المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أسباب اللحن والعجمة



أهــل الحـديث
24-01-2012, 09:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


وينشأُ ناشئُ الفتيانِ منـــــا ... على ماكان عَوَّدَهُ أبوهُ
وما دانَ الفتى بحجاًً ولكن ... يُعلِّمُهُ التديُّنَ أقربـــوهُ
وقيل :
مَشَى الطاووسُ يوماً باعْوجاجٍ ... فقلدَ شكلَ مَشيتهِ بنــــــوهُ
فقالَ علامَ تختالونَ ؟ فقالـــــوا ... بدأْتَ به ونحنُ مـــــقلِدوهُ
فخالِفْ سيركَ المعوجَّ واعدلْ ... فإنا إن عدلْتَ معدلــــــوه
أمَـــــــــا تدري أبانا كلُّ فرعٍ ... يجاري بالخُطى من أدبوه
وينشَأُ ناشئُ الفتيانِ منـــــــــا ... على ما كان عوَّدَه أبــــوه
عَنْ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ قَالَ : تَحَدَّثْتُ أَنَا وَالْقَاسِمُ عِنْدَ عَائِشَةَ حَدِيثًا وَكَانَ الْقَاسِمُ رَجُلاً لَحَّانَةً وَكَانَ لِأُمِّ وَلَدٍ فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ : مَا لَكَ لَا تَحَدَّثُ كَمَا يَتَحَدَّثُ ابْنُ أَخِي هَذَا أَمَا إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ مِنْ أَيْنَ أُتِيتَ هَذَا أَدَّبَتْهُ أُمُّهُ وَأَنْتَ أَدَّبَتْكَ أُمُّكَ قَالَ : فَغَضِبَ الْقَاسِمُ وَأَضَبَّ عَلَيْهَا فَلَمَّا رَأَى مَائِدَةَ عَائِشَةَ قَدْ أُتِيَ بِهَا قَامَ قَالَتْ : أَيْنَ قَالَ : أُصَلِّي قَالَتْ : اجْلِسْ قَالَ : إِنِّي أُصَلِّي قَالَتْ : اجْلِسْ غُدَرُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " لاَ صَلَاةَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ وَلَا هُوَ يُدَافِعُهُ الْأَخْبَثَانِ " رواه مسلم " أَضَبَّ : حقد؛ غُدَرُ : أي غادر وأكثر ما يستعمل في الشتم؛ لَحَّانَةً : كثير اللحن وهو الخطأ في الكلام والإعراب " .
وقال أبو عثمان الجاحظ رحمه الله : " ... ثمّ اعلموا أنّ المعنى الحقيرَ الفاسدَ، والدنيَّ الساقط، يعشِّش في القلب ثم يَبيض ثم يفرِّخ، فإذا ضَرَب بجرِانِهِ ومَكَّن لعُروقه، استفحل الفساد وبَزَل، وتمكّن الجهل وقَرَحَ، فعند ذلك يقوى داؤه، ويمتنع دواؤُه؛ لأنّ اللفظَ الهجينَ الرديّ، والمستكْرَهَ الغبِيّ، أعلَقُ باللِّسان، وآلف للسمع، وأشدُّ التحاماً بالقلب من اللفظ النَّبِيه الشّريف، والمعنى الرَّفيع الكريم، ولو جالَسْتَ الجُهّالَ والنَّوْكى، والسُّخَفاءَ والحمقَى، شهراً فقط، لم تَنْقَ من أوضار كلامهم، وخَبَال معانيهم، بمجالَسة أهل البيان والعقل دهراً؛ لأنّ الفسادَ أسرعُ إلى النَّاس، وأشَّدُّ التحاماً بالطبائع، والإنسانُ بالتّعلُّم والتكلُّف، وبطُول الاختلاف إلى العلماء، ومدارَسَةِ كُتُبِ الحكماء، يَجُودُ لفظُه ويحسُن أدبُه، وهو لا يحتاج في الجهل إلى أكثَرَ من ترك التعلُّم، وفي فساد البيان إلى أكثر من ترك التخيُّر ... " اهـ من البيان والتبيين