباعدنا الا انني كنت اشعر بانك معي دائما
تحيطني بالحنان..
شعرت بك كوالدي..والان زاد هذا الشعور اضعافا عما كان من قبل
.
ابتسم العم أحمد بعد أن شعر براحة نفسية كبيره

- لقد تعبت الان يابنتي..اعذريني..
فاني ارغب بالتمدد قليلا
..
- سأساعدك الان..وساعطيك حبات الدواء حتى لو رفضت

..
انطلقت ضحكة جميلة من قلب أحمد
ضحكة اشتاق لها منذ زمن طويل

..
وضع رأسه فوق وسادته القديمه
بعد أن شعر براحة كبيرة تغمره

..
- شعر أن سوسن عادت اليه بروحها
فتح عيناه ووجد ها أمامه..هي ووالداه
دعياه اليهم .واقبل بسعادة

طارت ارواحهما محلقة الى السماء
تغمرهما السعادة..مودعين عالم الشقاء


..
في صباح اليوم التالي..
وكعادتها دخلت هند الى بيت العم احمد
كي تعطيه الدواء وتلقي عليه تحية الصباح قبل ذهابها الى الجامعه

..
وجدته متمددا . تعلوا وجهه ابتسامة عذبه
تقدمت اليه بابتسامه وحاولت ايقاضه..
..
لكنه لم يكن يجيب..هزته بقوة وبسرعه..نادت على اسمه
اسرعت الى بيت الدكتور صادق تستنجد به

هز راسه بحزن..بعد ان قام بتغطية وجهه بلحافه الابيض

معلنا انتهاء اسطورة من العشق والشقاء
...








رحل أحمد
بعد أن افضى بما كان يكتمه بصدره من اوجاع
انظم الى اعز احبابه في عالم الخلود

بعد ان كتب في وصيته كل مايملكه لطفلته هند
أمن لها مستقبلها بحياة رغيدة دون أن تعلم
أو تحس بشيئ

رحل بعد أن رسم لدربها عالم أبيض
مليئ بالورود


لتبدأ حياة جديده
وقصة عشق جميله

ولا تنتهي




==========

اتمنى ان تكون هذه القصه حازت على اعجابكم




تحيتي للجميع

لي طب۶ي الخاآاآص
20-03-2005, 10:48 AM
صباح الخير عزيزتي ..

قصة محزنة كثيرة ..

لقد أبكتني هذه الرائعة ..

لا أستطيع أن أتفوه بكلمة ..

فقصتك يا مبدعتي ..

قد تعدت حدود الابداع ..

سلمت يمناك ..

ناصر العبدالله
22-03-2005, 04:27 PM
أخي الغالي

صج عذاب

أسعد الله جميع أوقاتك بكل خير و مسرة

بحق رائعة ،، رائعة ،، رائعة

نسجتها لنا بإحساس حتى عايشنا مفرداتها بكل حرف

و كل صورة ،، و رحلنا مع كل مشهد

أبدعت ،، و أمتعتنا

لديك قدرة على الكتابة

فلا تحرمنا روائعك

سلمت أخي الغالي

و في رعاية الله دمت ،،،